يقف أمام إنجاز الأعمال عقبات كثيرة، كل عقبة منهم كفيلة بجعلك تتوقف عن عمل أي شيء، وبالتالي فإن إنجاز الأعمال يحول بينه وبيننا الكسل والإحباط وقلة التركيز وانعدام القدرة على عمل شيء وعدم وجود حماس والرغبة في الاسترخاء والنوم المتواصل وتصفح الإنترنت وغيرها، ويترتب على كل هذا نتيجة واحدة: أن الأعمال لم تنجز ولا زالت متراكمة، وربما بسبب فوات وقت طويل يصبح إنجاز الأعمال كعدمه وبالتالي يترتب على ذلك أنه لا يوجد أعمال أصلاً لتنجزها فقد ذهب كل شيء بسبب تكاسلك عن تأدية عملك وسيعقب ذلك الفشل الذريع وشعورك المُلح بالإخفاق وأنك غير صالح لشيء وربما ستكتئب وتفكر أنك شخص ليس لك أي قيمة وفشلت حتى في أبسط الأشياء وربما تفكر بشكلٍ جدي في الانتحار بسبب عدم قدرتك على إدارة أعمالك أو إنجاز الأعمال التي كلفت بها، مما يترتب عليه كارثة كبيرة.
وبنظرة موضوعية أخرى كلنا نعاني من فتور الرغبة في العمل وعدم القدرة على إنجاز الأعمال مما يترتب عليه تأخيرها، لذلك إلينا وإليكم هذه النصائح التي ربما ستساعدك قليلاً وسترفع من حماستك كي تستطيع إنجاز الأعمال المُكلف بها في أسرع وقت ممكن وبأقل مجهود من الممكن أن تبذله وبدون صعوبات كبيرة في إنجاز أعمالك.
أفضل النصائح من أجل إنجاز الأعمال
حدد هدفك
لابد أن تستيقظ صباحًا لتعرف ماذا تود أن تفعل بالضبط، ما الذي تسعى إلى تحقيقه؟ حتى تعلم أي طريق ستسلك وما هو الأسلوب المناسب لتحقيق هذا الهدف، هذا سيوفر عليك وقتًا وجهدًا كبيرًا، ويجب عليك أن تحدد هذا الهدف بناءً على قدراتك، فلا تضع هدفًا كبيرًا لا تستطيع إنجازه ثم تصاب بالإحباط ويؤثر ذلك على عملك اللاحق، حاول عند إنجاز الأعمال معرفتك قدرتك على الإنجاز ومدى طاقتك وبناءً على ذلك يكون الهدف الذي تود الانتهاء منه اليوم، فلا يكلف الله نفسًا إلا وسعها، فما بالك بالعبد الذي يكلف نفسه أكثر من وسعه؟ لذلك عليك تحديد هدفك ومقدار العمل الذي تنوي إنهاؤه لا أكثر ولا أقل حتى تستطيع إنجازه بإذن الله.
أبدأ العمل من الصباح
يكون الإنسان في أوج نشاطه وفي ذروة قدرته على الإنجاز بمجرد استيقاظه من النوم، لأنه يكون خارجًا من فترة استرخاء وراحة كبيرة لذلك فإنه عندما يستيقظ يكون في أكثر الأوقات استعدادًا لإنجاز الأعمال وبناءً عليه يجب أن تبدأ العمل مباشرة بمجرد ما تستيقظ من نومك وتضع أمامك الهدف الأكثر صعوبة بحيث تبدأ به وتنجزه هو قبل أي شيء، حيث هناك مقولة قديمة تتعلق بمسألة إنجاز الأعمال تنصح بابتلاع أربعة ضفادع على الصباح، بالطبع عندما تسمع هذه الجملة ربما يصيبك شعور بالغثيان لأنك لا تتخيل إطلاقًا ابتلاع ضفادع أبدًا، ولكن هذه صيغة مجازية للإشارة نحو البدء بأكبر الأعمال صعوبة لديك وأكثرها إرهاقًا وإجهادًا، وتم تشبيه ذلك بابتلاع أربعة ضفادع حتى يتم توصيل فكرة اختيار أكثر الأعمال صعوبة لإنجازه أولاً في الصباح.
