التعرض المستمر لأشعة الشمس خاصة الأشعة فوق البنفسجية له أضرار جسيمة على جسم الإنسان، فهي المسبب الأول لسرطان الجلد، كما أنها تؤثر بالسلب على نظر الإنسان، أخطر ما في الأمر أن أضرارها لا تظهر بصورة فورية، بل تتراكم على مدار السنين لتظهر بصورة مفاجئة وجسيمة، حينها يكون علاج الأضرار الناتجة عنها صعب إن لم يكن مستحيل، لذلك دائماً ما نشدد على أن الوقاية خير من العلاج، في هذا المقال سنتعرف على الأشعة فوق البنفسجية وأضرارها وكيفية حماية الجلد والعنين منها عند التعرض إليها بصورة مباشرة.
خطوات الوقاية من أضرار الأشعة فوق البنفسجية :
ما هي الأشعة فوق البنفسجية
أشعة الشمس فوق البنفسجية هي موجات كهرومغناطيسية طولها الموجي أقصر من الضوء الذي يستطيع الإنسان رؤيته بالعين المجردة، تستطيع هذه الموجات الكهرومغناطيسية أن تُحفز التفاعلات الكيميائية لذلك تُعتبر آشعة مؤينة.
متى وكيف اكتُشفت هذه الأشعة؟
تم اكتشاف الآشعة فوق البنفسجية على يد العالم جون رايتر في مطلع القرن التاسع عشر، حيث لاحظ عند إجراء أحد تجاربه أن معدن الفضة يتغير لونه ليُصبح داكناً أكثر بعد تعرضه لآشعة الشمس مباشرة، خاصة لو تم تشبيعه بالكلوريد، أطلق عليها في البداية اسم الأشعة المؤكسدة ليوضح مدى قوتها وقدرتها على إحداث التفاعلات الكيميائية.
لماذا سميت الأشعة فوق البنفسجية بهذا الاسم؟
اللون البنفسجي هو أقصر الأطوال الموجية المرئية في قوس قزح، بالتالي عندما تم اكتشاف الأشعة المؤكسدة كما سماها العالم جون رايتر ووُجد أنها أقصر من الأطوال الموجية المرئية تم تغيير اسمها ليُصبح الأشعة فوق البنفسجية.
أنواع الأشعة فوق البنفسجية
تنقسم الأشعة فوق البنفسجية لثلاث أنواع رئيسية وهي الأشعة قصيرة المدى ويُرمز لها بالرمز UVC، الأشعة البنفسجية متوسطة المدى ويُطلق عليها رمز UVB وأخيراً الأشعة البنفسجية طويلة المدة ويُرمز لها بـ UVA.
نوعي الأشعة المتوسطة والقصيرة هما الأخطر على الإطلاق ويُمكن أن يُسببا أضرار جسيمة للإنسان لو تعرض لهما بصورة مباشرة بل يُمكن أن تهدد الحياة على سطح الأرض بالكامل، إلا أن نسبة ما يصل منهما للأرض يُقدر بحوالي 1% من الإشعاعات الشمسية، أما النسبة الباقية فتحجبها طبقة الأوزون عنا.
مصادر الأشعة فوق البنفسجية
المصدر الرئيسي لهذه الأشعة هو الشمس حيث تصدر عنها العديد من الإشعاعات نتيجة التفاعلات المستمرة التي تحدث على سطحها، لكنها ليست المصدر الوحيد، فهناك بعض المصادر الصناعية الأخرى التي تُنتجها لكن بنسب ضئيلة مقارنة بما يصل إلينا من الشمس.
تاثير الاشعه فوق البنفسجيه على المخلوقات الحيه
أشعة الشمس فوق البنفسجية كأي شيء آخر في الكون له فوائد وأضرار على حد سواء، طريقة استخدامها والتعامل معها هي ما يُحدد مدى استفادتنا منها أو ضررها لنا، فيما يلي سنتعرف على أهم فوائدها وأضرارها.
