نجد في وسط الكثير من مؤتمرات التكنولوجيا الكبيرة أناس يهتفون ويناصرون أجهزة ماكينتوش أو آبل كما نجد من يشتكون من تكنولوجيا مايكروسوفت المحدودة، فينتشر الشغب بين الحاضرين وتبدأ الجدالات الطويلة، ولطالما تواجد هذا النوع من الصراع بينهما في الجامعات وعلى الشبكات الاجتماعية عبر الإنترنت، مناقشات لا تنتهي وحروب من النيران بين أنصار هذه الأنظمة فجهزوا أنفسكم لأننا سنخوض في وسط هذه النيران لنعرض لكم أهم الفروق بين أجهزة آبل التي تستخدم نظام ماكينتوش وبين أجهزة الكمبيوتر التي تستخدم نظام ويندوز من حيث التصميم والسعر والتقنية وعوامل أخرى حساسة.
أهم الاختلافات بين أجهزة ماكينتوش وبين أجهزة الكمبيوتر الشخصية
التصميم
في الثمانينيات لم تهتم الشركات بالتصميم والشكل الجمالي للكمبيوترات الشخصية فكانت تُعتبر أمورًا سطحية، ولكن التصميم يشغل نسبة كبيرة في التفريق بين أجهزة ماكينتوش وأجهزة الكمبيوتر، فلقد اهتم المدير التنفيذي السابق لشركة آبل ستيف جوبز بالشكل الخارجي لمنتجات شركته لدرجة التعصب لمدة ثلاث عقود متتالية، وكان من أبرز المتحمسين لفكرة الشكل الخارجي والجمالي مما ميزه عن جميع منافسيه، وهوسه بهذا الأمر هو من أعطى منتجات شركة آبل هذه التصاميم الفريدة من نوعها والتي ذاع صيتها وربما تكون أهم الأسباب في نجاح الشركة. بدأ هذا الهوس غير التقليدي بالتصميم والشكل الخارجي للأجهزة مع أول ماكينتوش تم عرضه عام 1984، وكان مثله مثل العديد من كمبيوترات آبل الحالية حيث تم إيواء وحدة المعالجة المركزية داخل الشاشة كوحدة واحدة مما يقلل من عدد الكابلات المستخدمة ويعطي صورة أكثر أناقة للمنتج.
استكمال مسيرة التصميم
تم طرح “أي ماك” في الأسواق عام 1998 ويعد من أعظم نجاحات ستيف جوبز وجونوسون إيف وهو مهندس تصميم مسئول عن التصميمات في شركة آبل، “أي ماك” بشكله المميز وألوانه الشفافة الزاهية كان السبب الأول في بدء رحلة شركة آبل التصاعدية للوصول إلى القمة بين الشركات الأخرى المنافسة، ولقد حاول الكثيرون توجيه قدراتهم نحو بناء أجهزة تتمحور أكثر حول التصميم والشكل الجذاب ولكن لم يتمكن أي منها من الاقتراب مما حققته أو استحقته شركة آبل من الشعبية الموجهة نحو منتجاتها. على الجانب الآخر سنجد أن أجهزة الكمبيوتر لا تُصنع من قبل شركة واحدة فهناك المئات من التصاميم المختلفة في الأسواق لتناسب الاستخدامات والأذواق المختلفة، فمثلاً ستجد التصميمات النفعية أو العملية المناسبة للشركات ومكاتب العمل وستجد كذلك التصميمات الجمالية والإمكانيات الخارقة لأجهزة Alienware المخصصة للألعاب والاستخدامات الثقيلة، وعلى عكس شركة آبل التي تتبع رؤية معينة في تصميماتها ففي الأسواق لا يوجد رؤية جمالية معينة للكمبيوترات تتبعها الشركات المصنعة بل ستجد آلاف التصميمات ومختلف النواحي الجمالية لكل تصميم والاختيار يعود إليك.
السعر
فارق السعر بين أجهزة ماكينتوش وأجهزة الكمبيوتر يشغل حيز كبير في توضيح الفروق بينهما، فهناك عدد قليل من حواسيب ماكينتوش التي يقل سعرها عن الألف دولار، على عكس المئات من أجهزة الكمبيوتر التي لا تتعدى تكلفتها نطاق هذا السعر، ولكن هذا لا يعني أن حواسيب ماكينتوش تكلفتها أكبر من أجهزة الكمبيوتر التي تماثلها في الخصائص والإمكانيات، فلقد اهتمت شركة آبل بوضع أفضل المكونات وأكثرها تكلفة داخل منتجاتها.
هل المقارنة ممكنة؟
المشكلة في المقارنة بين أجهزة ماكينتوش وأجهزة الكمبيوتر هي أن صلاحية المقارنة بين الحواسيب الآلية نادرة للغاية، بمعنى آخر إذا نظرنا إلى جهازين كمبيوتر يمتلكان نفس وحدة المعالجة المركزية والذاكرة العشوائية وسعة القرص الصلب وكارت الشاشة وحتى نفس عدد منافذ الـ USB وغيرهم ستجد أن البرامج المثبتة مسبقًا من قبل الشركات المنتجة مختلفة بشكل كبير، فسيكون على المستخدم شراء برامج على حسب جهاز الكمبيوتر الذي اختار أن يمتلكه، فمثلًا برنامج للحماية من الفيروسات لأجهزة الكمبيوتر أو مايكروسوفت أوفيس في حالة حواسيب ماكينتوش. خلاصة القول هي أن فرق القيمة بين أجهزة ماكينتنوش وأجهزة الكمبيوتر يعتمد على احتياجات المستهلك، فإن كنت تحتاج الحاسوب لتتصفح الإنترنت أو الكتابة أو حتى إن كنت أحد معجبي نظام لينكس، حينها لن يكون لديك سبب كافي لتقوم بشراء أحد أجهزة ماكينتوش أو أجهزة مخصصة للألعاب ذات التكلفة العالية، فهنالك العديد من الأجهزة في الأسواق التي تصلح تمامًا لهذه العمليات البسيطة.
