هل أمراض الشتاء غائبة عن بالك والشتاء على الأبواب؟ جميعنا نعلم أن فصل الشتاء قد اقترب، وبالطبع فهو من الفصول المحببة لدى الجميع، لذا يجب علينا أن نقوم بالكثير من الاستعدادات منها تجهيز الملابس الثقيلة، وشراء المشروبات والأطعمة التي تساعد على الشعور بالدفء، ولكن هل هذا يكفي؟ الإجابة لا.. بالطبع.. فالشتاء يأتي بالعديد من الأمراض التي قد يصاب بها الفرد وتعرف بأمراض الشتاء وخاصة أمراض الجهاز التنفسي، ونزلات البرد والإنفلونزا وبالطبع ينتج هذا نتيجة بعض التغيرات في الجو، منها برودة المناخ الذي قد يتسبب في نمو البكتريا والجراثيم في الجو، وهذا يختلف تماما عن فصل الصيف وحرارة المناخ التي تعمل على قتل البكتريا والجراثيم.
ومن أهم الأسباب التي تؤدي أيضا للإصابة بـ أمراض الشتاء هو عدم الحرص على النظافة بشكل جيد، بسبب الاعتقاد الخاطئ بأن برودة الجو لا تسبب في تعرق الإنسان كما في فصل الصيف، فربما تقل كمية إفراز العرق ولكن تراكم العرق يؤدي لنمو الميكروبات والجراثيم في الجلد بخاصة يتسبب في الإصابة بالأمراض الجلدية، لذلك ينبغي الاستعداد صحيا لمواجهة أمراض الشتاء وتناول الأطعمة والمشروبات التي تعمل على رفع المناعة. ومن خلال هذا الموضوع سوف نذكر أهم أمراض الشتاء المنتشرة مع ذكر أسبابها وأعراضها وكيفية الوقاية منها وطرق العلاج.
تعرف على أهم أمراض الشتاء وطرق الوقاية منها
نزلات البرد والإنفلونزا من أمراض الشتاء
لا يعد البرد أو الإنفلونزا مرضا بمعناه العام، ولكن يعرف على أنه حاله من انتشار الفيروسات بالجسم نتيجة لضعف مناعة الإنسان، ويزداد نمو الفيروسات بالجسم ويتفاقم الوضع مع زيادة ضعف المناعة مما يؤدي إلى إصابة البعض بنزلات البرد المتكررة حتى في فصل الصيف!
وأيضا من أسباب الإصابة بنزلات البرد المتكررة التزاحم والتواجد في الأماكن المغلقة والمكتظة بالكثير من الناس مما يؤدي إلى سرعة انتقال الفيروس. بالإضافة إلى أن استنشاق رائحة الدخان والروائح القوية كالعطور أو دهان الحائط وغيرها من المواد التي تحتوي على ملوثات صناعية يمكن أن يؤدي إلى أيضا للإصابة بالإنفلونزا، وبخاصة الأشخاص المصابون بحساسية الأنف دائما ما ينصحهم الطبيب بالابتعاد عن استنشاق الروائح بقدر الإمكان والابتعاد عن وضع العطور في الأماكن المغلقة حتى لا تثير حساسية الأنف.
وعن الأعراض الشائعة فهي تشمل
ارتفاع كبير في درجة حرارة الجسم، سيلان الماء من الأنف، أو انسداد الأنف وفقدان حاسة الشم، الصداع، رغبة شديدة في النوم، عدم القدرة على أداء المهام اليومية.
كيف يمكن الوقاية؟
يعد من أهم طرق الوقاية الاهتمام بتغطية الرأس والأنف عند الخروج من المنزل خاصة في الأيام شديدة البرودة، والحرص على فتح النوافذ وتهوية البيت عند الخروج من المنزل، ويفضل استعمال المدفأة التي تعمل بالحرارة ولا يفضل استعمال الفحم؛ لأن الفحم يتصاعد منه أبخرة وملوثات تؤدي إلى الاختناق، كما يجب الحرص على تناول الخضر والفاكهة بكثرة وبخاصة المشروبات التي تحتوي على فيتامين (C) مثل البرتقال والليمون.
وأما عن طرق العلاج
ينبغي استعمال المناديل الورقية التي لا تحتوي على أية عطور مع الحرص على إلقائها والتخلص منها بعد تنظيف الأنف مباشرة حتى لا تؤدي إلى انتشار الجراثيم والفيروسات، ويفضل استشارة الطبيب أو الصيدلي قبل تناول أي دواء، وفي الغالب قد يعطيك الطبيب دواء يعمل على علاج الإنفلونزا فيما لا يزيد عن ثلاثة أيام أو أكثر تبعا لقوة المرض. عند ارتفاع درجة حرارة الجسم بشكل مبالغ فيه يمكن تناول الباراسيتامول فهو يخفض الحرارة في فترات وجيزة، كما ينبغي الحرص على شرب الكثير من المياه و السوائل والعصائر الطازجة،وكذلك يجب الحرص على غسل اليدين باستمرار، وفضلا عن فوائد هذه النصائح في علاج البرد والإنفلونزا إلا أنها أيضا تفيد في علاج كافة أمراض الشتاء.