فوائد الأشعة فوق البنفسجية
-
تساعد في تصنيع فيتامين د
فيتامين د أحد الفيتامينات الأساسية لصحة الجسم، فهو يُساعد على الوقاية من هشاشة العظام كما يُساعد في تحسين المزاج ومحاربة الاكتئاب والوقاية من السرطان بمختلف أنواعه أيضاً، يتم تصنيع هذا الفيتامين عن طريق تفاعل الأشعة فوق البنفسجية مع الطبقة الدهنية الموجودة تحت الجلد، لكن لكل شيء ضوابط، فرغم أهمية فيتامين د لا يجب أن يتعرض الإنسان لأشعة الشمس فترة طويلة خاصة في وقت الظهيرة، إذا أردت أن تتعرض لأشعة الشمس أنت أو طفلك فيُفضل أن تفعل ذلك في الصباح الباكر في فترات الشروق أو الغروب، عدا ذلك يكون تركيز الأشعة فوق البنفسجية مرتفع ولا يجب أن يتعرض الإنسان لها بشكل مباشر دون استخدام كريمات الوقاية من أشعة الشمس.
-
في مجال صناعة التجميل
تعمل الأشعة فوق البنفسجية على تحفيز الخلايا الصبغية في الجلد لإفراز صبغة الميلانين التي تُكسبه لوناً برونزياً محبب للبعض، لذلك يتم استخدامها في تصنيع أجهزة اكتساب سمرة الجلد، لكن يظل خطرها وضررها على خلايا الجسم قائم، لذلك لابد من استخدام مستحضرات الوقاية من أشعة الشمس قبل القيام بعميلة تسمير الجلد سواء عن طريق الأجهزة أو التعرض المباشر لأشعة الشمس.
-
تستخدم في بعض المجالات الطبية
تُستخدم الأشعة فوق البنفسجية طويلة المدى في علاج العديد من الأمراض الجلدية عن طريق تضمينها في بعض الأجهزة والتقنيات الحديثة، أهم الأمراض التي تُستخدم لعلاجها ما يلي:
- تستخدم الأشعة فوق البنفسجية لعلاج الصدفية باستخدام أجهزة الليزر، حيث أن التقنيات الحديثة قد تمكنت من القضاء عليها بنسبة 90%.
- تستخدم الأشعة فوق البنفسجية لعلاج البهاق أيضاً عن طريق دهن الأماكن المصابة بكريمات ومستحضرات مخصصة ثم تعريض المريض لأجهزة طبية تعمل على تحفيز إنتاج الميلانين مرة أخرى في الجلد ما يُساعد في القضاء على التباين اللوني الذي يُصيب البشرة بصورة ملحوظة.
-
تعقيم الأجهزة الطبية
يتم استخدام الأشعة فوق البنفسجية في أجهزة تعقيم الأدوات الطبية وذلك لقدرتها على قتل البيكتريا والفيروسات.
أضرار الأشعة فوق البنفسجية
رغم فوائدها الكثيرة في العديد من المجالات المختلفة، إلا أن أضرارها أشد خطراً على صحة الإنسان ما يجعل التعامل معها بحذر شديد أمر ضروري للغاية، فيما يلي أهم أضرارها:
-
تؤدي للإصابة بسرطان الجلد
التعرض المباشر لأشعة الشمس لفترات طويلة دون استخدام مستحضرات الحماية يُعتبر أحد أهم أسباب سرطان الجلد، الأمر هنا لا يقتصر على أشعة الشمس الطبيعية والمباشرة فقط، بل يشمل أجهزة التسمير والأجهزة الطبية التي تستخدمها، لذلك لابد من توخي الحذر واستخدام واقي شمسي له معامل حماية مرتفع وتكراره كل ساعتين على أقصى تقدير طالما كنت معرض لأشعة الشمس، ويُفضل أن تبحث عن أماكن الظل وتعمل بها بدل التعرض المباشر لها.
-
تساعد في ظهور أعراض الشيخوخة
أعراض الشيخوخة خاصة شيخوخة الجلد تظهر بصورة أسرع على من يتعرض لآشعة الشمس بصفة مستمرة، فالأشعة البنفسجية طويلة المدى تُسبب تدمير ألياف الكولاجين ما يُسبب ظهور التجاعيد وعلامات الشيخوخة بصورة أسرع، أما الأشعة القصيرة ومتوسطة المدى تُسبب تكسر فيتامين أ والذي يُعتبر أحد أهم الفيتامينات التي تُساعد في الحفاظ على نضارة وشباب البشرة.
