إدمان التسوق كما يعرفه البعض فهو أحد الأمراض النفسية التي تُصيب بعض الأشخاص وتجعلهم يصلون إلى مرحلة الرغبة القهرية في التسوق وشراء كثير من الأشياء التي ليسوا في احتياج إليها على الإطلاق، لكنهم يلجؤون إلى ذلك لعدد من الأسباب أحدها هي العوامل النفسية، والشعور الشديد بالسعادة أثناء القيام بالتسوق لدى الأشخاص المهووسون بالتسوق، وكثيرًا ما يشار إلى أن التسوق القهري هو أحد العوامل الناجمة عن الرغبة في الشعور بالتميز في امتلاك واقتناء عدد كبير من الأشياء سواء التي يحتاجها الفرد أو التي ليس في حاجة إليها، كما يشير البعض إلى أن الشعور بالوحدة لدى عدد كبير من الأشخاص وإحساسهم الدائم بالملل يدفعهم باستمرار إلى الرغبة في الاتجاه إلى التسوق بطريقة كبيرة للغاية، وقد بدأ عدد من الأشخاص مؤخرًا في الحديث حول تأثير مجالات التسوق والإعلانات المستمرة التي يتم عرضها سواء المرئية أو المقروءة، إلى جانب إعلانات الإنترنت ودورها الفعال والمؤثر في دفع الأشخاص إلى الشعور بالرغبة في شراء واقتناء الأشياء التي يتم الإعلان عنها، هذا بجانب العروض المستمرة التي تلجأ إليها العديد من الشركات التي توهم الأشخاص بضرورة اقتناء كل ما هو جديد في عالم الموضة.
كيف تتخلص من إدمان التسوق
تحديد الاحتياجات الضرورية
بعد تزايد هوس المرأة العربية خلال الفترة الماضية بالتسوق؛ اتجه عدد كبير من الخبراء إلى إعداد مجموعة من النصائح العامة التي تمكن المواطنين من التخلص من الرغبة الدائمة في التسوق بشراهة والحرص الشديد على اقتناء أشياء ليس الفرد في احتياج إليها، ومن ضمن هذه النصائح هي محاولة إعداد وتجهيز قائمة تشمل مجموعة الاحتياجات الأساسية والضرورية للفرد في حياته دون تطرق إلى الكماليات، والبعد عن شراء المنتجات المتوافرة لدينا في المنزل وبالتالي يساهم ذلك في توفير مزيد من الوقت والمال والقضاء تدريجيا على هوس التسوق.
الابتعاد عن بطاقات الائتمان
من بين النصائح التي يقدمها الخبراء إلى راغبي التسوق بشراهة هي الابتعاد بشكل مباشر عن استعمال بطاقات الائتمان عند التسوق، وذلك على اعتبار أن الشراء نقدًا يساعد الفرد في التحكم في مصروفاته وبالتالي يعد أحد الوسائل التي تمكن أي شخص من الإقلاع عن شراء مجموعة من المنتجات عديمة الجدوى والفائدة له.
الابتعاد عن الإعلانات والعروض اليومية
خلال الفترة الماضية اتجهت العديد من الشركات إلى عمل إعلانات بشكل بارز ومميز لجذب المواطنين إليها، ليس ذلك فقط بل والاتجاه إلى عمل عروض على عدد كبير من المنتجات بما يضمن إقناع أكبر شريحة من الأفراد لشراء منتجاتها، وبالتالي يعد الابتعاد عن مثل هذه الإعلانات هو واحدُ من عوامل تقليص شراء كم كبير من المنتجات عديمة الجدوى للفرد، بجانب ذلك فإن اتجاه المراكز التجارية إلى عمل إعلانات بارزة لجذب انتباه المواطنين قد يدفعهم لشراء بعض المنتجات التي لا يحتاجون إليها على الإطلاق لكنهم يقومون بشرائها لمجرد أن عروض هذه المنتجات قد لفتت انتباههم.
اصطحاب الأصدقاء أو الأقارب أثناء التسوق
هناك كثير من الأشخاص يلجؤون في بعض الأحيان إلى اصطحاب أحد الأقارب أو الأصدقاء معهم أثناء توجههم إلى إحدى المراكز التجارية للتسوق وشراء بعض المنتجات، وذلك لمساعدتهم في تقليص عدد الأشياء والمنتجات التي يقومون بشرائها، ففي بعض الأحيان يقوم الشخص المرافق لمدمني التسوق بمساعدته في اختيار وشراء المنتجات الضرورية فقط، وإرشاده بدقة إلى أهمية ما يقوم بشرائه حتى لا تتكدس المنتجات التي يقتنيها في المنزل دون وجود أية جدوى تذكر لها، وبالتالي يزيد هذا العامل من دوافع التخلص من الرغبة الدائمة لدى كثير من الأشخاص في التسوق وشراء المنتجات غير الهامة.
