تسعة
الرئيسية » مجتمع وعلاقات » الشخصية » إدراك القدرات الذاتية : كيف تعرف قدراتك الحقيقية وتستغلها؟

إدراك القدرات الذاتية : كيف تعرف قدراتك الحقيقية وتستغلها؟

لكلٍ منا قدراته الخاصة التي يتميز بها، و إدراك القدرات الذاتية أحد الأمور التي تساعد على إطلاق الطاقات والنجاح، تعرف على أفضل أساليب إدراك القدرات الذاتية .

إدراك القدرات الذاتية

هناك الكثير من الأشخاص الذين لا يتمكنون من الحصول على فرصة من أجل إدراك القدرات الذاتية الخاصة بهم. هناك الكثيرون ممن يمضون حياتهم على خط مرسوم أمامهم، قد ينجحون فيه وقد يفشلون، لكنهم لا يعرفون أبدا السبب وراء طريقهم هذا ولا حتى ما الذي يمكنهم أن يقدموه إضافة عليه وعلى حياتهم. إدراك القدرات الذاتية هو أمر يجب على كل شخص منا أن يهتم به وأن يسعى إلى معرفته لأن هذا هو طريقه من أجل الحصول على حياة مليئة بالإنجازات والسعادة والرضا. عندما تبدأ في إدراك القدرات الذاتية الخاصة بك فإنك ستتمكن من معرفة ما الذي تحب أن تفعله وكيف تقوم بذلك على أتم وجه. لأنك ببساطة ستكون متمكنا ومحبا لهذا لا مفروضا عليك. ما الذي سنفعله إذا في هذا المقال من أجل إدراك القدرات الذاتية الخاصة بكل واحد فينا؟

أفضل أساليب إدراك القدرات الذاتية

تعرف على نفسك

أول شيء عليك القيام به في سبيل إدراك القدرات الذاتية هي أن تبدأ بالتعرف على نفسك. أن تجلس في مكان هادئ لا يعكر صفوك وصفو نفسك فيه أحد وأن تخوضا حديثا مطولا عنكما. ما الذي تفعلانه؟ ما الذي تحبانه؟ ما الذي تهتمان به؟ كيف تقومون بهذه الأشياء؟ … الخ من الأسئلة التي من الممكن أن لا تنتهي. ولكننا سنسهل عليك الأمر باتباع هذه الخطوات.

حدد مبادئك الأساسية

أول خطوات إدراك القوة الذاتية هي أن تحدد مبادئك الأساسية التي تعيش على أساسها ربما حتى دون أن تدرك ذلك. هذه المبادئ هي الأشياء التي تحدد مسار حياتك والقرارات التي ستتخذها عندما تتعرض لمواقف مصيرية أو مفاجئة. بالإضافة إلى أن الدراسات أثبتت أن الشخص الذي يعيش في تناغم مع مبادئه في الحياة يكون في حالة نفسية أفضل ويشعر بوجود معنى لحياته. لذلك، من أجل تحديد مبادئك الأساسية وأن تكون واضحة لك، إليك هذه الأسئلة لتسألها لنفسك.

فكر في أكثر شخصين تحبهما في حياتك ثم اسأل نفسك عن الأشياء التي جعلتك تحبهما، ما هي الصفات أو الأفعال التي يقومون بها جعلتهم من المفضلين لديك؟ ثم فكر كيف يكون تأثير هذه الأشياء على حياتك وكيف ستساعدك إذا قمت بتطبيقها أنت الآخر في حياتك؟

  • فكر في لحظة من لحظات حياتك حيث شعرت بالرضا التام والسلام النفسي ثم اسأل نفسك ما الذي حدث في هذه اللحظة؟ وما الذي كان سببا وراء هذا الرضا ولماذا؟
  • إذا كان بإمكانك تغيير شيء واحد في مجتمعك، ماذا سيكون هذا الشيء ولماذا؟
  • إذا كان منزلك يحترق وكان كل أهلك والأحياء في هذا المنزل بخير، ما هي أول ثلاثة أشياء ستفكر في إنقاذها؟

