تعتبر أجهزة إنذار الحريق مفتاح الأمان للكثير من المنشآت على اختلاف تخصصاتها، وهو اختراع قديم ليس وليد اللحظة، وبدأ ينتشر بشكل كبير في شتى المؤسسات؛ وذلك بعد ما أثبته بالفعل من أهمية ونتائج مبهرة تتعلق بحمايته للأرواح والمنشآت عبر ما يقوم به من تنبيه وتحذير للمتواجدين بوجود حريق أيًا كان سببه وغير ذلك من قرارات تلقائية يصدرها بشكل تلقائي لمعالجة الأمر ومواجهة مصدر الحرارة المتصاعدة في المكان؛ وبالتالي يسهل كثيرًا من قمع الحريق في بدايته أو على الأقل التقليل من حدة المشكلة لحين تدخل أجهزة الحماية المدنية لمتابعة المشكلة وإطفاء الحريق، وفيما يلي نوضح آلية عمل هذه الأجهزة، وكيف أنها تنقذ حياة الكثيرين، وكذا نسلط الضوء حول مدى قدرتها على تحقيق الأمان الكامل للمؤسسات التي استعملتها، وفي السياق ذاته نوضح بعض التفاصيل حول أجهزة إنذار الحريق المنزلية ومدى أهميتها، بالإضافة إلى أسعار هذه الأجهزة وهل هي مناسبة للشراء والتركيب لدى البسطاء؟ أم لدى الطبقات الأرستقراطية فحسب.
استكشف هذه المقالة
أجهزة إنذار الحريق
تعتبر أجهزة إنذار الحريق أحد أهم شروط الأمن والسلامة والتي تحرص معظم الجهات الحكومية والخاصة في الوقت الراهن على توافرها عند تشطيب أية بنايات جديدة، مع توفير أنظمة مضادة للحريق، حيث أن بإمكان أجهزة إنذار الحريق أن تتعرف على وقوع حريق في بداياته وتحذر المواطنين، وفي الوقت ذاته تحدد مكانه بدقة، وهذا الأمر بلا شك يحمي الكثير من الأرواح عبر تنبيههم لوجود حالة طارئة تستدعي الخروج بأسرع وقت أو مواجهة الأزمة بما يناسبها من سريعًا، وفي الوقت الراهن ومع تقدم التكنولوجيا بشكل كبير، أصبح يتم الربط بين تلكم الأجهزة وبين خطوط اتصال تلقائي بوحدات الإطفاء وإدارات السلامة والصحة المهنية في أسرع وقت ممكن، كما يتم ربطها بأجهزة إطفاء الحريق وما تحويه من مواسير طاردة للمياه تصل لمختلف غرف البناية، وهذا الأمر من شأنه تحجيم الأزمة في بدايتها إن لم يكن القضاء عليها بشكل نهائي، أما عن إنذار تلك الأجهزة فيتنوع بين إنذار سمعي وآخر بصري ضوئي.
أجهزة إنذار الحريق المنزلية
نحن في وقت بات فيه أجهزة إنذار الحريق من الأهمية بمكان أن تتواجد في المنازل والمؤسسات السكنية على اختلافها، خاصةً وأنها رخيصة الثمن، وفي الوقت ذاته ضرورية لحفظ الأرواح والممتلكات، ولا شك أن معظم الحرائق التي دمرت المنازل من قبل لم يكن بها أجهزة إنذار الحريق لتلفت انتباه النائم أو الجيران أو حتى ربة المنزل الملهاة بأشغال خاصة في المنزل من وجود أعمدة دخان وألسنة لهب تتصاعد في مكان ما وليكن المطبخ، والمطبخ في كثير من المنازل يشكل قنبلة موقوتة مع وجود مواسير أو أنابيب الغاز التي إن أسيء استعمالها ستتسبب بشكل أو بآخر في القضاء على المنزل بمن فيه وما يعلوه أو يدنوه من منازل، وبدلًا من أن ينشغل رب الأسرة في إخراج أبناءه أو جلب الأموال وغيرها من ممتلكات ومقدرات يسارع ويكافح اللهب للحصول عليها كما نرى كثيرًا، فإن أجهزة الإنذار تمكنه من مقاومة كل ذلك منذ اللحظات الأولى وإطفاء الحريق والتعامل بهدوء وحذر كبيرين.
