يعاني مرضى الأورام بمختلف أنواع السرطانات من آلام حادة في أجسامهم نتيجة لهذه الأورام، وكذا العلاج حتى يثير الكثير من الآلام بداخلهم، لا سيَّما آلام العلاج الكيماوي الذي لا يتحمله الكثيرون ويفقدون على إثره شعرهم وإطلالتهم البهية الجميلة، وفيما يلي نستعرض معلومات تفصيلية حول العلاج الكيماوي ومدى صحة كونه مؤلمًا من عدمه، وفي السياق ذاته نستعرض هذه الآلام وفق دراسات وإحصائيات عديدة أجريت مع مرضى السرطان، مع توضيح لرأي الطب وآخر ما توصل إليه من طرق ومبادرات وعلاجات لتخفيف حد آلام العلاج الكيماوي حتى يتحمله المرضى خاصةً الأطفال وما أكثرهم حول العالم للأسف، وأخيرًا توضيح مفصل لما بعد العلاج الكيماوي، وهل أن الجسم الإنساني يستقيم بعدها ويبدو صحيًا ويعتزل المرض إلى الأبد أم هنالك إمكانية لعودة الورم أم ماذا، كل هذا وأكثر فيما يلي مع عرض معلومات عامة طبية ومعرفية مفيدة حول هذا الأمر.
استكشف هذه المقالة
ما هو العلاج الكيماوي؟
يطلق مصطلح العلاج الكيماوي بشكل عام على أي نوع من الأدوية التي تباع بالصيدليات، ولكن أشيع في العقدين الأخيرين استعمال المصطلح للدلالة على العلاج الذي يتناوله مرضى السرطان والأورام المختلفة، وقد تم تصنيعه خصيصًا ليقتل الخلايا السرطانية التي تنقسم وتنتشر حتى يتوقف نموها ويتوقف الورم الخبيث هذا، ورغم أنه من أشهر العلاجات الفعالة في علاج السرطان، إلا أنه ليس الوحيد فحسب الذي يتناوله مرضى الأورام، ولكنه يوصف فقط في حالات بعينها وعند مستويات ما تختلف من حالة لأخرى، ويعاني كثير من المرضى من آلام العلاج الكيماوي إلا أنه أثبت فعاليته في إيقاف نمو الخلايا السرطانية، ويبقى التشخيص الطبي بالنهاية هو المسؤول الأول والأخير عن فكرة إمداد المريض بالعلاج الكيماوي من عدمه.
وقد يكون العلاج الكيماوي على هيئة حقن أو أقراص، وهناك حوالي عشرين نوعًا من العلاج الكيماوي تتشابه مهماتها والغاية المصنعة لأجلها، بينما تختلف من حيث التأثير ونوع الورم وما إلى ذلك من أمور طبية بحتة، ورغم آلام العلاج الكيماوي إلا أنه يتميز بكونه سهل الوصول إلى مختلف أنحاء الجسم عبر الدم؛ الأمر الذي يتيح للجسم البشري التخلص من الخلايا السرطانية المنتشرة في أي عضو كان، وفي العادة لا يقتصر علاج مرضى السرطان على العلاج الكيماوي فقط، ولكنه يدخل كثيرًا ضمن مجموعة عقاقير أخرى تساهم جميعها كنظام علاجي فعال في قتل الخلايا السرطانية، ويلجأ الأطباء للعلاج الكيماوي بعد التأكد من ملائمته لنوع الورم والمرحلة التي وصل إليها، ويكون الهدف الأخير بعد وقف نمو الخلايا السرطانية هو منع انتشارها أو انتقالها من عضو لآخر، وبالتالي التخفيف قدر المستطاع من آلام السرطان وأعراضه المختلفة.
وسائل تناول العلاج الكيماوي؟
مع تقدم الطب والعلوم والتقنيات الصحية في مجال علاج الأورام السرطانية، أصبح من المتاح الآن العديد من أنواع العلاج الكيماوي ووسائله التي تختلف باختلاف حالة المريض ومرحلة المرض والجرعة المطلوب إعطائها للمريض، وهذه الوسائل كما يلي:
- الأقراص العلاجية: قد يأتي العلاج الكيماوي على هيئة أقراص دوائية يتناولها المريض من خلال الفم، وهي الأقل من حيث آلام العلاج الكيماوي هي والدهانات الموضعية.
