إخبار الأهل بالرسوب شيء مؤسف، فالأهل لا يحبون لأبنائهم الفشل الدراسي أو الفشل عموما في شتى مجالات الحياة، فذلك الخبر بالذات يتسبب لهم في الكثير من الحزن والغم، كما قد يرتب عليك بعض اللوم وربما الجزاءات، والمشكلة أننا نكون في وضع سيء من كافة الجوانب، فالرسوب مشكلة كبيرة بالنسبة لنا، أي أننا نشعر بالحزن لما يمثله من ضياع وقت وعمر واضطرار لإعادة بذل الجهد ذاته مرة أخرى، وإخبار الأهل بالرسوب يحزنهم، فنكون بين شقي الرحى، ماذا نفعل؟ وماذا نقول؟ وبأي طريقة، ثم بعد ذلك يأتي التفكير في أمر الرسوب، وهل هو ابتلاء؟ وهل يمكن اعتباره نهاية المطاف فعلا؟ وما هي أسباب الرسوب وكيف يمكننا علاج تلك المشكلة حتى لا تتكرر ثانية ونعود لإخبار الأهل بها، وسنتناول كل ذلك بشكل مفصل في هذا المقال، وذلك لما له من أهمية في حياتنا، ولشيوع حدوثه أيضا، فما من أحد في الحياة لم يتعرض للرسوب في أي مجال، حتى كبار المخترعين والعلماء والقادة العظماء.
استكشف هذه المقالة
هل الرسوب ابتلاء؟
ينبغي علينا فهم طبيعة الرسوب نفسها قبل التفكير في حل المشكلة، وذلك حتى يمكننا إخبار الأهل بالرسوب بطريقة مناسبة تجنبنا الخسائر، ولفهم الرسوب يجب الإجابة أولا عن ما إذا كان ابتلاءا أم تقصيرا منا، والحق إن الإجابة ليست سهلة، فهي مزيج من الأمرين معا، من ناحية يعد الرسوب ابتلاءا خاصة عندما يحدث بشكل لا دخل لنا فيه، فعندما ترسب في مادة ذاكرتها جيدا ولم تهملها يكون الأمر بشكل كبير ابتلاء، وينبغي الصبر على البلاء والاستفادة منه أيضا بالالتفات للتنبيهات التي ينطوي عليها، ولكن بالإضافة للابتلاء يكون هناك تقصير شخصي من أنفسنا، ولا ينبغي اعتبار الابتلاء حجة للكسل وتبرئة الذات، فلا يبتلى المجتهد يا عزيزي، وعلينا حتى في حالات الابتلاء تحمل مسئولية أفعالنا بوضوح، فهذا الاعتراف يمثل أهمية كبرى لدى الأهل بالذات، ويعد خير وعد لعدم تكرار المشكلة، وهم ما سنتحدث عنه عند توضيح طرق إخبار الأهل بالرسوب، وسواء كان الرسوب ابتلاءا أو تقصيرا يمكننا تجاوزه وعلاجه بسهولة.
صعوبات إخبار الأهل بالرسوب
صعوبات إخبار الأهل بالرسوب كثيرة ومتنوعة، وخاصة في أول مرة، وبالطبع لا نتمنى تكرار ذلك لأحد، لكن لأول مرة بالذات شأن خاص، فحدوث ذلك يكون صادما بالنسبة للأهل، والأهل عادة ما يبالغون في توقعاتهم لأبنائهم، ويصعب عليهم رؤية أي جوانب ضعف أو قصور، ويساعدهم في ذلك رغبتهم الصادقة في تفوق أبنائهم عليهم، ولعلنا جميعا سمعنا عبارات مضمونها أن لا أحد يتمنى لغيره أن يصبح أفضل منه سوى الأهل، وهي جملة حقيقية جدا، ولهذا يصعب إخبار الأهل بالرسوب لما يسببه لهم من صدمة وحزن، ولما يصنعه من خذلان لهم ولتوقعاتهم وآمالهم الكبيرة لنا، كما أنه قد يترتب عليه جزاءات كثيرة في حالات تقصيرنا بالذات، سواء كانت جزاءات مادية أو معنوية، وهي تمثل رد فعل ووسيلة تعبير منهم عن الحزن والغضب، ويجب تقبل هذا وتفهمه، خاصة عندما لا تكون مستقل عنهم ماديا، فالرسوب يكلف المال يا عزيزي، وحتى إن كنت مستقل يحق لهم كل الغضب، فالأمر صعب عليهم.
