تربية الحيوانات الأليفة خطوةٌ يُقدم الكثيرون عليها لأسبابٍ مختلفة، منهم من يقتنيهم من باب المتعة أو التسلية، أو حبًا في الحيوانات فبعض الأشخاص يملكون شغفًا بالكائنات الحية الأخرى وفضولًا لهم وللتعرف عليهم وعلى حياتهم الخاصة، والبعض الآخر يقتنيهم من أجل أن يجدوا من يشاركهم الحياة كصديقٍ وأنيسٍ وفيٍ، والبعض من باب استلطاف فكرة الاقتناء والامتلاك وللأسف فبعضهم يتعامل معه كاللعبة فيبتهج ويتسلى به قليلًا ثم يهمله بعد ذلك، في هذا المقال نستعرض الطريقة المثلى من أجل اختيار الحيوان الأليف .
اختيار الحيوان الأليف : الطريقة المثلى
تحمل مسئولية الحيوان
ومن هنا يحتاج الشخص الذي يريد اقتناء الحيوان الأليف إلى إدراك كامل المسئولية التي سيحملها على عاتقه والإحاطة بها والاستعداد ليكون مسئولًا عن أمانة الروح وعن كائنٍ حيٍ يعتمد عليه اعتمادًا كاملًا وأن إهماله في بعض الأحيان قد يتسبب في موته، لذلك لا تأتي بحيوانٍ لبيتك ثم تتخلص منه بعد فترة وتتركه يواجه مصيرًا اخترت من البداية أن تجنبه إياه.
مشاعر وأحاسيس الحيوانات
عند اختيار الحيوان الأليف يجب أن تدرك أن الحيوانات كالبشر لها مشاعر وأحاسيس تشعر بالحزن والفرح والوحدة والألم ولها رغبات واحتياجات عاطفية، تحب المشاركة وتكره الوحدة وبالطبع فهي تشعر بحبك لها أو كرهك أو إهمالك أو اهتمامك وتبادلك مثله، واحتياجها لك أكبر مما تتخيل بل إن بعض الحيوانات إن أهملها أصحابها ذبلت ومرضت واكتأبت، وبعضها إن مات صاحبها ماتت بعده حزنًا عليه! تلك الكائنات الرائعة تملك عالمًا صامتًا بداخلها أكثر مما نعيه جميعًا، وهي تعلمك التواصل والتفاهم الصامت، فهي تشعر بك بدون أن تتكلم وتُفهمك ما تريده بدون أن تنطق حرفًا، إنك إن أحببت حيوانك الأليف واهتممت به بادلك الاهتمام أضعاف أضعافه، وإن كنت تعطيه جزءًا صغيرا من حبك وعالمك فهو يعطيك كل حبه ويجعل عالمه يدور حولك، الحيوانات تعلمك الحب الحقيقي والصادق وتعطيك من الأنس والتشارك ما قد تفتقده في حياتك ومع باقي البشر.
الحالة المعيشية للمالك
عند اختيار الحيوان الأليف يجب أن تعلم أن من بدايات الأشياء التي ستنظر فيها قبل بداية رحلة البحث عن صديقك الجديد هي أحوالك أنت ومعيشتك وحياتك ووقتك وبيتك وحالتك المادية وقدرتك على إعطاء الانتباه والاهتمام، فالحيوانات تختلف عن بعضها البعض في كل تلك الأشياء التي قد تبدو صغيرة ولكنك حينما تعقد اتفاقًا والتزامًا مع نفسك على تبني حيوانٍ لمدةٍ عمريةٍ قد تصل إلى العشر سنواتٍ فما أكثر، عندها فقد تتحول التفاصيل الصغيرة التي أهملتها في البداية إلى مشاكل حقيقية ومشكلةٍ لا يخسر فيها إلا حيوانك الأليف.
