أنواع الشوكولاتة كثيرة ومتعددة، حيث تصنع الشوكولاتة من بذور نبات الكاكاو والتي اكتشفت لأول مرة في قارة أمريكا الجنوبية حيث بدأ مواطنو القارة في تصنيعها في القرن الحادي عشر قبل الميلاد من أشجار الكاكاو الموجودة هناك بوفرة، ولكن الصورة الأولية من الشوكولاتة التي نعرفها بدأ تصنيعها في أسبانيا.. فتحكي بعض الروايات التاريخية أن كريستوفر كولومبس بعد اكتشافه للأمريكتين و تعرفه على عادات سكانها الأصليين قام بتذوق مشروبهم الرسمي والذي كان يعد من نباتي الكاكاو والفانيليا؛ فأعجب به بالرغم من مذاقه المر وقام بإحضار بذور الكاكاو معه إلى أسبانيا حيث بدأ الطهاة بإضافة السكر عليه لتحليته. ومن شدة إعجابهم بهذا المشروب حاول الكثير من طبقة الحكام في إسبانيا في ذلك الوقت إخفاء بذور الكاكاو وإخفاء طريقة تحضير المشروب حتى لا تنتشر بين عامة الناس؛ فأصبح مشروب الكاكاو مقتصراً فقط على طبقة النبلاء وأصحاب الأموال لمدة تزيد عن مائة عام حتى تسربت الوصفة للناس وبدؤوا في تحضيره.
تعرف على أنواع الشوكولاتة
انتشار الشوكولاتة
انتشر مشروب الكاكاو بين الناس في إسبانيا ثم في العالم أجمع، وحاول كثير من الطهاة ومحترفي الطبخ إضافة تعديلات على المشروب ولمسات خاصة بهم ولكنها لم تلق رواجاً بين متذوقيها.. إلى أن حاول أحد المستثمرين البريطانيين تحويل مشروب الكاكاو إلى مادة صلبة تؤكل وبدأت الفكرة في التطور أكثر وأكثر.
ثم قام السويسريون بإضافة الحليب إلى الشوكولاتة مما حسن مذاقها، كما توصلوا أيضاً إلى طريقة لتخمير الشوكولاتة لتكتسب قواماً ناعماً وأطلقت على تلك العملية الكونشنج. أما الآن.. فتعد البرازيل أكثر الدول المصدرة للكاكاو، كما تعد سويسرا وفرنسا الدول المصنعة لأغلى وأفضل أنواع الشوكولاتة في العالم.
الخطوات الأساسية في عملية تصنيع الشوكولاتة
تختلف أنواع الشوكولاتة تبعاً لاختلاف الإضافات الملحقة بها، ولكن تشترك جميع تلك الأنواع في عدة خطوات رئيسية لصناعتها وهي:
- قطف بذور الكاكاو وتنظيفها من الأتربة و الشوائب وتنقية الصالح منها للصناعة.
- تجفيف البذور لفترة طويلة نتيجة لاحتوائها على كمية كبيرة من الماء، كما تساعد عملية التجفيف على تخفيف وزن حبة الكاكاو وتسهيل تكسيرها.
- طحن بذور الكاكاو بعد تجفيفها فتخرج منها مادة سائلة سميكة القوام يتم فصلها عن البذور وبعد عدة معالجات تتحول إلى زبدة الكاكاو.. ولكن أيضاً يتم الاحتفاظ بالبذور حيث أن بعض أنواع الشوكولاتة تعتمد على زبدة الكاكاو في تحضيرها والبعض الآخر يعتمد على البذور أو الاثنين معاً.
- خلط البذور أو زبدة الكاكاو –حسب نوع الشوكولاتة المطلوب- مع الإضافات المختلفة والتي تشمل اللبن ومشتقاته والسكر حسب الرغبة ومشتقات الزيوت والدهون المهدرجة.
أنواع الشوكولاتة
بالطبع يميل الإنسان إلى التجديد و التطوير من كل شيء، وكان هذا التطوير في إعداد الشوكولاتة سبباً وجود أنواع شوكولاتة عديدة.. فإليك أهم الأنواع المعروفة:
الشوكولاتة العادية
وهي المتداولة بين معظم الناس وتعتمد في تصنيعها على 20% كاكاو (شاملاً البذور أو زبدة الكاكاو المستخلصة منه) و12% لبن ومشتقاته.
شوكولاتة الحليب
ويتم في ذلك النوع زيادة كمية اللبن المضافة للتخفيف من حدة مذاق الكاكاو أو تقليل تكلفة التصنيع.
الشوكولاتة البيضاء
جاءت فكرتها عندما تم الاستغناء عن بذور الكاكاو في تحضير الشوكولاتة وحلت محله بشكل رئيسي زبدة الكاكاو التي يتم تحضيرها من نفس النبات، وبالتالي اكتسبت اللون الأبيض –أو بمعنى أدق خلت من اللون البني المميز للكاكاو- ويضاف عليها أيضاً اللبن والسكر والفانيليا.. كما تكون خالية تماماً من أي مشتقات دهون أو زيوت.