أسباب الرسوب عموما وبالنسبة للأهل خصوصا
لمعرفة كيفية إخبار الأهل بالرسوب ينبغي معرفة أسباب الرسوب مبدئيا، الأسباب بشكل عام وبالنسبة للأهل بشكل خاص، وبالنسبة للأهل لن يرجع الأمر أبدا لضعف قدراتك أو نقص كفائتك، فيصعب عليهم مجرد تصور ذلك، فالأهل جميعا يفترضون النبوغ والتفوق لأبنائهم، وهو ما يؤدي للمبالغة في التوقعات، والجانب السيئ في هذا الأمر أنهم سيرجعون رسوبك للتقصير، حتى لو لم يكن الأمر كذلك، بالطبع سيكون هناك تقصيرا منك لكن هناك دائما عوامل وأسباب أخرى، وعندما يرجع الأهل سبب الفشل الدراسي إلى تقصير أبنائهم سيقومون بالتركيز معهم، واعتبار كل ما هو ليس دراسة مجرد إهمال وتقصير، فتصبح الرياضة والتلفاز والإنترنت والجوال من الأشياء المحظورة التي أدت لهذه النتيجة، ويزداد ذلك كلما كانت أنشطتك ملحوظة، كأن تكون مشغولا برياضة ما أو مدمن لمشاهدة الأفلام والمباريات، إذن التقصير هو أول ما يقال عند إخبار الأهل بالرسوب، لكنها ليست كل الأسباب، فهناك أسباب أخرى تلك أهمها:
ضعف القدرات ونقص المهارات المطلوبة
عند إخبار الأهل بالرسوب يميلون للتقصير كما أوضحنا، لكنها ليست كل ما في الأمر، فيحدث أحيانا أن تكون تلك المادة بالتحديد ذات صعوبة خاصة بالنسبة لنا، ورغم إيماني بقدرات الإنسان العظيمة وقناعتي بحماقة فكرة المستحيل؛ يظل هناك جوانب تحتاج قدرات خاصة، وهذا ما يصنع تفاوت البشر وتميز بعضهم على بعض، فقد تجد تقديراتك في مواد معينة أفضل من غيرها، ويختلف هذا بين الأشخاص بحسب نوع الذكاء الذي يتميز فيه، لكن بشكل عام قد لا تكون لديك القدرة على اجتياز بعض الامتحانات والمواد الدراسية، ليس تقصيرا إنما قصورا، هكذا ببساطة، لكن لا ينبغي أن يقلقك هذا فلذلك حل سنتحدث عنه ضمن طرق علاج مشكلة الرسوب.
عدم ملائمة تلك الدراسة بالتحديد لك
لعلك لم تقم باختيار تخصصك الدراسي بنفسك، وربما اخترته ولكن بشكل نظري وعندما كنت صغيرا، لكن عند إخبار الأهل بالرسوب يمكنك الاستفادة من ذلك، لكن هذا الأمر ليس سهلا، فينبغي التروي في فحص أمر كهذا، فاختيار التخصص الدراسي أمر مصيري، يستحق التفكير الموضوعي وبشكل جيد، وتذكر دائما أن الدراسة ستصاحبك باقي حياتك، وهذا الأمر بالتحديد حدث معي شخصيا، لقد درست الطب البيطري لثلاث سنوات قبل تغيير المسار تماما، فلا أحب الطب ولا أجيده رغم المجموع العالي الذي يتطلبه دراسته، ولقد علمت عدم ملائمة تلك الدراسي بالتحديد لي، فقد تفوقت بعدها عند دراسة ما أحب وهو العلوم السياسية، لذا لا تقلق عند إخبار الأهل بالرسوب فقد لا يتعلق الأمر بك، بل بطبيعة الدراسة التي لا تلائمك أو لا تحبها، وهو سبب مهم وحقيقي، فقط تحقق من الأمر.