جدير بالذكر أن أجهزة إنذار الحريق المرتبطة بالمنزل غالبًا ما يتم ربطها بنظام مستقل يمكنه العمل في مساحات صغيرة وكذا بتكاليف قليلة لا تكاد تُذكر إذا ما قورنت بصحة وحياة الأسرة، وكذا الممتلكات التي يحويها المنزل، وهذه الأجهزة يمكنها رصد المنزل بأكمله بكل بساطة على عكس تلك التي يتم تركيبها في المصانع والمؤسسات الضخمة التي تحوي آلاف العمال والماكينات والعدد والأدوات والخامات، وبالتالي تتطلب أجهزة من نوع خاص قادر على رصد كافة مثيرات الحريق من البداية وتحديد أماكنها بدقة متناهية عبر شاشة رقمية معدة مسبقًا لذلك.
فكرة عمل أجهزة إنذار الحريق
تقتصر فكرة عمل جهاز الإنذار على قدرته في استيعاب تسرب أيٍ من المحددات التي يتم تغذيته باكتشافها سواء الحرارة أو اللهب أو الغاز أو الدخان أو ما إلى ذلك، ولكن بشكل عام وفيما يخص الحريق وتنبيه الجهاز لذلك، فإن الإنذار يحدث نتيجة اكتشاف وجود دخان، وفكرة الاكتشاف تلك تقوم على أن الجهاز يتكون من جزأين رئيسيين أولهما هو المجس الحساس للضوء الذي يسمى الفوتوديود أما الجزء الثاني فهو الجهاز الإلكتروني الذي يتمكن من إصدار أصوات تنبيه مرتفعة، ويكون هذا الجهاز متصلًا بالكهرباء أو ببطارية مشحونة مسبقًا، ولكي يعمل جهاز الصوت الإلكتروني هذا فإنه يتم تركيب دائرة كهربائية تستشعر مرور الضوء فوقها فتصدر إشارة إلى جرس صوتي مثبت عليها، ويحتوي الجهاز على شعاع ضوئي يمر داخله، وعندما ينتشر أي دخان في الغرفة، فإن الدخان يدخل إلى الجهاز فيشتت الشعاع الضوئي لكي يسقط على الدائرة الكهربائية فيصدر صوت الجرس المنبه.
مستلزمات أجهزة إنذار الحريق
توجد العديد من الأدوات والمكونات التي يمكن من خلالها تجميع أجهزة إنذار الحريق على أعلى مستوى، وهذه المستلزمات والمكونات ليس من الضروري أن تتوافر جميعها في نفس الجهاز، ولكن حسب سعره والخواص المفترض تواجدها فيه كما يرغب المستهلك، وهذه المستلزمات هي:
لوحة التحكم
وهذه اللوحة أو ما يطلق عليها اللوحة المركزية التي تتحكم في كامل النظام، تحتوي على شاشة عرض رقمية مزودة بمؤشرات إلكترونية خاصة هدفها تحديد تلك المنطقة التي اشتعل بها الحريق، كما أنها تعتبر المقر الذي يجمع كل شبكة الأسلاك، بالإضافة إلى الموصلات الكهربائية أو البطارية مسبقة الشحن، وفي الغالب يكون الجهاز مزودًا بالكهرباء، وببطارية في الوقت ذاته حتى تعمل بشكل مؤقت واحتياطي عند انقطاع التيار.
