تعتبر الثروة الزراعية -إذا نجت من الأمراض النباتية ومخاطر آفات المحاصيل الحقلية أو البستانية- من أهم الثروات التي يقوم عليها عماد اقتصاد كثير من الدول، ولا شك أن الدول الصناعية أيضًا تحتاج إلى الثروة الزراعية التي تقوم عليها كثير من الصناعات، وترتبط بها الثروة الحيوانية بل حياة الإنسان من الطعام والشراب والملبس وغيره، لذا يجب أن يبحث الإنسان عن المحاصيل والفواكه الجيدة الخالية من الآفات والأمراض، وتحتاج مكافحة تلك الأمراض والآفات إلى جهد وفير ودؤوب؛ يسهم في تخليص البشر من خطورة الأمراض النباتية والآفات الحقلية مع المحافظة على القيم الغذائية المفيدة في المحاصيل والفواكه، وضمان خلوها من السموم والمواد الكيماوية، وسوف يستعرض هذا المقال: ما الآفات الحقلية؟ وما أنواعها؟ ما مدى خطورة الآفات الحقلية على الثروة الزراعية؟ ما أخطر آفات المحاصيل الحقلية؟ وكيف نتخلص منها؟ ما أخطر آفات المحاصيل البستانية؟ وكيف نتخلص منها؟ ما الوسائل والبدائل الآمنة للتخلص من آفات المحاصيل؟
استكشف هذه المقالة
ما الآفات الحقلية؟ وما أنواعها؟
الآفات الحقلية هي كائنات حية تصيب مزروعات الحقل وتتغذى عليها وتؤثر في إنتاجها وخصائصها، مما يتسبب في خسائر هائلة سواء في نوعية المحاصيل أو كميتها، وتختلف آفات المحاصيل من حيث طريقة تغذيها ونموها وتكاثرها وغير ذلك، وفيما يلي أهم الآفات التي تؤثر على المحاصيل الزراعية بصفة عامة:
الحشرات
هناك أكثر من 10000 نوع من الحشرات الضارة التي تسبب التلف لعدد من المحاصيل والنباتات الزراعية وبالتالي تؤثر على وجود الإنسان والحيوان، ومن أهمها: دودة ورق القطن، الذبابة البيضاء، حشرة المَن، سوسة القصب، ذبابة الفاكهة، سوس المحاصيل كالقمح والذرة والأرز وغيرها، سوس النخيل، دودة ورق الأرز، دودة الخضروات كالملفوف والخس والجرجير والقرنبيط وغيره، حفار الخشب، الجراد، النمل، ومن الحشرات الدقيقة العنكبوت الأحمر الذي يعد من فصيلة الأكاروسات، وهي تتغذى على عصارة النباتات والفواكه؛ مما يؤدي لتشوه الثمار وانخفاض الإنتاج، وتختص بعض تلك الأنواع بإصابة محاصيل محددة، أو أجزاء معينة من النباتات، كما تختلف إصابة الآفة للنبات باختلاف أطوارها سواء كانت يرقة أو حورية أو كاملة النمو.
الكائنات الدقيقة
الكائنات الدقيقة من أشهر آفات المحاصيل التي تنتشر بين النباتات والمحاصيل الحقلية العديد من الأمراض التي تسببها كثير من الكائنات الدقيقة كالفطريات والفيروسات والبكتريا، وهي تتسبب في كثير من الخسائر في الثروة الزراعية العالمية، بل تتسبب في تدمير بعض الزراعات والمحاصيل في دول مختلفة كما حدث في إيرلندا عام 1845م، ومنها أيضًا النيماتودا التي تهدد الخضر والفاكهة في كثير من الدول النامية، وهي ديدان صغيرة لا تُرى بالعين المجردة، تصيب جذور النباتات وتتغذى عليها؛ فتتعفن النباتات وتموت.
القوارض
وهي مجموعة من الحيوانات الصغيرة من الثدييات التي تتغذى على المحاصيل الحقلية، ولها تأثير سلبي على المحاصيل الحقلية والمزروعات وكذلك المحاصيل المخزنة، ومن أشهر تلك القوارض الفئران التي لا تقتصر خسائرها على الإضرار بالمحاصيل والمزروعات فحسب، بل تتعدى أضرارها إلى نقل كثير من الأمراض إلى البشر والحيوانات بما تحمله من جراثيم وفطريات ضارة بصحة الإنسان، وكثيرا ما كانت سببا في انتشار الأمراض المستوطنة.
الطيور
هناك العديد من الطيور الضارة بمحاصيل الحقل التي تتغذى على المحاصيل والحبوب، ومن أهمها: العصفور النيلي، والغربان، والطيور المهاجرة كالزرزور والبرشروش وغير ذلك.
الحشائش
من آفات المحاصيل التي تؤثر على مستوى الإنتاج الزراعي الحشائش الحقلية التي تنمو مع المحاصيل وتتغذى على جذورها؛ مما يتسبب في نقص المحصول، بل تتطفل بعض تلك الحشائش وتقضي على المزروعات الحقلية وتهلكها، ومن أخطرها الهالوك، الزمير، الحامول، أو الشبيط، السعد، وغيرها.