الشوكولاتة الداكنة: النوع المضاد كلياً للشوكولاتة البيضاء في طريقة تحضيره، فعلى العكس يتم زيادة حصة الشوكولاتة من الكاكاو مع إضافة نسبة ضئيلة لا تذكر من اللبن وأحيانا لا تتم إضافة أي ألبان.. فتمتاز الشوكولاتة الداكنة من بين بقية أنواع الشوكولاتة باللون البني الداكن المائل للأسود كما تتوافر بدرجات مختلفة تبعاً لنسبة السكر بها؛ فيوجد النوع المر الخالي من السكر والنوع النصف محلى والنوع المحلى.
الشوكولاتة الخالية من السكر
حيث يتم تحضير ذلك النوع بدون إضافة السكر بمختلف مشتقاته.. وكذلك بدون استخدام اللبن، فقط يتم تحضيره باستخدام الكاكاو ومشتقات الدهون.. والهدف من تحضير ذلك النوع هو الحصول على الطعم الأصلي للشوكولاتة بدون أي إضافات وبسبب أن ذلك النوع لاذع الطعم؛ فهو لا يلقى رواجاً كبيراً بين الناس.
الشوكولاتة النصف محلاة
يعد ذلك النوع ضمن أنواع الشوكولاتة الداكنة؛ فيحضر بنفس طريقة تحضيرها مع إضافة نصف كمية السكر التي يتم إضافتها في أنواع الشوكولاتة الأخرى.. وتم تحضير ذلك النوع من قبل بعض الطهاة الذين أرادوا تجنب العيوب الموجودة في الشوكولاتة الخالية من السكر وبالتالي يتم الجمع بين طعم الكاكاو الأصلي وبين وجود السكر كعامل أساسي يشترط تواجده ضمن أنواع الشوكولاتة.
الشوكولاتة المركبة
يعد هذا النوع مزيجاً من بذور الكاكاو مع بدائل لزبدة الكاكاو من الزيوت كالزيت النباتي أو زيت جوز الهند أو حتى الدهون المهدرجة، وبسبب تلك الإضافات المعقدة أصبح تحضير ذلك النوع هو الأصعب على الإطلاق بين أنواع الشوكولاتة الأخرى؛ حيث يتطلب وقتاً طويلاً ومجهوداً كبيراً ودقة عالية في وضع مشتقات الدهون بالنسب المطلوبة.. وعلى الرغم من ذلك فإنها تعد الأرخص سعراً على الإطلاق حيث أن تكلفة الدهون المضافة لا تقارن بتكلفة تحضير وإضافة زبدة الكاكاو، ولكن الكثير من صناع الشوكولاتة في العالم لا يعتبرونها نوعاً من أنواع الشوكولاتة فيقتصر استخدامها كإضافة للحلويات والمعجنات فقط.
الشوكولاتة الخام
وهو الصورة الأولية أو البدائية للشوكولاتة، فتحضير ذلك النوع يحتاج فقط لبذور الكاكاو وزبدة الكاكاو بدون إضافة السكر أو اللبن.. ويستخدمها الكثيرون كبديل صحي للشوكولاتة مع الحميات الغذائية.
النوع الحديث
ابتكره الفرنسيون وأسموه (Couverture) ويتم تحضيره عن طريق زيادة كمية زبدة الكاكاو الفاخرة على حساب بذور الكاكاو، فيعد من أفخر أنواع الشوكولاتة وأعلاها سعراً.
حبوب الكاكاو المطحونة (البودرة): بعدما أصبحت الشوكولاتة هاجساً لدى الجميع حول العالم حاول الكثير إدخالها في أصناف عدة، فاستلزم ذلك طحن بذور الكاكاو وتحويلها لبودرة يسهل إذابتها في الماء أو اللبن أو العجائن السائلة.
ومن السهل التمييز بين أنواع الشوكولاتة المختلفة عن طريق اللون إذا كان أبيض فيكون النوع شوكولاتة بيضاء أو أسود داكن فيكون النوع شوكولاتة داكنة… أو عن طريق حالة المادة فقد تكون على هيئة بودرة أو سائل سميك القوام فيكون ذلك النوع هو المستخدم في صناعة الحلويات المختلفة.
أو عن طريق الطعم وخاصة بين الأنواع التي لها لون مشترك وهو اللون البني الطبيعي للشوكولاتة، فيمكنك باستخدام حاسة التذوق التمييز بين كل نوع من أنواع الشوكولاتة عن طريق تحديد كمية السكر الموجودة بها ونسبة اللبن المضافة.
أما إذا أردت معرفة نسبة مشتقات الدهون المضافة فيمكنك اختبار قدرة نوع الشوكولاتة على البقاء في حالتها الصلبة في درجة حرارة الغرفة العادية، فكلما ظل نوع الشوكولاتة متماسكاً لفترة أطول فهذا يعني زيادة نسبة الدهون ومشتقاتها في ذلك النوع.. وعلى العكس فكلما قلت الدهون المهدرجة كلما تغيرت حالة الشوكولاتة أسرع بزيادة درجة الحرارة المحيطة بها.
أضف تعليق