كواشف الحريق
وهي تلك الكشافات التي يتم تركيبها بالجهاز، والتي من شأنها أن ترسل إشارة بأي من المواد المسربة التي بإمكانها أن تشعل الحريق أو أنها تدل على إشعال حريق، ولعل أبرز تلك الكواشف هي كواشف الدخان التي تستشعر تصاعد أبخرة الحريق والدخان الكثيف، فتبدأ لأي إصدار إشارة لسرينة الإنذار حتى تحذر المحيطين لكي يؤمنوا المكان جيدًا ويحافظوا على أرواحهم، وكذلك كواشف اللهب، وهي تلك المسؤولة عن إرسال تنبيهات تحذيرية عند رصدها للنار وألسنة اللهب أو ارتفاع درجات الحرارة بشكل كبير.
سرينة الإنذار
وبالإضافة لما سبق نجد أن من أنواع مستلزمات أجهزة الإنذار ما تسمى بسرينة الإنذار، وتنقسم إلى نوعين رئيسيين ألا وهما، السرينة الصوتية والتي يتم برمجتها عبر تسجيل صوت ما تصدره بمستوى عال عند كشف أي من دلالات الحريق، وهي المسؤولة عن تحذير العاملين بنغمة غريبة وطارئة ومريبة تحذر الجميع فيستجيبون لها، والنوع الثاني هو سرينة الضوء، وفي الغالب يكون لونًا أحمرًا شديد الوضوح، ويكون في الغالب لدى الشركات والمصانع وغيرها من مؤسسات تعج بزحام العاملين وسط الأجهزة والأدوات والماكينات والأصوات العالية التي لا يتمكن معها العمال من سماع أصوات الإنذار الصوتي، وحينها تكون السرينة الضوئية هي أفضل حل لإنقاذ أرواح هؤلاء.
نقطة الاستدعاء
وهي أحد أهم المستلزمات التي يتم دمجها في أجهزة إنذار الحريق ، ولكنها توصل به عبر أسلاك ما ويكون مسموح وبشكل يدوي من خلالها أن يتم إطلاق تلك الإنذارات عندما يرى أحدهم حريقًا ما ويريد استدعاء الإطفاء أو تشغيل وحدات الإطفاء الإلكترونية سريعًا، وفي الغالب تكون مقفلة بطبقة رقيقة من الزجاج أو البلاستيك يتم كسرها لضغط زر الطوارئ.
أسلاك مقاومة للحريق
وتعتبر تلك الأسلاك هي أحد أهم الموصلات التي يجب استعمالها بهدف مقاومة حرارة الحريق وعدم التأثر به والاستمرار في نقل الإشارات بين مكونات الجهاز المتعددة، ويفضل أن يتم تركيبها في كافة أجهزة إنذار الحريق حتى تؤتي ثمارها ولا تتأثر هي عند أول مواجهة.
أنواع كواشف الدخان
تختلف كواشف الدخان من حيث طبيعة المكان الذي من المفترض تواجدها خلاله، وبشكل عام يمكن حصر أنواع كواشف الدخان في ثلاثة أنواع فقط لا غير، وهي كما يلي:
كاشف الدخان الأيوني
وهذا النوع من الكواشف من شأنه التعرف على الدخان سواء كان ظاهرًا بالعين المجردة أو غير ظاهر، كما أن بإمكانه استشعار مختلف المثيرات العالقة في الجو، والتي في الغالب تتجه للصعود إلى الأعلى في حال ارتفعت حرارة الجو داخل المنزل بشكل مفاجئ كمؤشر على وقوع حريق، ويمكن استعمال هذا النوع من كواشف الدخان في تلك المواقع الصناعية أو المطابخ الكبرى وغيرها من أماكن تحوي أجهزة حرارية عديدة ومواد قابلة للاشتعال على اختلاف أنواعه.
كاشف الدخان الضوئي
وهذا النوع من كواشف الدخان هو الذي بإمكانه استشعار مختلف أنواع الدخان المرئي وغير المرئي، بالإضافة لرصد العوالق واتجاه حركتها للأعلى أو الأسفل حسب درجات الحرارة، وغالبًا ما يتم استعمالها في مختلف المواقع التي بها موصلات كهربائية وكابلات حساسة، وهنا تكون عوامل الدقة والأمان أعلى ما يمكن، ولذلك نجد أن الجهاز يطلق صافرات إنذاره حتى لمجرد إشعال سيجار أو أيٍ من مصادر إنتاج البخار الخفيف.