ما مدى خطورة الآفات الحقلية على الثروة الزراعية؟
الزراعة بطبيعتها هي عمل محفوف بالمخاطر، تلك المقولة تنطبق بشكل خاص على البلدان النامية بخلاف البلدان المتقدمة، حيث يقل الدعم الحكومي للمزارعين سواء كان ماديا أو توعويا، ومن أكثر المخاطر التي يتعرض لها المزارعون آفات المحاصيل التي تصيب المزروعات فتفسد الثمار أو النباتات قبل الإثمار، ويجهل كثير من المزارعين ثقافة إدارة الأزمات والمخاطر الناتجة عن إصابة مزرعته بالآفات أو غيرها، وفيما يلي أهم المخاطر التي تسببها الآفات الحقلية:
قلة الإنتاج
تقدر الخسائر السنوية التي تسببها الآفات الحقلية للثروة الزراعية في العالم بحوالي 35: 45% من الإنتاج العالمي، وتلك نسبة رهيبة جدا جعلت الإنسان يفكر جديا في البحث عن سبل لمقاومة تلك الآفات من خلال المبيدات الحشرية رغم ما تسببه من أضرار لصحة الإنسان، ولكنها هي الوسيلة الفعالة للقضاء على الآفات الزراعية، ورغم التطور الهائل الذي يعيشه العالم حاليا إلا أن مخاطر آفات المحاصيل ما زالت تمثل قلقا للخبراء الزراعيين؛ وذلك نظرا لتطور وسائل النقل وزيادة الأنشطة التجارية بين الدول وكذلك اختلال التوازن البيئي الذي أدى لتحول بعض الآفات الثانوية إلى آفات اقتصادية تهدد المحاصيل، وكذلك إفساد الإنسان للبيئة والصيد الجائر لبعض الحيوانات الذي أدى لانتشار بعض الآفات بصورة ملفتة للنظر.
انتشار الأمراض والفقر
لا شك أن الخسائر الهائلة في المحاصيل الزراعية بسبب انتشار آفات المحاصيل لها أكبر الأثر على اقتصاد الدول، بل يمكن أن تسبب المجاعات في كثير من الأحيان، وذلك كما حدث في إيرلندا سنة 1845م، عندما قُضي على محصول البطاطا بأكمله في ذلك العام؛ مما تسبب في مجاعة ووفاة أكثر من مليون شخص وهجرة مليون فرد آخر إلى أمريكا وبعض الدول الأوربية، وتشير الأبحاث إلى أن الآفات الحقلية تنقل الأمراض إلى المحاصيل والفواكه، ثم تنتقل بدورها إلى البشر؛ وذلك يؤدي إلى تدهور الصحة العامة للأفراد، وإنفاق مبالغ طائلة في مكافحة الأمراض المختلفة، وقد قدرت حجم الخسائر التي تسببها الآفات المختلفة في العالم بحوالي 80 بليون دولار سنويا، إضافة إلى وفاة مئات الآلاف بل الملايين من الأفراد بسبب انتقال الأمراض أو الفقر والجوع خاصة في دول العالم الثالث، وذلك بسبب انتشار الطاعون والتيفوس والحمى الصفراء وغيرها من الأمراض المنقولة عبر تلك الآفات والحشرات الحقلية.
إفساد التوازن البيئي
لقد خلق الله الكون في توازن واعتدال، وكل ما في الكون من كائنات حية أو جمادات أو غير ذلك مخلوق لهدف ومهمة إذا تم التغيير فيها فسد النظام البيئي، وقد قال تعالى: “إنا كل شيء خلقناه بقدر” (القمر: 49)، ومن المعلوم أن انتشار آفات المحاصيل وتأثيرها على الثروة القومية لإحدى البلدان يعد إفسادا وإخلالا بالتوازن البيئي، وهو ناتج عن تزايد عدد الآفات الضارة بصورة أدت إلى التأثير السلبي على المحاصيل أو الإنتاج الزراعي من الخضر والفواكه وغيرها، فقد يكون الصيد الجائر لبعض الحيوانات أو الطيور من قِبَل الإنسان من الأسباب غير المباشرة التي أدت لانتشار الآفات الحقلية وظهور تأثيرها السلبي على المزروعات والثمار.
