أصبح إجراء اختبارات المخدرات من أهم وأول الأمور وأكثرها شيوعًا في العديد من الدول عند الالتحاق بالوظائف العامة أو بمهن معينة، وذلك كنوع من الإجراءات الوقائية والعلاجية في ذات الوقت للسيطرة على آفة انتشار المدمنين في أوساط المجتمع بما يشكل خطورة على حياة الناس.
من هُنا تعددت التقنيات الطبية الحديثة للكشف عن إدمان المخدرات بأنواعها المختلفة، وبعضًا من تلك التقنيات هو محور حديثنا في السطور الآتية.
استكشف هذه المقالة
اختبار المخدرات عن طريق الفم
نظرًا لانتشار آفة إدمان وتعاطي المخدرات بين فئات عدة من المجتمعات وفي القلب منها الشباب تحديدًا؛ تعددت اختبارات المخدرات والذي يعد أسهلها وأسرعها الاختبار عن طريق اللعاب.
قد توصلت إلى هذه التقنية التي تكشف معدل المخدرات في الجسم في دقائق معدودة واحدة من الشركات البريطانية الطبية، وفي هذا النظام المُبتكر تؤخذ عينة من لعاب المُدمن عن طريق ماسحة طبية، ثم تُوضع تلك العينة في جهاز خاص ذو شكل خرطوشي، ليقوم هذا الجهاز بتحليل العينة وتحديد نوع المخدر في دقائق. وقد ساعدت تقنية اختبارات المخدرات عبر الفم في الكشف عن خمس مجموعات خطيرة من المخدرات، هي مجموعات القنبيات والأمفيتامينات والكوكايين والأفيون والبنزوديازيين والميثادون.
اختبارات المخدرات في البول
رغم بساطة تحليل البول للكشف عن إدمان المخدرات، إلا أنه يُعد أهم اختبارات المخدرات على الإطلاق وأكثرها دقة، وذلك لأنه لا يكشف فقط عن وجود المخدر بالجسم، ولكنه يساعد أيضًا في الكشف عن المُضاعفات الصحية المُحتملة مستقبلًا جراء إدمان وتعاطي المخدرات؛ فضلًا عن كشفه لأهم وأخطر مجموعات المخدرات كما أنه الأساس في تحديد أصناف الأدوية المطلوب تناولها كجزء من البرنامج العلاجي للتخلص من الإدمان.
وتجدر الإشارة إلى أن اختبارات المخدرات عبر تحليل البول تكشف عن وجود – سواءً بالإدمان أو بالتعاطي فقط – أنواع عدة من المواد المخدرة، ومنها الحشيش والبانجو والماريجوانا والأمفيتامينات والميثامفيتامين والبنزوديازيبين والباربيتورات والكوكايين والميثادون والأفيونات، وبذلك يتضح لنا أنه أكثر نفعًا من تحليل اللعاب، كما أن البول يكشف عن تعاطي وإدمان الكحوليات.
مدة بقاء المخدرات في البول
تعتمد مدة بقاء المخدر في البول على عوامل عدة، منها على سبيل المثال الحالة الصحية للشخص محل الفحص، والعمر، والحالة الوظيفية للكبد والكُلى، ونوع المخدر، واستمرارية التعاطي إدمانًا أو بصورة مُتقطعة، وبناءً على ذلك نجد أن مخدرات الحشيش والبانجو والماريجوانا يظل أثرها في البول لمدة تتراوح بين ثلاثة أيام إلى أسبوع، بينما مخدرات الهيروين والمورفين والكودايين تبقى ليومين أو ثلاث فقط عند التعاطي الغير مزمن، أما الترامادول فيبقى بالجسم لمدة تتراوح بين 12 إلى 14 ساعة فقط من وقت التناول.. وهكذا مع بقية الأنواع.
متى تظهر نتيجة اختبار المخدر في البول؟
تتميز اختبارات المخدرات بالبول بسرعة ظهور نتائجها، حيث من الممكن الحصول على النتائج خلال 24 ساعة فقط من بدء التحليل خصوصًا مع الحالات السلبية، وهذا لا ينفي أن بعض النتائج الإيجابية تحتاج لتأكيدها عدة اختبارات قد تطول لأيام أو لأسبوع واحد على الأكثر.
