عندما ترغب أن تبدأ في مشروعك الخاص، في الكثير من الأحيان قد لا يكون بوسعك أن تبدأ وحيدا وإنما عليك اختيار الشريك التجاري ، فتعوزك الحاجة مثلا إلى المال أو إلى المساعدة البدنية والفكرية، في مثل هذه الأحوال من الطبيعي أن تبدأ بالبحث عن شريك في العمل، المشكلة الحقيقية لاحقا هي القدرة على التوافق بين الشركاء وإيجاد الانسجام حتى ينجح العمل ويخرج إلى ارض الواقع، ويبدأ في التشغيل، الكثيرون يفشلون في تحقيق هذا النجاح، فطبيعة الأشخاص وطباعهم وطرق التفكير تختلف، إذا يجب عليك أن تنجح في اختيار الشريك المناسب للعمل ولك، هذا ما يتطلب أن تضع بعض القواعد التي على أساسها تقوم عملية الاختيار عندك، العملية ليست بسيطة، ولا تحتمل المجاملة أو التجاوز، فأنت مرة أخرى تبحث عن الشريك، وبالتالي عليك أن تقوم بتحقيق الأهداف لغاية نجاح المشروع وبعكس ذلك قد تنهار أحلامك، إذا ما هي القواعد التي يناءا عليها يمكنك أن تقوم بعملية اختيار الشريك التجاري .
أهم أساسيات اختيار الشريك التجاري لمشروعك
تحديد طبيعة الشراكة التي تحتاجها أولا
النصيحة الأولى وقبل أن تبدأ عملية البحث عن شريك أن تتعرف على الغاية من البحث عن شريك، فمن هو الشريك الذي ترغب أن تبدأ معه، هل هي شراكة فكرية عملية أو مادية ام شراكة تجمع بين الاثنين، الشراكة الفكرية والعملية هي الشراكة التي يكون فيها الشريك صاحب فكرة معك وأيضا سيقوم بالعمل في المشروع، أما الشريك المادي فهو واضح جدا، فهو الممول إلى المشروع أن كان بجميع راس المال أو جزء منه، هناك نوع من الشراكة تجمع بين الصنفين، بالتالي عليك أن تقوم بتحديد نوع الشراكة التي تبحث عنها، والذي يهمك في هذا الأمر إن تحديد نوع الشراكة يحدد نوع الشريك ويحدد طريقة التعامل مع الشريك، يجب الانتباه إلى الشريك فد يعتبر عاملا مهما في نجاح أي مشروع أو خسارته وانهياره.
اختر شريكا تتفق معه على أسلوب العمل
في حال اخترت أن نوع الشركة تكون مشتملة الشركة في العمل والفكرة، يجب أن تذهب إلى اختيار الشريك التجاري الذي يمكنك أن تتفق معه على أسلوب العمل، وتطبيق النموذج الذي يجب أن يسير عليه العمل، هذا الشرط مهم جدا، إن اختلاف السياسيات الداخلية في العمل قد يقود إلى الفوضى لاحقا، وان رغبة كل طرف في تطبيق نموذجه الخاص على العمل سيؤدي لاحقا لا محالة إلى خلاف شديد قد يؤدي إلى فشل المشروع، توحيد الأسلوب هو أمر مهم جدا للنجاح، ولهذا عليك أن تناقش كل شريك محتمل في فكرته عن أسلوب العمل، وان تبدأ معه في المقارنة بين تفسيرك لمنطقك وبين تفسيره، وفي حال اجتمعت الرؤيتان يمكنك أن تتفقا ويمكن النقاش حول هذا الموضوع للوصول إلى حل أيضا
اختر شريكا يحمل معك ذات الرؤية والهدف للعمل
أيضا عليك أن تبحث عن ذلك الشريك المحتمل الذي لديه ذات الرؤية من العمل والهدف، مال الغاية من البدء في المشروع، والتصور الإجمالي له وكيفية النجاح فيه، أيضا كيفية التواصل فيه، هذه الأمور مهمة جدا أيضا، فلطالما كانت اختلاف الرؤية والأهداف من الأسباب التي تؤدي إلى فشل أي مشروع، فنوع الهدف الذي تطمح له في مشروعك يجب أن يتفق مع نوعها لدى الشريك، في حال عدم التوافق يجب النقاش والحديث عن وسائل التوافق، أيضا في حال عدم التوافق فالأفضل عدم البدء في الشراكة، فهذا الأمر والشرط لا يمكن المساومة عليه منذ البدء، فهو أمر لا يقبل القسمة، والأفضل عدم البدء على التقسيم لاحقا، تحاور جيدا مع شريكك المحتمل وبصراحة كبيرة.