هل عرفت مبادئك الآن؟

بإجابتك على الأسئلة السابقة ستتمكن من معرفة أشياء كثيرة عن نفسك ومن إدراك القدرات الذاتية التي تملكها. فربما يكون الشخصين المهمين في حياتك هما والدتك وأخوك، والذي تحبه فيهما هما عطف وحنان والدتك والعمل الجاد عند أخيك. وربما ستقوم بإنقاذ صور عائلتك وفستان فرح والدتك وذلك التمثال الذي أحضرتموه من تلك الرحلة العائلية الجميلة. كل هذا سيكون مؤشرا إلى أن أهم المبادئ في حياتك هي العلاقات الإنسانية وخاصة تلك العائلية. هناك أشخاص آخرون ستوصلهم إجاباتهم إلى أن أهم مبادئهم في الحياة هي التنافس وآخرون سيجدون أن أهم مبادئهم هي التعاون. ليس هناك أية مشكلة لدى أي إجابة ستحصل عليها من هذه الأسئلة ولا يوجد مبادئ سيئة أو مشينة. فالمبادئ هي مجرد وسيلة والغاية التي ستصل إليها من خلال تلك المبادئ هي ما ستحدد صحة أو خطأ ما تريده.

تعرف على الأشياء التي تتخالف مع مبادئك

أحد الأمور التي قد تسبب لك قلقا وعدم ارتياح، هي عندما تجد نفسك مغمورا في أحداث ومواقف لا تتماشى مع مبادئك وتكتشف أنك لا تعيش طبقا لتلك المواقف. فهناك مثلا ذلك المبدأ الذي تهتم به كثيرا وهو أن تقوم بعمل شيء من أجل مساعدة الأشخاص، ووجدت أنك تجد هذا الأمر هام جدا من أجل رضاك الداخلي. ولكنك في المقابل تعمل لدى شركة استهلاكية بحتة لا تهتم سوى بامتصاص النقود من جيوب الناس بمقابل أو دون مقابل. هذا الأمر سيكون عائقا كبيرا أمام شعورك بالرضا والهدوء النفسي. ابحث في حياتك عن أمثال تلك المواقف التي تسبب انعدام التناسق مع مبادئك وحياتك لتعرف كيف تتصرف معها.

قرر ما الذي ستفعله بناء على كل ما سبق

بمجرد أن أصبح لديك تخيل مناسب حول مبادئك وتلك المواقف التي تخالف تلك المبادئ، فإن عليك البدء بتقييم كل هذه الأشياء سويا وتحديد ما الذي يعنيه إدراك القدرات الذاتية إليك؟ قدراتك الذاتية بناء على مبادئك قد تدفعك من أجل مزيد من النجاح في عملك أو الاهتمام بعائلتك أو تحسين شخصيك أو كل تلك الأشياء التي ستكتشف أنها مهمة لك بقدر كبير. ما عليك فعله الآن بعد أن بدأت في مشوار إدراك القدرات الذاتية هي أن تقرر ما الذي ستقوم بعمله. فمثلا، إذا كنت من الأشخاص الذين يعتبرون العلاقات الإنسانية أولوية في حياتهم ولكنك في المقابل تعمل في تلك الوظيفة التي تسحب منك كل دقيقة تملكها وتتركك عاجزا عن قضاء الوقت القيم مع أهلك وأصدقائك. فربما عليك أن تبدأ بالتفكير في الحصول على وظيفة جديدة تقدم لك بعض الوقت لتعطيه لعائلتك وتصبح الشخص الذي تريده.

تخيل الشخص الذي تريد أن تصبح عليه

إدراك القدرات الذاتية سيجعلك قادرا على تخيل الشخص الذي تريد أن تكونه. ومعرفة الشخص الذي تريد أن تكونه هو خطوة هامة في سبيل الاستفادة بقدراتك الذاتية. فمثلا، ما هو الشخص الذي تريد أن تصبح عليه؟ هل تريد أن تكون شخصا أفضل؟ هل تريد أن تجني دخلا جيدا؟ هل تريد أن تجيد عزف الكمان؟ كل شخص سيكون لديه صورة مختلفة عن نفسه استنادا إلى القدرات الذاتية المختلفة التي يملكها. وكوسيلة لمساعدتك في إدراك الشخص الذي تريد أن تصير عليه، بإمكانك استعمال هذه الطريقة.