كاشف الدخان بالمكيف
وهو النوع الذي تم ابتكاره مؤخرًا كمحاولة لتأمين المكان بشكل أكبر، حيث أن القاعات والبنايات التي بها أجهزة مكيف تعمل على سحب الهواء الساخن أولًا بأول بهدف تغييره وتبديله بآخر بارد منعش، تتسبب في عدم قدرة أجهزة إنذار الحريق على رصد الأبخرة وارتفاع درجات الحرارة في تلك المنطقة، وبالتالي يتم تركيب مثل تلك الكواشف في ممرات المكيف التي تسمح بمرور تيارات الهواء، وبكذا يمكننا التعرف على مثيرات الحريق بشكل أبسط.
أنواع كواشف الحرارة
كما أوضحنا، أنه تتنوع كواشف أجهزة إنذار الحريق ما بين كواشف للدخان وأخرى للحرارة وثالثة للغازات ورابعة وخامسة.. إلخ، وفيما يلي نوضح تفاصيل أكثر حول كواشف الحرارة وكيفية عملها:
كواشف الحرارة الثابتة
وهذا النوع من الكواشف يتم ضبطه على درجات حرارة محددة ولتكن 70 درجة مئوية أو أيًا كانت آلية تصنيعه ورغبة عملاءه وفق طبيعة ظروف الطقس في هذا البلد وما هي الحرارة التي تشكل خطرًا بالفعل، وعند ارتفاع الحرارة عن تلك الدرجة المحددة سلفًا، يبدأ الجهاز في إصدار إنذاراته السمعية والبصرية بشكل واضح.
كواشف تغير الحرارة
وفكرة عمل هذه الكواشف تقتصر على تحسس أي تغير حاصل في درجات الحرارة سواءً للارتفاع أو للانخفاض، على أن يتم ربط تلك الميزة في فترة زمنية محددة حتى نحصل على بيانات تفصيلية ويبقى بيدينا تقدير الموقف.
جدير بالذكر أنه غالبًا ما يتم تركيبه في تلكم الكواشف معًا في التوقيت ذاته للحصول على أفضل النتائج، كما أنها مخصصة لأن تعمل في مصانع الكيماويات والمنتجات الكهربائية التي من الممكن احتراقها بحرارات مرتفعة وانتشارها بشكل واسع دون إصدار أعمدة دخان أو ألسنة لهب واضحة بشكل كبير.
أنظمة عمل أجهزة إنذار الحريق
هناك ثلاثة أجهزة رئيسية يمكن من خلالها تنظيم عمل أجهزة إنذار الحريق ، وهذه الأنظمة تختلف باختلاف الغرض المطلوب منها وطبيعة المؤسسة والكيان الذي سيتم تركيبها فيه، وهذه الأنظمة هي:
النظام التقليدي
وهو ما يطلق على ذاك النظام البدائي الذي يوفر مجموعة من التنبيهات الصوتية والكواشف البخارية والغازية التي تتصل جميعها بنفس الدائرة، وبالتالي يصدر تحذيرات وإنذارات عالية يسمعها كل من بالمكان حين تلقيه إشارات ودلالات لحريق أو تسرب غاز أو أدخنة كثيفة، وبالتالي يسرع رجال الحماية المدنية وأخصائيي السلامة والصحة المهنية لكي يطفئوا اللهب ويتعاملوا مع الأزمة سريعًا قبل أن ينتشر أكثر وأكثر.