-
تُتلف الحمض النووي
يختلف تأثير الأطوال الموجية للأشعة فوق البنفسجية على الحمض النووي، فالأشعة طويلة المدى تتمكن من التغلغل بعمق في طبقات الجلد دون أن تؤثر على الطبقات الخارجية، لكن انتشارها في الجسم يُؤدي لانتشار الشوارد الحرة بالجسم ما يُسبب العديد من الأمراض والسرطانات، لكن يُمكن الحد من تأثيرها عن طريق تناول مضادات الأكسدة واستخدام الواقيات الشمسية، أما الأطوال الموجية المتوسطة والقصيرة فتأثيرها على الجلد يكون فوري ومباشر، حيث تُسبب تهيج جزيئات الحمض النووي وتُساعد على تكوين روابط شاذة وفجوات واضحة بين جزيئاته، ما يُغير طريقة انقسام الخلايا مسببة طفرات جينية تؤدي للإصابة بالسرطان بمختلف أنواعه.
-
يُمكن أن تُسبب فقدان النظر
الأشعة فوق البنفسجية يُمكن أن تُسبب فقدان كامل في النظر عند التعرض إليها بصورة مباشرة خاصة الأشعة متوسطة المدى، لذلك يتم استخدام نظارات واقية مخصصة لهذا النوع من الأشعة مصنوعة من مادة البولي كربونات التي لا تسمح بنفاذ الأشعة خلالها فتحمي العين من أضرارها، النظارات الزجاجية تكون عديمة النفع في هذه الحالة نظراً لقدرة الأشعة فوق البنفسيجة على اختراقها بسهولة.
كيف تقي نفسك من الأشعة فوق البنفسجية
بالطبع بعد أن عرفت أضرارها لابد أن تسعى لحماية نفسك منها واتخاذ كافة التدابير اللازمة لذلك، عن طريق اتباع الخطوات التالية:
حماية نفسك أثناء التعرض لآشعة الشمس
كما ذكرنا سابقاً التعرض المباشر لآشعة الشمس يُمكن أن يُسبب أضرار جسيمة على صحة الإنسان، لكن لنكن واقعيين، لن يستطيع أحد الاختباء من آشعة الشمس طوال عمره! لذلك الحل يكمن في اتخاذ التدابير اللازمة لحماية نفسك أثناء التعرض إليها عن طريق ما يلي:
اختر مستحضر الوقاية من الشمس بعناية
استخدام مستحضرات الوقاية ليس أمراً كافياُ، فيجب اختيارها بعناية شديدة وإعادة وضعها بانتظام كل ساعتين على أقصى تقدير طالما كنت معرض لآشعة الشمس حتى لو كنت تجلس في أماكن الظل، وحتى في أيام الشتاء، فالأشعة فوق البنفسجية موجودة في كل مكان حولنا تقريباً، أغلب واقيات الشمس يزول تأثيرها وحمايتها بعد ساعتين وأحياناً قبل أو بعد ذلك بمدة بسيطة وفقاً لمعامل الحماية الخاص بها، اختر واقي شمسي واسع المدي كي يحميك من كافة أطياف الأشعة فوق البنفسجية، رغم أن كل الواقيات الشمسية لا يتم بيعها في الأسواق إلا بعد إجراء اختبارات صارمة عليها للتأكد أنها تحمي من الأشعة فوق البنفسجية بمختلف أطيافها لكن تظل هناك بعض الشروط التي تُساعدك على اختيار الواقي الأفضل.
- عامل الحماية أو SPF يجب أن يكون أعلى من 15، لو كانت بشرتك فاتحة أو حساسية فالأفضل أن يكون المعامل أعلى من 50 لضمان حماية قصوى لبشرتك.
- تأكد من تاريخ الانتاج وشروط تخزين المنتج قبل شرائه وحتى بعد شرائه يجب أن تهتم بها أيضاً، فالحرارة المرتفعة قد تُفسد المنتج حتى لو كان تاريخ صلاحيته مازال جارياً، كما أن بعض المنتجات يكون لها تاريخ صلاحية يمتد لأشهر قليلة بعد فتح العبوة.