ابدأ بتخيل أنك تملك عصا سحرية يمكنك من خلالها تحقيق أقصى أحلامك وطموحاتك في المستقبل. تخيل الآن ما هي الحياة التي ستعيشها؟ وكيف ستعيشها؟ ومع من؟ اجعل نسختك الخيالية هذه محددة وتفصيلية قدر الإمكان. فمثلا، إذا كان أحد أحلامك هو أن تفتتحي مخبزك الخاص، ابدئي بتخيل المكان الذي سيكون عليه، والمنتجات التي ستقومين بصنعها، وعدد الأشخاص الذي سيعملون لديك، ورأي العامة في مخبوزاتك وكل ما يمكنك تخيله الآن.

ابدأ بتحليل نقاط القوة والضعف التي ستملكها تلك النسخة المستقبلية منك. فصاحبة المخبز هذه يجب أن تملك مهارات جيدة في الخبز، ويجب أن تملك مهارات جيدة في التعامل مع الأشخاص، ومهارات جيدة في الاهتمام بأمر عمل خاص.

عندما تكتمل تلك الصورة أمامك ستصبح مدركا للمهارات التي يجب أن تملكها مستقبلا أو ربما تملكها منذ الآن في سبيل تحقيق هدفك. هذه الصورة ستجعلك أكثر وعيا بالصفات التي تملكها ويمكنك البدء باستغلالها. وأيضا ستعطيك فكرة عما لا تملكه ويجب عليك البدء في البحث عن وسيلة من أجل الحصول عليه.

الآن ستبدأ في البحث حول الطرق اللازمة من أجل تطوير مهاراتك الحالية واكتساب المهارات التي تملكها. ابدأ في البحث على الأماكن التي تعرض خدماتها من أجل تعلم تلك المهارات أو قم بإقحام نفسك في أنشطة ستقوم بتعليمك تلك المهارات من خلال الخبرة والاحتكاك ببيئة العمل.

ليس معنى أنك وصلت إلى تخيل ما لنفسك، أنك لن تقوم أبدا بإعادة تلك الخطوات مرة أخرى فيما بعد. لا بأس إطلاقا بان تقوم بسؤال نفسك مرة أخرى ومحاولة إدراك القدرات الذاتية الجديدة التي ستأتي لاحقا حتى تصل إلى ما تريده حقا.

لا تنس أن تحب نفسك

عملية إدراك القدرات الذاتية ستسهلك وقتا وجهدا كبيرين من ناحيتك ولن تحدث بين ليلة وضحاها. في خلال هذه الرحلة الشاقة، تذكر أنك لست بحاجة إلى جلد ذاتك أو لومها على عدم الوصول إلى نتائج فورية. عليك أن تراعي قدراتك وإمكانياتك وأو توفر لنفسك العطف والتفاهم اللازمين من أجل جعل هذه الرحلة مثمرة ومفيدة. قم برعاية نقاط القوة التي ستكتشفها، وأيضا قم بتقبل نقاط الضعف ومعرفة كيف تقوم بتقويتها. لا تشعر باليأس أبدا عند وجود شيء لا يمكنك فعله لأن رحلة إدراك القدرات الذاتية هي رحلة مستمرة من التعلم والإدراك.

لا تقع فريسة التعميم

بعد أن تبدأ عملية إدراك القدرات الذاتية فإن هناك أمرا هاما جدا يجب أن تعرفه وتضعه في اعتبارك وهو أن لا تقع فريسة التعميم. التعميم يتمثل فيما يقوله لك الجميع منذ طفولتك حول قدرتك على فعل شيء وعدم مقدرتك على فعل شيء آخر. فكونك فتى لا يعني أنك لا تستطيع أن تهتم بمستحضرات التجميل أو العناية بالبشرة. وكونك فتاة لا يعني أنك لا يمكنك شغل منصب تم احتكاره للرجال. متى ما بدأت في إدراك القدرات الذاتية الخاصة بك، عليك إذا أن تكون قدر النتائج التي ستجدها وأن لا تدع تعميم المجتمع وعائلتك وأصدقائك عائقا أمامك.