احصل على استراحة للاسترخاء
لا يمكنك أن تعمل كل الوقت، فإن ذلك سيؤدي إلى إرهاقك بدنيًا وذهنيًا ولن تتمكن من مواصلة العمل بأي شكل ولذلك لابد أن تحصل على فترة للراحة والاسترخاء كي تستعيد نشاطك مرة أخرى وتستطيع مواصلة العمل، حيث يتوقف إنجاز الأعمال على قدرة عقلك على المواصلة والاستمرار، والطريقة التي تخلو من أخد فترات للراحة والاسترخاء ربما تستمع فيها للموسيقى أو تتمشى أو تسترخي أو تمدد جسدك على الأريكة لفترة ما، ربما ستجد نفسك تنجز بالفعل ولكن ستتوقف بعد فترة أيضًا ووقتها لن تستطيع مواصلة العمل بأي شكل، بل ستجد نفسك محبطًا يائسًا وربما ستصاب بانهيار عصبي سيجعلك تكره العمل وستكره نفسك أيضًا وربما ستتخذ قرارًا عصبيًا بإنهاء عملك حالاً ولن تستطيع إنجاز الأعمال المكلف بها أبدًا. لذلك فإن الاسترخاء وأخذ قسط من الراحة لتنشيط جسدك وقدرتك على العمل والعودة بعد الاسترخاء بذهن متقد وأكثر حماسًا وإقبالاً على العمل من قواعد إنجاز الأعمال.
توقف عن العمل فورًا عند إغلاق ذهنك
يحدث أحيانًا أن تجد نفسك ليس لديك القدرة على مواصلة العمل أكثر وأكثر ولكن بسبب قرب تسليم العمل عليك أن تواصل العمل وتواصل وتواصل، ولكن بسبب مواصلة العمل المستمر قد يصل لساعات طويلة قد يتوقف ذهنك وقد تشعر على أثر ذلك بصداع ولكنك لا تستطيع التوقف عن العمل بالطبع لأنه لا وقت لديك للراحة والاسترخاء، لكن ننصح بقوة أنه عند الوصول لهذه الحالة من انغلاق الذهن وعدم قدرتك على التركيز والشعور بالتشويش وعدم قدرتك على مواصلة عملك يجب أن تتوقف حالاً وعلى الفور عن العمل دون نقاش مهما حدث لأن ذلك سوف يودي بك إلى أضرار صحية وأيضًا لن تستطيع تسليم عملك، يجب ألا تترك نفسك تصل لهذه الذروة وباستخدام الفواصل القصيرة وفترات الاسترخاء الوجيزة تستطيع تنشيط ذهنك كل فترة وبذلك تستطيع إنجاز أعمالك أما ما دون ذلك فإن عملك لن ينجز وسوف تصاب بأضرار صحية ونفسية جسيمة قد تؤثر على قدرتك على إنجاز الأعمال لفترة طويلة من الزمن وأنت في غنى عن ذلك بالطبع، في هذا العالم الذي يتطلب منك مواصلة العمل باستمرار كي تستطيع الإنفاق على نفسك وأن تجد قوت يومك، أما غير ذلك ستطحنك طاحونة الحياة التي لا ترحم والتي تجد الناس فيها يهرولون نحو اللاشيء كي يستطيعون جمع أكبر قدر ممكن من المال خصوصًا مع هذا الشعور العام لدى الناس في جميع دول العالم بانعدام الأمان في الدنيا وانعدام الثقة في المستقبل وأن شخص يمرض يومًا لن يجد من ينفق عليه غدًا لذلك فهو مضطر للعمل دون توقف كي يبقى فقط على قيد الحياة.
لا تعطِ فرصة للملهيات
بسبب وجود ملهيات كثيرة حولنا قد تتضاءل قدرتنا على إنجاز الأعمال ونجد أنفسنا فريسة لهذه الملهيات التي تفتك بنا ولا تمكننا من إنجاز أعمالنا بالشكل الذي يجب أن يتم به، وقد يتأخر تسليم العمل عن الموعد المقرر له ونجد أن وظائفنا مهددة بسبب أشياءٍ تافهة، وقد تكون مواقع التواصل الاجتماعي هي العنصر الأول والأكثر تأثيرًا من حيث الملهيات علينا والتي تمنعنا من مواصلة عملنا بشكلٍ جيد، وقد تجعلنا نخرج من مود العمل بعد أن كنا بالكاد قد دخلنا فيه بمجرد أن يأتيك إشعار أو رسالة من على حسابك في موقع التواصل الاجتماعي، لذلك يفضل أن تبتعد عن أي وسيلة من وسائل الاتصال بالإنترنت، وإذا كان إنجاز الأعمال لديك يتطلب العمل على الكمبيوتر فلابد من إغلاق الاتصال بالإنترنت وإذا تطلب عملك الاتصال بالإنترنت لا محالة فإن هناك برامج تستطيع حجب المواقع التي لا ترغب بالدخول عليها حتى لا تتسبب بإلهائك عن إنجاز الأعمال التي أنت بصدد إنهاءها بالفعل، وهذه البرامج متوفرة للعمل على كافة المتصفحات وأشهرها مثل جوجل كروم وفاير فوكس وغيرها، وبواسطتها تستطيع العمل دون إلهاء أو تشتيت، أما عن هاتفك الجوال والذي صار إلهاؤه أكبر من الكمبيوتر بسبب كل التطبيقات وبرامج الدردشة عليه وكل الألعاب والمتصفحات وحسابات مواقع التواصل الاجتماعي، هذا يجب أن تغلقه تمامًا حتى لا يعطلك أيضًا بالمكالمات التليفونية التي قد تشغل بالك ولا تمكنك من إنجاز الأعمال المكلف بها، ولأنك تسعى لأكبر قدر ممكن من التركيز.
