تسعة
الرئيسية » صحة وعافية » كيف تتعرف على أنواع الصداع المختلفة وكيف يمكن علاجها؟

كيف تتعرف على أنواع الصداع المختلفة وكيف يمكن علاجها؟

الصداع أكثر الأعراض المزمنة التي يمكنها أن تصيب البشر وتؤثر على أدائهم للمهام، فهل مررت بيوم طويل بسبب آلام الصداع التي لم تفارقك وجعل هذا الألم يومك عصيبا؟ هل عرفت أي من أنواع الصداع أصابك؟ وهل هو مؤشر خطير لشيء آخر؟ تابع مقالنا التالي لتتعرف بالتفصيل على الصداع وأنواعه.

أنواع الصداع

الصداع ألم يشبه النبضات أوقد يكون على هيئة حرقة يصيب مواقع مختلفة من الرأس والعنق، وهو من أكثر الأمراض المنتشرة بين الناس لكثرة مسبباته كالحمى والقلق والإصابة بارتفاع الضغط أو التهابات الجيوب الأنفية والعين، كذلك التدخين وشرب الكحول ووضعيات الجلوس الخاطئة وتعاطي بعض الأدوية الدائمة كأدوية الربو والاكتئاب والسرطان، كما تتعدد مستويات الألم في أنواع الصداع ما بين صداع خفيف ومتقطع ومستمر ليصل إلى الألم الحاد المستمر لفترات طويلة كالشقيقة أو الصداع النصفي، وقد تعطل هذه المرحلة حياة المريض، وتحرمه من النوم لفترات طويلة. وأنواع الصداع كثيرة سنتحدث عنها بشكل مفصل وسنتعرف على أعراضها ومدى خطورتها على أعضاء الجسم الأخرى وكذلك كيفية الوقاية منها.

صداع خلف الرأس

من أكثر أنوع الصداع شيوعا ما يعرف باسم الصداع التوتري، وهو صداع أولي يعتقد أنه ناتج عن التوتر الجسدي المؤدي لتوتر العضلات المحيطة بالجمجمة، وقد يكون مزمنا أو عرضي، ويختلف الألم في هذا النوع من شخص لآخر فقد يكون في أسفل الرأس في الجهتين أوفي جهة واحدة من الرأس، ويبدأ غالبا من العنق وينتقل ليحيط بالرأس كالتاج، ومن أحد أهم أسبابه الإجهاد ووضعيات الجلوس الخاطئة، أما عن أعراضه فيظهر بوضوح ألم تدريجي يزداد شيئا فشيئا، وألم في العينين مع زغللة أحيانا. وقبل البحث عن علاج لهذا الصداع يجب أن تشخص الحالة سريريا من قبل الطبيب المختص، خصوصا إذا ما تكرر في فترات متقاربة ولمدة طويلة، فقد يكون مؤشرا لتلف العصب أو نزيف تحت العنكبوتية أو مؤشرا لارتفاع شديد في ضغط الدم أو الصداع العصبي الرقبي القذالي؛ وهذا الأخير صداع شديد قد ينتشر لأعلى الرأس. وعندها قد يرتبط الألم بعدة حالات كالنقرس والسكري والديسك والتهاب الأوعية الدموية أو مرض الشلل الرعاش.

صداع أعلى الرأس

أنواع الصداع صداع أعلى الرأس

يحدث هذا النوع من الصداع عادة بشكل تدريجي في أعلى الرأس يصاحبه وجع في الجبهة مع العينين، ويعد أحد أهم أسبابه قلة النوم والضغوطات النفسية والتركيز الشديد في شاشة الكمبيوتر أو أي استخدام زائد لنشاط العين، وقد يعزى الأمر أحيانا بسبب القيادة لفترات طويلة وكذلك الإصابة بالزكام أو الإمساك وشرب الكحول والكافيين والمشروبات الباردة أو أكل المثلجات بسرعة ويطلق عليه حينها صداع البوظة. وعلاج هذا النوع يعتمد على المسكنات والراحة التامة والنوم الكافي والكمادات الباردة وتدليك الجبين بزيوت عطرية مريحة.

