اختيار الدراسة قضية شديدة الحساسية بالنسبة للعديدين، العام الدراسي انتهى بالنسبة إلى خريجي الثانوية العامة وابتدأ البحث عن الجامعة التي تتناسب الاحتياجات الخاصة بهم، البعض منهم قد يكون قد حسم أمره على أمر الجامعة التي يرغب الالتحاق بها والبعض الآخر يعيش على هاجس الضغوطات من الكل، فهناك قسم من الأهل يرغب أن يعيش عندهم وان يدرس بجوارهم حتى يكون تحت أعينهم ورقابتهم، هذا القسم يغطي الشريحة الكبرى من الأهل، فالنظرة العامة إن دارسة الطالب خارج محيط المنزل، وخاصة إن كانت الدراسة تتطلب منه السفر خارج الوطن هو أمر لا يمكن استساغته، فهو قد يحمل الكثير من المخاطر لكلا الطرفين أي الأهل والطالب، لكن على العكس من كل هذا فإن دراسة هذا الطالب في جامعة أو معهد بعيد عن الأهل لا يعكس كل هذه السوداوية، في النهاية هل لديك أدنى ثقة في ابنك ام لا، هذا ناهيك عن الفوائد العديدة للدراسة خارج محيط العائلة وهو الأمر الذي سنبحث عليه، فعلى الأهل أن يتوقفوا عن القلق وان ينظروا على الأقل لبعض المزايا التي يحصل عليها ابنهم من الدراسة الجامعية بعيدا عنهم ومنها:
7 نصائح من أجل اختيار الدراسة بعيدا عن الأهل
تعلم الاستقلالية
الاستقلالية هي من اهم العناصر التي يجب أن ينشأ عليها الشاب حتى يستطيع اختيار الدراسة التي تناسبه فهي تعبير عن مرحلة جديدة في حياته وهي إشارة إلى وصوله إلى البلوغ وبالتالي القدرة على السيطرة على موازين حياته، وبالفعل فإن من اكثر العوامل التي تساعد الشاب على الحصول على الاستقلالية هي بكل بساطة أن يعيش مستقلا، نحن لا ننكر أن هناك الكثير من السلبيات لهذا الأمر، والمخاوف التي تحيط بها، فليس الكل يقدر معنى الحرية والاستقلالية، ولكن لا بد لكل شاب أن يمر بهذه التجربة إن آجلا أو عاجلا، فالأهل ليسوا مخلدين والأولى بالأهل أن يبدوا بتدريب أبناءهم على هذا الأمر من الصغر وتدريجيا عن أن تفاجئوا بالحاجة إلى تعليمها إلى الأبناء عند الحاجة، إذا فإن الاستقلالية بكل ما لها من معنى هي العنصر الأول التي يحفز الطالب على هذا الاختيار وان يقدم على التقدم إلى إحدى الجامعات البعيدة عن الأهل حتى لو بصور نسبية بسيطة
تعلم مبادئ جديدة في الحياة
كثيرا ما قيل (الغربة غيرته أو الغربة جعلت منه رجلاً) في الحقيقة إن للغربة مع الاستقلالية العديد من الفوائد، فهي تجعل الإنسان يخرج من ثوب ليدخل إلى ثوب آخر، وان استطاع أن يصقل نفسه جيدا فهو يدخل في مبادئ جديده تجعله إنسان اكثر وعيا واكثر حكمة، هناك سيكون عليه أن يتعلم كيفية الاعتماد على نفسه في الكثير من الأمور ومنها حكمه على الأشياء والأشخاص، وستدخل حياته في مرحلة الجدية، وفي الحقيقة أن الكثير من الطلاب الذين يتعلمون في مدارس بلدانهم أو في القرب من أهلهم لا يصلون إلى هذه المرحلة بسهولة، بل سيعانون الكثير، وقد يحتاجون إلى مراحل لاحقة من حياتهم قد يكون الآخر اختصرها للوصول إلى ما وصلوا إليه.