وجدير القول إن اختبارات المخدرات بالبول يعيبها إمكانه تأثر النتائج النهائية بمجموعة من الممارسات الدوائية، أشهرها تناول الشخص محل الفحص لأدوية المسكنات وأدوية الإمساك، حيث إن هذه الأدوية ينتج عنها تفاعلات كيميائية بالجسم قد تؤدي إلى ظهور مواد تشبه المخدرات في البول في حين أن الحقيقة غير ذلك.
اختبار المخدرات المنزلي
يعتبر الجهاز المنزلي لكشف تعاطي المخدرات من أحدث تقنيات اختبارات المخدرات ، ولسهولته وسرعته شاع استخدامه في الآونة الأخيرة، حيث أصبحت إدارات تنظيم المرور تلجأ إليه لفحص المخدرات للسائقين على الطرق السريعة.
يعتمد الجهاز في آلية عمله على شرائط اختبار تُغمر في عينة البول لمدة تتراوح بين 10 إلى 15 ثانية على الأكثر، ثم توضع داخل الجهاز (فهو شديد الشبه بأجهزة فحص مستوى السكر بالدم)، وما إن يتم وضع شريط الاختبار بالجهاز حتى تبدأ الخطوط الملونة في الظهور، ومن ثَم يمكن معرفة النتيجة في غضون 5 دقائق على الأكثر. وتُقرأ نتيجة اختبارات المخدرات بالجهاز المنزلي وفق الخطوات الآتية:
- إذا ما ظهر خط خافت أو ملحوظ بالقسم T، فهذا يعني أن النتيجة سلبية.
- إذا ما ظهر خط خافت أو ملحوظ بالقسم C، فهذا يعني أن النتيجة إيجابية.
ورغم ما يتميز به الجهاز المنزلي من سرعة وكفاءة في الكشف عن مجموعات عديدة من المواد المخدرة، إلا أنه يُعاب عليه احتمالية كذب النتائج الإيجابية للتأثر بالمواد الفعالة لأصناف عديدة من الأدوية والعقاقير، كما يلزمه مع النتائج الإيجابية التأكد والتثبت بتحليل البول المعملي التقليدي في المُختبر، أي أنه يمكننا القول إن اختبارات المخدرات بالجهاز المنزلي هي اختبارات أولية فقط.
الأدوية التي تظهر في تحليل المخدرات
0000000000000
مع الأسف الشديد يُساهم تناول بعض أنواع من الأدوية والمواد في إيجابية نتائج اختبارات المخدرات ومن أشهر تلك الأدوية والمواد ما يلي: الأدوية ذات المواد الفعالة من مجموعة البنزوبيرين والبنزوديازيبين، أدوية المهدئات والمنومات، المسكنات التي تعتمد على نبات الأفيون في مادتها الفعالة، الأدوية ذات المادة الفعالة الميروفين، بعض أدوية السعال ذات المادة الفعالة الكودايين، أدوية نزلات البرد ذات مواد البرومفينيرامين المثبط للهيستامين، المضادات الحيوية كالريفامبين والفلوروكوينولوزات، صابون الأطفال مثل غسول جونسون، شاي الكوكا المصنوع من زهرة الكوكا، لأنه نفس المصدر الذي يُشتق منه الكوكايين، ماء التونيك الذي يُستخدم في علاج الملاريا، وذلك لاحتوائه على نسبة بسيطة من مادة الكوينين، الأدوية المضادة للفيروسات التي توصف لعلاج الإيدز.
نظرًا لانتشار تعاطي المخدرات وإدمانها بين فئات عمرية مُختلفة أصبحت التقنيات الطبية الحديثة في اختبارات المخدرات في الجسم تنتشر هي الأخرى بشكل موسع، بل أصبح من السهل الحصول على النتائج خلال وقت قصير وبسرعة وكفاءة.
أضف تعليق