أسباب الصداع على جانبي الرأس

أحد أكثر أنواع الصداع انتشارا هو الصداع على الجانبين أما عن أسبابه فقد ينتج عن سوء التغذية أو تفويت وجبة طعام وهذا ينتشر بين المراهقين في العادة، وفي حالات نادرة جدا يشخص بما يسمى التهاب أوردة جانب الرأس؛ وتظهر هذه الحالة غالبا للأشخاص بعد الخمسين وتؤدي للعمى، كما قد يمتد ألمها لخلف الرأس والرقبة فيصعب التمييز حينها بين صداع جانبي الرأس وبين الصداع التوتري، لذا ينصح باستشارة الطبيب إذا ما كان الألم شديدا. كما يمكن تصنيفه كصداع توتري ويحتاج المريض وقتها للهدوء ومحاولة إزالة أسباب التوتر بالنوم والراحة والبعد عن مصادر الضجيج. وتحمل الشقيقة نفس الأعراض تقريبا، وهو من الأنواع الخطرة التي سنتكلم عنها لاحقا.

أنواع الصداع الخطيرة

علينا أولا قبل الحديث عن أنواع الصداع الخطيرة أن نتعرف على التصنيفات المختلفة للصداع عامة، فهناك أنواع تصنف بحسب المسبب لها إن كان أولي رئيسي أو ثانوي أو عصبي، والرئيسي هو أن يكون الصداع المشكلة الأساسية نتيجة شيء ما كالإجهاد والقلق، بينما الثانوي حين يكون الصداع عارضا لأمراض أخرى كثيرة منها البسيط كاحتياج الجسم للكافيين نتيجة انقطاع الشخص عنه فجأة أو آلام الأسنان، وخطرا كتوسع الأوعية الدموية والسكتة الدماغية أو ورم في الدماغ، وغالبا ما يحدث مع أعراض أخرى كالحمى وآلام الرقبة. أما العصبي فهو صداع مرتبط بأعصاب الرقبة وينتج غالبا عن حادثة ارتطام للرأس أو الرقبة، ويعاني المريض فيه من اعتماده على المسكنات لتستمر حياته، وذلك لشدة ألمه وصعوبة تشخيصه. كما تصنف أنواعه حسب موقعها من الرأس: كالألم في الرقبة والصدغين وكل الرأس والعين والجيوب الأنفية وتاج الرأس! وتصنف أنواع الصداع بالخطيرة إذا ظهر الألم بعد الخمسين، أو كان الوجع متكررا في فترات متقاربة أوفي منطقة محددة، وعندما يصحب الألم صعوبات في التنفس أو يزداد الوجع فيه تدريجيا أو يأتي مفاجئ أو حادا بشكل غير معتاد، وإذا صاحبته اضطرابات في الكلام وزغللة. وتاليا سنذكر بعض أنواع الصداع الخطيرة:

العنقودي

وهو نوع نادر يصيب الرجال أكثر من النساء، ويكون ألمه تتابعيا لأنه يحصل في صورة حلقات متتابعة، ويأتي في موعد واحد يوميا وقد تستمر نوباته لأشهر، ومن أعراضه الألم الشديد المتركز خلف العينين، ويكون الألم في جانب واحد من الرأس ويصاحبه وجود دموع واحمرار في العين واحتقان في الأنف في نفس الجهة، كما يستمر الوجع لمدة طويلة ويتكرر عدة مرات خلال اليوم الواحد. وقد يصاب المصاب به بالأرق. ومن مسبباته التدخين والكحول وبعض أنواع الأطعمة كالشوكولاتة أو اللحم المدخن.

ومن طرق علاجه المبدئية: استنشاق الأكسجين بكميات كبيرة أو الحصول على أدوية علاج الشقيقة بالحقن. كما يمكن تجنب نوباته بأدوية معالجة الاكتئاب أو الأدوية المقاومة للتشنجات.