- الحقن الوريدية: وهي من أكثر الوسائل استعمالًا، وغالبًا ما يتم حقنها بالدم مباشرةً وتعتبر أسرع الأدوية العلاجية فعاليةً سواء فيما يخص العلاج الكيماوي للسرطان أو غيره من أمراض، وغالبًا ما يتم تركيب كانيولا للمريض ليتلقى فيها الدواء كل مرة ولا تتم إزالتها إلا بعد انتهاء الفترة العلاجية.
- الحقن داخل العضل: ففي بعض الأحيان يتطلب العلاج حقن الدواء داخل العضلة مباشرة بحيث يتوجه الدواء بشكل مباشر إلى الخلايا السرطانية الموجودة بالأنسجة العضلية.
- الحقن تحت الجلد: ومن أنواع الحقن للعلاج الكيماوي أيضًا نجد الحقن تحت الجلد والذي أثبت فعالية كبيرة أيضًا في علاج الأورام، ولكنه يحتاج إلى ممرض متخصص على تقديم مثل هذا النوع من الحقن.
- الحقن في الغشاء البريتوني: وفي أحيان نادرة تتطلب الحالة الصحية للمريض بناء على التشخيصات والفحوصات الطبية حقن المريض بالعلاج الكيماوي مباشرةً في الغشاء البريتوني الذي يبطن جدار البطن، وتتم تلك العملية من خلال تركيب ما يشبه المضخات تحت جلد المريض، وتسمح بتوصيل الدواء بشكل أو بآخر على فترات مختلفة حتى يتلقى المريض كافة الجرعات المحددة له، وهذه الميزة تسمح للمريض بالتحكم فيها.
- الدهانات الموضعية: وأخيرًا من ضمن وسائل العلاج الكيماوي نجد المراهم والدهانات الموضعية، وتعتبر هي الأقل من حيث آلام العلاج الكيماوي كما أنها أيضًا هي الأقل استعمالًا لمرضى السرطان.
الآثار الجانبية للعلاج الكيماوي؟
أثبتت الدراسات الطبية والفحوصات الصحية التي أجريت في هذا المجال، وجود العديد من الآثار الجانبية الناتجة عن العلاج الكيماوي، فضلًا عن آلام العلاج الكيماوي ذاته في بعض الأحيان، ومن هذه الآثار الجانبية ما يلي:
- يتأثر الجهاز المناعي بجسم الإنسان كثيرًا جراء العلاج الكيماوي، وتنخفض قدرته على مواجهة البكتيريا والميكروبات والفيروسات المختلفة التي تصيب الجسم؛ الأمر الذي قد يعرض الإنسان لعدوى تقضي عليه، ولذا نجد أن الأطباء دومًا ما يحرصون على نصيحة مرضى الأورام لا سيَّما الصغار -ضعيفي المناعة بالأساس- بغسيل الأيدي دومًا بالماء والصابون وتعقيمها والبعد عن مناطق العدوى والتعامل مع المرضى والمصابين، والبعد تمامًا عن تناول أية أمصال وأدوية واقية قد تتسبب في مصرعهم كما أثبتت الإحصائيات أن معظم إصابات أمراض الدم تأتي لمرضى الأورام نتيجة ضعف الجهاز المناعي.
- يعد التعب والإرهاق كذا من أبرز آثار العلاج الكيماوي، حيث تضعف طاقة المريض ويبدو في حالة شحوب وعدم قدرة على ممارسة نشاطاته اليومية، ويكون في حاجة ماسة للراحة والاسترخاء.
