تسعة
الرئيسية » صحة وعافية » الإصابات والحوادث » ارتجاج المخ الطفيف : كيف تكتشف مرض ارتجاج المخ الطفيف؟

ارتجاج المخ الطفيف : كيف تكتشف مرض ارتجاج المخ الطفيف؟

إن ارتجاج المخ هو من أكثر الأمراض التي تصيب الجهاز العصبي والمخ بشكل خاص و ارتجاج المخ الطفيف هو الأكثر حدوثاً من بين أنواع الارتجاج المختلفة من حيث الشدة.

ارتجاج المخ الطفيف

يحدث ارتجاج المخ الطفيف عندما يهتز المخ بداخل الجمجمة مستغلاً بذلك المساحة الفارغة الموجودة بين قشرة المخ الخارجية وهو ما يمكن أن ينتج من اصطدام الرأس بسطح صلب مثل حوادث السيارات وإصابة لاعبي الرياضة في الملاعب أو السقوط من ارتفاع شاهق أو حتى الاهتزاز العنيف للجسم كلها عوامل تؤدي للإصابة بارتجاج المخ وارتجاج المخ بالرغم من أنه يحتاج في أغلب الأحيان إلى علاج خاص داخل المستشفى إلا أن ارتجاج المخ الطفيف يمكن أن يعالج فيه المريض نفسه بنفسه وهو ما سنشرحه في الخطوات التالية.

كيف تعرف أنك مصاب بحالة من ارتجاج المخ الطفيف ؟

أعراض ارتجاج المخ الطفيف

مريض ارتجاج المخ الطفيف قد يعاني من نزيف خارجي إن كان هناك جرح في الجلد المغطي لمنطقة الرأس وهو ما يمكن ملاحظته بتفقد الرأس والفروة جيداً للبحث عن أي جروح موجودة ولكن مع الأسف معظم حالات ارتجاج المخ قد تسبب نزيفاً داخلياً بدون وجود نزيف خارجي مما سيستحيل معه معرفة ما إن كان هناك نزيف أم لا لكن عموماً أكثر الأعراض شيوعاً لارتجاج المخ هي جحوظ العينين وتقطير الأنف بسوائل عادية أو دم وظهور أثر للارتجاج على الجلد على هيئة كدمة كبيرة متورمة.

من الأعراض الأخرى التي ربما يشتكي منها مريض ارتجاج المخ الطفيف فقدان مؤقت للوعي لمدة لا تتعدى دقائق معدودة والصداع الشديد على نحو متزايد مصاحب له حساسية تجاه الضوء والشكوى من رؤية غير واضحة حيث تتداخل الصورة الغير واضحة مع بقع معتمة متناثرة بشكل عشوائي كذلك قد يعاني المريض من اختلال وفقدان في التوازن والدوار المستمر وربما يكون هناك شعور بالوخز أو ضعف في الأطراف العلوية والسفلية مع وجود فقدان مؤقت في الذاكرة أو شعور بالغثيان. كل تلك الأعراض قد تنتج من ارتجاج المخ الطفيف والتي إن زادت شدتها ستؤدي إلى ارتفاع خطورة ارتجاج المخ مما سيتطلب تدخلات على نحو مختلف.

معرفة درجات الوعي للمريض

بما أن مريض ارتجاج المخ قد يعاني من فقدان مؤقت في الوعي فإنه يتوجب عليك أن تحاول معرفة درجة من وعي المريض والتي يمكن قياسها بالخطوات التالية:

  • هل المريض واعي لما حوله: يمكن معرفة ذلك من خلال ملاحظة عين المريض ما إذا كانت تتحرك استجابة لما حوله أو استجابة للأضواء والأصوات ما حوله أو حتى الإجابة على الأسئلة التي توجه إليه.
  • الاستجابة للصوت: حاول مخاطبة المريض باسمه إن كنت تعرفه أو بأي لقب ملائم لنوعه وعمره إن كنت تجهل اسمه وملاحظة ما إذا كان يستجيب للنداء أم لا، وتلك هي الدرجة الأقل من مجرد الوعي أو الاستفاقة.
  • الاستجابة للألم: إن فشلت المحاولتين السابقتين يمكنك عمل أي نؤثر مؤلم للمريض والتحقق مما إن كان يشعر به ويستجيب له بالكلام أو بالحركة أن لا.
  • المستوى الأقل وهو عدم استجابة المريض لأي من المحاولات السابقة وعندها نؤكد بأنه دخل في حالة فقدان كامل للوعي.

معظم أعراض ارتجاج المخ الطفيف قد تحدث في غضون دقائق من بداية الارتجاج؛ لذلك حاول المكوث لفترة مع المريض وفحصه بشكل كامل وبتأن للتأكد من عدم وجود أي أعراض أخرى مع مراعاة متابعة المريض خلال الأيام التالية للإصابة للوقوف على أي مستجدات تحدث للمريض سواء بالسلب أو بالإيجاب.