صعوبة الامتحان بشكل زائد
عند إخبار الأهل بالرسوب لا تتوقع أبدا تفهمهم لفكرة صعوبة الامتحانات في تلك السنة، وعلى الرغم من ذلك هو سبب حقيقي، فيحدث في بعض الأوقات أن تخرج الامتحانات عن المستوى المألوف والمعتاد، أو تتعدى النطاق المتفق عليه وتتجاوز المقررات الدراسية، يحدث هذا كثير في كل الجامعات والتخصصات الدراسية، وعندها يصبح الأمر مشكلة عامة فتكون النتائج سيئة للغاية، وترتفع نسبة الرسوب عن المعتاد، وقد يحدث إعادة الاختبار أو التصحيح لتدارك الأمر أو لا يحدث، وهو ما يصنع مشكلة كبيرة عند إخبار الأهل بالرسوب، وحتى في تلك الحالة يظل الرسوب مشكلة، فصعوبة الامتحان تضر بالطالب الضعيف أولا، تحديدا لمن لا يذاكر إلا بالقدر المطلوب للنجاح، وهو ما يعني التقصير في النهاية.
الظروف غير المناسبة
قد يفاجئك التفهم وعدم الحزن عند إخبار الأهل بالرسوب، ويحدث هذا في حالة وجود ظروف صعبة معلومة لهم من قبل، كأن تكون تعرضت لصدمة عاطفية قوية أو لوفاة أحد الأصدقاء، وصعوبة الظروف تؤثر بشدة على الدراسة، والظروف ليست بيدك، فمثلا عندما تعمل بالتوازي مع الدراسة تكون عملية تنظيم الوقت في غاية الصعوبة، وتنظيم الوقت حتى عند الدراسة فقط ليس سهلا، كما قد تتمثل صعوبة الظروف في الانشغال بحادث ما يخص الأسرة أو مشكلة، وربما لابتعاد الجامعة عن المنزل مما يحول دون الانتظام في الدراسة، وبوجه عام هناك الكثير من الأسباب ويأتي تبينها وتحديدها الدقيق في المرتبة الأولى لكيفية إخبار الأهل بالرسوب ولعلاج تلك المشكلة.
طريقة إخبار الأهل بالرسوب
تتوقف طريقة إخبار الأهل بالرسوب على أسباب الرسوب التي تحدثنا عنها، فالتحديد الدقيق للأسباب هو ما يؤدي لعلاج تلك المشكلة، ويضمن عدم تكرارها مستقبلا، وهو أول شيء يتم البحث عنه عند إخبار الأهل بالرسوب، فما حدث قد حدث، أما معرفة الأسباب والاستعداد لمعالجة الأمر هو ما يهم، وتنقسم طريقة إخبار الأهل بالرسوب بطريقة غير صادمة إلى شقين، شق يتمثل في عوامل عامة ينبغي مراعاتها، وشق آخر يتعلق بطريقة التصرف بعد إخبار الأهل بالرسوب.
هناك عوامل عامة ينبغي مراعاتها عند إخبار الأهل بالرسوب، فمثلا لا يجب أن تخبرهم بخبر سيء كذلك ببلادة، فيجب أن يبدو عليك الحزن والتأثر، ويجب مراعاة التوقيت أيضا، فيراعى اختيار وقت هادئ، والابتعاد كل البعد عن أوقات المشكلات والغضب، كما يفضل إخبارهم بذلك بعد إتيان فعل حميد يحبونه منك، وعليك أولا الاعتراف بالخطأ والتعبير عن الحزن الذي تشعر به جراء ما حدث، فتحمل المسئولية هو أفضل شيء يمكن للإنسان عمله، التهرب شيمة الجبناء، ولا تحل الأمور بتلك الطريقة، اعترف بالخطأ وعبر عن الحزن واخبرهم بالأسباب التي أدت لتلك النتيجة واعتذر عما حدث، وتفهم حزنهم بشكل مسبق واخبرهم بذلك أيضا، وأخيرا اطلب مساعدتهم لتجاوز تلك الأزمة.
بعد إخبار الأهل بالرسوب يأتي دورك لفعل بعض الأشياء، فسلوكك بعد إخبار الأهل بالرسوب يقع ضمن إطار الطريقة غير الصادمة لهم، فيجب عليك إظهار استعدادك لتجاوز تلك المسألة ولحلها بشجاعة واجتهاد، فبعد معرفة الأسباب يأتي وقت المعالجة، فيجب بذل المزيد من الجهد والأهم توضيح ذلك للأهل، ويجب الابتعاد عن كل ما يزعجهم، وربما التوقف بشكل مؤقت عن الأشياء التي تفضلها وتمنحها الوقت، سواء كانت رياضة أو مشاهدة التلفاز أو الإنترنت ومواقع التواصل الاجتماعي، فيجب التوقف تماما عن كل صور تضييع الوقت، خاصة أمام الأهل، وبمرور الوقت ستعود الحياة لسابق عهدها وستتجاوز الأزمة بإذن الله.