- إلى جانب آلام العلاج الكيماوي وأوجاعه، نجد أنه أيضًا يتسبب في الإصابة بفقر دم شديد أو متوسط، وفي هذه الحالة تتطلب حالة المريض حقنه بكمية من الهرمونات الخاصة بزيادة إنتاج الدم، بالإضافة لاتباع نظام غذائي صحي يضمن بالمقام الأول الاستزادة من مكملات الحديد، ولا شك نقل الدم يلعب دورًا كبيرًا في هذا الصدد.
- يصبح مريض السرطان بعد خضوعه لجلسات العلاج بالكيماوي أكثر قابلية للنزيف بسهولة، وتقول الدراسات الطبية بأن الأدوية المستعملة لقتل الخلايا السرطانية أو حتى خلايا الدم ينتج عنها الكثير من النزيف والكدمات، ولعلاج مثل هذه الحالات فإنه من الأفضل تزويد الجسم بكمية ملائمة -يحددها الطبيب مسبقًا- من الصفائح الدموية، على أن يتم تأجيل العلاج الكيماوي لبعض الوقت حتى يتأكد الطبيب من زيادة الصفائح الدموية لدى المريض بالقدر الملائم.
- في بعض الأحيان يحدث وأن يصاب المريض بعدوى معدية معوية تثير القيء والغثيان ومشاكل عديدة في الجهاز الهضمي، ويعتبر القيء والدوخة بشكل عام هما من أبرز أعراض العلاج الكيماوي إلى جانب آلام العلاج الكيماوي التي يمكن تخفيفها بتحفيز زيادة كريات الدم الحمراء.
- تكثر إصابة مريض الأورام الذي يتلقى العلاج الكيماوي بالإسهال أو الإمساك، ويأتي ذلك نتيجة سوء التغذية لا سيَّما تناول السوائل بشكل غير منتظم؛ الأمر الذي يتسبب في حالات جفاف وتقيؤات وغيرها، وكلها أمور تتسبب بمرور الوقت في مشاكل معدية معوية.
- إن من ضمن تبعات تناول العلاج الكيماوي أن يقل وزن المريض ويضعف تدريجيًا ويبدو أكثر شحوبًا وأخف وزنًا وأقل حجمًا، وفي بعض الأحيان يحدث العكس ويزداد وزن المريض بشكل ملحوظ نتيجة للمحاولات الحثيثة من مريض السرطان للتغلب على مشاكل الضعف ونقصان الوزن هذا ولجوءه لتناول الطعام بشراهة، كما أن بعض الأدوية التي يتناولها أيضًا لا سيَّما الأدوية الأدوية الستيرويدية تسبب زيادة كبيرة في الوزن، ولكن هنالك العديد من الأدوية التي تمنع القيء وتقلل الغثيان وتحقق فعالية كبيرة حال تناول مشروبات أخرى معها مثل الشاي والزنجبيل.
- يعتبر سقوط الشعر من أبرز أعراض العلاج الكيماوي خاصةً وأنه يسبب الكثير من الضجر لدى المصابين لا سيَّما إذا كانت المصابة أنثى تريد التباهي كالعادة بجمالها ودلالها وكما يقولون دومًا بأن شعر المرأة هو تاجها، ويؤثر العلاج الكيماوي كثيرًا على بصيلات الشعر فيؤدي لسقوطه، إلا أنه سرعان ما ينمو مجددًا بعد انتهاء العلاج ويبدو كما كان قبل العلاج تمامًا، وفي أحيان أخرى قد لا يسقط الشعر من الأساس ولكنه يتعرض للتجاعيد.
- يتسبب العلاج الكيماوي بشكل أو بآخر في الإضرار بعضلة القلب وتصبح غير منتظمة النبضات وغير قادرة على ضخ الدم على الوجه الأكمل كما كانت قبل التعرض للكيماوي.
- في إطار تأثيرات علاج مرضى السرطان على الجسم، نجد أن آلام العلاج الكيماوي في البطن قد تتضاعف نتيجة الفشل الكبدي الذي يتطور تدريجيًا حتى يتطلب الأمر زراعة الكبد في الحالات المتطورة للغاية.