الميزانية المادية للحيوان الأليف
من تلك التفاصيل الميزانية المادية التي ستخصصها لحيوانك، فكل حيوانٍ يختلف عن الآخر في الميزانية التي ستخصصها له وبالطبع فلو كنت تعاني من الضيق المادي فإنك ستكون عاجزًا عن اقتناء حيوانٍ يحتاج إلى ميزانيةٍ شهريةٍ كبيرةٍ وثابتة كالكلاب والقطط مثلًا فهي تحتاج إلى أطعمةٍ خاصةٍ بها وفرشٍ وعلاجاتٍ طبيةٍ موسميةٍ ودائمة أو العناية الطبية في حالة مرضها، في حين أن السلاحف مثلًا أو بعض الأسماك قد تحتاج إلى أقل بقليلٍ من ذلك بل إن بعضها تكاد تنعدم ميزانيته المادية. ضع الأمور المالية في اعتبارك عند اختيار الحيوان الأليف .
الحياة الاجتماعية للمالك
كذلك فحياتك الاجتماعية مهمة فلو كنت من كثيري السفر أو المنشغلين دائمًا خارج المنزل بغير وجود أحدٍ يرعى حيوانك الأليف فأنت تحتاج إلى بداية البحث عن الاختيار الآخر الذي ستقدمه لحيوانك في غيابك، ولا يبدو ترك الحيوان وحده في البيت أثناء سفرك فكرةً صائبةً أو جذابةً بالطبع، وإن وجدت الاختيار الآخر لحيوانك حينها سيكون عليك مراعاة ظروفه فإن كنت تملك قفص عصافيرٍ يبدو سهلًا أن تعطيه لأحد معارفك أثناء غيابك، لكن ماذا عن كلبٍ أو قطةٍ أو قردٍ فكيف ستتركه مع شخصٍ لا يعرفه وليس معتادًا عليه وغالبًا لن يستطيع التعامل معه بشكلٍ صحيح إن لم يكن من مربي الحيوانات. كذلك فلكل حيوانٍ اهتمامٌ خاصٌ به فالكلاب مثلًا تحتاج إلى النزهات اليومية وتذبل وتمرض إن حبست في البيت بدون التنزه كذلك فهي بحاجةٍ إلى المساحة الواسعة في البيت للعب.
الاستعداد للحصول على الحيوان
من العوامل الأخرى التي يجدر أن تهتم بها إن كنت من مربي الحيوانات الأليفة وأردت اقتناء حيوانٍ آخر فذلك ليس بالأمر السهل أبدًا، يحتاج الأمر بدايةً إلى استعدادٍ وتأهلٍ من حيوانك القديم فالحيوانات لها أهواءٌ وشخصياتٌ كما البشر وبعضها يكون غيورًا أو متملكًا أو صعب المزاج أو رافضًا التشارك عندها يصبح امتلاك حيوانٍ آخر غالبًا قد يكون أصغر منه عمرًا وأضعف منه مشكلةً قد تتسبب بالأذى الجسدي والنفسي لأحدهما أو كليهما معًا. لذلك تأكد من استعدادك أولا قبل اختيار الحيوان الأليف .
العدل بين الحيوانات الأليفة
كذلك فإن توجيه اهتمامك لآخر يؤثر بشدةٍ على حيوانك القديم خاصةً إن كان شديد التعلق بك فهو يصبح كئيبًا وعدوانيًا وانطوائيا وقد يفقد شهيته ووزنه ويصيبه الحزن لذا فأنت تحتاج العدل بينهما وألا يقل اهتمامك به ويشعر بخطر النبذ، كما أن أنواع الحيوانات يجب أن تُراعى فمن الصعب أن تمتلك قطةً وهامسترًا أو عصفورًا سويةً لأنك ببساطةٍ ستستيقظ يومًا لتجد القطة التهمت صاحبك الجديد!
النوع الملائم لك
الحيوانات أنواعٌ كثيرة وبعد مراعاتك لكل السابق فأنت تبحث بين الأنواع عن الأقرب لقلبك والذي تريد أن تتبناه في حدود إمكانياتك، وطالما اقتنيت حيوانًا فابحث عنه وعن خصائص فصيلته وبني جنسه واحتياجاته وسلوكياته وتصرفاته وكيفية توفير حياةٍ سعيدةٍ له. وفي السطور القادمة نستعرض أنواعًا مختلفة من الحيوانات يجب أن تضعها في اعتبارك في رحلتك من أجل اختيار الحيوان الأليف .