النظام المعنون:
وهذا النظام الذي يمكن من خلاله تقسيم المكان وتصنيفه إلى غرف وأماكن وقاعات صغيرة متفرقة، وبالتالي تستطيع الكواشف عند التعرض لأي مثير يدل على الحريق أن ترسل إلى الشاشة الرقمية بيانًا تفصيليًا بمكان اللهب أو الحرارة والدخان ، وتعتبر تلك الطريقة جيدة جدًا ومميزة في معرفة مكان الحريق بدلًا من البحث عنه؛ لا سيَّما إذا كان جهاز الإنذار قد تم تركيبه في مكان واسع وبه عشرات العدد والأدوات والماكينات ومئات العمال ويكون من الصعب رصده وتفحصه بالكامل في نظرة واحدة، على عكس الأنظمة الأخرى التي رغم تنبيهها بوجود حريق إلا أن عدم تحديدها للمكان بالضبط؛ قد يتسبب في تأخر الدعو وبالتالي حدوث الكارثة.
النظام المستقل
وهو نظام صغير وغير مكلف ولا يرتبط بأنظمة معقدة ولا موصلات وأجهزة ضخمة، ولكنه فقط يرصد أية أخطار تتعلق بالحرائق في منطقة صغيرة جدًا مثل المنزل على سبيل المثال، وفي الغالب يحتوي على ثلاثة حساسات، إحداها للغاز، والآخر للدخان، والثالث للحرارة، ويتميز بأنه زهيد الثمن وسهل التركيب والصيانة.
التأثير على نظام الإنذار
يوجد عاملَيْن أساسيَّيْن من شأنهما التأثير على نظام الإنذار في أجهزة إنذار الحريق وهذه العوامل يتحدد على إثرها ما إذا كانت تلك الأجهزة ستعمل بكل طاقتها وتحقق الغرض المطلوب منها أم لا، وهذه العوامل هي:
ارتفاع السقف
وهو العامل الأكثر أهمية في هذا الشأن؛ حيث يتحدد على أساس ارتفاع سقف المبنى ما إذا كانت أجهزة إنذار الحريق سوف تستشعر وجود مؤثرات ودلالات للحريق من عدمه؛ فكلما ارتفع سقف المبني ترتب عليه عدم المقدرة على رصد المؤثرات وقيام الكواشف بدورها الأساسي في التعرف على الغاز أو الدخان أو ألسنة اللهب، وفي الغالب يتم تحديد ارتفاع العشرة أمتار على أقصى تقدير لكي تتمكن الحساسات في تلك الأجهزة من التعرف على المثيرات بوضوح.
أجهزة المكيف
تعتمد أجهزة إنذار الحريق بشكل رئيسي على رصد الحرارة أو الغازات أو الدخان أو حتى ألسنة اللهب، ولكن في حال وجود أية أجهزة أخرى تحول دون رصد هذه المثيرات، فإن عمل أجهزة الإنذار لا يكون مجديًا، ومن ضمن تلك الأجهزة التي تؤثر على عمل أجهزة الإنذار هي المكيفات، وخاصةً المكيفات التي تعمل على سحب الهواء والحرارة وطردهما للخارج ومن ثم استبدالهما بآخر جديد، وبالتالي لا تمر تلك الحرارة ولا الدخان على أجهزة كشف الحريق؛ وللتغلب على تلك الأزمة أكد الخبراء إمكانية معالجة هذا الأمر عبر تركيب كواشف الدخان والغازات على مخارج تيارات الهواء في أجهزة المكيف، وبالتالي تتمكن أجهزة إنذار الحريق من رصد وجود مشكلة والعمل على حلها في أسرع وقت ممكن.
الخواص الواجب توافرها في أجهزة الإنذار
عند شراء أجهزة إنذار الحريق والرغبة في ضمان التعرف على صلاحيتها، أو حتى عند تصنيع تلك الأجهزة، يكون من الضروري التأكد من تمتع الجهاز بعدد من الخصائص والخواص التي من شأنها ضمان تحقيق الغرض المطلوب منها، ومن هذه الخواص ما يلي:
- يجب أن يتمتع جهاز الإنذار بالقدرة على العمل خلال الجهد المستمر بنسبة من 8 وحتى 26 فولت، ولكي يتم ذلك بواسطة متخصصين؛ فإنه يمكن توصيل الكواشف ببعضها البعض وبمختلف أجزاء ومتعلقات الجهاز من خلال سلكين وبشكل متوالي.