الشقيقة

وهو ثاني أنواع الصداع شيوعا بعد التوتري، ويحدث نتيجة التهاب الهياكل المحيطة بالدماغ، يكون ألمه في صورة نبضات حادة ويترافق أحيانا مع غثيان وتحسس من الصوت أو الضوء. كما يستمر هذا الصداع لوقت طويل قد يصل ل 72 ساعة، كما يمكن تشخيصه بسهولة حال ترافقه بفقدان الإحساس في اليد أو خدرها أو حدوث اختلالات بصرية، وهذا الصداع يصيب النساء أكثر من الرجال.

ولهذا الصداع أربعة أقسام مختلفة أشهرها النصفي ويعممه الغالب على جميع أنواع الشقيقة، وصداع شقيقة مستمر وهذا النوع عصبي، وصداع شقيقة رئيسي مصحوب باضطراب إدراكي لحاسة الشم أو البصر أو السمع، وصداع شقيقة رئيسي بدون الاضطراب الإدراكي أو ما يسمى الأورة.

صداع الجيوب الأنفية

ينتج عن التهاب الجيوب الأنفية والذي يترافق غالبا مع الحمى، ويكون ألمه في الأنف والخدود غالبا، وكثيرا من أشكاله القوية تصنف على أنها شقيقة والأقل ألما تصنف كصداع توتري. ويسبب هذا الصداع آلام خاصة به متزامنا مع ارتفاع درجة الحرارة وإفراز مخاط سميك يميل للأخضر الفاتح. ويأتي غالبا بعد الزكام أو الحساسية المسببة لاحتقان الجيوب.

صداع العين

ويأتي مترددا في جهة واحدة مع ألم في جفن العين، وله عدة أسباب كضغط العين وجفافها والتهاب المنطقة البيضاء فيها أو التهاب العصب البصري أو مشاكل الرؤية وضعف البصر ومشاكل الغدة النخامية.

كيف تتجنب الصداع ومضاعفاته؟

أنواع الصداع كيف تتجنب الصداع ومضاعفاته؟

تجنب أنواع الصداع المختلفة أمر متشعب ويعتمد بشكل ما على العادات اليومية للمريض، والاستشارة الطبية أمر واجب بالطبع في بعض الحالات الشديدة، لكن أتباع بعض الأمور والعادات الصحية قد يجنبك كل هذا.

اضبط نظامك الغذائي

المعدة هي بيت الداء كما يقول الحديث الشريف، على الجانب الطبي فتقريبا معظم الأمراض التي قد تصيب الإنسان وكذلك بعض أنواع الصداع نتيجتها قلة تنظيم الغذاء اليومي. لذا يجب مراعاة تناول كميات مناسبة من الخضراوات والفواكه الطبيعية بشكل ما خلال النظام الغذائي. كما يعزى وجود الصداع الصباحي لانخفاض مستويات السكر في الدم وينصح بتنظيم الوجبات بحيث تكون آخر وجبة كبيرة قبل النوم بساعتين ويفضل تناول وجبة خفيفة تحفز مستويات السكر في الدم حتى الصبح لتجنب حدوث الصداع الصباحي.

مارس الرياضة بشكل مستمر

من أكثر المشكلات التي تصيب الكثيرين هي ممارسة الرياضة لفترة ما ثم الانقطاع عنها مرة واحدة، مما قد يسبب بعض المشاكل الصحية منها تقلص العضلات وارتخائها لحين العودة للممارسة مرة أخرى كما تعرض لزيادة ملحوظة في الوزن. باستثناء الانقطاع عن الرياضة فالمداومة على ممارستها تحسن من صحة الإنسان عامة وتنشط الدورة الدموية وتحفز وصول الدم للشعيرات الدموية أعلى الدماغ وتجنبك أنواع الصداع المختلفة التي ممكن أن تصيبك.