استخدام أكياس الثلج

كما وضحنا من قبل فإن مريض ارتجاج المخ الطفيف غالباً ما يشتكي من تورم وكدمة في الجلد المغطي للجمجمة بالأخص في موضع الإصابة والارتطام مما يستدعي استخدام كيس من الثلج ووضعه على المنطقة المصابة للتخفيف من حدة التورم، مع مراعاة أيضاً أن الثلج يستخدم في الساعات الأولى التالية للإصابة أما في الأيام ما بعدها فإن استمر التورم فيتم استخدام أكياس المياه الدافئة. واحذر من استخدام الثلج مباشرة على الجلد بل يفضل وضعه داخل قطعة قماش أو كيس سميك إلى حد ما، كذلك لا يستخدم كيس الثلج لعلاج التورم إذا ما كان هناك جرح ظاهري في الجلد إذا أنه سيضر حينها أكثر مما سيفيد.

استخدام مسكنات الألم

بالطبع يشعر المريض بألم ولو كان طفيفاً من جراء الاصطدام الذي تسبب في حدوث الارتجاج، ويمكنك استخدام مسكنات الألم شائعة الاستخدام لكن مع الأخذ في الاعتبار عدم اللجوء إلى المسكنات التي تكون المادة الفعالة فيها هي مادة الأسبرين ومشتقاته إذ أن تلك المواد لها تأثير سلبي على النزيف سواء أكان داخلياً أو خارجياً وبالتالي يجب تجنب مثل تلك المواد تماماً كمسكنات الألم، ويمكنك للتأكد من المسكن الذي تستعمله أن تقرأ الإرشادات ودواعي الاستعمال المرفقة معه أو تقوم بسؤال أي طبيب عما إن كان هذا المسكن آمناً لحالات الارتجاج والنزيف أم لا.

منع المريض من النوم

في أول 4 ساعات من حدوث الارتجاج لا ينصح أبداً بترك المريض ينام وذلك لأن التغيرات الفسيولوجية التي تحدث للجسم أثناء النوم والتي منها حالة خمول في أجهزة الجسم كافة ولاسيما القلب والجهاز الدوري والجهاز التنفسي سوف تقلل من معدل وصول الدم وبالتالي معدل وصول الأكسجين إلى المخ وربما قد يؤدي ذلك إلى تطور الحالة من ارتجاج المخ الطفيف إلى ارتجاج أكثر تعقيداً قد يدخل المريض على إثره في حالة غيبوبة كاملة من جراء انقطاع الأكسجين كلياً أو جزئياً عن أنسجة المخ؛ ولذلك حاول أن تفعل كل ما بوسعك لإبقاء المريض متيقظاً غما عبر تشغيل أصوات مختلفة حوله أو التحدث المستمر معه والتأكد بأنه يرد عليك بردود تبدو عقلانية ومنطقية.

النوم بدرجة كافية

لا يتناقض ذلك العنوان مع سابقه ولكن المقصود بمنع المريض من النوم هو في الفترة التالية مباشرة لحدوث الارتجاج حيث لا يجب جعل المريض ينام وذلك للضرورات التي شرحت من قبل، أما بعد مرور أكثر من 4 ساعات والاطمئنان إلى أن المريض قد تجاوز المرحلة الحرجة من ارتجاج المخ الطفيف يمكنك تركه يخلد إلى النوم لاسيما عن كان الليل قد حل واحرص على أن يتلقى نوماً كافياً حتى يساعد ذلك على أن يرتاح بدنه من جراء الإصابة الحادثة من قبل والتي أدت إلى حدوث الارتجاج.

الحذر من الأعراض الخطيرة

ربما ولكن ليس بمعدل كبير الحدوث أو شائع أن يتطور ارتجاج المخ الطفيف إلى حالة أكثر تعقيداً ولكن للحيطة فقط لا أكثر يجب عليك مراقبة المريض بشكل دائم لمدة 48 ساعة بعد حدوث الإصابة والتأكد من خلوه من أية أعراض قد تشير إلى تطور الحالة بالسلب وليس بالإيجاب، وتشمل تلك الأعراض فقدان الوعي لمدة تتجاوز 30 ثانية أو حدوث أي تغيرات مفاجئة في التصرفات وردود الفعل أو تغير في طريقة المشي أو التلعثم في الكلام أو حتى أي من الأعراض التي كانت موجودة من قبل ولكن ساءت وزادت حدتها، كل تلك تعتبر إنذارات تشير لك بضرورة التوجه إلى المستشفى لتقييم حالة المريض.

عمرو عطية

طالب بكلية الطب، يهوى كتابة المقالات و القصص القصيرة و الروايات.

أضف تعليق

خمسة عشر − 12 =