تسعة
الرئيسية » اعرف اكثر » منوعات » كيف تتعامل بشكل حضاري مع المقهى وما هو إتيكيت المقاهي ؟

كيف تتعامل بشكل حضاري مع المقهى وما هو إتيكيت المقاهي ؟

تتنوع أشكال المقاهي في بلداننا ولكن هناك نوع منها أصيل وبالتالي نرصد لك أبرز نقاط إتيكيت المقاهي العربية مقارنة بالغربي في السطور القادمة.

إتيكيت المقاهي

نتحدث في السطور التالية حول إتيكيت المقاهي وما اللازم علينا فعله في المقهى وما الذي لا يستحب فعله في هذه الأماكن، وقبل أن نتحدث عن إتيكيت المقهى بالتفصيل في فقرات منفصلة سنتحدث عن نشأة المقاهي في وطننا العربي

نشأة المقاهي

لا ريب أنه منذ فجر التاريخ ونشأة المدن وتعامل الناس مع بعضهم البعض، فتحت المقاهي والأماكن التي تقدم المشروبات وتوفر الاستراحة لكل متعب أو عابر سبيل أو حتى شخص يرغب في الاسترخاء أو الحديث مع رفاقه في موضوع ما، وتختلف كل دولة في مقاهيها من حيث الشكل والمشروبات كما يختلف إتيكيت المقاهي في كل عصر عن الذي قبله وعن الذي بعده، ولكن تتشابه نشأة المقاهي أنها كانت إلى حد كبير مكان للأدباء وما يشبه الصالون الثقافي في عصرنا هذا، وتختلف الآراء حول نشأة المقاهي بشكلها الحالي حيث يرجح البعض أنها تعود إلى العصر المملوكي أي في القرن الخامس عشر على الأرجح في القاهرة بينما يرد البعض أصل المقاهي إلى الحجاز حيث كانت ضرورة نشأتها في الأسواق باختلاف مشاربها، أما الآخرون فيردونها إلى الشام وبالتحديد في دمشق ثم حلب وآخرون يذهبون إلى أنها قد نشأت في البداية فى العراق، وأيًا كانت البقعة التي نشأت فيها المقاهي بشكلها الحالي إلا أنها لم تذهب بعيدًا عن الوطن العربي، وقبل أن نتحدث عن إتيكيت المقهى سنفرق بين المقاهي العربية الشعبية وغيرها من الشكل المستحدث للمقهى “الكافيه” أو “الكافي شوب” وغيرها والذي يتضح من اسمه أنه تقليد للشكل الغربي للمقهى.

الفرق بين المقاهي العربية وغيرها

التكلفة: من حيث التكلفة فإن المقاهي العربية أو الشعبية بالطبع المقاهي الشعبية أرخص بكثير حيث يكاد يكون المشروب هناك بسعر التكلفة، وذلك بسبب انخفاض إيجار المكان الذي يسكن فيه حيث تصلح أي مساحة لأن تكون مقهى شعبي، بأي تصميم، وعادة يستخدم المقهى الشعبي المساحة أمام المقهى لجلوس الزبائن عليها.

  • التصميم: نلاحظ أن الكافيهات تبالغ في تصميمها وإضاءتها لجلب الزبائن بينما تهتم المقاهي بالأساسيات فحسب، مع دهان بسيط وكراسي منخفضة الثمن.
  • الصوت: عادة ما يكون المقهى صاخبًا بينما الكافيه هادئ مثل مكتبة وذلك بسبب جنوح رواده للهدوء أساسًا وكونهم من طبقات اجتماعية لا تحب الصوت المرتفع، بينما في المقهى تتعالى الأصوات وتتداخل حتى تشعر بالريبة إن ساد بعض الهدوء.
  • المقاعد: مقاعد الكافيه مريحة جدًا بينما في المقهى فإن المقاعد التي تجلس عليها تكون عادية وبسيطة خشبية أو بلاستيكية.

وبعد أن استعرضنا أبرز الاختلافات بين المقاهي العربية بإيجاز والكافيهات نستعرض إتيكيت المقهى من جميع الجوانب مستعرضين الاختلافات أيضًا بالتفصيل من خلال الحديث عن الإتيكيت المناسب للمقهى، والأسلوب الأمثل للتعامل معها بكافة أنواعها سواء كانت شعبية أو ذات طابع غربي