- عند استخدام واقي الشمس تأكد من هزه بقوة جدياً لضمان امتزاج المكونات معاً.
- استخدم كمية مناسبة لتغطية وجهك ورقبتك وكل جزء معرض بصورة مباشرة لأشعة الشمس مع إعادة وضعه كل ساعتين، أما في حالات التعرق الشديد أو السباحة والتعرض للمياه عموماً فيتم وضعه كل 40 إلى 80 دقيقة.
ارتدي ملابس ملائمة
الملابس الجيدة يُمكن أن توفر لك حماية من آشعة الشمس فوق البنفسجية، إن كنت تُخطط لخروج في نزهة لمدة طويلة أو رحلة في البرية أو حتى التنزه خارجاً مع أصدقائك أثناء ساعات النهار، يجب أن تختار ملابسك بعناية شديدة فهي درع حمايتك بالإضافة لواقي الشمس.
- ارتدي قبعة لتُساعدك على حماية وجهك من آشعة الشمس المباشرة.
- احرص على ارتداء ملابس بأكمام وسراويل طويلة لتغطية أكبر قدر ممكن من جسدك.
- بعض الشركات توفر ملابس بمعامل حماية من الشمس، حاول إيجاد بعض هذه الملابس لارتدائها في الأيام الحارة والمشمسة.
- قد يبدو ذلك غريباً لكن يُفضل ارتداء الملابس الداكنة عند التعرض لآشعة الشمس، فقدرتها على حماية بشرتك أعلى بشكل ملحوظ من الملابس ذات الألوان الفاتحة.
- أيضاً يجب أن تكون ملابسك ثقيلة بما يكفي وغير شفافة حتى تحجب آشعة الشمس، للتأكد من عدم نفاذيتها ضع يدك تحت النسيج في ضوء مناسب إذا استطعت تمييز يدك فهذا يعني أن قطعة الملابس هذه ليست مناسبة للخروج في الشمس ولن توفر لك الحماية التي تحتاجها.
ارتدي نظارات واقية
كما ذكرنا سابقاً الآشعة فوق البنفسجية يُمكن أن تُدمر العينين وتُسبب عتامة القرانية وفقدان النظر، لذلك لابد أن تسعى لحماية عينيك، الطريقة الوحيدة لمنع نفاذ الآشعة فوق البنفسجية لعينيك هي استخدام نظارات واقية مخصصة لهذا الأمر، هذه النظارات قد تكون غالية الثمن بعض الشيء لكنها الضمان الأمثل للحفاظ على صحة وسلامة نظرك.
- تأكد أن النظارات تمنع نفاذ الآشعة فوق البنفسجية سواء الطويلة أو متوسطة المدى، كما يجب أن تكون عدساتها كبيرة بما يكفي لتُحيط عينيك من كافة الجوانب.
- اشتري نظارتك من مركز طبي متخصص كي تتأكد أنها تحجب أكبر قدر ممكن من الأشعة فوق البنفسجية، فالنظارات التجارية أغلبها لا يحجب سوى 70% منها، بالتالي يظل الخطر قائم.
اجلس في الظل كلما سنحت لك الفرصة
رغم أن آشعة الشمس البنفسجية تصل لأماكن الظل أيضاً، إلا أن تركيزها وتأثيرها يكون أخف من التواجد تحت آشعة الشمس المباشرة، خاصة إن كنت تتبع التدابير السابقة بالفعل، اجلس دائماً بجوار مصادر الظل وحاول آلا تتواجد تحت آشعة الشمس المباشرة، فوجودك في الظل يحميك من 50% من الآشعة فوق البنفسجية الصادرة عن الشمس.
غير نمط حياتك اليومية قدر استطاعتك
كما ذكرنا سابقاً أشعة الشمس ليست المصدر الوحيد للآشعة فوق البنفسجية، بل هناك العديد من المصادر الصناعية الأخرى، ما يعني أن نمط حياتك بشكل عام يُمكن أن يُسبب زيادة التعرض لتأثيرها، لهذا حاول اتباع النصائح التالي لتقي نفسك منها قدر الإمكان.