تعرف على التعميم الذي يواجهك ثم قم بتحديه

لا تدع التعميم من الخارج أو الداخل يصل إليك. فأحد طرق التعميم الداخلي الذي بإمكانه إحباطك هو أن تقول لنفسك بأنك لن تنجح إطلاقا بعد عدة محاولات فاشلة في سبيل تحقيق هدفك! الفشل لا يجب أن يكون قادرا على إحباطك، بل يجب عليك أن تستخدمه في سبيل اكتساب المعرفة وإدراك ما يمكنك فعله سوى هذا الذي فعلته. لا تعمم فشلك في بعض المحاولات على حياتك بأكملها ولا تدع التعميم يكون سر انهيارك وفشل رحلة إدراك القدرات الذاتية الخاصة بك.

انتبه من تحيز عقلك

في كثير من الأحيان عندما يقوم عقلنا بتحليل شيء ما، فإنه يقوم بتكبير الأمور السيئة وتركيز الانتباه عليها تاركا الأمور الجيدة جانبا. فمثلا، عندما أعطاك ذلك المدرس تقييما على مقالك فإنه أعطاك 7/10 لأنه رأي سبعة أشياء جيدة في مقالك وثلاثة أشياء يمكن العمل على تحسينها. لا بد أنك ستذكر عقلك عندما أخذ ينتحب حول الثلاث درجات التي فقدتها عوضا عن الامتنان للسبع درجات الجيدة ومحاولة العمل على تحسين الثلاث السيئة. هذا هو بالضبط ما سيحاول عقلك فعله معك في رحلة إدراك القدرات الذاتية وهو ما يجب أن تقوم بالانتباه إليه ومحاولة تحديه حتى لا ينال منك.

كل ما عليك فعله هو أن تقوم بالنظر إلى الأمر الذي أنت على وشك القيام به بموضوعية وأن تحاول وضع كل النقاط الممكنة، وأن تحرص على وضع النقاط الإيجابية قبل السلبية بحيث تملك النقاط الإيجابية أسبقية على نظيرتها السلبية.

احذر من نظرية (الكل أو لا شيء)

تذكر خلال رحلة إدراك القدرات الذاتية هي أنها عملية تعلم. وعملية التعلم تعني أنك تكتسب المعرفة شيئا فشيئا وليس مرة واحدة. أما نظرية الكل أو لا شيء فهي تقوم بالحكم على عملك بأكمله من خلال النتيجة النهائية التي قد تستغرق وقتا طويلا دون الالتفات لإنجازاتك الصغيرة والاحتفاء بها. فمثلا، إذا كان تعلم الكمان هو الأمر الذي ترغب في فعله، فإن نظرية الكل أو لا شيء ستسعى إلى تحقيق الكمال وستحكم على نجاحك أو فشلك بما إذا كنت أصبحت أفضل عازف في العالم أم لا. بينما في الحقيقة أن الإنجازات الصغيرة التي تحققها على المستوى اليومي بينما يتحسن مستواك في العزف هو ما يجب أن تهتم به وتحتفي به. نظرية الكل أو لا شيء ستكون طريقك من أجل تنظيم أحلامك وستجعلك تجري خلف شيء لا يمكن تحقيقه وستجلب لك التعاسة فقط. لذلك، كنت حذرا ومنتبها إذا استعمل عقلك تلك النظرية لمواجهتك.