- يعتبر الفشل الكلوي من تبعات ومضاعفات العلاج الكيماوي، ويحتاج الأمر لشهور وأحيانًا سنوات حتى يصاب المريض بفشل تام، كما أن بوادر الفشل قد تظهر بعد انتهاء العلاج بفترة طويلة.
- يشكو مرضى الأورام كثيرًا من مشكلة الدوار التي تصيبهم كثيرًا بعد تناول العلاج الكيماوي، ويكون ذلك ناتجًا عن خلل حادث في الأذن الداخلية.
هل هناك مصطلح آلام العلاج الكيماوي؟
في الغالب لا يكون العلاج الكيماوي مؤلمًا كما يشاع عند تناوله اللهم إلا وخزات الإبر في حالة اتباع الحقن كوسيلة للعلاج الكيماوي، بينما هنالك بعض أنواع من العلاج الكيماوي -وهي قليلة للغاية- تتسبب في الشعور بآلام حادة مثل ما يشبه الحرق وأحيانًا الإحساس بالحكة والرغبة الشديدة في تبريد المنطقة، وفي الغالب يتم توعية المريض بأنه سيشعر ببعض الآلام قبل تناول الدواء ليكون مستعدًا نفسيًا لذلك خاصةً إذا كان طفلًا، كما أنه من الطبيعي أن يطلب فريق التمريض من المريض إخبارهم بأي شعور غريب يحسه بعد تناول الدواء، سواء كان هذا الشعور يتمثل في آلام العلاج الكيماوي أو أعراض أخرى للسرطان يحس بها مؤخرًا أو ما إلى ذلك من أمور.
جدير بالذكر أنه ليس من السهل التعرف على مدى معاناة المريض وشعوره بأوجاع العلاج الكيماوي، خاصةً وأن معظم المرضى يحجمون عن وصف ذلك لأسباب عديدة، منها خوفهم نفسيًا من احتمالية تطور المرض وبالتالي الإبقاء على شعورهم بداخلهم، كما أن البعض لا يعبر عن آلام العلاج الكيماوي من باب خشية السخرية من نظرات الآخرين وكم أنه ضعيف لم يتحمل إبرة، وبشكل عام تختلف الآلام والأوجاع تلك وفق نوع العلاج والجرعة وغيرها من قدرات فردية من حيث الصبر والتحمل بين حالة مرضية وأخرى والوضع الصحي لكل منهم، لكن الأمر الأهم هو أن معظم المرضى يعانون من إجهاد وإرهاق بعد تناول الجرعات العلاجية ويشعرون بالتعب والرغبة في الراحة وعدم القدرة على ممارسة النشاط اليومي الطبيعي، إلا أن هذا يختلف تمامًا عن الشعور بآلام وأوجاع.
ما هي آلام العلاج الكيماوي ؟
تتنوع آلام العلاج الكيماوي وتختلف من شخص لآخر وفقًا لنوع الحالة ومدى تمكن السرطان منها، وكذا نوع العلاج الكيماوي وكمية الجرعة وعمر المريض مدى قدرته على التحمل وغير ذلك من أمور، إلا أن الآلام وبشكل عام قد تكون على هيئة إحساس بالحرق في الأوردة داخل الجسم، وهي حالات نادرة حسب نوع العلاج الكيماوي المستعمل، وحينها يجب على المريض إخبار الطبيب مباشرةً، كما أنه في بعض الأحيان تتضاعف آلام العلاج الكيماوي وتظهر أعراضه على هيئة الاحمرار في منطقة الوخز والحقن أو حول الكانيولا، وهنا يجب وبشكل عاجل طلب النجدة من وحدة العلاج الكيماوي، ومن ضمن أعراض وتبعات تناول جرعات العلاج الكيماوي كذلك، نجد الكثيرين يشكون من الشعور بالإرهاق طوال اليوم أو لبضع ساعات بعد تناول الحقنة، ويسيطر الشعور بالإجهاد هذا على جسم المريض ولا يتمكن من ممارسة نشاطاته اليومية بسهولة ويسر ويكون في حاجة ماسة للراحة التامة، ولهذا الأساس يجب أن يتواجد مرافق مع كل حالة عند تناول جرعات كيماوية للاطمئنان على المريض ومساعدته خاصةً وأن معظم المرضى يأتون من مسافات بعيدة ويكونون في حاجة لمن يعينهم على مشقة السفر والتنقل.
