يمكن من خلال أنواع الزهور المختلفة التعبير عما يجول بخاطرك إذا كنت لا تستطيع البوح به أو حينما يتلعثم اللسان وتغيب الكلمات، فالزهور تعبر وتنطق بما لا ينطق به اللسان، فاختلاف ألوان الزهور وتنوعها وجمال أشكالها وأريجها العبق الفواح جعلها تحتل مكانة متميزة عند كثير من الناس قديما وحديثا، فمن المعروف أن الزهور تعرف لغة العشاق وتتحدث باسمهم وتنقل مشاعرهم بكل أمانة حتى أصبحت سفيرا لكل عاشق، كما أنها تزيل الخلافات بين المتنازعين وتعمل على تقوية أواصر الود وبينهم، كما يمكنها التخفيف عن المرضى وإدخال البهجة والسرور على نفوسهم، وأثناء الاحتفالات والأعياد ترسم السعادة على الوجوه وتبعث المرح في النفوس، كما أن الزهور استخدمت حديثا في الطب الشعبي للعلاج بالأعشاب، وأيضا تم استخلاص بعض المواد الكيميائية منها لعلاج العديد من الأمراض، وفي هذا المقال نتحدث عن قيمة الزهور قديما وحديثا واختيار أنواع الزهور حسب المناسبات ثم نختم بإيتيكيت تقديم الزهور.
تعرف على أنواع الزهور المختلفة
الاهتمام بالزهور قديما وحديثا
لقد عرف الإنسان الزهور وقيمتها وعمل على تنسيقها لتقديمها في المناسبات المختلفة منذ قديم الزمان؛ حيث يرجع تاريخ الاهتمام بالزهور وتنسيقها إلى 2500 سنة قبل الميلاد، فقد ثبت أن الفراعنة كانوا يعشقون تقديم الزهور منسقة في المناسبات المختلفة وذلك مثل: دفن الموتى ومواكب واحتفالات الزفاف أو تنصيب الملك مع تزيين الطاولات بالزهور، كما استخدموها في مناسبات الحب والعشق، والأدلة على ذلك كثيرة ومنقوشة على جدران المعابد، كما استخدم الصينيون والإغريق والرومان بعد ذلك أنواع الزهور المختلفة وصنعوا منها الأكاليل والجدائل للتزين بها في الاحتفالات والانتصارات والمناسبات المختلفة، كما استخدمت في أداء الشعائر والطقوس الدينية كما فعل الفراعنة أيضا، ثم وصل الاهتمام بالزهور وتنسيقها إلى أوربا قبل الميلاد بألف سنة وظل الاهتمام بها حتى عصرنا الحاضر حيث احتلت مكانة أكبر وأصبحت سفيرا لنا يتحدث باسمنا في جميع المناسبات والأعياد؛ ولأن العالم كله أصبح كقرية صغيرة تنتقل العادات والتقاليد من أقصاه لأدناه في لمح البصر؛ فقد أصبح الاهتمام بالزهور وتنسيقها واستخدامها في المناسبات المختلفة علما له عشاقه، كما أن لألوان الزهور دلالاتها ومعانيها الخاصة.
اختيار أنواع الزهور حسب المناسبات
يختلف نوع الزهور المقدمة باختلاف المناسبات؛ لذلك يجب الاهتمام باختيار نوع الزهور الذي سيتم تقديمه واللون المناسب حسب الظروف التي سيقدم فيها، فالورد الأحمر يرمز إلى الحب والعشق، والورد البرتقالي يرمز على الكبرياء والفخر، والورد الزهري يرمز إلى الطفولة والرقة والنعومة ورقي الأخلاق، والورد الأبيض يرمز إلى النقاء والصدق والإخلاص في الوفاء وحسن النية، والورد البنفسجي يرمز إلى الثقة بالنفس كما أنه يجمع بين المتناقضات كالقوة والرقة والغموض والوضوح، والورد الأزرق يرمز إلى الحرية والأمل والخيال والواسع، والورد الأصفر يرمز إلى المشاعر الصادقة والتفاؤل والحكمة، والورد الأسود يرمز إلى التشاؤم والحزن على الفراق والموت، وفيما يلي نعرف كيف نختار أنواع الزهور المناسبة لكل مناسبة:
التعبير عن الحب والعشق
يعتبر الورد هو رسول العشاق؛ لذلك يقبل عليه المحبون في أعياد الحب ومناسبات التعبير عن العشق والزواج والخطوبة وغير ذلك، ويحتل الورد الأحمر المكانة العليا في تلك المناسبات، وأفضل الورود التي تقدم في تلك المناسبات هي زهور الجوري والزنبق الفرنسي وأزهار النرجس الحمراء.
عيد الأم
أفضل الزهور التي يمكن تقديمها للأم في عيدها ذات اللون الأبيض والوردي الفاتح لما لهما من دلالة على النقاء والصفاء؛ لذلك فهما يتناسبان مع الأم مصدر الحنان والعطف.