التهاب الحلق
لا شك أن التهاب الحلق واحدا من أمراض الشتاء التي يصاب بها الرجال والنساء والأطفال خاصة مع برودة المناخ، ويرجع ذلك لعده أسباب سوف نذكرها فيما بعد ولكن يجب أن نعلم أن الحلق يحتوي على عقد لمفاوية تسمى اللوزتان ووظيفتهما حماية الجسم من البكتريا والفيروسات التي قد تصيب الجسم. وأما عن أسباب الإصابة بالتهاب الحلق نجد أن التهاب الحلق يحدث نتيجة لالتهاب أحدى اللوزتين أو كلتيهما.
وأما عن الأعراض الشائعة
فهي تشمل ارتفاع درجة حرارة الجسم، قئ، صعوبة في البلع، آلام في اللوزتين، ظهور رائحة غير محببة في الفم، غالبا ما يشكو المريض من تضخم في إحدى اللوزتين أو كلتيهما. قد يشكو المريض أيضا من وجود إفرازات صفراء بالحلق، ومع شدة المرض يصاب المريض بتضخم في الغدد اللمفاوية المنتشرة في الجسم، وهى منتشرة أسفل منطقة الأذن وتحت الإبط وفي العديد من الأماكن بالجسم.
وأما عن طرق الوقاية
فمن الممكن تناول الأعشاب التي تعمل على تقليل الألم مثل اليانسون أو القرفة، وكذلك يجب الغرغرة بالماء والملح يوميا خاصة عند الشعور بآلام في الحلق. وأما عن العلاج فينبغي استشارة الطبيب لوصف العلاج اللازم، كما ينبغي ألا يتم التوقف عن العلاج بمجرد اختفاء الأعراض، بل يرجى إكمال العلاج حسب المدة التي حددها الطبيب حتى لا تحدث أي مضاعفات خطيرة كالإصابة بخراج اللوزتين!
ومن أمراض الشتاء أيضا الربو
ويمكن وصف الربو على أنه التهاب حاد في الشعب الهوائية، وتزداد فرص الإصابة به نتيجة للإصابة بنزلات البرد والإنفلونزا، ويعد أحد أسباب الإصابة به هو استعمال المدفأة المنزلية. وللوقاية منه يجب الحرص على تعرض المنزل للتهوية الجيدة يوميا حتى في فصل الشتاء ومع برودة الجو. وأما عن العلاج فيجب أن يتم بوصف الطبيب مع الحرص على تناول المشروبات الساخنة، وكذلك تناول الخضروات والفاكهة والعصائر الطبيعية. وفي حالة الإصابة بالربو المصاحب لنزلات البرد أو الإنفلونزا فيجب أولا أن يتم التداوي من الإنفلونزا.
من أمراض الشتاء التهاب المفاصل
قد يندهش البعض ويرى الأمر خرافة فما علاقة الإصابة بالتهاب المفاصل وقدوم فصل الشتاء؟ الإجابة كالآتي: تنخفض درجات الحرارة في فصل الشتاء مما يؤدي إلى تصلب المفاصل والشعور بالألم، كما يجدر الإشارة إلى أنه هناك بعض الأشخاص يصابون باكتئاب حاد مع قدوم فصل الشتاء مما قد يصيبهم بالعديد من الأمراض الجسمانية وأهمها التهاب المفاصل. لذلك يجب أيضا الحرص على تناول المشروبات التي تعمل على التخلص من الاكتئاب مثل (المرمرية، مشروب الشعير، النعناع)، فكلها مشروبات تعمل على تهدئة الأعصاب وتخفف من التوتر والقلق.
ومن أمراض الشتاء قرح الفم أو الأنف
تظهر غالبا بعض البثور حول منطقة الأنف، أو الفم، أو الذقن وتعرف أيضا بالهربس وتكون ممتلئة بسائل شفاف أو مائي. وأسباب الإصابة بها كثيرة للغاية ومنها التعرض للهواء البارد أو الإصابة بعدوى الجلد، وأيضا التعرض للإجهاد والتعب النفسي أو الجسدي وتناول بعض الأطعمة التي تتسبب في الحساسية كلها أسباب تؤدي لظهور المرض.
وأما عن الوقاية منها فيجب الابتعاد عن كل ما يثير الاكتئاب الموسمي، وأيضا يجب معرفة الأطعمة التي تتسبب في ظهور الحساسية للابتعاد عنها. وأما عن العلاج فهي لا تحتاج إلى الذهاب للطبيب وفي الغالب يتم الشفاء منها تماما بعد فترة لا تتجاوز الأسبوع، ولكن يجب عدم لمسها أو تعريضها للماء باستمرار والحرص على تجفيف المنطقة حتى لا تنتشر في أماكن أخرى فكما قلنا أنها من أحدى الأمراض المعدية ولتجنب أمراض الشتاء بشكل عام ينبغي علينا الاهتمام بالعادات الصحية مثل تناول الأطعمة والمشروبات الصحية، وممارسة الرياضة، والاهتمام بالنظافة الشخصية، والنوم الكافي لمدة لا تقل عن ثمان ساعات، وذلك من أجل أن نتمتع بصحة جيدة وخالية من الأمراض.
أضف تعليق