تعتبر أمراض الغدة الكظرية واحدة من أخطر المشاكل الصحية التي يمكن للمرء أن يعاني منها، فنجد على سبيل المثال أن من يُعاني من تضخم في الغدة الكظرية يشعر بالتعب والخمول الشديد ويفقد القدرة على التركيز وعند النهوض من الفراش يشعر بدوار شديد حيث يعمل الصوديوم والبوتاسيوم على ضبط السوائل في الجسم، بجانب ظهور علامات البلوغ على الذكر والأنثى ولكن بصورة غير طبيعية مثل تغيير الصوت وظهور حب الشباب والبثور في الوجه والرقبة مع ظهور الشعر في بعض الأماكن في الجسم بصورة كثيفة عن المعدل المعتاد.
استكشف هذه المقالة
تضخم الغدة الكظرية
ومن بين أشهر أمراض الغدة الكظرية التي تُصيب البعض بسبب الاضطرابات أو العوامل الوراثية هو حدوث تضخم أو ما يُطلق عليه Congenital Adrenal حيث يعمل على نقص في أحد الإنزيمات الأساسية التي تُفرزها الغدة والتي تؤثر على الجهاز المناعي وتسبب خلل في ضغط الدم مع فرط في معدلات الأستروجين أي الهرمون الأنثوي والتستوستيرون الهرمون الذكري، وبالتالي تظهر لدى الشخص علامات النضج بصورة واضحة خلال فترة زمنية وجيزة، وبشكل عام لا يوجد علاج مباشر يقوم بعلاج ذلك التضخم ولكن يُمكن أن يتم التعايش معه حسب تأثير الهرمون الناتج عن ذلك التضخم.
وبالتالي يجب دراسة تأثير التضخم على الأعضاء الأخرى وذلك من خلال التحرك على الفور والتوجه إلى الطبيب المعالج الذي يقوم بإجراء بعض التحاليل والفحوصات الطبية اللازمة لقياس مستوى الهرمونات في الجسم وخاصةً هرمون الكورتيزون، حيث أن هناك بعض المضاعفات الخطيرة التي تُصيب الجسم نتيجة ذلك التضخم مثل القيء والغثيان والإسهال المزمن بجانب التعرض للجفاف خاصةً في الأطفال دون العشر سنوات.
بل وقد يتطور الأمر ويحدث عجز في هرمون الألدوستيرون مما يؤثر على نسب السوائل في الجسم وفي حال تأثر هرمون الأستروجين أو التستوستيرون فقد يحدث مشاكل في الخصوبة لدى الرجال أو ضعف التبويض لدى النساء مما يوجب تناول العقاقير المضادة لتأثير تلك الهرمونات.
زيادة إفراز الغدة الكظرية
ومن بين أمراض الغدة الكظرية هو حدوث زيادة في إفراز بعض الهرمونات عن البعض الآخر والتي بدورها تؤدي إلى الإصابة ببعض الأعراض الجانبية مثل مرض القواتم كما يُطلق عليه والذي يؤثر على مستويات السكر في الدم مع تزايد ضربات القلب والشعور برجفة أو رعشة في الأطراف، وفي بعض الحالات الأخرى يُصاب المريض بنوبات شديدة من الهلع أو الصرع وقد يُصاب بالتعرق المفرط وخسارة الوزن بشكل ملحوظ.
وهناك بعض الأمراض الأخرى مثل مرض أديسون ذلك الذي يؤدي إلى ظهور بقع داكنة على طبقات الجلد السطحية والرغبة في التقيؤ والغثيان بصورة مستمرة، مع ضعف في كتلة العضلات وتناقص معدل النمو في الجسم بصورة عامة وفرط في بعض الوظائف الأخرى مثل زيادة طول العمود الفقري أو الأطراف، مع الدخول في نوبات من الاكتئاب والتوتر النفسي وتكرار مرات التبول على مدار اليوم وخاصة في فترات الليل.
وهناك مرض آخر ضمن أمراض الغدة الكظرية ويُعاني منه عدد قليل من الأشخاص على مستوى العالم وهو مرض كوشينغ يسبب ظهور بقع داكنة في مختلف أجزاء الجسم وظهور حب الشباب مع ارتفاع في ضغط الدم وحدوث اكتئاب بين الحين والآخر، فضلًا عن ارتفاع مستويات السكر في الدم بصورة ملحوظة بسبب اضطراب الهرمونات.
هل ورم الغدة الكظرية خطير؟
وقد يتبادر إلى ذهنك الآن عزيزي القارئ سؤال هل ورم الغدة الكظرية خطير أم لا؟ ولكي يتم الإجابة على ذلك التساؤل يحب أن يتم التوجه إلى الطبيب المعالج لعدم زيادة حجم التضخم وتأثيره على باقي الأعضاء في الجسم فإذا كان التضخم يُصيب القشرة أو اللب الداخلي فسوف يؤثر ذلك على بعض الهرمونات في الجسم بالطبع، ولكن قد يُمكن التعايش معها ومعالجه آثارها الجانبية وهناك البعض الآخر الذي يصعُب السيطرة عليه.