امتنع عن توقع الأسوأ

أحد الطرق التي سيعمل عقلك ضدك بها هي توقع الأسوأ وكل الأسوأ خلف كل خطوة تخطوها في سبيل إدراك القدرات الذاتية الخاصة بك. فمثلا، إذا كانت أول خطوات رحلتك هي أن تقوم بإنهاء علاقة لا تجلب لك سوى التعاسة، فإن عقلك سيبدأ بالتفكير حول ما إذا كنت ستجد علاقة أخرى مجددا أبدا؟ أو هل سينتهي بك الأمر عجوزا وحيدا لا تؤنس وحدتك سوى قططك ولن يزورك أحد لأنك وحيد؟ هل سينتهي بك الأمر في علاقة أسوأ من تلك التي كنت فيها؟

كل هذه الأسئلة سيحاصرك عقلك بها ولن يتوقف عند السؤال الأول، بل سيقوم بقذف الأسئلة والتوقعات السيئة واحدا تلو الآخر في وجهك حتى تبدأ بالانهيار وتصبح على وشك الحياد عن خطتك. إحدى الطرق من أجل مواجهة عقلك عند الوصول لهذه الحالة هي أن تقوم بمحادثته بالمنطق. فمثلا، هل فعلا سينتهي بك الأمر وحيدا بعد تركك هذه العلاقة؟ الإجابة هي لا، فهناك البلايين من الأشخاص على هذه الأرض، احتماليات أن تنتهي وحيدا هي قليلة جدا. إذا، إذا كان احتمالاتك هي أن ينتهي بك الأمر وحيدا، فهل هذا يعني أنك ستكون تعيسا؟ الإجابة هي لا، هناك الآلاف من الأشخاص الذي يعيشون بمفردهم ويمتلكون حياة مليئة بالإنجازات والسعادة. استمر في هذه المواجهات المنطقية حتى تترك عقلك عاجزا عن توقع ما هو أسوأ. إدراك القدرات الذاتية هو أهم من كل تلك الاحتمالات السيئة، فما الذي يمكنك أن تخسره إذا كان المقابل هو سعادتك؟!

فكر مليا في الأوامر والنواهي التي تتبعها

أحد الأمور التي ستواجهك في رحلة إدراك القدرات الذاتية هي تلك الأوامر والنواهي التي توجد في مؤخرة رأسك والتي لم تفكر فيها كثيرا. هذه الأوامر والنواهي غالبا ما تكون مفروضة من قبل المجتمع أو البيئة المحيطة والتي ليست من المفترض أن تكون عائقا أمام إدراك قدراتك. عندما يواجهك عقلك بأمر يجب عليك فعله أو لا يجب عليك فعله، قم بسؤال نفسك أولا لماذا يجب ولماذا لا يجب. وهل هذا الأمر هو مهم فعلا بالنسبة لمبادئك؟

فمثلا، أحد أساسيات المجتمع هي أن الفتاة يجب أن تكون زوجة عند بداية العشرينيات، إذا كنت تشعرين بالخجل تجاه كونك أتممتي الثلاثين ولم تتزوجي بعد، فعليك إذا أن تقومي بسؤال نفسك حول ما إذا كان الزواج رغبة خالصة بداخلك أو مجرد أمر فرضه المجتمع عليك؟ هل تفضلين أن تمضين حياتك ناجحة ومحققة لأحلامك، أم تملكين منزلا وأطفالا؟ ربما تكون إجابتك هي الاختيار الثاني، ولكن إذا كانت إجابتك هي الاختيار الأول، فأنت لست بحاجة إطلاقا إلى جعل أمر الزواج سببا في إصابتك بالحزن أو الفشل.

اجعل هدفك ملموسا

عند وصولك إلى هذه المرحلة، ستكون قد قطعت شوطا طويلا في رحلة إدراك القدرات الذاتية الخاصة بك. وستكون خطوتك التالية هي جعل أهدافك واضحة وملموسة بحيث يمكنك الإحساس بها والاعتماد عليها. يمكنك البدء بهذه الأمور نحو جعل أهدافك حقيقية وملموسة.