أعياد الميلاد
يختلف لون الورد المقدم في أعياد الميلاد حسب نوع المولود؛ فاللون الوردي منسقا مع اللون الأبيض يتناسب مع الإناث، واللون الأزرق منسقا مع اللون الأبيض يتناسب مع الذكور، ويمكن الاستعانة بألوان جذابة مثل البرتقالي والأصفر والأرجواني.
زيارة المرضى
إن اختيار أنواع الزهور المناسبة عند زيارة المرضى تعتبر من أصعب الأمور؛ لأنه يجب الابتعاد عن الألوان الحادة مثل البنفسجي والبرتقالي والأحمر بصفة عامة، ويجب أن تكون الألوان تدعو للفرح والسعادة والهدوء والتفاؤل والأمل كاللون الأبيض والوردي والأزرق الفاتح.
تقديم التهنئة بالنجاح والترقية
إن النجاح والتخرج والفوز بمنصب جديد والترقية وغير ذلك من المناسبات يناسبها ألوان الزهور التي تدل على الفخر والاعتزاز والحيوية والنشاط والسعادة كاللون البرتقالي والبنفسجي والأزرق.
حفل الزفاف والخطوبة
يبقى اللون الأبيض للزهور هو اللون المسيطر في مناسبة الزفاف سواء لتزيين الحفل أم لتزيين سيارة العروس أم عند الإهداء للعروسين، أما في حفل الخطوبة فيعتمد لون الورد على لون فستان العروس أو بعض تدرجات من لون الفستان منسقة مع اللون الأبيض.
الانتقال إلى بيت جديد
إن اختيار أنواع الزهور لإهدائها بمناسبة الانتقال إلى بيت جديد يجب أن تكون متضمنة اللون الأبيض؛ لأنه يناسب جميع الأذواق ويرمز إلى النقاء والشفافية، ويمكن وضعه في أي غرفة من غرف المنزل.
الاعتذار
أحيانا يعجز الشخص عن الوفاء بموعد معين لأحد الأسباب، ثم يحتاج إلى الاعتذار عن ذلك التأخير أو عن خطأ قد صدر منه، وقد تخونه الكلمات ويعجز اللسان عن النطق والبيان؛ ولذلك نجد في الورد بديلا ينطق بلساننا ويقدم الاعتذار نيابة عنا، والورد الأحمر الغامق هو المناسب في تلك الحالة ليقدم عند الاعتذار للزوجة أو الزوج، والزهور الصفراء مناسبة للأصدقاء والأقرباء، والزهور الوردية الفاتحة والبيضاء مناسبة لتقدم للأم والأخوات.
الجنائز والوداع
إن الزهور البيضاء مع قليل من الخضرة والزهور الوردية والصفراء هي المناسبة للتقديم في مناسبات الجنائز، وينصح بتجنب الزهور الحمراء والزرقاء لأنها غير مناسبة في هذا الظرف الحزين، ومن أنواع الزهور المناسبة زهور الأقحوان والدليوث وزهرة السحلبية.
إيتيكيت تقديم الزهور
مهما اختلفت المناسبات ومهما تنوعت الأذواق تظل الزهور بأنواعها المختلفة تحمل الكثير من المشاعر والعواطف التي تنقلها وتعبر بها بدلا منا، فكل زهرة لها معنى ترمز إليه ويجب أن تكون خبيرا عند اختيار الزهور المناسبة؛ حتى لا تقع في حرج أو مأزق، فمثلاً زهرة البنفسج للتقدم في الحياة، وزهرة الأسطر النجمية للبداية الجديدة، وزهرة الليلك للعاطفة الباردة أما ليلك الماء فهي للجمال، وزهرة عصفور الجنة للتفاؤل، وزهرة الكامليا تشير إلى أنك ملك لشخص آخر، وزهرة المانيوليا للاحترام، وزهرة الأوركيد للفرح والسعادة، ولذلك يجب عند تقديم الزهور اختيار اللون والنوع المناسب كما أوضحنا سابقا بالإضافة إلى تنسيق الورد في سلة أو باقة منظمة بشكل جذاب أنيق، مع التغليف البسيط غير المبالغ فيه، كما ينصح عند تقديم الورود للرجال مراعاة سيطرة اللونين الأصفر والبرتقالي فهما يرمزان للقوة والسيطرة.
رغم التطور الذي نعيشه والمستحدثات التكنولوجية والصناعات الحديثة التي تبهر العيون في الهدايا والمشغولات ولكن يبقى الورد هو أفضل وأجمل هدية خلقها الله لإسعاد الروح والتعبير عن مكنونات النفس، وبالإضافة إلى ذلك فهي هدية اقتصادية ومناسبة لجميع المناسبات والأعياد إذا تم اختياره بعناية وتنسيقه بشكل جذاب، ومن العجيب أن بعض الخبراء قام بتنسيق الزهور حسب الأبراج وشخصية كل برج وصفاته و أنواع الزهور المناسبة له، وقد تناولنا في هذا المقال طريقة اختيار الزهور حسب المناسبة بعد أن تحدثنا عن أهميتها بين الماضي والحاضر وأخيرا الإيتيكيت المناسب لتقديم الزهور وتنسيقها، فهل ستبقى الزهور صاحبة المكانة الأولى كهدية في المناسبات المختلفة أم سيتغير الحال؟
أضف تعليق