علاج مشكلة الرسوب
بعد إخبار الأهل بالرسوب يصبح لزاما علينا البدء في علاجه، وذلك حتى لا يتكرر الأمر ونعود لنفس الوقفة الخائبة أمامهم، ولأنفسنا أيضا، فالعمر أغلى من ضياعه في تكرار غير مثمر لنفس العام الدراسي، كان بإمكاننا استغلاله في شيء مفيد ومثمر أو في أشياء أخرى ممتعة، وتحديد الأسباب كما أوضحنا يؤدي لسهولة حل مشكلة الرسوب، كما يهم عند إخبار الأهل بالرسوب أيضا، ففي حالة التقصير مثلا ينبغي بذل المزيد من الجهد في الدراسة، وفي حالة ضعف القدرات ينبغي التدريب واللجوء للمساعدة المناسبة من المختصين، بالدروس الخصوصية وتعاون الزملاء مثلا، وفي حالة عدم ملائمة الدراسة لك يجب الوقوف مع النفس لتغييرها واختيار ما يناسبك، فعند دراسة التخصص الذي تحبه ستتفوق فيه على أقرانك، وفي حالة صعوبة الامتحانات بشكل طارئ ينبغي الحرص على زيادة تأمين نفسك بمزيد من الدراسة، والظروف أيضا لها حل ينبغي البحث عنه باستمرار وتنفيذه، وعندها يتبقى أمامك تلك القواعد العامة لعلاج مشكلة الرسوب وهي
تنظيم الوقت
بعد إخبار الأهل بالرسوب يأتي دورك لتريهم كيف ستعالج الأمر، وأهم شيء هنا هو تنظيم الوقت، تنظيم الوقت من عادات الناجحين بوجه عام، وهو ما يساعدك لاستثمار يومك بنشاط وفاعلية، ويؤدي لمزيد من الإنجاز والاستفادة، فعليك البدء فورا بوضع جدول ليومك، فتصنع روتين ثابت تقوم به بشكل يومي، فتحدد وقت ثابت للاستيقاظ والرياضة والإفطار، ثم أوقات العمل والدراسة، وحتى أوقات الترفيه يجب إدراجها ضمن الجدول، والالتزام به بشكل تام، فهذا يجعلك تذاكر قبل تراكم المواد وصعوبة ملاحقتها، وعند تنظيم الوقت يجب تخصيص وقت أكبر للمواد الصعبة أو التي تحتاج فيها لجهد أكبر.
توفير الظروف المناسبة للمذاكرة
يغفل البعض أهمية الهدوء ونظافة الغرفة وترتيبها للدراسة، وهذا الأمر مهم جدا، فعدم نظافة الغرفة يؤثر على النفسية بشكل كبير، حتى لو حدث هذا التأثر بطريقة غير واعية، وبعد إخبار الأهل بالرسوب يمكنك طلب مساعدتهم في توفير جو ملائم للدراسة، فيمكنك شراء مكتب إن لم يكن لديك، ويمكنك تخصيص مكان مناسب للدراسة، وخفض صوت التلفاز عندما يشاهدونه خلال وقت المذاكرة، ويمكنك تنظيم أوقات تناول الطعام، وربما طلب تقليل الزيارات أو أعفائك من بعض الواجبات الاجتماعية غير الضرورية، وهناك الكثير من الاقتراحات التي يمكنك الاختيار بينها حتى تستطيع توفير الظروف المناسبة للدراسة، والالتزام بجدولك اليومي الذي صنعته.
تشجيع الذات
من الطبيعي جدا بعد إخبار الأهل بالرسوب أن تسمع ما لا يرضيك، فقد تسمع ما يتسبب لك في الإحباط وضعف الهمة وربما الخذلان، وقد يؤثر هذا في ثقتك بنفسك، وللعوامل النفسية عظيم الأثر على حياتنا بشكل عام، فلا تنتظر التشجيع في تلك اللحظة بالذات من الأهل، فقد تسببت لهم في صدمة كبيرة وأحزنتهم، لذا عليك أن تبحث عن التشجيع بنفسك، فيمكنك معرفة ما يشعرك بالرضى عن نفسك ويعيد لك الثقة في قدراتك، قد تكون الرياضة هي ما تبحث عنه، وقد يكون كتابة قصيدة إن كانت تلك هوايتك، وربما تحقيق أي إنجاز بسيط في عمل آخر أو نشاط تطوعي، ابحث عن ذلك وقم بتشجيع نفسك، لكن يراعى في ذلك أمران، الأول عدم ملاحظة الأهل لذلك النشاط إن كان ترفيهيا، والثاني هو ألا يسرق وقتك فتعود لنفس المشكلة، وتذكر أن الأعين كلها تكون عليك بعد إخبار الأهل بالرسوب.