اصنع قائمة

أول شيء سيخبرك به أي شخص أو مقال عندما يتعلق الأمر بأهدافك هي أن تصنع قائمة. وهذا الأمر لن يختلف عندما يتعلق الأمر حول إدراك القدرات الذاتية أيضا. هذه القائمة في حالتنا هذه ستكون عبارة عن تقسيم هدفك إلى قطع أصغر وأبسط في سبيل تحقيقها. فأنت متى ما تمكنت من إدراك القدرات الذاتية الخاصة بك عن طريق تحديد مبادئك ثم معرفة الشخص الذي تود أن تصير عليه، اصنع قائمة تشرح فيها كيف يمكنك تحقيق هذا الأمر وتصبح الشخص الذي تصير عليه. فمثلا، إذا كانت رغبتك هي أن تتمكن من عزف الكمان، فإن عزف الكمان هو هدفك الكبير. القائمة ستتكون إذا من الأهداف الأصغر التي ستستعملها في سبيل إتمام ذلك الهدف الكبير. فتلك القائمة ستحتوي على أن تعرف أكثر عن الكمان والمقطوعات الموسيقية وبدأ دراسة تلك المقطوعات إما بنفسك أو بالتسجيل في درس تعليم كمان … الخ. كلما احتوت قائمتك على أهداف أصغر كلما أصبح تحقيق هدفك أسهل وأكثر وضوحا لأن هذا سيعني أنك قادر على تحديد التفاصيل الصغيرة التي ستحتاجها.

حدد أولويات أهدافك

إدراك القدرات الذاتية الخاصة بك قد يتركك محاطا بالكثير من الأهداف التي ستود القيام بها. في الغالب لن يمكنك تحقيق كل تلك الأشياء مرة واحدة وسيتوجب عليك تحديد أولوياتك منها طبقا لحالتك المادية ووقت فراغك والمجهود الذي بإمكانك وضعه في تحقيق هذا الهدف. أيضا معرفة نوع الأهداف وما إذا كان أحدها متوقفا على الآخر هو أمر يجب وضعه في الاعتبار. وأحد النصائح التي سنهتم بها في هذا المجال هو الامتناع عن فعل كل شيء في وقت واحد لأنك في الغالب ستشعر بالإرهاق بعد فترة من الوقت وستقوم بترك كل تلك الأشياء دفعة واحدة لأنك ستشعر بأنك لا يمكنك النجاح في أي شيء منها. أما إذا بدأت بتحقيق أهدافك واحدا تلو الآخر، فإن هذا سيكون أفضل وأكثر واقعية.

كيف تحدد أولوياتك؟

من أجل تحديد أولوياتك بإمكانك استعمال هذا المثال على أي هدف لديك. إذا كان هدفك هو أن تصبح مبرمجا جيدا فإن هناك الكثير من لغات البرمجة التي تساعدك في فعل هذا، وكل نوع من هذه البرامج يملك مجالا يمكنك استعماله فيه. فإذا كان هدفك مثلا هو أن تستطيع برمجة مواقع الإنترنت وتطبيقات الهاتف بالإضافة إلى إتقان البرامج المتعلقة بالحاسوب نفسه، فإن عليك أن تكون على دراية باللغات المختلفة ومعرفة ما الذي يعتمد منها على الآخر. فهناك مثلا لغة بايثون التي تعتبر أبسط اللغات وأكثرها سهولة مع المستخدم وهي ستساعدك في صنع البرامج البسيطة لتستخدمها على جهازك. بينما هناك لغة الجافا التي تعتبر أكثر تعمقا وصعوبة ويمكنك من خلالها التعامل مع برمجة الويب وتطبيقات الهاتف. عندما تعرف أن إتقان لغة الجافا ستمكنك من فهم لغة بايثون أسرع، فإن المنطق سيحدثك في هذه الحالة أن تبدأ بتعلم الجافا أولا. أما إذا كان مجال عملك متعلقا بالأحياء والعلوم قليلا، فإن بايثون سيكون رفيقك الأفضل. لذلك، تعلم بايثون أولا سيكون هو الأمر الأفضل في هذه الحالة.

