إكزيما اليد من أكثر الحالات شيوعاً خاصة بين ربات المنزل والعاملين بمجال المطاعم أو التنظيف والذين يقومون بعملية تعامل مستمر مع المنظفات المنزلية أو كثير من المواد الكيميائية والتي يكون لها تأثير غير محبب على الجلد يشمل الإصابة بالإكزيما. وربما قد يصاب الشخص بإكزيما اليد وهو لا يدرك أصلاً أنها مرض مثل بقية الأمراض يجب أن يتم علاجه جيداً حتى يمنع تكرار حدوثه مرة أخرى؛ ولذلك قمنا بتجميع معلومات عديدة وشاملة عن طبيعة ذلك المرض وأسبابه والطرق المستحبة لعلاجه.
إكزيما اليد : المرض والعلاج
ما هي أعراض إكزيما اليد؟
تتلخص أعراض الإكزيما في منطقة اليد والأصابع في أعراض الحساسية العادية المعروفة لدى الجميع؛ حيث تشتمل على احمرار الجلد والشعور بالرغبة في الحكة بشكل مستمر، كذلك يعاني المريض من حالة جفاف حاد بالجلد المصاب بالإكزيما مع وجود آلام تزيد مع الحك المتعمد في الجلد كما يؤدي الجفاف المستمر إلى حدوث تشققات وتقشر.
ما هي أسباب الإصابة بمرض إكزيما اليد؟
إذا شعرت بتلك الأعراض ربما يجب عليك أن تراجع ما حدث لك خلال الفترة الماضية بشكل جيد؛ ففي أغلب الأحيان يكون سبب إكزيما اليد هو التعرض المستمر لمواد كيميائية تسبب تهيج الجلد وتفاعل أنسجته معها مما يؤدي إلى ظهور الحساسية، وأشهر المواد الكيميائية التي قد تسبب تهيج الجلد هي المنظفات المنزلية والتي يكثر التعامل معها بشكل يومي. يمكن ملاحظة تأثير تلك المواد على الجلد بسؤال المريض عما إن كان يشعر بآلام الحروق في يده بمجرد التعامل مع تلك المنظفات أم لا، كذلك بالبحث عن مناطق ظهور الإكزيما والتي غالباً ما تكون في أطراف الأصابع ما بين الجلد والأظافر وأيضاً في المناطق المختبئة بين الأصابع وبعضها والتي قد يغفل الشخص عن غسلها بين حين وآخر.
وربما تكون إكزيما اليد نتيجة للحساسية تجاه شيء معين بذاته كالصبغات أو النباتات أو الحشرات أو الصابون أو في بعض الأحيان المواد المطاطية؛ وبالتالي فبمجرد لمس الجلد لتلك الأشياء يصاب بالاحمرار والتورم وبقية أعراض الإكزيما السابقة وفي تلك الحالة يكون الحل فقط في تجنب التعامل مع تلك الأشياء المسببة للحساسية.
وأخيراً فإن إكزيما اليد قد تكون ناتجة عن إصابة الجلد بمرض الالتهاب التأتبي وهو مرض مزمن ينتج من حساسية الجسم كاملاً للأتربة والغبار المتناثر في الجو وعلى ذلك فإن الإنسان يصاب بتلك الأعراض بمجرد تواجد أتربة متطايرة في الهواء وغالباً ما يكون ذلك المرض مرتبطاً بحساسية الرئتين أيضاً لتلك العوامل والتي تظهر في صورة الربو والالتهاب الشعبي وهو من الأمراض الوراثية التي تندرج بين الأفراد من نفس العائلة.
وللأسف فإن أعراض الإكزيما كثيراً ما تتشابه مع أعراض أمراض جلدية أخرى عديدة كالصدفية أو العدوى الطفيلية؛ لذلك فإن شعرت بتلك الأعراض يجب قبل بدء أي علاج لها أن تستشير طبيباً مختصاً أولاً للتأكد من أن تلك الأعراض تعبر عن الإكزيما وليس أي مرض آخر.
معرفة سبب إكزيما اليد
في أغلب الحالات إن لم يكن في جميعها يكون سبب الإكزيما في منطقة اليد بالأخص هو التعرض لمادة ما إما المنظفات المنزلية أو مواد أخرى مسببة للحساسية أو الأتربة والغبار، وللوقوف على السبب الذي أدى إلى الإصابة بإكزيما اليد يقوم الطبيب بما يعرف بالاختبار التجريبي وهو ما يتضمن استخدام شرائط خاصة معدة بمواد أشبه بكافة المواد التي من المحتمل أن تكون هي المسببة للإكزيما.