القطط
القطط من أشهر الحيوانات المستأنسة ويلجأ أغلب مقتني الحيوانات الأليفة إلى اقتنائها فهي كائنٌ مسالمٌ وجميل، كما أن له فلسفته الخاصة بالحياة وطريقته المختلفة في التعبير عن حبه ومشاعره، هو حيوانٌ صاحب رأيٍ خاصٍ ومزاج متقلبٍ ولا يمكنك إجباره على شيءٍ ولكنه رغم ذلك يستمتع بالتعبير عن حبه لك في أوقات صفائه، يحب الدلال والاهتمام والنوم كثيرًا وهو مرتبطٍ بالمكان ارتباطًا عميقًا بعكس الكلاب التي ترتبط بالأشخاص أولًا لكن ذلك لا يجعل من القط متجردًا من الولاء لصاحبه بل هو شديد التعلق به لكن يصيبه الرعب والفزع إن غير مكانه كذلك فإن القطط ليست من هواة التنزه.
الطيور
الطيور والعصافير والببغاوات نوعٌ آخرٌ من الحيوانات يقتنيها أصحاب الذوق الرفيع في الجمال، يميل إليها الذين يخافون التعامل المباشر مع الحيوانات أو الذين يميلون لمراقبة جمال الكون في هذا الكائن الصغير أكثر من اللعب والمرح المتواصل مع الحيوانات الثديية.
السلاحف
السلاحف والأسماك نوعٌ آخرٌ أقل تكلفةً وحركةً ويشكلان علاقةً أكثر صمتًا وهدوءًا في حياتك فيبدو هذا القسم من الحيوانات مهتمًا بشؤونه وتاركًا إياك لشؤونك فلا يطلب تدليلًا ولا تنزهًا ولا لعبًا ولكن ذلك لا ينفي شعورهم بالاهتمام والحب وأنسهم باهتمامك، خاصة السلاحف رغم ما قد ينتشر عنها من شائعاتٍ كالملل واللامبالاة فهي أكثر الحيوانات حساسيةً وتأثرًا وتعلقًا بصاحبها رغم بدائية طريقتها في التعبير حتى أنك تكاد لا تشعر بحبها إذا لم تنتبه وتهتم بها.
القوارض
في رحلتك من أجل اختيار الحيوان الأليف قد تفكر في الهامستر والقوارض، فهي تقع بين البينين فهي حيواناتٌ صغيرةٌ مشاكسة، رغم صغر حجمها فهي تحب اللعب وتشعر بسعادةٍ بالغةٍ إذا شاركتها لعبها وشاكستها وأعطيتها من وقتٍ لآخرٍ الفرصة للخروج من قفصها واللعب في البيت مع الحرص على سلامتها.
أنواع أخرى من الحيوانات
أنواعٌ أخرى كثيرة من الحيوانات قد يستأنسها البعض ويعتبرها أليفةً وصديقة كالقردة مثلًا والضفادع وصغار الدواجن والأرانب، وحيواناتٌ غريبةٌ كأن يستأنس البعض الثعابين أو السحالي أو العناكب، والكثير يستأنسون الأسود والنمور وفصيلة السنوريات كلها يتبنونها صغيرةً تأنس لهم ويأنسون لها لكني لا أنصح أبدًا باقتناء هكذا أنواعٍ فلست أظن أن أحد هؤلاء عمل بنصيحة أحدٍ ليربي أناكوندا في بيته! وإنما هي حالات رغباتٍ غريبةٍ فردية نجد فيها كل أنواع الحيوانات وجدت طريقها لقلب أحدهم واستأنسها.
الحيوانات عالمٌ جميلٌ وواسع يختلف عن عالمنا الملوث، اقتناء أحدها قد يكون بابك للنظر إلى الجهة الأخرى الجميلة من الوجود ما دمت قادرًا على الحفاظ على هذا الجمال بغير تلويثه. وهكذا نكون قد استعرضنا في هذا المقال جوانب اختيار الحيوان الأليف الملائم لك من كل النواحي.
أضف تعليق