الغدة الكظرية وهرموناتها
واحدة من أمراض الغدة الكظرية الشائعة هي المشاكل التي تسببها الهرمونات التي تفرز بوساطة هذه الغدو، حيث يحتوي الجسم على عدد كبير من الهرمونات التي تنشأ من جهاز الغدد الصماء التي تتواجد في المخ ويطلق عليها الغدة النخامية حيث تُسيطر على مختلف الغدد الأخرى في الجسم من خلال إرسال واستقبال بعض الإشارات التي تترجمها تلك الغدد وبالتالي تُحسن من مختلف الوظائف في الجسم، وعلى رأسها الغدة الكظرية تلك التي تتواجد على كلتا الكليتين والتي تعمل على إفراز مجموعة من الهرمونات في الجسم لكي يقوم بوظائفه على أكمل وجه، وعند حدوث أي خلل أو تلف في تلك الغدة فإن جهاز الغدد الصماء يتأثر بذلك كثيرًا ويحدث تغيير شامل في الجسم وتظهر بعض الأعراض على المريض.
ولكن يُمكننا ذكر بعض المعلومات عن الغدة الكظرية أو ما تعرف باسم Adrenal Gland فهي عبارة عن مجموعة من الغدد صغيرة الحجم متواجدة في الجزء العلوي من الكلية سواءً اليمنى أو اليسرى، وتتكون من جزأين قشرة خارجية رقيقة للغاية ولكنها تفرز مجموعة من الهرمونات الهامة، والجزء الداخلي منها يُطلق عليه نخاع الغدة الكظرية وهو عبارة عن مجموعة خلايا رقيقة تفرز هي الأخرى مجموعة من الهرمونات، وعلى الرغم من صغر حجمها إلا إنها تلعب دور كبير في تنظيم بعض الهرمونات في الجسم.
ونجد على سبيل المثال هرمون الكورتيزون ذلك الذي يلعب دورًا هامًا في التحكم بمستويات السكر في الدم مع إبطاء عمل الجهاز المناعي ويقوم بتنظيم عملية استهلاك الطاقة في الجسم وكذلك يُساعد في عملية هدم الدهون والبروتينات والدهون في الجسم، وبالتالي عند حدوث أي خلل في القشرة الكظرية يعاني المريض من الإنهاك والتعب بصورة مستمرة وانخفاض ملحوظ في النشاط اليومي.
وكذلك هرمون الأدرينالين ذلك الذي يتحكم في رد فعل واستحالة جسم الإنسان لمختلف المؤثرات الحسية من حوله مثل الخوف والضغط النفسي بل ويساعد على توسيع الأوعية الدموية في الجسم مما يُساعد على تدفق الدم في الخلايا ونقل الأكسجين إلى عضلات الجسم، وكذلك هرمون الإبينفرين الذي يعمل عكس هرمون الأدرينالين حيث يُحفز الجسم على التعب والإجهاد والتوتر ويتم إفرازه بشكل مكثف عند حدوث خلل في مستوى السكر في الدم.
أيضًا تعمل الغدة الكظرية على إنتاج هرمون الألدوستيرون الذي يجعل الجسم يقوم بتحقيق التوازن الطبيعي بين عنصري الصوديوم والبوتاسيوم وبالتالي يحمي الجسم من الوقوع في مشاكل ضغط الدم المنخفض، وبالتالي عند حدوث أي خلل في تلك الغدد فإنها تؤثر بشكل سلبي على مختلف الوظائف في الجسم.
أدوية الغدة الكظرية
ويمكن أن يتم علاج أمراض الغدة الكظرية من خلال عدد من الأدوية تسيطر على إفراز بعض الهرمونات خاصةً في حال حدوث تضخم أو زيادة إفرازها، خاصةً الكورتيزون وهرمون النمو لكي لا تحدث مضاعفات خطيرة على الجسم، وعلى سبيل المثال إذا حدث زيادة في إفراز هرمون الأدرينالين أو الكورتيزون وفي تلك الحالة يتلقى المريض جرعات من العقاقير التي تُخفف من تأثير تلك الهرمونات على الجسم.
وفي النهاية نكون قد استعرضنا معكم كل ما يتعلق بهرمونات وأمراض الغدة الكظرية التي قد تُصيب البعض وطرق علاجها وكيفية التعامل معها في حال زيادة إفراز الهرمونات عن المعدل المعتاد، ولكن يفضل الرجوع إلى الطبيب المختص لكي يحدد الحالة بالتفصيل ويصف الدواء المناسب.
ملحوظة: هذا المقال يحتوي على نصائح طبية، برغم من أن هذه النصائح كتبت بواسطة أخصائيين وهي آمنة ولا ضرر من استخدامها بالنسبة لمعظم الأشخاص العاديين، إلا أنها لا تعتبر بديلاً عن نصائح طبيبك الشخصي. استخدمها على مسئوليتك الخاصة.
أضف تعليق