إتيكيت الجلوس للبنات

من إتيكيت المقاهي العربية عند الجلوس بالنسبة للبنات يفضل اتخاذ وضعية ثابتة لأن معظم هذه المقاهي تكون في مناطق شعبية وبالتالي لا يفضل أن يكون هناك جلسات أكثر تحررًا غير المتعارف عليه، لأن ذلك سيتسبب في إحراج لصاحب المقهى بالطبع، ويفضل أن تكون الأيدي مضمومة واليدين على المنضدة، وعند وضع الساق على الساق ينبغي ألا يكون كعب الحذاء في مواجهة الجالسين ينبغي أن يكون موجهًا إلى الأسفل، ومن الأشياء غير المستحسنة أيضًا عدم الضحك بصوت مرتفع ملفت للأنظار، ولا مانع بالطبع من وضع أحمر الشفاه أو غير ذلك، ولا مانع أيضًا من التدخين بالنسبة للنساء في المقاهي العربية، عادة ما يتم احترام المدخنين أيًا كان جنسهم في أوساطنا العربية، وبالتالي إتيكيت المقاهي العربية يمنح الكثير من المميزات للنساء، أما بالنسبة لإتيكيت المقاهي ذات الطابع الغربي (الكافيهات) فإنها لا تلقى حرجًا في وضعيات أكثر تحررًا بالنسبة لجلوس الفتيات ولا مانع بالطبع من إمساك شاب وفتاة بإيدي بعضهم البعض أثناء الجلوس، غير أن هذا لا يكون مستحسنًا في المقاهي العربية.

إتيكيت الجلوس للأولاد

من إتيكيت المقاهي العربية بالنسبة للأولاد فإنها عادة تكون أكثر تحررًا من النساء حيث مسموح لهم بالضحك بصوت مرتفع ولكن عمومًا عندما يكون بشكل مبالغ فيه فإنه يكون مستفز سواء من أولاد أو بنات، التدخين مباح بالطبع بدون أي تحفظات، يفضل بالطبع عدم وضع الساق على الساق بحيث يكون الكعب في مواجهة الجالسين تمامًا مثل البنات، يفضل ألا يتم وضع الحذاء على المقاعد، ويفضل عدم البصق على أرضية المقهى في العموم، غير أن هذا يكاد يكون ممنوع تمامًا في المقاهي ذات الطابع الغربي.

الإتيكيت في الكلام

من إتيكيت المقاهي العربية الشعبية أنك تستطيع الحديث بأي نغمة صوت ممكنة بحيث يمكنك أن تتابع حديث مجموعة من الأصدقاء الجالسين عمومًا، بسبب صوتهم المرتفع وقد لا يعمد أحد إلى أن يكون صوته مرتفع ولكن بسبب الصخب في المقهى يضطر لأن يرفع صوته حتى تصبح الدرجة العادية هي الصوت المرتفع بينما إتيكيت المقاهي ذات الطابع الغربي عمومًا يستحسن فيها الهدوء بسبب هدوء الجو بشكل عام فيها وحرص العاملين على الإبقاء على هذا الهدوء.

الإتيكيت في شرب العصير

من اللائق عادة سواء حسب إتيكيت المقاهي العربية أو المقاهي ذات الطابع الغربي فإنه لا يفضل أن يتم شرب العصائر والمياه على دفعة واحدة غير أن هناك تسامح عمومًا في هذه المسألة في المقاهي العربية بينما يكون هناك امتعاض ممن حولك إن فعلت هذا، وربما تزداد حدة الامتعاض إن قمت بكسر الثلج بأسنانك أو حاولت بلعه أو جرشه، بينما في المقاهي العربية قد يكون هناك تسامح أيضًا بشأن هذا.

إتيكيت الحديث مع النادل

من إتيكيت المقاهي أنه عند الحديث مع النادل يكون هناك ألفة وحميمية بعض الشيء، خصوصًا لو كنت تجلس هناك باستمرار هذا يعني أنك زبون مميز بمعنى أنك أصبحت صاحب مقهى، وليس مجرد زبون عادي، أما في الكافيهات مهما حدث فإنك لن تستطيع تبادل الألفة مع النادل هناك حتى وإن كنت تبيت هناك، سيظل هناك النظر إليك كمجرد زبون، ربما يتم معاملتك بشكل مميز حسب البقشيش الذي تتركه، لكن تظل مجرد عميل تدر النقود فحسب.

إتيكيت مشاهدة المباريات

يفضل الكثير من الناس مشاهدة المباريات على المقهى حيث يتجمع عدد من الأصدقاء لمشاهدة المباريات على المقهى بالتالي من إتيكيت المقهى عند مشاهدة المباريات: الحضور قبل المباراة بوقتٍ كافي حتى تستطيع الحصول على مقعد مناسب، فلا تأتي في معاد المباراة أو متأخرًا عنها وتتذمر لأنك لا تجد مقعد، أيضًا من إتيكيت المقهى عند مشاهدة المباراة ألا ترفع صوتك زيادة عن اللزوم أو تصرخ أو تصيح إلا في حالة إحراز هدف من فريقك، أما إن كان من أحرز الهدف هو الفريق الخصم فيستحسن أن تسكت تمامًا، وأيضًا لا ينبغي عليك إطلاق الألفاظ النابية عند التشجيع، ولا يجوز إطلاقًا الاشتباك مع أي شخص من مشجعي الفريق الخصم حتى لا يتطور الأمر لمعركة، وذلك بالطبع سيضر بصاحب المقهى، وينبغي مراعاة الزحام في المقهى وبالتالي لا ترهق النادل بكثرة الطلبات وصعوبتها.

