قبل أن تقرأ عن أغرب الآلات الموسيقية ، لابد أن تدرك أن صناعة الموسيقى بدأت منذ فجر التاريخ، حيث أن الموسيقى هي من أولى الأشياء التي عرفها الإنسان في العصور القديمة، ومع الثقافات المختلفة ظهرت بعض الآلات التي تحمل بعض الغرابة في شكلها أو في آلية عملها مثل الاعتماد على الأحجار المميزة لإخراج الأصوات المتناغمة وتصنيع آلات قادرة على إخراج صوت أوركسترا كاملة وغيرها من الآلات الشعبية، وفي العصر الحديث تكاثرت الابتكارات الموسيقية وظهرت فرق تعزف على الخضروات وظهرت بعض الأعمال النحتية التي تخرج موسيقى وصنعت الآلات الضخمة والإلكترونية وأيضًا الآلات المعتمدة على المجال الكهرومغناطيسي.
مجموعة من أغرب الآلات الموسيقية
أوركسترا تعزف على الخضروات
قديمًا ظهرت بعض الأدوات الموسيقية البسيطة المكونة من المواد الطبيعية كالخضروات، لكنها كانت من قبل هواة ولم تؤخذ على محمل الجد، إلى أن ظهرت بعض الفرق الموسيقية الجادة والتي أحيت حفلات في مدن مختلفة حول العالم باستخدام آلات موسيقية مصنوعة بالكامل من الخضروات خاصةً الجزر والكوسة، وأشهرها أوركسترا خضروات فيينا (The Vegetable Orchestra) والتي تتكون من تسعة عازفين يقدمون أنواع مختلفة وجديدة من الموسيقى خاصةً المزج بين الموسيقى الإلكترونية والتجريبية، وأيضًا هناك تقني صوت واحد في الفرقة، وطباخ ليقدم للحاضرين حساء الخضار بعد انتهاء الحفلة.
الثيريمين (Theremin)
هل فكرت من قبل أنه بإمكانك إصدار نغمات موسيقية جميلة بدون أن تلمس أية أوتار أو مفاتيح أو أن تستخدم النفخ؟ في الواقع فإنه بإمكانك فعل هذا من خلال آلة الثيريمين التي تعتمد على المجال الكهرومغناطيسي لإصدار الموسيقى، أي أنه من خلال تحريك أصابعك في مجال الآلة ستصدر الأصوات، لكن يجب أن يكون العازف خبيرًا ومتآلفًا مع ترددات مجال الآلة، فأية حركة خاطئة بسيطة ستصدر أصوات نشاز قميئة. تعرف الآلة أيضًا باسم “أثيرفون” وقد ابتكرها المخترع الروسي ليون ثيريمين حيث سميت على اسمه، وتستخدم أصواتها بشكل أساسي في موسيقى أفلام الرعب والغموض، ومن أشهر من عزفوا عليها الموسيقي الإنجليزي جيمي بيج عضو فرقة الروك الأشهر ليد زيبلينج.
موسيقى خارجة من الطبيعة
إذا صادف وأن سرت في إحدى طرق مدينة لانكستر في ولاية كاليفورنيا فإنك ستسمع الألحان الموسيقية طوال هذا الطريق الذي تم فيه تركيب فيه بعض التجاويف والأنابيب لتخرج ألحانًا قريبة من الأعمال الكلاسيكية لموسيقى جواكينو روسيني، وقد صممت ونفذت تلك الفكرة شركة هوندا الرائدة في الصناعات الثقيلة. صمم مهندس إنجليزي شجرة مصنوعة من الحديد ذات ارتفاع 3 أمتار، ويعتمد تصميمها على هبوب الرياح وتداخلها في الأنابيب لتصدر أصواتًا مميزة في أوقات مختلفة كل يوم.
صمم مهندس كرواتي أنابيب داخل الرصيف المجاور للبحر بفتحات مميزة، وذلك بعد دراسة مطولة لحركة المد والجزر والرياح في هذه البقعة، لتخرج الأصوات المتسقة مع أصوات تصادم الموج مع الرصيف، وأصبح المكان مزارًا سياحيًا في مدينة زادار الكرواتية في السنين الأخيرة.
الأحجار الموسيقية لسيكداو
سيكداو هو جبل في شمال إنجلترا بجوار بحيرة مليئة بالأحجار المميزة التي أغرت الموسيقي جوزيف ريتشاردسون ليبني بها آلة موسيقية ضخمة مكونة من عدد كبير ومتنوع الأحجام من الحجارة التي ظل يجمعها 13 سنة وليضعها تحت تصرف الأسرة الملكية التي احتفظت بالآلة، وقد عزف عليها أكبر الموسيقيين في أوروبا مثل موتسارت وهاندل وروسيني أمام الملكة فيكتوريا. بعض الأحجار تصدر أصوات شبيهة بآلة السيلوفون الخشبية، وبعضها يكون كالأصوات المتضخمة.
ديدجريدو (Didgeridoo)
من خلال الرسومات القديمة والمخطوطات، رجح الباحثون تاريخ استخدام هذه الآلة إلى أكثر من 1,500 سنة، ويرجح البعض أنها أقدم من ذلك بكثير، وبذلك قد تكون آلة النفخ الأقدم في تاريخ الموسيقى، وموطنها هو أستراليا واستخدمها السكان الأصليون في احتفالاتهم خاصةً الأعراس، وهي موجودة في دول أخرى.
