تسعة
الرئيسية » حياة الأسرة » حياة زوجية » إيجابيات الزواج : ما هي إيجابيات الزواج والارتباط الجاد ؟

إيجابيات الزواج : ما هي إيجابيات الزواج والارتباط الجاد ؟

الزواج أحد العلاقات المقدسة منذ طويل الأمد، إيجابيات الزواج كثيرة ولا تعد ولا تحصى، لكننا سنحاول إحصاء أهم إيجابيات الزواج لتشجيعك عليه!

إيجابيات الزواج

لا يشك عاقل أن إيجابيات الزواج متعددة ومتنوعة. فهي لا تقتصر على العلاقة بين الزوج وزوجته فحسب، بل تتعدى ذلك لتشمل جميع مناحي الحياة، بدءًا من استمرار النسل البشري بصورة عامة، ووصولاً إلى أدق تفاصيل حياة الفرد. فبالإضافة إلى كون الزواج الوسيلة الشرعية الضرورية لاستمرار الحياة على الأرض والحفاظ على النوع البشري من التناقص، يشمل التأثير الإيجابي للزواج جوانب عديدة على مستوى حياة الفرد والمجتمع على حد سواء. وقبل الشروع في سرد إيجابيات الزواج وفوائده للفرد والمجتمع، ينبغي أن نؤكد على أن الزواج سنة إلهية من سنن الكون، وجعلها الله سنةً عامةً بين جميع المخلوقات، فلا يحيد عنها إنسان، ولا حيوان، ولا حتى نبات، فقد جعل خالق الكون من كل شيء زوجين، فالنبات، والحيوان، والإنسان كل من هذه الأجناس لا يتكاثر ولا تستمر فيه الحياة أجيالاً بعد أجيال إلا من خلال هذه السنة الكونية العظيمة، ولكن الله عز وجل كرم الإنسان وجعل علاقة الذكر بالأنثى في جنس البشر علاقةً منظمةً، وراقيةً، وبعيدةً عن أنماط الإباحية والتفسخ من القيم والأخلاق، ولو لم يكن من إيجابيات الزواج شيء سوى الرقي بعلاقة الرجل بالأنثى لكفت ولكن هناك العديد من التأثيرات الإيجابية الأخرى للزواج.

تعرف على أهم إيجابيات الزواج

مشكلة الشيخوخة المبكرة

ويمكن للفرد أن يلاحظ العواقب الوخيمة والنتائج الكارثية التي وصلت إليها بعض المجتمعات التي تخلت عن قيمها وأخلاقها وشجعت على إقامة علاقات إباحية غير مشروعة خارج إطار الزواج؛ ومن بين هذه العواقب، تراجع مكانة الأسرة التي تعد اللبنة الأساسية لأي مجتمع، وانتشار العلاقات المحرمة والمثلية الجنسية، وتراجع معدلات النمو السكاني، وهذا من شأنه أن يصيب المجتمعات بما يعرف بالشيخوخة السكانية، أي ارتفاع نسب كبار السن في السكان، وهي ظاهرة أصابت سكان العالم بأسره، ويرى الباحثون المتخصصون في هذا الشأن أن عدد كبار السن على مستوى العالم قد يتجاوز عدد الشباب بحلول عام 2050، وهذه من أخطر الظواهر التي قد تصيب المجتمعات، حيث تصبح نسبة كبيرة من السكان غير قادرة على الإنتاج، وهناك دول كبيرة ومتقدمة اقتصاديًا بدأت تعاني من هذه الظاهرة، وعلى رأس تلك الدول ألمانيا، فبحسب الإحصائيات، انخفض عدد السكان في ألمانيا من 80 مليون نسمة إلى 73 مليون نسمة، كما أشارت الإحصائيات إلى تراجع عدد القادرين على العمل وارتفاع نسبة كبار السن في الشعب الألماني، وهناك تحذيرات من تحول ألمانيا وغيرها من الدول التي تعاني نفس المشكلة إلى دول للعجائز. والسبب الأول في تفشي هذه الظاهرة يرجع إلى تقهقر مكانة الزواج في المجتمعات باعتباره، دينيًا وثقافيًا، العلاقة الشرعية الوحيدة بين الرجل والمرأة، فالرجل الذي يحرص على الزواج غالبًا ما يكون من بين أهدافه التي يرجوا أن يحققها من وراء الزواج هو إنجاب الأطفال وتكوين أسرة يراعاها وينميها قدر استطاعته