- يجب التأكد من أن جهاز الإنذار يعمل بأفضل طاقة له عند درجات الحرارة التي تزيد أو تقل عن 80 درجة مئوية، وبالنسبة للطقس الخارجي المحيط أيضًا، نجد أن جهاز الإنذار الأفضل هو ما يمكنه تحمل نسبة الرطوبة التي تصل حتى 95 بالمائة.
- يجب التأكد من توافر خاصية كشف الغازات التي ينتجها الحريق والتي تكون في الغالب غير مرئية بالعين المجردة مثل الدخان، وهذا من شأنه حماية المنزل من كوارث عديدة.
- عند شراء أجهزة إنذار الحريق يجب التأكد من كونها أصلية وتتمتع بشعارات وعلامات الماركات المضمونة، ولعل أشهر تلك الماركات هي ugly التي يتم تصنيعها بالولايات المتحدة، وأيضًا ماركة foci بريطانية المنشأ.
- عند توصيل الجهاز بالكهرباء يجب أن يكون تيار المراقبة -وهو تيار مستمر خامل- في حدود قرابة الأربعين ميكرو أمبير ويتوازى ذلك مع جهد يساوي 24 فولت، وفي الوقت ذاته من خوص جهاز الإنذار الجيد، أن الكشاف الخاص به يعمل على تيار لا تزيد قدرته فوق 50 ميللي أمبير.
- بالنسبة للكواشف ومعايير جودتها، فإنه يجب التأكد من كونها أكثر قدرة على مقاومة الأتربة والرطوبة وكذلك مقاومة دخول الحشرات والصدأ إليها، على أن يتطابق ذلك مع المواصفات المحددة في هذا الشأن من قِبَل الهيئة الدولية.
- يجب التأكد من صلاحية تغيير بعض أجزاء الجهاز الفاسدة، وهذه الخاصية هي اقتصادية بالدرجة الأولى ومهمة لعدم الاضطرار إلى تغيير الجهاز بالكامل.
- بالنسبة للإشعاع داخل الجهاز، يفضل ألا تزيد قوته داخل الكشاف عن نسبة عشرة ميكرو كوري.
- من الأمور الهامة جدًا، أن يكون النظام قادرًا كذا على إصدار تحذيرات وتنبيهات مسموعة وضوئية عند محاولة فك الكواشف من قاعدتها؛ لأن ذلك قد يكون بداية عمل إجرامي لإشعال حريق بالمكان والرغبة في أن تمر الجريمة كمرور الكرام دون السيطرة عليها أو كشف المتسبب فيها.
أسعار أجهزة إنذار الحريق
تختلف أسعار أجهزة إنذار الحريق من حيث ماركة الجهاز وبلد المنشأ، وكذلك من حيث حجمه وقدراته المتعلقة بالرصد ومدى سرينة الصوت وسرعة تجاوبها مع المؤثرات، وكذلك مدى جودة الكواشف والحساسات في رصد الأضرار سواء الدخان والأبخرة أو الغازات وألسنة اللهب، وبالإضافة لذلك حفظ الجهاز ذاته من التعرض للضرر نتيجة الصدأ والمياه والحشرات والرطوبة، ومدى قدرته على العمل في مختلف درجات الحرارة، ولكن في الغالب نجد أن أجهزة إنذار الحريق التي تعمل وفق النظم التقليدية هي الأكثر زهدًا من حيث التكاليف، ويليها في ذلك أجهزة الإنذار الأخرى التي تعمل بالنظام المعنون وتعطي بيانات واضحة بالتفصيل عن موقع الحريق أو المصدر المتسبب في الإنذار.