إتيكيت شرب النارجيلة/ الشيشة

النارجيلة أو الشيشة من علامات المقهى العربي عمومًا وعندما تذهب إلى أي مقهى تجد سماءه ملبدة بأدخنة الشيشة من كثرة ما يقصدها الناس لممارسة تدخين المعسل أو التبغ، وبالنسبة لإتيكيت المقهى في تدخين المعسل فإنه يفضل توضيح نوع التبغ الذي تريده منعًا للالتباس، أيضَا عندما تضع “لي” الشيشة على المنضدة أمامك أو على الطاسة فإن هذا يعني أنك مستعد لتدخين حجر جديد بينما عندما تلفه حول قلب الشيشة، فإن هذا معناه أنك استكفيت، ولا تريد مرة أخرى، أما في إتيكيت المقاهي ذات الطابع الغربي فيفضل أن تعطي الشخص الذي يضبط لك الحجر نقودًا بسيطة من أجل الاستمتاع بأفضل تدخين.

إتيكيت لعب الدومينو والطاولة

لا مانع من لعب الدومينو والطاولة وهي من الأشياء غير المستحسنة في المقاهي ذات الطابع الغربي، بينما من علامات المقاهي العربية والشعبية لعب الدومينو والطاولة، وبالنسبة لإتيكيت المقاهي في لعب الدومينو والطاولة، يفضل عمومًا عدم العراك عند اللعب وعدم احتكار اللعب، فإن كنت قد انتهيت فقم بتسليم أوراق الدومينو أو صندوق الطاولة لصاحب المقهى أو النادل تحسبًا لأن هناك من يريد اللعب ولكن لا يجد دومينو أو طاولة بسبب إشغالهم جميعهم وعادة لأن العدد قد يكون أقل من عدد الأشخاص الراغبين في اللعب، لذلك من أجل أن يلعب الجميع، يجب الانتهاء من اللعب وتسليم اللعبة لصاحب المقهى، ويفضل عدم صفق الأوراق صفقًا على المنضدة تجنبًا لانكسارها سواء ورقة الدومينو أو زهر الطاولة أو أن تكسر المنضدة نفسها وأيضًا جلبًا للهدوء وتجنبًا لإزعاج الأشخاص الجالسين بجانبك.

إتيكيت استخدام الإنترنت جزء من إتيكيت المقاهي

للأسف الآن أصبح في كل مقهى شبكة إنترنت “واي فاي” وهذا بالطبع مواكبة للعصر، في البداية ليس هناك مشكلة بالنسبة لإتيكيت المقهى في استخدام الإنترنت ولكن هناك مشكلة في الإلحاح في معرفة الرقم السري حيث إن أصر النادل أن يكتب الرقم بنفسه فلا مانع من ذلك لأنه يخشى من تسرب الرقم والمحيطين بالمقهى يستخدمون الشبكة مما يضعف السرعة لديه والتي أولى بها رواد المقهى، أيضًا ليس من الطبيعي أن تذهب إلى هناك باستمرار لمجرد تحميل الأغاني والأفلام، هناك من يستخدم الإنترنت في إنهاء عمله بالتالي عليك أن تستخدم الإنترنت ولكن باقتصاد خصوصًا إن وجدت أن السرعة ضعيفة ولا تتحمل التحميل، ومن إتيكيت المقاهي من حيث استخدام الإنترنت أيضًا عدم استخدامه في وجود شخص آخر برفقتك، لأن هذا يعني أنك تأتي من أجل الدخول المجاني للإنترنت لا للجلوس معه.

إتيكيت جلب المأكولات

في المقاهي العربية لا مشكلة إطلاقًا من حيث جلب المأكولات معك من الخارج بل من إتيكيت المقاهي العربية أو الشعبية عمومًا أن اصطحابك للمأكولات بمجرد جلوسك ستجد كوب ماء يرافقك ولن يسألك عما تشرب سوى بعد الانتهاء من طعامك كما سيتكفل بنفسه بالتخلص من بقايا الطعام وإلقاءها في سلة المهملات، أما في المقاهي ذات الطابع الغربي فبسبب تكليفها الباهظ لا يستحسن أن تلوثه بالطعام الذي ستأتي به من الخارج، كما أن معظمها قد فتح قسمًا لإعداد الطعام بالتالي يرفعون لافتة ممنوع اصطحاب المأكولات من الخارج.