العلاقات غير الشرعية

وعلى النقيض من ذلك، نجد أن الباحثين عن إقامة علاقات خارج إطار الزواج غالبًا ما لا يكون إنجاب الأطفال من بين أولوياتهم، إذ أن الرغبة الأولى والدافع الأكبر لجميع تلك العلاقات غير المشروعة هو إشباع الرغبات الجنسية لدى الطرفين وليس في حساباتهم تكوين الأسر، التي تعد صمام الأمان للمجتمعات؛ وبهذا يكون من بين إيجابيات الزواج حماية الكتلة السكانية من الشيخوخة والتقلص السكاني. وإليك بعضًا من إيجابيات الزواج الأخرى على المستويين الفردي والمجتمعي.

الزواج يصون الرجل والمرأة والمجتمع

يحفظ الزواج كل من الرجل والمرأة من الوقوع في وحل العلاقات غير المحرمة، والتي لا تعود بالنفع على أي من الطرفين سوى إرضاء الشهوة الظرفية المؤقتة، التي سرعان ما تنتهي وتتلاشى ويخفت بريقها مع كم المشكلات الهائلة التي تواجه الطرفين بسبب هذه العلاقات التي لا يحكمها ضابط ولا رابط، فمن بين إيجابيات الزواج وأهدافه الأساسية إشباع الرغبة الجنسية لدى الطرفين، حيث يكون ذلك في إطار علاقة منظمة، تحفظ حقوق كل منهما، وتضمن لكليهما حياةً سعيدةً إذا ما توفرت عوامل نجاح هذا الزواج، وهذا من شأنه أن يعود على المجتمع بالنفع، فلطالما تم إشباع الرغبات الجنسية لدى الرجل والمرأة بشكل منظم ومشروع تجنبت المجتمعات خطر انتشار الرذيلة وفساد الأخلاق والانحلال، وهي ظواهر ما إن تفشت في أي مجتمع أهلكته وجعلته مجتمعًا هشًا غير متماسك.

تكامل العلاقة بين الرجل والمرأة

في الزواج يستمتع كل طرف بالآخر استمتاعًا منظمًا ومشروعًا، ويحرص كل طرف على راحة الآخر، ويتكامل معه بطريقة فطرية تضمن استدامة الحياة بالشكل الطبيعي الذي يعزز بدوره ترابط الأسرة ومن ثم المجتمعات ككل، فالرجل يعمل ويتحمل مسؤولية الأسرة من نفقات، وإطعام، وكساء، ومسكن، والمرأة هي الأخرى تهتم بمتطلبات زوجها، وأطفالها، وترعى أسرتها من الداخل.

تحقيق السكينة والاستقرار النفسي

من إيجابيات الزواج النفسية تحقيق السكينة، والاستقرار، والراحة النفسية لدى الزوجين، فالزوجان يعرف كل منهما مسؤولياته تجاه الآخر، ويبذل كل منهما وسعه في تحقيق السعادة للآخر، ويتضح لكل منهما الهدف والطريق، فيساعد كل منهما الآخر في تحقيق هذا الهدف، ولا سيما بعد إنجاب الأطفال، وهو الأمر الذي غالبًا ما يعزز العلاقة بين الزوج والزوجة ويقوي أواصرها، وبذلك يصبح أفراد المجتمع مستقرين نفسيًا وذهنيًا، ساعين إلى تنمية مجتمعهم، حيث لا مستقبل أفضل لأطفالهم إلا من خلال العمل الدؤوب وتحقيق التنمية في مجتمعاتهم، فيصبح النفع متعديًا ليشمل الفرد، والأسرة، والمجتمع.