ومن المعايير التي تحدد سعر الجهاز أيضًا هي لوحات الإنذار، والتي تختلف من حيث جودة تصنيعها والخواص والكواشف المرتبطة بها، وأيضًا مدى قدرتها على القيام بمهامها بالكامل بشكل تلقائي أم تستدعي تدخل البشر، ونفس الأمر أيضًا ينطبق عليها من حيث الثمن فيما يتعلق بكونها لوحات إنذار تعمل بنظام تقليدي أم نظام معنون، أو حتى نظام مستقل صغير وزهيد الثمن.
تعتبر الأسلاك والموصلات الكهربائية من الأمور التي يتحدد على أساسها مدى التكاليف المحددة لبيع الجهاز؛ حيث أن تلك الموصلات قد تكون ضد الحريق وقادرة على العمل والتحذير وتشغيل سرينة الصافرات ونقل الإشارات والرصد والتحسس في ظل ارتفاع درجات الحرارة أو البرودة أو انتشار البرودة الشديدة، وقد لا تتمكن من العمل وتتوقف عند مستويات محددة، وعلى هذا الأساس تتحدد تكلفة الجهاز، وتوجد بعض الشركات التي توفر تلك الموصلات لتمر داخل مواسير من الصلب الذي لا يتأثر بأي حل من الأحوال بتلك الظروف، وفي هذا الحال بالطبع تختلف أسعار المواسير من حيث الخامة المصنعة والطول والقطر وقدرتها على تحمل الضغط، وغيرها من معايير، وكل هذا في النهاية تتم إضافته على سعر المنتج النهائي.
هل تحقق أجهزة إنذار الحريق الأمان التام؟
لا شك أن أجهزة إنذار الحريق من الأهمية بمكان ما يجعلها حامية الحمى والأمن والأمان داخل العديد من البنايات والمصانع والشركات، ولكنها على كل حال مجرد جهاز لإنذار الآخرين بضرورة التحرك سريعًا إما للهرب من المكان أو لإطفاء الحريق أو حسب وضعهم وخبراتهم الحالية، ولكن من الأمور التقنية التي يتم استعمالها مؤخرًا منذ عدة سنوات، هو ربط الأجهزة بشكل كامل مع أجهزة طرد مياه أو بودرة إطفاء موزعة بشكل أفقي على طول سقف المبنى، وبإمكانه تغطية مختلف أنحاء البناية، وبالتالي السيطرة على الحريق في بداياته مع بداية إصدار صوت السرينة أو أضوائها، وبالطبع يمكن ربط نظام الإطفاء هذا سواء مياه أو غازات وبودرة مخصصة للإطفاء مع نظام الكواشف المعنون، وبالتالي لا يتم إهدار الكثير من المياه أو الغازات إلى على المنطقة المحددة فقط.
تبقى أجهزة إنذار الحريق من الأهمية بمكان الذي جعلها سببًا في حفظ آلاف الأرواح ومئات ملايين الدولارات حول العالم في شركات ومؤسسات ومصالح ومنازل تعرضت لحوادث حريق مختلفة الأسباب والنتائج، ولكن يتشابه في كل تلك الحالات وجود جهاز رخيص بإمكانه رصد الحرارة والغازات والأدخنة وألسنة اللهب بكل بساطة والإسراع في تنبيه المحيطين والاتصال التلقائي بمن يهمه الأمر، أو حتى إصدار إشارة لرش المياه واستعمال أجهزة إطفاء الحريق في كامل المبنى أو حتى في الموقع الذي يحدده الجهاز فقط بكل سهولة، وعند شراء تلك الأجهزة يجب التأكد من كونها تحوي خصائص معينة تؤهلها لأن تقوم بهذا الدور على الوجه الأكمل، وكذا نظام عمل الجهاز ذاته يجب أن يكون مناسبًا مع طبيعة المكان الذي تم تركيبه فيه، وبالطبع عوامل الأمان المختلفة وجودة الجهاز وحمايته من التلف وإمكانية صيانة أي جزء يتعرض للفساد.
أضف تعليق