تسعة
الرئيسية » مجتمع وعلاقات » تفاعل اجتماعي » إعطاء البقشيش : كيف تعرف متى يجب عليك دفعه ومتى لا يجب ؟

إعطاء البقشيش : كيف تعرف متى يجب عليك دفعه ومتى لا يجب ؟

إعطاء البقشيش عادة غير مرتبطة بمكان أو بلد معين، لكن ثقافة إعطاء البقشيش تختلف كثيرًا باختلاف العادات والتقاليد، هنا نرشدك إلى التصرف المناسب.

إعطاء البقشيش

إعطاء البقشيش يثير تساؤلات كثيرة، البقشيش : كيف تعرف متى يجب عليك دفعه ومتى لا يجب؟، البقشيش كم؟ ومتى؟ أسباب كثيرة تجعلك تدفع البقشيش، ليست المظاهر وحدها هي الدافع الوحيد وراء البقشيش، أمر يشغل الكثير لكن لا نسأل عنه بصراحة دائما، نعم هذه الحقيقة، وإليك بعض التساؤلات: هل ندفع البقشيش إذا كانت الخدمة سيئة ؟ ما هو المبلغ المثالي الذي يمكن دفعه ؟ لماذا ينبغي أن أدفع بقشيشا؟ هل البقشيش شيء مهين لمن يتلقاه ؟ هل البقشيش يعد رشوة؟

إعطاء البقشيش : متى يجب إعطاؤه، ومتى لا يجب ؟

لماذا ندفع البقشيش؟

لان اغلب الموظفين لا يحصلون على الحد الأدنى من المرتبات يعتبر البقشيش في هذه الحالة دعم منا لهذه الأسر صاحبة الأجور الضئيلة، البقشيش أيضا من الأصول والإيتيكيت وطيب الأخلاق، حيث أن هذا العامل يقوم على خدمتك طول مدة تواجدك في المكان، الزبون الذي يقوم بدفع البقشيش بصورة مستمرة يعرفه النادل ويوفر له الاهتمام الزائد ويعامله معامله خاصة جدا ويحتفي به.

كم أدفع من البقشيش ؟

في معظم بلاد العالم يعتبر البقشيش أو الإكرامية 20% من قيمة الفاتورة الكلية، وإذ لم يكن في مقدورك أن تدفع هذه النسبة فمن الأفضل ألا تدفع البقشيش، اتفقت 23 دولة على أن قيمة البقشيش بين 5% إلى 10% من قيمة الفاتورة وباقي الدول منهم من يرى البقشيش شيء مهين أو مشين للعامل، يجب عليك كذلك أن تعلم أن البقشيش يدفع فوري ولا يدفع عن طريق الفيزا وإن كانت بعض المطاعم الغربية تأتي فواتيرها مراعيه لهذه النقطة.

متى أدفع البقشيش ؟

حسب ما تعارف عليه الناس في معظم دول العالم:

  • في المطعم تدفع للعامل أو النادل ما يعادل 10% من إجمالي الفاتورة وتأكد من فصل البقشيش عن قيمة الفاتورة.
  • إن كنت في فندق تذكر أن تعطي العامل الذي قام برفع الحقائب ما يعادل دولارين من البقشيش، والبواب ما يعادل دولارين أيضا من البقشيش وذلك عند مغادرتك للفندق.
  • يمكنك أن تدفع للتاكسي كذلك البقشيش بقيمة ما يعادل 10% من الأجرة التي طلبت منك في العداد،هذا لو لم تكون ركبت تاكسي قد حدد أجرته مسبقا.
  • أدفع بقشيشا للصبي الذي قام بغسل شعرك في صالون الحلاقة.
  • عامل توصيل الطلبات للمنازل الذي قضى طيلة النهار لتوصيل الطلبات للزبائن لا تنسى أن تعطيه بقشيشا يجبر مرتبه الذي عجز عن سد احتياجاته.
  • يمكنك ترك مبلغا من المال لمن قامت بتنظيف غرفتك في الفندق قبل مغادرته.
  • كذلك اترك البقشيش لعامل النظافة الذي تراه في الصباح مغمورا في عرقه.
  • اترك البقشيش للعامل في محطة الوقود وأجعله بقيمة ما يعادل10% من الفاتورة.
  • يمكنك إعطاء الموظفين بقشيشا لتوفير خدمة أفضل.
  • اعطي عامل الجراج بقشيشا مقابل حفاظه على سلامة سيارتك وإلا سيحدث العكس.

هذه قواعد تعارف عليها العالم كله تقريبا إلا القليل منها مثل اليابان مثلا التي تعتبر البقشيش إهانة للنادل أو العامل مهما قل مستواه ولعل ذلك يرجع إلى أن معظم الأجور لديهم مرضية.