تحقق من مؤشر الآشعة فوق البنفسجية باستمرار
مؤشر الأشعة فوق البنفسجية تم تطويره بواسطة وكالة حماية البيئة بالتعاون مع هيئة الأرصاد الجوية الأمريكية، والتي تدرس أحوال الطقس بصورة يومية بما فيها تركيز الأشعة فوق البنفسجية ومدى ارتفاعها في بعض الأيام أكثر من الأخرى، يُمكنك زيارة الموقع الالكتروني الخاص بالهيئة أو تنزيل التطبيق الخاص بها من متجر التطبيقات على هاتفك الذكي، يتم قياس نسبة الأشعة باستخدام مؤشر من 0 إلى 10 لقياس مدى تأثيرها وخطورتها.
- عندما يكون المؤشر بين 0 إلى 2 يعني أن الأشعة في أدنى مستوياتها، أما 3 و 4 يعني أن تركيزها منخفض لكنها مازالت قادرة على إحداث أضرار بالجسم عند التعرض إليها فترة طويلة.
- عندما يكون بين 5 إلى 6 يعني أن نسبتها متوسطة في الجو ويُفضل الابتعاد عن آشعة الشمس المباشرة.
- أما من 7 إلى 10 فيعني أن التعرض لآشعة الشمس في منتهى الخطورة ويُفضل البقاء في المنزل في هذه الأيام.
اختر وقت خروجك أثناء النهار بعناية
مهما كان رقم المؤشر، هناك أوقات معينة خلال النهار تكون الآشعة فوق البنفسجية في أعلى مستوياتها، التعرض للشمس في هذه الأوقات يجعلك عرضة لمخاطر الآشعة فوق البنفسجية حتى لو اتخذت كافة الإجراءات والتدابير التي ذكرناها سابقاً، لذلك عليك أن تتجنبها قدر الإمكان، أهم هذه الأوقات ما يلي:
- عادة تكون الأشعة فوق البنفسجية في قمة تركيزها في وقت الظهيرة خاصة بين الساعة الواحدة إلى الرابعة عصراً، بمعنى آخر في الأوقات التي تكون فيها الشمس عمودية في السماء، فتجد أن ظلك يكون قصيراً يكاد يكون تحت قدميك فقط، تجنب الخروج في هذا الوقت قدر الإمكان وابقى في الأماكن المغلقة سواء في منزلك أو عملك.
تجنب التواجد في البيئات العاكسة
رغم كل الاحتياطات السابقة يبقى خطر التعرض للأشعة فوق البنفسجية قائم، خاصة إن كنت تتواجد في بيئة عاكسة، أو تعمل على عكس آشعة الشمس والإشعاعات الصادرة عنها بدل امتصاصها، ما يُعرض جسدك لخطورتها مهما اتخذت من احتياطات وحتى لو كنت تجلس في الظل أيضاً، أهم هذه البيئات والأماكن ما يلي:
- المياه والرمال تعكس نسبة كبيرة من آشعة الشمس، فالرمال تعكس حوالي 25% أما المياه فتعكس أغلب الآشعة الساقطة عليها، بالتالي لابد أن تأخذ كافة الاحتياطات اللازمة عند التنزه والذهاب للشواطئ مثلاً، أو حتى عند الجلوس على ضفة النهر!
- قد يبدو الأمر غريباً عندما نُخبرك أن الثلوج المتساقطة حديثاً قادرة على عكس آشعة الشمس بنسبة تصل إلى 80% ما يعني أن عليك توخي الحذر حتى في أقسى أيام الشتاء برودة!
- بشكل عام يُفضل أن تتجنب التعرض لآشعة الشمس كلما سنحت لك الفرصة مهما كانت نسبة مؤشر الإشعاع ومهما كان سطوع الشمس في ذلك اليوم.