تخفيف آلام العلاج الكيماوي
لطالما كانت آلام العلاج الكيماوي محل دراسة العديد من المؤسسات والجمعيات الطبية والعلمية حول العالم في محاولات جادة لتخفيف الألم لا سيَّما عن الأطفال وصغار السن الذين يصعب عليهم تحمل تبعاته من آلام ودوخة وغثيان وصداع وتنميل بالعضلات، وقد توصل البعض لإمكانية استعمال نوع جديد من العلاج الكيماوي الذي يحوي مكونات ومواد بإمكانها تحفيز كريات الدم الحمراء لتزداد بشكل كبير يسمح لها بأن يتدفق غاز الأكسجين خلالها بكميات كبيرة؛ الأمر الذي يعطي للمريض شعورًا بالطاقة والحيوية والنشاط وتحمل الألم والإرهاق والجهد الناتج عن تلقي جرعات العلاج الكيماوي.
إلى جانب إمكانية استعمال آلية تحفيز إنتاج وزيادة عدد كريات الدم الحمراء كعلاج من آلام العلاج الكيماوي وتخفيف لها، فإن العديد من الدراسات أكدت إمكانية استعمال تلك الأدوية المستخدمة في علاج وتخفيف اضطرابات الرحلات الجوية الطويلة التي تبدو على هيئة صداه وتهيجات وتشنجات وأحيانًا دوخة وغثيان نتيجة فرق التوقيت بين الشرق والغرب، وبالتالي تغير الساعة البيولوجية للإنسان بشكل سريع ومفاجئ، وأكدت الدراسات أن هذه الأدوية تفيد كثيرًا في هذا الأمر لا سيَّما استعمال عقار الميلاتونين، وقد أجريت تجارب عديدة على الحيوان وكذا على البشر فأظهر نتائج مميزة بالفعل، كما أتاح راحة وتخفيف لمشاكل الأعصاب الناتجة عن العلاج الكيماوي، ويتوافر هرمون الميلاتونين في الجسم بطبيعته عبر ما تفرزه الغدة النخامية، ويتميز بقدرته على تنظيم حياة الإنسان من حيث أوقات النوم والاستيقاظ وتناول الطعام وغيرها.
ما بعد آلام العلاج الكيماوي
يتساءل الكثيرون عن العلاج الكيماوي وما يتم بعده من مراحل بعد تحمل كل هذا الشقاء من آلام العلاج الكيماوي وإجهاده وإرهاقه، وفي حقيقة الأمر نجد أن العلاج الكيماوي يسبب الكثير من الأعراض الجانبية التي تؤثر بشكل أو بآخر على المريض وفق قوة تحمله وحالته الصحية ومستوى تشخيصه وتقبله للعلاج، وعندما تجتمع أعراض وآثار وتبعات العلاج الكيماوي مع أعراض السرطان مع أعراض ومضاعفات غيره من أدوية، فإن المريض يمر بحالة نفسية سيئة للغاية كلها آلام وإحباطات من طول فترة العلاج، ومدى إمكانية الخلاص من هذا الألم، وهناك الكثير من المرضى من يفكر في إيذاء نفسه بسبب هذا الأمر، والبعض يمكنه مكافحة المرض والصبر والتحمل والمواجهة حتى النهاية.