هجوم ماكينتوش
كشفت دراسة أجرتها أبحاث السوق الأمريكية (NPD) بأن 79% من كل الحواسيب المباعة في الولايات المتحدة لعام 2010 كانت من أجهزة الكمبيوتر المستخدمة لنظام ويندوز، أما نسبة 88% للأجهزة التي تتعدى تكلفتها 1000 دولار كانت من نصيب حواسيب ماكينتوش.
المواصفات الفنية
لا يوجد ما يدعى بمنتصف العصا بين المواصفات الفنية المتوفرة في أجهزة ماكينتوش أو أجهزة الكمبيوتر، فهي إما متشابهة للغاية أو مختلفة، الأمر يعتمد على أي علامة تجارية وخط إنتاج تتم المقارنة بينهما، فجميع الحواسيب تمتلك وحدات معالجة مركزية وذاكرة عشوائية وأقراص صلبة وكروت شاشة ولكن سرعة وسعة هذه المكونات هي التي تكون الفروق، فعادةً ستتفوق حواسيب ماكينتوش على حواسيب الكمبيوتر البسيطة في الأداء لأن شركة آبل كما عرفنا مسبقًا تتفاخر بالمكونات الأفضل والأعلى في الجودة الموضوعة في خطوط منتجاتها. ولكن عندما نقارن بين أجهزة ماكينتوش وأجهزة الكمبيوتر المخصصة للألعاب أو الخارقة سنجد الأمر أكثر صعوبة، نعم نظام ماكينتوش يأخذ وحدات المعالجة المركزية إلى مستوى آخر ولكن هذا الأمر لا ينطبق على الذاكرة العشوائية وسعة القرص الصلب وحتى تقنية منافذ الـ USB، فكما ناقشنا من قبل شركة آبل توفر اختيارات قياسية معينة من المكونات بينما أجهزة الكمبيوتر لا يمكن أن تنتهي المقارنات بين الآلاف من المكونات المتوفرة المتشابهة في التقنيات، مثال على ذلك الشاشات التي تعمل باللمس ومنافذ الـ HDMI.
الاختيار
الآن وقد أصبح واضحًا لنا أن أهم الفروق بين أجهزة ماكينتوش والأجهزة المستخدمة لويندوز هو عدد التكوينات المتوفرة، فحاليًا شركة آبل توفر خمسة منتجات فقط وهي: “ماك بوك إير” و”ماك بوك برو” و”ماك ميني” و”آي ماك” و”ماك برو”، شركة آبل عمومًا توفر 18 من أجهزة ماكينتوش الفريدة من نوعها وهذه ليست علامة عن ضعف الشركة فهي أحد طرق التسويق. أما أجهزة الكمبيوتر المستخدمة لنظام ويندوز تأتي بمجموعة واسعة من الأشكال والأحجام المختلفة، وتقارير المستخدمين تقدم لنا 11 علامة تجارية متميزة في هذا المجال وتتضمن كلًا من: آيسر وأسوس وكومباكت وديل وإي ماشينز وجيت أواي وإتش بي ولينوفو وسامسونج وسوني وتوشيبا، وكل منها يوفر عدد مهول من التكوينات المختلفة سواء لأجهزة سطح المكتب أو المحمولة منها. العديد من المستهلكين يعتبرون هذه الاختيارات العديدة كميزة مهمة لأن أغلبهم يبحث عما يناسب تمامًا احتياجاتهم المختلفة.
رضا العملاء
نقطة رضا العملاء تعتبر من أهم الفروق بين أجهزة ماكينتوش وأجهزة الكمبيوتر المستخدمة لنظام ويندوز حيث توضح آخر الإحصائيات أن العملاء قاموا بتفضيل اختيار أحد حواسيب ماكينتوش على معظم العلامات التجارية الأخرى، لأن شركة آبل توفر لعملائها خدمة متميزة على مدار الساعة كما أن حواسيب ماكينتوش تتميز بتفوقها من حيث عدم احتياجها للصيانة بكثرة، وإن ظهرت إحدى المشاكل فلن تكون مهمة كفاية لتحتاج للتصليح اليدوي، ويمكن للعميل أن يتواصل مع أحد الفنيين التابعين لشركة آبل عن طريق Genius Bar Help ليعطيه بعض الخطوات ليقوم بها على جهاز ماكينتوش الخاص به لتختفي المشكلة، أما إذا كانت مشكلة تحتاج للتصليح اليدوي فيمكن للعميل التوجه لأحد الفروع المتواجدة في جميع أنحاء العالم ليتلقى المساعدة الفورية، على عكس العلامات التجارية الأخرى التي تدهورت خدمة عملائها.
أضف تعليق