تجنب التواجد في الأماكن المرتفعة
التواجد في أماكن مرتفعة بنسبة كبيرة عن سطح البحر يزيد من مخاطر تعرضك للأشعة فوق البنفسجية، بمعنى آخر كلما اقتربت من الشمس كلما زادت الخطورة، قد يبدو الأمر غريباً أو غير منطقي بالنسبة إليك، لكن الدراسات الأخيرة أثبتت أن نسبة الأشعة فوق البنفسجية تزداد حوالي 4% كلما ارتفع الإنسان 300 متر عن سطح الأرض، ما يعني أن العيش في المدن والأماكن المرتفعة أو حتى ناطحات السحاب يُوجب عليك أخذ إجراءات أكثر لحماية نفسك من آشعة الشمس.
- إن كنت معتاد على تسلق الجبال والأماكن المرتفعة فيجب عليك اتباع التدابير التي ذكرناها سابقاً دون ان تغفل منها أي شيء خاصة مستحضرات الوقاية من الشمس.
ضع مرشحات حماية على نوافذ منزلك
إن كانت آشعة الشمس تنفذ لداخل منزلك فيجب إذاً أن تعمل على منع وصول الآشعة فوق البنفسجية للداخل، وذلك عن طريق تركيب مرشحات خاصة تعمل على منع نفاذ الآشعة خلالها، دون أن تمنع ضوء الشمس بالكامل، هذه المرشحات قادرة على حجب 99.9% من آشعة الشمس، بينما تسمح لأكثر من 80% من الضوء أن يصل لداخل المنزل، استخدمها على نوافذ منزلك وسيارتك أيضاً.
تجنب المصادر الصناعية للأشعة فوق البنفسجية
المصادر الصناعية لا تقل خطورة عن آشعة الشمس، بل ضررها يُعتبر أقوى لأنها تضع الجسم تحت تأثير الأشعة فوق البنفسجية بصورة مباشرة، كما ذكرنا سابقاً أكثر وأشهر المصادر الصناعية لها هي أجهزة اكتساب السُمرة، مهما حدث حاول أن تتجنب تلك الأجهزة بشكل كامل فأضرارها لا تعد ولا تحصى حتى مع اتباع معايير السلامة واستخدام مستحضرات الوقاية يبقى تأثيرها على الجسم وإضرارها بالعينين والجلد والحمض النووي قائم.
وصفات منزلية تُساعد في تخفيف أضرار الأشعة فوق البنفسجية
الوصفات المنزلية التي تعالج أضرار الأشعة فوق البنفسجية تعتمد بشكل عام على مضادات الأكسدة، فهي قادرة على طرد الشوارد الحرة من الجسم وعكس تأثيرها على الحمض النووي والبشرة، يُفضل أن تقوم بمزج أكثر من مكون معاً وليس مكون واحد واستخدامها في عمل أقنعة للبشرة بصورة دائماً حتى في الأيام التي لا تتعرض فيها لآشعة الشمس، أهم هذه الوصفات ما يلي:
-
الشاي بأنواعه
يحتوي الشاي بأنواعه على نسبة مرتفعة من مضادات الأكسدة، لذلك يُستخدم دائماً لعلاج البشرة المتضررة من آشعة الشمس، يُستخدم كقناع على البشرة بعد غليه وتبريده فحمض التانيك والثيوبرومين يتمكنان من امتصاص الحرارة المختزنة في الجلد جراء التعرض لآشعة الشمس، كما أن تناوله بصورة منتظمة يُحسن من الوظائف الداخلية لأعضاء الجسم، ويُحسن عملية تكاثر الخلايا من خلال تصحيح المسارات البيوكيميائية بالتالي يُقلل من احتمالية الاصابة بالسرطان.
-
الحليب
يُعتبر من أقوى العلاجات المنزلية لحروق وأضرار الشمس، يُمكنك استخدامه مباشرة من العبوة، إلا أن كنت تعاني من حساسية لمنتجات الألبان في هذه الحالة تجنبه تماماً، إن كنت لا تُحب رائحة الحليب يُمكنك إضافة نقطة أو اثنتين من أي زيت عطري تُفضله، لكن تجنب الزيوت القوية مثل زيت النعناع فقد يؤدي لالتهاب البشرة أكثر خاصة إن كنت تعاني من حروق الشمس بالفعل.