بريوفون (Pyrophone)
صممت هذه الآلة الموسيقية الغريبة في القرن الثامن عشر لتعمل من خلال الوقود وذلك على يد أحد المخترعين الألمان، حيث يتم إشعال النار في فوهات الأنابيب لتصدر أصواتًا معينة، وترجمة اسمها حرفيًا يعني “صوت الحريق”، وتعرف أيضًا باسم “آلة الانفجار”، لكنها كانت مجرد تجربة ولا يتم استخدامها في أية أعمال موسيقية.
زيوسافون (Zeusaphone)
إنها قطعًا من أغرب الآلات الموسيقية، فهي تشبه سلاحًا يصدر الصواعق وليس الموسيقى، وهي عبارة عن جهاز ضخم يعتمد على إخراج النغمات الموسيقية من خلال ضبط التماس الكهربي، وهي تسمى أيضًا بآلة ملف تسلا نسبةً إلى العالم نيكولا تسلا.
نيكيلاربا (Nyckelharpa)
هي آلة معروفة في الموسيقى السويدية التقليدية، مكونة من 16 وتر و37 مفتاح، ظهرت لأول مرة في البلدان الاسكندنافية في عام 1350 ميلادية، وتعتبر واحدة من أقدم الآلات الوترية وتتميز بالتدرج الواسع لنغماتها.
ويلهارب (Wheelharp)
تعتمد تلك الآلة على العجلات في تحريك الأوتار، وهي تنتج أصوات مميزة جدًا قد لا تخرجها الكثير من الآلات الأخرى، حيث أنها تدمج الكثير من الآلات الوترية مع بعضها، ببساطة فإنها عبارة عن بيانو يتحكم بـ 61 وتر مقوّس، أي أنه قد يجعل عازف واحد قادرًا على أن ينتج صوت كأنه خارج من عزف أوركسترا كاملة من عشرات الأشخاص.
جيتار بيكاسو (Pikasso Guitar)
هذا ليس مجرد جيتار عادي، فهو يحتوي على 42 وتر وفتحتي صوت و4 رقبات، لكن ما يميزه بالصورة الأكبر هو تصميمه الغريب والذي يشبه أعمال الرسام بابلو بيكاسو خاصةً الشكل التكعيبي الذي يتميز به الجيتار.
كونترباص بالالايكا (Contrabass Balalaika)
هي آلة مشابهة للعود، لكنها تتميز بشكلها الاستثنائي المثلث والأطراف الزائدة الموجودة في الأسفل، وقد تم ابتكارها في القرن السابع عشر وتعتبر أحد أهم الآلات الشعبية في روسيا.
آيلوس (Aeolus)
وزن هذه الآلة أو هذا العمل النحتي هو 10 طن، وقام بتصميمها الفنان لوك جيرام، وهي عبارة عن أوتار طويلة ممتدة بين الأطراف، وعندما يهتز كل وتر في الجو، يتم تضخيم الصوت من خلال أنابيب ذات حجم هائل ليخرج الصوت المميز الذي قد لا تسمعه في أية آلة أخرى.
شاربسيكورد (Sharpsichord)
عبارة عن صندوق موسيقي يعمل بالطاقة الشمسية، ببساطة فإنها أسطوانات مثقوبة تحتوي على 11,520 فتحة يتحكم فيها العازفون من خلال وضع أو عدم وضع الإبر الصغيرة لإخراج الألحان المتناسقة، حيث تدور الأسطوانات وتشكل الإبر خيوط كثيرة تصدر الصوت.
هايبربيس فلوت (Hyperbass flute)
في العادة يكون طول آلة الفلوت 30 سم أو أطول من ذلك، لكن هذا النوع يملك أنابيب طولها 15 متر، وهي آلة حديثة جدًا وتعتمد على التضخيم المميز لتلك الأنابيب ليخرج لنا صوت موسيقي مرعب ومهول.
أوكتوباس (Octobass)
تم تصنيعها في عام 1850 على يد موسيقي فرنسي، وهي تشبه الكونترباص لكن طولها حوالي 3.48 متر، لذا فإنه قد يبدو لك من النظرة الأولى أنه من المستحيل أن يعزف عليها شخص واحد.
هيدرولوفون (Hydraulophone)
الآلة مكونة من قطع خشبية مغمورة في الماء بشكل جزئي، ويتم العزف عليها من خلال تحريك القطع لمسافات معينة لتصدر الأصوات المتسقة مع الفتحات الأخرى.
بيانو مكون من القطط
لا توجد أدلة تاريخية تثبت تنفيذ وبناء تلك الآلة الغريبة، ولا يوجد عكس ذلك أيضًا، وهي عبارة عن مفاتيح بيانو تنتهي أطرافها فوق ذيول قطط موضوعة بالترتيب، وفي كل مرة يضغط فيها العازف على المفتاح تصرخ القطة، والمطلوب من العازف هو التوفيق بين أصوات القطط المختلفة لتكوين اللحن الموسيقي، قد تبدو هذه الفكرة ضربًا من الخيال، إلا أن بعض الموسيقيين فكروا فيها واعتبروها فكرة ممتازة في القرن التاسع عشر.
أضف تعليق