يقوم الطبيب بلصق تلك الشرائط على الجلد لمدة من الوقت لا تتعدى دقائق معدودة ثم نزعها مرة أخرى وملاحظة أي المناطق التي تأثرت أكثر بالشرائط وبالتالي معرفة المادة التي تسبب الحساسية، وغن كنت ستشعر بالقليل من أعراض الإكزيما تراودك مرة أخرى لكن لا تقلق لن تكون بشدة الأعراض السابقة وذلك لسببين أولهما أن الشرائط مشبعة بتركيزات ضعيفة للغاية من تلك المواد وبالتالي لن يكون تأثيرها عظيماً، ثاني الأسباب تلك أن الطبيب يقوم بإجراء الاختبار غالباً على الجلد المغطي لمنطقة الظهر والذي يتسم بالسماكة وبالتالي فسيتحمل جزء كبير من المواد دون إبداء أعراض شديدة.
استخدام مراهم الكورتيزونات
الكورتيزون من أكثر المواد الطبية المعروف تأثيرها الكبير في حالات الالتهابات والحساسية حيث تقوم بالقضاء على مثل تلك الحالات بشكل كامل وفعال؛ ولذلك فغن كنت تعاني من مرض إكزيما اليد (بعد التأكد من صحة التشخيص) يمكنك استخدام مواد الكورتيزون (HYDROCORTISONE) لعلاجها ولكن مع مراعاة الشروط الآتية:
- يجب استخدام الكورتيزون بشكل موضعي فقط أي في صورة مرهم يدهن على الجلد، تجنب استخدامه على هيئة حبوب تؤخذ عن طريق الفم أو حقن طبية لأن ذلك سيشمل تأثيرات أخرى على أجهزة مختلفة في الجسم باستثناء طبعاً إن كانت أعراض الإكزيما شديدة للغاية ولكن هذا سيتطلب رأي الطبيب أولاً وأخيراً.
- اختيار مراهم طبية يكون تركيز الكورتيزون بها ضعيفاً للغاية وذلك لأن أغلب حالات إكزيما اليد تكون سطحية للغاية وغير ممتدة إلى أعماق الجلد ولذلك فلا حاجة إلا لتركيز بسيط من الكورتيزون لا يتعدى 1% فقط وهناك بالفعل مراهم وكريمات طبية تحتوي على تلك النسبة فقط وذلك لضمان سلامة من يستخدمها.
- يفضل أولاً قبل استخدام المرهم أن يتم غسل الجلد جيداً بماء دافئ أو الاستحمام مسبقاً ووضع المرهم مباشرة قبل أن يبرد الجلد؛ وذلك حتى تساعد الحرارة الموجودة به على تسريع وتسهيل امتصاص المرهم.
- قراءة التعليمات المرفقة مع المرهم أولاً قبل استعماله فربما يكون هناك تعليمات خاصة بموعد الوضع على الجلد أو عدد المرات أو حتى المدة التي يجب أن يمكثها الشخص قبل لمس أي شيء بعد ذلك.
استخدام أكياس الثلج
كلما واجهت أي أعراض لإكزيما اليد ستشعر بالحكة المستمر والرغبة في حك جلدك بأظافرك حتى تتخلص من ذلك الشعور المزعج، ولكن كلما قمت بحك جلدك أكثر كلما زادت الأعراض أكثر. بل وأسوأ من ذلك فإنك قد تقوم عن غير عمد بإحداث جروح في جلدك حتى وغن كانت سطحية فإنها قد تسبب في دخول المواد الكيميائية التي سببت إكزيما اليد إلى مجرى الدم وبالتالي تصاب بمضاعفات عديدة؛ ولذلك فإن شعرت بالحكة مرة أخرى يفضل استخدام أكياس الثلج وتقوم بوضعها على المنطقة المعنية فذلك سيقلل من رغبتك في الحك بشكل كبير.
استخدام مضادات الحساسية
إذا كان سبب إكزيما اليد هو الحساسية تجاه الأتربة والغبار وهو ما لا يمكن التحكم فيه بشكل كامل لأنها تحيطنا من كل مكان فربما سيلجأ الطبيب إلى إعطائك مضادات للحساسية تؤخذ عن طريق الفم ولكن بجرعات قليلة ومتقطعة لتجنب آثارها الجانبية والتي تشمل الخمول والهذيان.
استخدام المضادات الحيوية
بسبب الحكة المستمرة في الجلد التي يعاني منها المريض وبسبب أيضاً حالة الجفاف الحاد التي تصيب الجلد في حالات الإكزيما كثيراً ما يصاب الجلد بالجروح والتشققات التي تبقي مناطق مختلفة ومتفاوتة الحجم من الجسم مكشوفة ومعرضة للعدوى والإصابات المختلفة؛ وعلى ذلك فإنه يفضل استخدام جرعة مناسبة من المضادات الحيوية لتجنب حدوث عدوى بتلك الأماكن وانتقالها إلى الجسم كاملاً عن طريق الدم.
أضف تعليق