الاطلاع على ثقافات جديدة
هنا نحن نتكلم عن الدراسة في بلدان أخرى غير بلد الطالب، وقد نتوسع في الأمر أحيانا لنصل إلى الدراسة في مجتمعات تختلف تماما عن مجتمعاتنا من ناحية الديانة والعادات والتقاليد، فعلى سبيل المثال فحتى تسعينيات القرن الماضي كان الاتحاد السوفياتي يوفر الكثير من المنح الدراسية إلى الطلاب العرب، وهذا المجتمع كان مختلفا تماما عن مجتمعاتنا، كذلك الأمر عند سفر المقتدرين ماليا إلى أوروبا الغربية أو الولايات المتحدة الأمريكية، هنا سيكون الطالب في محيط يختلف تماما عن محيط حياته كاملا وهو بحاجة إلى التأقلم مع هذا المحيط مع عدم اشتراط أن يكتسب منهم كل شيء، فمثلا قد يتعلم الانضباط والنظام وغيرها من الإيجابيات على حساب السلبيات، وقد يحدث العكس أحيانا، ولكن في النهاية هذا يعتمد على الطالب وقابليته، وفي المجمل إن النتائج الإيجابية كانت هي الطاغية في هذا المجال.
القابلية للسفر بكثرة
فوائد السفر غنية عن التعريف، والكل يعرفها، ويكفي السفر انه متعة وانه هواية، وانه مجال خصب للتعارف وبناء العلاقات الجديدة، وهذا الطالب الذي سيدرس في الخارج هو مهيئ اكثر للسفر وبالتالي إلى التعرف على الآخرين، يكفيه حتى لو درس في بلده تلك الرحلة الأسبوعية، وان درس في الخارج فهي رحلة موسمية، ولكن أيضا لا ننسى أن من يدرس في الخارج يملك الفرصة أيضا للتنقل في المحيط الجديد لاكتشافه والتعرف عليه اكثر، ولهذا فمن اهم فوائد اختيار الدراسة في الخارج هو السفر، وبكثرة أيضا.
بعيدا عن الرقابة العائلية
إن اختلفنا في هذا الأمر أو اتفقنا، فمع الأهمية والاعتراف بضرورة رقابة الأهل على الأبناء إلا أنها لها العديد من الجوانب السلبية بعض الشيء والتي قد تؤدي في النتيجة إلى خلق شخصية إما ضعيفة أو مضطربة، فأحيانا ينظر الوالدين إلى ابنهم على انه مشروع معجونة يرغبون بتشكيلها كما يريدون، ولكن يجب الانتباه إلى أن السنوات الجامعية هي من اهم السنوات في حياة هذا الشاب، وهي التي قد تعمل على تشكيل شخصيته لاحقا وبالتالي هي تحتاج إلى الكثير من الانتباه، وعدم ممارسة الضغوط التي قد تؤدي إلى النتائج العكسية في النهاية، ولهذا شئنا ام أبينا فإن من اهم الفوائد للدراسة بعيدا عن الأهل هو ضعف وقلة الرقابة الأهلية على الطالب.
تعلم مهارات جديدة
هناك الكثير من المهارات التي يتعلمها الطالب في سكنه بعيدا عن أهله تفوق بكثير ما يتعلمه في المقابل الشخص الذي ما زال أن يسكن مع عائلته، يكفي أن نقول انه الشاب بالذات سيكون مقبلا على تعلم الطبخ، فهو يوما بعد يوما سيمل الطعام المعلب، ثم سيمل من الوجبات السريعة، ويبدأ تجاربه في المطبخ حتى يتعلم اكثر، هذا الأمر سينتج عنه في النهاية مشروع طباخ ناجح، وما ينطبق على الطبخ ينسحب على الكثير من الأمور التي ترتبط بالعناية بالمنزل حتى في ما يتعلق بالكهرباء وغيرها. بعيد عن هذا فإن اختيار الدراسة في الخارج تعطي الطالب ميزة كبيرة وهي تعلم لغة الدولة التي يدرس فيها إن كانت غير العربية، وتعلم اللهجات العربية إن كان يدرس في بلدان عربية.
العمل المبكر
هناك الكثير من الطلاب الذين درسوا في الخارج انتهى بهم إلى الأمر إلى الاستقرار في تلك البلدان والعمل كتجار ناجحين، أو في مجالهم، ففي سنوات الدراسة يبدئون محاولة اكتشاف وسائل زيادة الدخل، خاصة الذين يدرسون بواسطة البعثات وبالتالي إن ما يتقاضونه يكاد يكفيهم فيبحثون عن العمل لزيادة الدخل.
أضف تعليق