تعد مهارة إطلاق النار من المهارات الهامة التي ينبغي على كل فرد أن يتعلمها، حيث أنها تعتبر قوة نرهب ونخيف بها من يعتدي علينا، ولدقة الرماية وإصابة الهدف إصابة دقيقة أهمية كبيرة لدى الجيوش حيث أن جميع الخطط الحربية مبنية على إصابة الأهداف المحددة في الخطة إصابة دقيقة مما يكون له الأثر البالغ في إلحاق العدو الخسائر الفادحة. ولأن القنص يعد أعلى مهارة في الرماية، تهتم الجيوش بتدريب أفرادها على مهارة إطلاق النار وتختار المتميزين منهم لإلحاقهم بالفرق العسكرية للتدريب على القنص، ويكون التدريب في هذه الفرق غير مقصور على تعلم مهارة القنص بل يرقى إلى تعلم مهارات الخفة والمرونة والاستخدام الجيد للسلاح ومهارات القتال المتشابك والجرأة والقدوم على الموت بصدر رحب، حيث أن تخريج جيل مثل هذا في الجيوش يكون له بالغ الأثر في بناء جيش قوي بأفراد ومعداته، وعلى المستوى الفردي يحتاج كل واحد منا تعلم هذه المهارة للدفاع عن النفس وإرهاب من يتعدى علينا، لذا هيا معي عزيز القارئ لنتعلم كيفية الرماية بالبندقية خطوة بخطوة.
دليلك إلى تعلم مهارة إطلاق النار
التعامل مع البندقية
لدواعي الأمان في التدريب على إطلاق النار، يتم استخدام بندقية صيد الطيور في التدريب، وعند القيام بهذه العملية يجب دائما الحفاظ على ارتداء سدادة الأذنين والنظارة الواقية للعين، مع جعل البندقية في وضع الأمان ولا يتم تغييرها إلى وضع إطلاق النار إلا عند القيام بالرماية، وعند البدء في الرماية لا تضع يدك على الزناد إلى عندما تكون جاهز ومهيأ لإطلاق النار، وعندما لا تكون في وضع إطلاق النار، يجب عليك جعل فوهة البندقية موجهة لأعلى أو تجاه الأرض، وأحذر أن تصوب البندقية في مواجهة جسدك أو جسد أي شخص آخر، لأنه في بعض الأحيان قد يحدث انحشار للطلقة داخل ماسورة البندقية وقد تخرج هذه الطلقة بعد بضع ثوان لذا يجب تأمين ذلك بإبعاد البندقية عن أي هدف يحدث منه خسائر سواء بشرية أو مادية، وعليك أن تضع في حسبانك أن البندقية ملقمة دائما، وقبل تصويب البندقية تجاه الهدف، يجب عليك أخذ جميع حيطتك وحظرك، لأنها تعد أداة خطرة ولا يستهان بها.
حمل البندقية بالشكل الصحيح
يجب الحفاظ دائما على حمل البندقية بيدك الاثنين اليد اليسرى تقبض على البندقية الماسورة الأمامية واليد اليمنى تقبض على البندقية من المنطقة خلف الزناد، مع حملها بأمان تام وبخفة، ومراعاة تهيئة نفسك تهيئة سليمة فبل إطلاق النار.
وضع البندقية تجاه موضع إطلاق النار
قم بسحب البندقية للخلف تجاه جسمك حتى يلامس كعبها كتفك مع إبقاء يديك في نفس موضع حمل البندقية، وأحكم على كعب البندقية بكتفك بحيث تكون ثابتة ولا تتحرك، ولأن ذلك يعد من العوامل التي ذات الأهمية البالغة في إصابة الهدف، حيث أن عدم تثبيت كعب البندقية بإحكام على كتفك قد يجعلها تنحرف قليلا إلى اليمين أو إلا اليسار نظرا لرد فعل البندقية مما قد يؤدي إلى عدم إصابة الهدف إصابة دقيقة أو عدم إصابته بالمرة. وعليك قبل إطلاق النار الحفاظ على أن تكون قدميك متباعدتين وفي محاذاة كتفيك، مع فرد الرجلين وعدم ارتخاء الركبتين، وقم بإمالة جسمك بزاوية 40 درجة نحو اليد التي تصوب على الهدف ولا تضع يدك على الزناد إلا عند اتخاذ القرار بإصابة الهدف.