-
النشا
يُعتبر النشا من أشهر العلاجات المنزلية لكافة التهابات البشرة بما فيها حروق الشمس، يُمكنك استخدامه كخليط أو محلول حسب درجة إصابتك، إن كانت الأماكن المتضررة من آشعة الشمس بسيطة كأنفك ووجنتيك، قم بخلط ملعقتين من النشا مع قليل من المياه أو الحليب البارد حتى تصنع عجينة سهلة الفرد واستخدمها كقناع على الاماكن المتضررة، أما إن كانت الأجزاء المصابة من جسدك كبيرة كذراعيك وكتفيك وظهرك، يُمكنك عمل محلول عن طريق خلط كوب من النشا مع كوبين من الماء أو الحليب ووضع المحلول في بخاخ أو فرده على الاماكن المتضررة بقطعة من القطن.
-
الطماطم
تحتوي الطماطم على نسبة عالية جداً من مضادات الأكسدة، لذلك تُتعبر علاج فعال جداً ضد الأشعة فوق البنفسجية، كل ما عليك هو عمل معجون من الطماطم ثم فرده على الاماكن المتضررة وتركه حتى يجف على البشرة ثم شطفه بمياه باردة بلطف شديد، لا تفركه بيديك كي لا تلتهب بشرتك أكثر.
-
حليب وزيت جوز الهند
جوز الهند يُعتبر أحد المصادر القليلة جداً لحمض اللوريك والذي يتميز بقدرته على إصلاح الخلايا التالفة وعلاج الحروق الشمسية، لاستخدامه قم بنقع بعض من مبشور جوز الهند في المياه لمدة 5 دقائق على الاقل ثم اخلطها مع المياه باستخدام الخلاط الكهربي، صفي الخليط الناتج باستخدام قطعة قماش قطنية، ثم خزن الحليب الناتج في الثلاجة وكلما تعرضت للشمس ضع قليل منه على بشرتك باستخدام قطعة من القطن، أما الزيت فيُمكنك استخدامه كمرطب للجسم بعد الاستحمام.
-
الشوفان واللافندر “الخزامى”
إن كنت تعاني من التهابات في البشرة نتيجة الشمس في مناطق كبيرة من الجلد، يُمكنك عمل حمام الشوفان واللافندر، عن طريق وضع كمية من الشوفان المطحون مع 10 إلى 15 قطرة من زيت اللافندر في حوض الاستحمام خاصتك، ثم اجلس في المياه لمدة لا تزيد من 15 دقيقة، وإلا قد تجف بشرتك.
-
الصبار
الصبار من أقوى العلاجات للبشرة، فهو قادر على إصلاح وترميم الخلايا بصورة فعالة جداً حتى أنه يُستخدم في بعض علاجات الحروق من الدرجة الثانية والثالثة! كما أنه عديم اللون والرائحة بالتالي لا يحتوي على أي مركبات قد تُسبب تهيج البشرة، كل ما عليك هو أخذ ورقة من النبات وإزالة الطبقة الخارجية منه، ثم استخدام السائل الهلامي الموجود بداخلها ووضعه على الاماكن المتضررة من الجلد مع تركه أطول فترة ممكنة.
-
العسل
عسل النحل هو هبه منحتنا إيها الطبيعة، فبالإضافة لخصائصه المضادة للبكتيريا، يُعتبر العسل من المواد المرطبة، ما يجعله الحل الأمثل في حالة الحروق، فهو يُعيد للأنسجة المتضررة ترطيبها، ويمنع تكاثر البيكتريا والجراثيم على الجلد فيُقلل التهابه وتهيجه، إن كانت بشرتك ملتهبة لدرجة تكوين بثور مليئة بالمياه فالأفضل ألا تضع العسل عليها فلزوجته قد تؤدي لانفجارها ما يجعل حالتك أسوأ، في جميع الأحوال يُفضل تخفيفه ببعض الماء المعقم.
-
المياه!
المياه هي العنصر الأهم في عملية إصلاح البشرة، دونها لن تنجح أي من العلاجات السابقة ولا حتى العلاجات الكيميائية في إصلاح التلف الناتج عن آشعة الشمس أو غيرها، لذلك حافظ على ترطيب بشرتك باستمرار، وتناول 3 لتر من المياه على مدار اليوم لتُساعد بشرتك على تجديد خلاياها وإصلاح التلف الذي لحق بها.
أضف تعليق