قم بوضع خطة العمل

بعدما أن قمت بتحديد الهدف الذي ستعمل على تحقيقه ثم قمت بوضع الأهداف الأصغر في سبيل تحقيقه، فإن خطوتك التالية ستكون ببدء خطة العمل على تحقيق تلك الأهداف. ابدأ بأخذ أول هدفين من تلك القائمة ثم قسمهم إلى أهداف أصغر وأصغر يمكن تقسيمها على المستوى اليومي. فمثلا فيما يتعلق بلغات البرمجة فأنت لن تصبح خبيرا بين ليلة وضحاها، هناك الأساسيات التي ستتمكن من خلالها فهم اللغة التي ستتعامل بها، ثم الأكواد البسيطة التي ستجعلك تألف البرنامج، ثم البدء في كتابة برنامج كبير نوعا ما … الخ. قم بإمساك أول هدف من هذه الأهداف كالأساسيات مثلا ثم حدد أنك ستكمل خمسة أساسيات كل يوم حتى تتم الأساسيات وتتمكن من بدء كتابة برنامج بسيط بنفسك. ثم ابدأ بوضع خطة الهدف القادم وهكذا. اجعل أهدافك بسيطة وسهلة التحقيق ليمكنك لمس الإنجازات بسهولة وسرعة وحتى لا تمل من عملية التعلم قبل إتمام ما تحتاجه.

قم بتطوير طريقة تفكيرك

كما أوضحنا سابقا حول ما سيقوم به عقلك لمحاربة رحلة إدراك القدرات الذاتية تلك، فإن عليك أن تعرف كيف تقوم بتطويع عقلك وتطوير تفكيرك. هناك بعض النقاط الأساسية حول هذا الأمر وهي أن تثق في قدرتك على التعلم، أن تبقي سقف توقعاتك منطقيا، أن تفكر بإيجابية وأن تنظر إلى خبرات الآخرين.

الخطوات الأربعة نحو تطوير قدراتك

الثقة في قدرتك على التعلم ستجعلك تقدر حقيقة أن إدراك القدرات الذاتية لا يتم بين ليلة وضحاها وأنك بحاجة إلى الالتزام والتعلم الدائم من أجل تحقيق أهدافك. هذا سيقودك إلى الخطوة التالية نحو إبقاء سقف طموحاتك واقعيا. فأنت لن تصبح محترفا في عزف الكمان في خلال شهر واحد، لذلك اجعل طموحاتك في حدود المعقول والمنطق لكي لا تقوم بإحباطك عندما لا تتحقق تلك التوقعات. بالإضافة إلى المنطقية ستحتاج أيضا إلى الإيجابية في التفكير بشدة حتى تصبح قادرا على تقبل خيبات الأمل وتقبل حقيقة أن ليس كل شيء يتم كما هو مخطط له. عليك أن تقوم بتذكير نفسك بالشخص الذي تود أن تصبح عليه وأن تتذكر أيضا أن هذا الشخص ليس إلا نتاج إدراك القدرات الذاتية الخاصة بك. أي أنك يمكنك تحقيق ذلك الهدف لأن هذا الهدف هو ما ترغب فيه أنت بشدة. وأخيرا، تعلم من خبرات السابقين الذين سلكوا نفس طريق هدفك. اسألهم عن أسرار نجاحهم وكيف تمكنوا من مواجهة العقبات في طريقك حتى يكون هذا حافزا في حد ذاته من أجل أن لا تتوقف أو تتعب في خلال رحلة إدراك القدرات الذاتية .

في النهاية، تلك الرحلة الشاقة نحو إدراك القدرات الذاتية خاصتك لن تكون بسيطة كما أوضحنا لكنها ستكون مجزية كما لا تتخيل. فحقيقة أنك ستقوم بفعل الشيء الذي تحبه والذي تبرع فيه هو أمر في غاية الأهمية وأحد أهم أسباب تحقيق السعادة والرضا اللازمين. فتحلى بالشجاعة والثقة إذا ولا تشكك في قدراتك قدر المستطاع. واعلم أن الصعاب ستواجهك لا محالة، فكن على أهبة الاستعداد من أجل مواجهتها. وهنيئا لك إدراك القدرات الذاتية التي ستساعدك على تحقيق ذلك.

أفنان سلطان

طالبة جامعية، أهوى القراءة واعتدت الكتابة كثيرا منذ صغري. على أعتاب التخرج ولا أدري بعد ماذا سأفعل.

أضف تعليق

أربعة × خمسة =