ظهور عادة إعطاء البقشيش وانتشاره حول العالم

يقال أن السبب في انتشار البقشيش حول العالم بهذه الصورة المبالغ فيها هم رجال الأعمال والأثرياء والمسافرين دائما من الغرب والأمريكيين الذين ينتظرون خدمات عالية الجودة، بينما الأصح في نشأة أو تطور هذه العادة هي الحانات والمقاهي الإنجليزية حيث نشأة كلمة tips هناك والتي تعبر عن الخدمة السريعة، ففي بداية الأمر كان يعطى البقشيش عند الدخول للمكان لا عند الخروج منه، ولعل هذا كان عمليا أكثر لأنك بهذا فعلا ستتلقى خدمة مميزه مقابل البقشيش، أما إذا كان البقشيش قبل انصرافك من المكان فأي خدمة تنتظرها إذا، وبالرغم من أن بريطانيا هي من أوجدت فكرة البقشيش إلا أن البريطانيون وصفوا بالبخلاء لتركهم بقشيشا زهيدا ليس ذو قيمة.

البقشيش في أمريكا

الولايات المتحدة الأمريكية والتي بات البقشيش فيها يمثل 26 مليار دولار سنويا، بدأت فيها فكرة البقشيش بعد نشوب الحرب الأهلية، وأدت هذه الفكرة إلى اندلاع العديد من المشكلات في الأوساط الشعبية، لقى إعطاء البقشيش معارضة من بعض الأوساط الشعبية التي وجدت في البقشيش مذلة وتحقير للعامل غير أن البقشيش يؤدي للطبقية ويشجع العنصرية، لكن البقشيش ينتصر في نهاية المطاف ويصبح إجباريا أيضا لا اختياريا كما في بلادنا العربية، لا بل وصل البقشيش إلى 25%من قيمة الفاتورة، تسابق البقشيش مع القيم والأخلاق ففرض نفسه عليها وانتصر بقوة، في معظم المطاعم في أمريكا تجد لافته معلقة مكتوب عليها “Tipping is not a city in china” وهذا يعني أن البقشيش إجباريا لأنك لست في الصين.

البقشيش في آيسلاندا ونيوزيلندا واليابان

هكذا تعتبر أمريكا ملكة البقشيش وبريطانية مخترعة إعطاء البقشيش وأما آيسلاندا ونيوزيلندا واليابان تعتبر البقشيش شيئا مشينا لا بل عيبا كبيرا، أضيف أن في تركيا لا يهتم الأتراك بدفع البقشيش لا بل لا يدفعوه في الغالب. إذا كنت مسافرا إلى أي دولة حول العالم ضع في محفظتك مبالغ صغيرة من المال حتى لا تحرج أو تكون بطلا لقصة الندل في أمريكا التي تنشر على مواقعهم الخاصة بالندل الغاضبين.

قصص نشرت عن البقشيش

يجدر بنا هنا أن نذكر القصة المشهورة للأميرين الشابين وليام وهاري أثناء عطلتهما في سويسرا العام الماضي، وتبدأ القصة عندما ترك الأميرين نسبة 1% فقط من الفاتورة الصغيرة. وفي قصة نشرتها جريدا التايمز يقول جايل كورين الناقد المختص في ملحق الطعام أن 10% أو 15%هي النسبة المتعارف عليها حاليا في بريطانيا، ولكن أغلبية الشعب الأمريكي يدفع أكثر من ذلك لأنهم يعلمون أن البريطانيين بخلاء وهم على عكس ذلك. تأكد من الفاتورة وأفحصها جيدا قبل الدفع فبعض الفنادق والمطاعم تضيف قيمة الخدمة الإضافية إلى الفاتورة

أكثر المجالات التي يهتم العمال فيها بدفع البقشيش

إن معظم العاملين في مجال السياحة يتلهفون على البقشيش لأنه يعتبر مصدر رزق إضافي لدى معظمهم.

البقشيش في الشرع

لا يرى علماء المسلمين البقشيش جائزا لأنه يكون على عمل يتقاضى العامل عليه أجرا في الأصل، فما يأخذه العامل أو الموظف ليقوم بعمل مخصوص للعميل الذي دفع له بقشيشا لأن هناك من الفقراء كم لا يستطيع دفع البقشيش لذلك فهو حرام. فنجد المملكة العربية السعودية البقشيش شيء غير مقبول فيها؛ لا لأنه مذل أو مشين فقط لا بل لأنه حرام أيضا وفي دولة المغرب كذلك.

لذا يعتبر البقشيش أو معرفة نسبته شيء ذو أهمية للمغتربين العرب لأنها ثقافة أوعادة غربية تجعلها بعض بلاد الغرب إجبارية بينما تجعلها بعض البلاد الأخرى اختيارية في حين ترفضها أقطار أخرى.

محمد نبيل

عضو هيئة تدريس بالجامعة، تخصص كيمياء وميكروبيولوجي.

أضف تعليق

اثنا عشر − ثلاثة =