جدير بالذكر أن للعلاج الكيماوي آثار عديدة وتبعات قد تظهر مؤخرًا بعد مرور شهور طويلة أو حتى سنوات من انتهاء العلاج ذاته، ويتمثل أبرزها في إصابة خلايا النسيج الرئوي وتدميرها بشكل واضح، كما أن القلب وعضلة القلب تتأثر كثيرًا وتضعف وتضطرب، ويعتبر العقم أحد أبرز توابع هذا العلاج الكيماوي، إلى جانب مشاكل في الكلى قد تسبب الوفاة في حال كانت شديدة ومضاعفة خاصةً وأن الأدوية الكيماوية قد تترك آثار وسموم في الكلى ولا يمكن التخلص منها بمرور الوقت، علاوةً على الكثير من المشكلات النفسية والاضطرابات العصبية، وكلها أمور يمكن لأهل المريض الاستفسار عنها للاطمئنان على ذويهم ومتابعة حالته أولًا بأول خاصةً وأن مريض السرطان يكون في أمَسِّ الحاجة للرعاية والاهتمام بعد ما يتعرض له من آلام العلاج الكيماوي وتبعاته من سقوط الشعر وشحوب الوجه وضعف الجسد وغيرها من أعراض ما بعد العلاج الكيماوي.
العلاج الكيميائي لغير مرضى السرطان
لا تتوقف آلام العلاج الكيماوي على مرضى السرطان فحسب، فإنه في أحيان أخرى يتم وصف العلاج الكيماوي كدواء فعال وضروري لحالات أخرى مصابة بأمراض مثل أمراض النخاع العظمي، والذي يستخدم فيه العلاج الكيماوي قبل بدء زراعة النخاع العظمي لأولئك المصابين في النخاع وفي خلايا الدم ويحتاجون لزراعة الخلايا الجذعية، ويعتبر العلاج الكيماوي هنا بمثابة علاج تمهيدي للإعداد للعملية، كما أن اضطرابات الجهاز المناعي تعد ضمن الأمراض التي تستدعي في بعض الأحيان العلاج بالأدوية الكيماوية لكي تساعد الجهاز المناعي وتتحكم فيه خاصةً إذا كان ذو نشاط مفرط، وجدير بالذكر أنه أيًا كان نوع المرض المذكور فإن آلام العلاج الكيماوي وأعراضه وتبعاته ومشكلاته واحدة على الأغلب تختلف فقط باختلاف الجرعات ومستوى المرض، وكذا نوع المرض سواء سرطان أو اضطرابات مناعية أو حتى مشاكل النخاع العظمي وخلايا الدم، وفي معظم الأحيان تقل الأعراض تدريجيًا وتختفي تمامًا بعد انتهاء العلاج، بينما تظهر أعراض وتبعات أخرى بعد شهور وسنوات من علاج المرض.
يبقى مرض السرطان والأورام بشكل عام من أخطر الأمراض والأعراض التي يتعرض لها الإنسان خاصةً وأن العلاج الشافي والوقائي لها لم يتوفر حتى الآن، ولا يملك الطب حاليًا رغم كم التطور والتقنيات الحاصلة إلا الاستعانة بعلاجات تقتل الخلايا السرطانية وتحول دون انتشارها في أعضاء أخرى، ناهيك عن آلام العلاج الكيماوي والإحساس بالحرق في الأوردة ومناطق حقن الدواء، ورغم أنه إحساس نادر لكنه مؤلم كثيرًا لا سيَّما حال تراكم هذه الآلام مع آلام المرض والأورام ذاتها ومع تبعات وأعراض كل من المرض والعلاج، وبشكل عام يؤثر العلاج الكيماوي على الجسم الإنساني ويصيبه كثيرًا بالشحوب وسقوط الشعر ومشاكل بالكلى والقلب والرئتين وغيرها من أعراض تظهر بعد مرور شهور طويلة وسنوات من انتهاء العلاج، لكن هناك بعض الدراسات الطبية توصلت إلى بعض الحيل الطبية التي بإمكانها تخفيف حدة آلام العلاج الكيماوي عبر تحفيز كريات الدم الحمراء للحصول على أكسجين وطاقة وحيوية أكبر لخلايا الجسم.
ملحوظة: هذا المقال يحتوي على نصائح طبية، برغم من أن هذه النصائح كتبت بواسطة أخصائيين وهي آمنة ولا ضرر من استخدامها بالنسبة لمعظم الأشخاص العاديين، إلا أنها لا تعتبر بديلاً عن نصائح طبيبك الشخصي. استخدمها على مسئوليتك الخاصة.
أضف تعليق