تعزيز الترابط بين مكونات المجتمع

لا شك أن الأسرة هي اللبنة الأساسية لأي مجتمع، وهي الفقرات التي يتألف منها العمود الفقري لأي كتلة سكانية، ولذلك كان من بين إيجابيات الزواج تقوية أواصر الصلة بين الأسر والمجتمعات، فكم من أسرتين لا تعرف كل منهما الأخرى، ثم تصيران في يوم وليلة مجتمعًا واحدًا، بعد زواج فرد من أفراد إحدى الأسرتين بإحدى أفراد الأسرة الأخرى، فتترابط المجتمعات وتتشعب العلاقات بين مكوناتها

التمتع بزينة الأولاد

لقد أشار الله عز وجل في كتابه الكريم إلى زينة هذه الحياة الدنيا، والمتمثلة في المال بجانب الأولاد، فالمال وحده لا يحقق السعادة لصاحبه، فكم من جامع للمال يئن من وحدته ويشكو ألم الحرمان من أولاد ينفق عليهم هذا المال بمحبة وبنفس راضية، فمع وجود فلذات الأكباد ليستمتعوا بذلك المال ويرثوه من بعد صاحبه، يشعر الإنسان بالسعادة، بالطبع إذا ما توفرت عوامل السعادة الأخرى، فتحصيل الأولاد يعد من إيجابيات الزواج عظيمة النفع للأفراد والمجتمعات على حد سواء، فبجانب تحقيق السعادة، وزينة الحياة، وإشباع رغبتي الأبوة والأمومة لدى الطرفين، ينتفع أيضًا المجتمع بهؤلاء الأولاد فيما بعد، وذلك حينما يكبروا ويصبحوا أفرادًا عاملين ومنتجين في مجتمعهم، كما أن إنجاب الأولاد يقي المجتمعات من الوقوع فريسة لتناقص عدد السكان وظاهرة الشيخوخة السكانية التي أشرنا إليها سابقًا.

وفي الختام، لا تقتصر إيجابيات الزواج على ما ذكرناه فحسب، بل تمتد وتتعدد بشكل يحتاج إلى تخصيص مساحات كبيرة من الكتابات والأبحاث لحصرها وإحصائها بالشكل الذي تستحقه، وعلى الدول أن تتبنى استراتيجيات تشجع على عودة مكانة الزواج في نفوس أفرادها، كعلاقة أساسية مشروعة ومنظمة لإشباع الرغبات وتحقيق الاستقرار والترابط بين أفراد المجتمع الواحد، فقد ازداد عدد الدول التي وقت أسيرة التقلص السكاني وازدياد نسب كبار السن وغير القادرين على العمل، حتى شملت مثل هذه الظواهر دولاً متقدمةً مثل ألمانيا واليابان، ولا سبيل إلى تحقيق التوازن النفسي والعددي والأخلاقي في مجتمعات هذه الدول إلى بالرقي بالعلاقة بين الرجل والمرأة، والقضاء على أنماط العلاقات الأخرى، وتشجيع الزواج والإنجاب بين الشباب، وتوفير بيئات ملائمة لتكوين الأسر، وتحقيق الاستقرار الصحي، والنفسي، والمالي بين المتزوجين.

مصطفى فؤاد

مصطفى فؤاد برعي، تخرج من كلية اللغات والترجمة بجامعة الأزهر، يعمل مترجم تقني وقانوني حر، من محافظة سوهاج بصعيد مصر، عمل مدرسًا للغلة العربية والثقافة الإسلامية وعلوم القرآن الكريم في مركزي خالد بن الوليد والسلام الإسلاميين في مدينة كيتو، عاصمة الإكوادور، بأمريكا اللاتينية.

أضف تعليق

3 × واحد =