تغيير أماكن التسوق والتنزه
في بعض الحالات يكون تغيير أماكن التسوق والتنزه بعيدًا عن المراكز التجارية أحد الحلول للابتعاد تدريجيًا عن التسوق بشراهة كبيرة، وبناءً عن تأكيدات العديد من الخبراء فإن التردد على المتنزهات ودور السينما وأماكن التنزه البعيدة عن المركز التجارية تعد وسيلة فعالة للغاية في تقليل عمليات شراء المنتجات الحديثة و ما يطلق عليها شراء آخر صيحات الموضة في كل المجالات، فكثرة التردد على المراكز التجارية والمحلات الفارهة يزيد من الرغبة والدوافع نحو شراء كميات كبيرة من المنتجات الغير مجدية، لذا ينصح باستمرار بضرورة تغيير أماكن التنزه بين دور السينما والنوادي والذهاب إلى إحدى المطاعم مع مجموعة من الأصدقاء أو الأقارب.
تعليم الطفل منذ الصغر
كما هو معلوم فإن ما ينشأ عليه الطفل منذ الصغر يشيبُ عليه؛ وبالتالي فإن تعليم الطفل على البذخ وإدمان التسوق من خلال شراء عدد كبير من اللعب منذ الصغر تظل هذه الصفات متواجدة لديه بصورة كبيرة ولا يستطيع تغييرها في المراحل العمرية المتقدمة بسهولة، وبالتالي ينصح عدد كبير من الخبراء أن يتم تعليم الأطفال على تحديد احتياجاتهم قبل النزول إلى التسوق والذهاب إلى المراكز التجارية، بحيث يقوم الطفل منذ الصغر باختيار احتياجاته الضرورية وتحديد لعبة واحدة فقط لشرائها، وعدم مسايرته في الرغبة المتزايدة في شراء ألعاب جديدة وكثيرة له، وفي ما يلي نستعرض أهم أسباب مشكلة إدمان التسوق :
الرغبة الشديدة في التملك
عدد كبير من الأشخاص يدمنون امتلاك كل ما هو جديد في عالم الموضة في مختلف المنتجات الجديدة، والتي يتم الترويج له بطريقة مشوقة للغاية، وبالتالي يزداد الشعور بالرغبة في الشراء واقتناء كل مل هو جديد.
التخلص من الملل والفراغ
الشعور بالملل والفرغ الشديد يعد أحد العوامل التي تدفع بعض الأشخاص للاتجاه إلى تعويض هذا الملل من خلال محاولة التسوق وشراء مجموعة كبيرة من المنتجات لتعويض وقت الفراغ أيضًا الذي يشعر به الفرد نتيجة شعوره بالإهمال ممن حوله سواء من أفراد أسرته أو من أصدقائه.
سهولة التسوق
خلال عصرنا الحالي أصبح التسوق أكثر سهولة بسبب وسائل التسوق المتقدمة والتي يأتي على رأسها التسوق عبر الإنترنت حيث أصبح أكثر راحة وملئ بمزيد من سبل الترفيه، وقد ساهم ذلك في زيادة الشراهة الشرائية والتسوق لدى شريحة كبيرة من المواطنين.
حب الظهور
كثير من الشباب والفتيات يكون لديهم إحساس ورغبة كبيرة في المراحل العمرية الصغيرة في امتلاك كل ما هو جديد في عالم الموضة وذلك في سبيل حب الظهور تجاه زملائهم سواء في الجامعة أو العمل أو حتى أقاربهم، ويدفعهم هذا الشعور إلى إدمان التسوق ومحاولة شراء واقتناء كافة المنتجات سواء التي يحتاجون إليها أو التي لا يستعملونها على الإطلاق، لكنهم يحرصون على الحصول عليها في سبيل حب الظهر أمام الجميع.
الاعتدال في كل شئ يعد ميزة كبيرة للغاية لا يعرف قيمتها الأشخاص الذين لديهم شراهة كبيرة في شئ ما، ويعد التسوق من الأمور التي يزداد بها إقبال المواطنين على إدمانها خاصة في ظل الإعلانات والمراكز التجارية الفارهة التي أصبحت موجودة حاليًا وتلفت انتباه المواطنين على منتجات معينة هم ليسوا في احتياج إليها، ويقومون بشرائها لمجرد أنهم أُعجبوا بالإعلان الخاص بهذا المنتج أو لأحد الأسباب الأخرى مثل حب الظهور أو الرغبة في تملك كل ما هو حديث في صيحات الموضة، لكن عدد كبير من الخبراء يؤكدون حاليًا أن إدمان التسوق يعد أحد أكثر العوامل السلبية التي أصبحت منتشرة بصورة كبيرة خلال الفترة الحالية في غالبية دول العالم.
أضف تعليق