حفز نفسك ولا تستسلم للإحباط
“لن أستطيع إنجاز الأعمال المكلف بها، سوف أعتذر عن هذا العمل”، “لقد اقترب وقت تسليم العمل ولم أفعل شيئًا، لن أتمكن من عمل شيء”، “لن أستطيع إنجاز عملي، فالوقت ضيق.. أنا فاشل”.. “ليس لدي رغبة للعمل، أريد الاسترخاء وسماع الموسيقى ومشاهدة الأفلام والخروج مع أصدقائي” “إن هذا العمل شاق جدًا لابد أن أبحث عن عمل أسهل وأكثر إدرارًا للربح” “كل الناس مستريحة في عملها إلا أنا، لماذا كتب علي العمل في هذا المجال الشاق؟”
لعل هذه هي أبرز الجمل التي تدور في رأسك عند شروعك في إنجاز الأعمال وربما تصيبك باليأس والإحباط وتفقدك نشاطك وتثبط من عزيمتك وتخمد حماستك نهائيًا تجاه العمل، وقد تقرر عدم إنجاز عملك من قبل حتى أن تحاول إنهاءه.
ولكن يجب عليك أن لا تستسلم لهذا الإحباط وهذه الجمل المثبطة والتغلب على هذه الطاقة السلبية بداخلك وأن تقوم بالبدء مباشرة في إنجاز الأعمال المكلف بها ويجب أن تتفهم جيدًا أن أهم شيء هو نقطة البداية فطوال ما بدأت في إنجاز أعمالك بالفعل فأنت قد اجتزت نصف المسافة بالفعل في رحلة إنجاز أعمالك، حيث بمجرد ما أن تدخل في مزاج العمل بالفعل ستجد نفسك تسعى لإنهائه بعكس ما تراه متراكمًا قبل البدء فيه فيكون منظره محبطًا بالفعل وتشعر أنك لن تنجح في إنهائه أبدًا.
قسم العمل لأجزاء وبين كل جزء افعل شيء تحبه
بالطبع نحن لا نعمل في المهن التي نحبها، نحن نعمل في المهن التي تجلب لنا الرزق أو النقود التي تمكننا من العيش أما إذا تتبعنا ما نحبه فإننا لن نجني منه مالاً إلا بعد فترة طويلة من الإنفاق عليه من جيوبنا، ومسألة جني مال من خلال عمل شيء نحبه هي مسألة قيد الاحتمال، أي من الممكن أن يحدث هذا أو لا. ولذلك إن كنت تعمل في مهنة لا تحبها أو في مجال لا تحبه ومضطرًا للاستمرار في هذه المهنة لأجل أن تجد قوت يومك فلا ينبغي عليك سوى أن تحفز نفسك على الأشياء التي لا تحبها وهو العمل عن طريق الأشياء التي تحبها، بحيث تكافئ نفسك بتقسيم العمل إلى أجزاء وعند الانتهاء من كل جزء يجب أن تكافئ نفسك بأكل حلوى تحبها أو مشاهدة حلقة من مسلسل تحبه أو التمشية مع شخصٍ تحبه، وتعد لنفسك مكافأة كبيرة عند إنجاز الأعمال بأكملها بأن تخصص جزءًا من مقابل هذا العمل للذهاب إلى مكان ترفيهي تود الذهاب إليه أو غير ذلك، بحيث يصبح الهدف هو فعل الأشياء التي تحبها بينما الوسيلة للوصول لهذا الهدف هو إنجاز الأعمال التي كُلفت بها كي تحصل على النقود التي تساعدك على الاستمرار في ممارسة الأشياء التي تحبها، إذا أقنعت نفسك بذلك فإنك قد تصل إلى نقطة حب العمل شيئًا فشيئًا بعد ذلك، حتى وإن كان في مجال تبغضه ذلك وأن العمل أصبح طريقًا تصل به إلى ممارسة الأشياء المحببة إليك.
خاتمة
إنجاز الأعمال وسط كل هذا الكم من الملهيات يحتاج إلى عزيمة قوية وإرادة صلبة كي تستطيع إنجاز عملك وتسليمه في الوقت المحدد لك وذلك ليتم أخذ فكرة عنك أنك شخصٌ جيد وملتزم وجاد في العمل وبذلك تصبح أفضل في عملك بفضل أخذ هذا الانطباع عنك، ففكر في ذلك جيدًا وبالتوفيق لكل من يود إنجاز الأعمال والخطو بالبشرية خطوات للأمام.
أضف تعليق