الاهتمام بالجوانب الروحانية وعمل الخير
عليك التصدق بعد إخبار الأهل بالرسوب فورا، مساعدة الناس وعمل الخير ليس شيئا جيدا من ناحية دينية فقط، بل له عظيم الأثر عليك من ناحية نفسية، فعندما تطعم مسكينا أو تمنح مشردا غطاء يحميه من برد الشتاء ستشعر بتحسن، ذلك أن تلك الأفعال البسيطة تمنحنا الرضا عن أنفسنا، وتشعرنا بأهمية دورنا في حياة الآخرين، ومن الطبيعي بعد تحسن حالتنا النفسية أن تزداد قدرتنا على المذاكرة والتحصيل الدراسي، وهي معادلة رابحة، لن تخسر أي شيء عند مساعدة شخص آخر سواء بالمال أو الوقت والمجهود، وستصبح في مزاج جيد، وستمنح الآخرين يوما مميزا، وسيتذكرونك بالخير، وربما يردون لك المعروف في يوم آخر بطرق جميلة لا تتصورها، كل ما عليك هو تجربة ذلك الشعور وستذهلك النتيجة.
الرسوب ليس نهاية المطاف
الرسوب تجربة صعبة، هذا أمر حقيقي وصادق تماما بلا شك، لكن مما لا شك فيه أيضا أن الرسوب لا يعني النهاية، ويجب أن تعلم ذلك جيدا، حتى قبل إخبار الأهل بالرسوب، الرسوب ليس نهاية المطاف، كرر هذا كثيرا وصدقه، وانظر حولك جيدا، ستجد بين الأهل والمعارف والأصدقاء من تعرض لتلك التجربة وتجاوزها ونجح في النهاية، فلا يجب أن نحمل الأمور أكثر مما تتعنيه، الرسوب في سنة دراسية معينة لا يعني الفشل والضياع، كل ما يعنيه هو عدم قدرتك على اجتياز بعض الاختبارات، وذلك للأسباب التي تحدثنا عنها قبل قليل، أي أن الأمر في النهاية يعود لأسباب واضحة يسهل معالجتها وتجاوز الرسوب والانطلاق بعد ذلك في سماء التفوق والنجاح، ولعل أبرز مثال على ذلك هو توماس أديسون مخترع المصباح، لقد فشل كثيرا قبل اختراع المصباح، وهناك ما حكاه العالم الكبير آينشتاين عن فشله الدراسي، والأمثلة لا تحصى، فلا يجب أن يقلقك بالرسوب بل يجب أن يدفعك للأمام.
الرسوب هاجس مرعب، وإخبار الأهل بالرسوب أمر في غاية الصعوبة، لكنه لا الرسوب نهاية المطاف ولا إخبار الأهل بالرسوب بطريقة غير صادمة بالشيء المستحيل، ويجب علينا أولا تقبل ما حدث وتفهم كافة المشاعر التي تنتج عنه، سواء شعورنا نحن بالغضب أو الحزن والضيق، أو شعور الأهل بالحزن علينا والغضب مما صنعناه بإهمالنا وتقصيرنا، فما يشعرون به في تلك اللحظة هو شعور مؤلم، لذا علينا احترام شعور جميع الأطراف، والاعتراف بالخطأ بشجاعة والاعتذار عنه، نعتذر لأنفسنا قبل الآخرين، وبمعرفة أسباب الرسوب التي تحدثنا عنها يمكننا معالجة المشكلة، وتصبح لدينا القدرة على تحقيق النجاح، فتعود حياتنا لسابق عهدها، ويصبح هذا الألم عاملا مساعدا لعدم تكرار الرسوب، وبذلك يتحول لعنصر دعم بدلا من الهدم والانهيار وضياع الثقة بالنفس وغياب الأمل، وننتهي للتجاوز والنجاح.
أضف تعليق