ألصق خدك بالدبشك
ومن أجل الحصول على نتيجة جيدة في إصابة الهدف بعد إطلاق النار، يجب أن يكون خدك في التحام مع الدبشك مع الحفاظ على إن لا يعيق هذا الدبشك الرؤية التامة لك، لذا يجب أن أن يكون أخر حد للدبشك عند منتصف خدك حتى لا يحجب الرؤية، وأجعل رأسك تتكئ قليلا على البندقية حتى تريح رقبتك، وإذا كان للبندقية منظار والذي غالبا ما يكون موضعه عند منتصف ماسورة البندقية، يجب أن تكون نقطة الرؤية قريبة من طرف البندقية في خط متوازي مع فوهة المنظار، مع الحفاظ على أن يكون خدك على خط واحد لنفس النقطة على البندقية، حتى يكون موازي لنقطة الرؤية.
تحديد الهدف
والآن بعد أن ثبت البندقية وجسمك في وضع إطلاق النار، وقم بتحديد هدفك مع إتباعك لقاعدة التنشين، والتي تنص على مرور خط البصر من الفتحة الخلفية للبندقية (فتحة الشيز) إلى السن الأمام للبندقية، ليتقابل خط البصر مع النقطة أسفل منتصف الهدف وعندما تكون مستعد لإطلاق النار أطلق النار، وسوف تجد أن الطلقة أصابت منتصف الهدف إصابة دقيقة.
بعض الإرشادات التي يتعين إتباعها أثناء إطلاق النار
قبل الضغط على الزناد يجب عليك الثبات التام وعدم الحركة نهائيا وأحبس نفسك أثاء الإطلاق لبضع ثوان، ولا تفكر في الطلقة نهائيا ولا متى ستنطلق، وفي إطلاق النار يجب عليك أن تضغط على الزناد بإصبع السبابة بالعقلة الثانية، وعليك أن تكون في حالة نفسية جيدة مع الابتعاد عن الرهبة والخوف، ويجب مراعاة عدم إطالة مدة التنشين. ويعد غلق العين أثناء إطلاق النار أو هز الجسم أثناء ضرب الطلقة من الأخطاء الشائعة، لذا عليك أن تحافظ على أن تكون عينيك مفتوحتان تماما لتحقيق الرؤية الجيدة لمشهد ضرب النار، ويجب عليك أن تعرف أن للبندقية رد فعل، فعندما تضرب الطلقة يصدم كعب البندقية كتفك بضغطة قوية بعض الشيء لا تنزعج من ذلك فهذه مسألة طبيعية ولا تتسبب في أي خطورة.
صيانة البندقية
حتى تحصل على نتائج جيدة في إطلاق النار، يجب عليك المحافظة على البندقية بصيانتها ونظافتها، وخاصة بعد الانتهاء من إطلاق النار، حيث أنه بعد كل مرة من إطلاق النار يتراكم بها البارود الشحوم مما قد يؤدي إلى حدوث عطل بها في أي وقت فضلا عن أن البندقية غير النظيفة تعد أداة خطرة للغاية، لذا ينصح بالحفاظ على تنظيف البندقية بعد الرماية مباشرتا. وعند تنظيف البندقية يجب عليك أولاً قراءة كتيب تعليمات الاستخدام والصيانة الخاص بالبندقية جيدا، وبإتباع تعليمات فك البندقية من الكتيب قم بتفكيك البندقية قطعة وبعد ذلك استخدم الرش المزيل للشحوم في تنظيف جميع الأجزاء وبعد تنظيف جميع الأجزاء من الشحوم تماما، قم بتنظيف الماسورة وإخراج جميع العوالق بداخلها عن طريق إدخال قطعة قماش صغيرة في الماسورة ودفعها بقضيب حديد حتى تخرج من الجهة الأخرى مع تكرار هذه العملية عدة مرات إلى أن تتأكد من نظافة الماسورة تماما وبعد الانتهاء من النظافة، قم بتجميع البندقية مرة أخرى بإتباع إرشادات كتيب الاستخدام والصيانة.
خاتمة
إن إطلاق النار من المهارات الهامة التي يجب على كل فرد أن يتعلمها، حيث أنها تعد قوة لإخافة وردع من يعتدي علينا، لذا فقد اهتمت الجيوش بتدريب أفرادها تدريبا جيدا على مهارة إطلاق النار وإصابة الأهداف بمنتهى الدقة، وذلك لأن جميع الخطط العسكرية في الحروب تكون قائمة على إصابة أهداف العدو إصابة دقيقة مما يكون له التأثير البالغ في إلحاق خسائر فادحة بالعدو، وعلى المستوى الفردي، يحتاج كل فرد تعلم هذه المهارة للدفاع عن نفسه وردع من يعتدي عليه، ولقد قدمنا لقرائنا الأعزاء في هذا المقال جميع القواعد التي يتعين إتباعها في عملية إطلاق النار، آملين أن يستفيد الجميع مما قدمناه.
أضف تعليق