غير عادات نومك

النوم من أهم مراحل اليوم التي يمر بها الإنسان، ورغم فقدان الوعي كاملا لدى الإنسان في فترة النوم إلا أن الكثير من العمليات الحيوية يترتب عليها الكثير من الأمور في حالة الإفاقة. فضبط ساعات النوم والحصول على القسط الكافي من النوم؛ والذي يتراوح لدى معظم البشر في العادة ما بين 6-8 ساعات، يؤثر بشكل كبير على الحالة المزاجية لدى الإنسان وكذلك يجنبه أنواع الصداع الناتجة عن الضغط الذهني التي قد تصيب الإنسان جراء يوم عمل شاق. وضعيات النوم الخاطئة أيضا تنضم لقائمة الأشياء الأكثر تسببا للإجهاد والألم الجسدي في مفاصل الجسم مثل الرقبة واليدين وغيرها، كما تؤثر وضعيات النوم الخاطئة على الصداع وتعتبر أحد مسبباته.

أشرب الماء بكميات مناسبة

من المعروف أن تناول الماء أحد أهم العوامل للحصول على بشرة نضرة وكذلك صحة جيدة وحيوية خلال يوم العمل، مفعول الماء لا يقتصر على بعض الأمور الظاهرية البسيطة، فشرب الماء بمعدلات جيدة؛ تقريبا 3 لترات يوميا، يحافظ على صحة الدماغ وكذلك ضبط درجة حرارة الجسم.

تجنب الضغط العصبي

يسبب الضغط العصبي بعض أنواع الصداع التي قد تشل قدرة الإنسان على التفكير والتنظيم خلال اليوم، لذا من فمن الأمور الأساسية الواجب إتباعها لتجنب الصداع هي البعد عن مسببات القلق والضغط العصبي. يمكن ممارسة بعض الأنشطة التي تجنب التأثر بالقلق من تمارين اليوجا وتمارين تنظيم النفس وبالطبع ممارسة الرياضة.

أحصل على تدليك لأجزاء جسمك

قد يعزى بعض أنواع الصداع في الصباح خصوصا لحاجة بعض عضلات الجسم للتدليك، لذا يجب الاهتمام بتدليك عضلات الرقبة وأسفل الفك بعد النهوض من النوم في حالة الشعور بالإجهاد الكبير أو الصداع

خاتمة

الصداع مرض شائع جدا ويصيب جميع البشر في فترات معينة من حياتهم، وهو مرض متشعب التصنيفات والعلاج، وتعالج أنواع الصداع الشائعة عادة بالمسكنات، لكن لا يصح التعامل مع كل أنواع الصداع وكأنها ألم عابر خاصة إذا تكرر الوجع، لأن بعض أنواعه تحدث أصلا نتاج لإدمان المريض تعاطي المسكنات لكل ألم يحدث له كالصداع المرتد. لذا يراعى الانتباه للتفاصيل المرافقة للألم كموعد مجيئه وتعدد نوباته وقوته ومدته، وغالبا ما يحتاج الطبيب لمعرفة تاريخ المريض النفسي كالجسدي تماما. ويراعى في حالة الإصابة بالصداع تجنب الضوء والضوضاء ومحاولة التمدد في مكان هادئ ومظلم، كما تحتاج بعض الأنواع كالإجهاد والتوتر لكمادات دافئة أو أخذ حمام ساخن ليساعد على الاسترخاء، بينما يحتاج الغالب البسيط منها لكمادات باردة لتساعد على انقباض الأوعية الدموية التي تترافق مع ألم الصداع.

ملحوظة: هذا المقال يحتوي على نصائح طبية، برغم من أن هذه النصائح كتبت بواسطة أخصائيين وهي آمنة ولا ضرر من استخدامها بالنسبة لمعظم الأشخاص العاديين، إلا أنها لا تعتبر بديلاً عن نصائح طبيبك الشخصي. استخدمها على مسئوليتك الخاصة.

الكاتب: فاطمة الزهراء

إبراهيم جعفر

أضف تعليق

10 + 15 =