مميزات المقاهي وعيوبها

من مميزات المقاهي حالة الألفة التي تنشأ بينك وبين الأشخاص الذين يجلسون هناك وبينك وبين صاحب المقهى وبين العاملين في المقهى، عمومًا تشعر أن الناس هناك ودودة بطبعها، بل أحيانًا تجلس على طاولة شخص آخر وتتبادل الحديث معه دون حتى أن تسأله عن اسمه، وعادة بسبب ضيق هذه الأماكن وافتقارها للتنظيم وحرصها على العشوائية تجد أن المساحات البينية بين المقاعد يكاد يكون منعدم فتشعر أنك جالس مع كل الناس ويكاد يكون هذا من إتيكيت المقاهي، لكن في الحقيقة، هذه الحالة في بعض الأحيان تؤدي إلى انعدام الخصوصية ولا أنسى حينما كنت أجلس مع أصدقائي يومًا في أحد المقاهي وأحدهم سأل عن مقادير التومية فأجاب شخص يجلس بجوارنا بمنتهى الأريحية: أنها عبارة عن ثوم ليمون وزيت زيتون. المفاجأة أننا لم نكن أبدًا مندهشين، طبيعي أن يتابع أحد الجالسين حديثنا، ليس هذا فحسب، بل أن يشارك معه أيضًا دون أن يثير هذا انزعاجنا، على عكس المقاهي ذات الطابع الغربي أو الكافيهات التي ستشعر فيها بالاغتراب نوعا ما لكن ستحافظ على خصوصيتك بالطبع.. لذلك المقهى لا يصلح لأن يكون مكانًا لموعد غرامي على الإطلاق، ستتحول إلى مسرحية يشاهدها الجمهور بل ويتفاعل معها أيضًا.

من إتيكيت المقاهي في المباريات الصياح المتواصل وسب الحكام وسب اللاعبين وسب الجمهور وسب الكرة وسب اتحاد الكرة وسب المدرجات وسب النجيلة، لذلك إن كنت من غير المتعصبين لكرة القدم لا تحاول أن تذهب إلى المقهى في المباريات، صحيح أنك إن كنت من الكرويين المتعصبين ستشعر بالأجواء الحماسية كما لو كنت في الملعب لكن ستنزعج أشد الانزعاج إن كنت من هؤلاء الذين يشجعون بهدوء أو لا يهوون كرة القدم أصلا.

من مميزات المقاهي الشعبية العادية هي التكلفة البسيطة جدا للمشروبات بينما في المقاهي ذات الطابع الغربي أو الكافيهات هناك “حد أدنى للمدفوع” أو ما يطلق عليه بالإنجليزية minimum charge وهو أن تدفع حدًا أدنى مهما شربت أو طلبت وإن زادت التكلفة عن هذا الحد دفعت بزيادة، وهذا ما لا يحبه أي شخص ليس من أجل التكلفة وحدها ولكن تشعر أنك يتم استغفالك والاستهتار بك، وهذا بالطبع من إتيكيت المقاهي ذات الطابع الغربي لكن لا أحد يحبه ولا يقبله، والغريب أن وزارات السياحة تمنع هذا التقليد الغريب، لكن لا زالت هذه الأماكن تصر عليه بشراسة.

التمييز الغريب تجاه الأشخاص وخصوصًا المنفردين، فمن إتيكيت المقاهي ذات الطابع الغربي أو من المتعارف عليه منها أنها تحب استضافة الثنائيات أو العشاق فقط ولا تحب استضافة المنفردين، لذلك إن كنت أعزب وغير مرتبط فلا تتعب نفسك مع هؤلاء أصحاب هذه المقاهي وعليك بالمقاهي الشعبية العادية، وإياك أن تفكر أن تذهب إلى هذه الأماكن في أوقات مثل عيد الحب أو عيد رأس السنة أو أي من هذه الأعياد التي تكثر فيها اللقاءات بين العشاق.

من الأشياء المميزة للمقاهي ذات الطابع الغربي وجود حمام في الكافيه بشكل ضروري حيث يعتبر هذا من إتيكيت المقهى بينما لا تجد هذا في المقاهي الشعبية متوفرًا بكثرة فهناك الكثير من المقاهي الشعبية لا تجد بها دورة مياه، مما يجعلك تفكر قبل أن تخرج من المنزل أن تدخل دورة المياه في كل مرة تريد أن تذهب لتجلس على مقهى شعبي.

خاتمة

قدمنا إليك إتيكيت المقاهي العربية وحاولنا حصر الفروق بينها وبين المقاهي ذات الطابع الغربي، وأوضحنا المميزات والعيوب بين كل منها، فإن كنت جلست على النوعين، فما برأيك المميزات والعيوب في كل منها من وجهة نظرك؟

محمد رشوان

أضف تعليق

ثمانية عشر − 17 =