اختر شريكا يماثلك في وتيرة العمل
وتيرة العمل هي التسارع في الذي يجب أن ينشأ عليه مشروع معين، إن كان في البدء، أو الاستمرارية، البعض قد يرغب في اختيار وتيرة في العمل تسير بطريقة جس النبض ومن ثم الانطلاق المعتدل، هو لا يرغب بالتسارع الكبير، هناك من يرغب باستثمار الفرص، واحيانا قد يكون على حساب المجازفة، انت تختلف عن شريكك، ولكن العمل يحتاج إلى التماثل في الوتيرة وبخلاف ذلك قد يعني التعرض إلى التشتيت، قم يوضع تصوراتك إلى الخطوات والمراحل التي يجب أن يسير بها المشروع، وحددها، واطلع الشريك المحتمل عليها، قد تقنعه بطريقتك، وقد يقنعك بفكرته، وفي حالات معينة قد تتفقا على صيغة معينة وموحدة، الأمر قابل للاتفاق دوما وقابل للتواصل بينكما، خاصة إذا ما اتفقتما على الهدف.
اختر شريكا لديه أفكار تختلف عنك
الأفكار أي الاحتمالات والحلول، كما قلنا سابقا يجب الاتفاق على الرؤية والهدف ووتيرة العمل، ولكن هذا لا يمنع من وجود أفكار مختلفة عند كل طرف تساعد في حل المشاكل التي قد تظهر في العمل، وهو أمر مبرر ومشروع، بل إن المشكلة الحقيقة أن تقوم بالشراكة مع شخص يماثلك تماما في أسلوب حل المشاكل، فهنا قد يصبح المجال للأفكار الجديدة ليس خصبا، بل يدور في فلك واحد بدل من تقاطعه بين فكرين مختلفين وطريقتين مختلفتين في التفكير.
اختر الشريك المثابر وابتعد عن العنيد
تعتبر المثابرة هي من اكثر الصفات التي تتواجد في رجل الأعمال الناجح، المثابرة تعني المحاولات المستمرة والمتواصلة للوصول إلى الحلول التي تساعد، البعض لا يكتفي بفكرة واحدة للحل فيثابر على العمل للوصول إلى حلول أخرى وطرق تساعد على هذا الأمر، أما أن يكون الشخص عنيدا فهي مسألة أخرى، ففيها يصبح الشخص غير قابلا للنقاش في فكرته ومعادلته، العنيد يهدد أي مشروع وأي نشاط، على العكس من المثابر والذي يكون سببا مباشرا فيه، إذا على أن تفرق بين الصفتين وان تبحث في رحلتك عن اختيار الشريك التجاري المثابر مع الابتعاد عن العنيد.
ابتعد عن شراكة الأصدقاء
لماذا الابتعاد عن شركة الأصدقاء أو حتى الأقارب مع الإقرار بنجاح يعض هذه الشراكات، أن الخطورة في مثل هذه الشراكات تكن في المحاباة وعدم القدرة على الحساب الناجح، بالإضافة إلى مخيلة الطرف الآخر عن العلاقة وبالتالي تصوراته عن طبيعة عمله، كل هذه الأمور قد تؤدي في النهاية إلى عدم الجدية والتخاذل، وقد تؤدي إلى نقطة اخطر وهي عدم القدرة على المحاسبة لاحقا، إن دخول المجاملات في علاقة الشراكة أمر خطير، أما إذا كنت جازما في قدرتك على التفريق بين العلاقات الشخصية وبين العمل، فلا يوجد ما يمنع من ذلك.
أضف تعليق