ما أخطر آفات المحاصيل الحقلية؟ وكيف نتخلص منها؟
تعتبر المحاصيل الحقلية أهم ثروة زراعية يجب أن تحرص عليه الحكومة في أي دولة متقدمة؛ وذلك لأن عليها قوام الحياة الصناعية والثروة الحيوانية والاكتفاء الذاتي من الحبوب والخبز والأرز وكثير من أنواع الأغذية التي يحتاجها الإنسان والحيوان، وفيما يلي أخطر الآفات التي تهدد المحاصيل الحقلية وكيفية القضاء عليها:
الحشائش المتطفلة
وهي من أكثر آفات المحاصيل خطرا؛ حيث تهدد بل تدمر إنتاجية العديد من المحاصيل كالفول والقمح والأرز وغيرها، وذلك من خلال تطفلها عليها وتغذيتها على جذورها أو تربتها، مما يحرمها من الحصول على التغذية المناسبة، وذلك مثل نبات الحامول الذي يؤثر على محصول البرسيم والثروة الحيوانية، وكذلك يؤثر على نبات العدس والموالح، وأيضا نبات الهالوك الذي يتطفل على الفول والترمس والطماطم، ونبات الزمير الذي يتطفل على القمح، ونبات العليق الذي لا يكتفي بالتطفل على جذور بعض النباتات بل يتطفل على سيقانها بما يحرمها من الضوء ويضعف بنيانها، وأفضل وسيلة للتخلص من الحشائش الحقلية التنقية اليدوية أو العزق اليدوي؛ وذلك لتخليص المحصول من تلك الحشائش دون الإضرار به كيميائيا، وإذا كانت المساحات كبيرة فإنه يتطلب الأمر استخدام بعض أنواع المبيدات التي تقضي على تلك النباتات التي تعد من آفات المحاصيل الخطرة، ويوصى باستخدام أنواع محددة من الرشاشات أو البخاخات التي يمكن التحكم في طريقة عملها وكذلك يجب استخدام أدوية غير محظورة دوليا أو ثبت تأثيرها الضار على صحة الإنسان.
حشرات المحاصيل
من أخطر الحشرات التي تهدد سلامة المحاصيل الحقلية ذبابة القمح وديدان ورق القطن والذبابة البيضاء وحشرة المن والجراد والنمل والتربس والعنكبوت الأحمر وغيرها، أما المحاصيل المخزنة فإنها تتعرض لخطر التسوس، ولا يقتصر خطر تلك الحشرات في أنها تتغذى على المحاصيل أو أزهارها أو أوراقها ولكنها قد تكون سببا مباشرا في إصابة تلك النباتات بالأمراض المنقولة من نباتات أخرى مصابة، وذلك كالأمراض الفطرية الفيروسية وغيرها التي تنقلها في أقدامها أو أنبوبها، ويمكن القضاء على تلك الحشرات بالأعداء الطبيعية التي تقاومها أو بعض المبيدات الحشرية الآمنة التي لا تمثل خطرا أو ضررا على صحة الإنسان والحيوان الذي قد يتناول من تلك المحاصيل أو من مجموعها الخضري، أو من خلال رشها ببعض المساحيق الرغوية كالماء بالصابون أو بعض أنواع المنظفات في حالة إصابة النبات بالحشرات الضعيفة كالمن أو التربس مثلا لضمان خلوها من آفات المحاصيل الضارة.
الفطريات والفيروسات والبكتريا
وهي من أهم أسباب انتشار الأمراض بين النباتات والمحاصيل، حيث تتفاقم نسبة الإصابة بأمراض النبات كعفن الأوراق أو عفن الجذور، والنيماتودا الذي يعد أخطر أمراض النبات، والتبقع، والذبول البكتيري، والبياض الدقيقي، وقد يكون للأساليب والعادات الخاطئة في الري أو الحراثة غير الجيدة أكبر الأثر في انتشار تلك الأمراض، لذا يجب الاعتدال في الري وتهوية التربة جيدا، أو استخدام بعد المبيدات الفطرية المفيدة في هذا الشأن.
القوارض
وأشهرها الفئران والسناجب والجرزان والقنادس، حيث تهاجم المحاصيل الحقلية قارضة من المجموع الخضري أو الجذور النباتية أو الثمار والحبوب، بل تهاجم مخازن الحبوب وتدمر منها الكثير والكثير؛ وبالتالي قد تمثل خطرا على الاقتصاد القومي، بل قد تكون سببا في نقل كثير من الأمراض الخطيرة إلى البشر، منها: مرض الطاعون أو الموت الأسود وكذلك التيفوس والديدان الشريطية وفيروس الكلب وغيرها، وللمساهمة في القضاء على القوارض بأنواعها المختلفة يجب التخلص من النفايات والقمامة بأسلوب صحي، وكذلك الحفاظ على الصرف الصحي الجيد، وإغلاق مخازن الحبوب وعمل شبكات سلكية على فتحات التهوية الخاصة بها، والمحافظة على بعض أنواع الأعداء الطبيعية للقوارض كالقطط والكلاب وغيرها، أو استخدام المصائد، كما يمكن استخدام بعض المبيدات السامة للقضاء على القوارض.
ما أخطر آفات المحاصيل البستانية؟ وكيف نتخلص منها؟
تعد المحاصيل البستانية من الفواكه والثمار المختلفة من أهم الثروات التي يعتمد عليها الاقتصاد القومي في الدولة؛ حيث تقوم عليها الكثير من الصناعات الغذائية من المربات أو العصائر أو المعجنات أو المعلبات والأطعمة المجففة أو غير ذلك، ولا شك أن سلامتها وخلوها من الأمراض أو العيوب سيفتح المجال واسعًا أمام الإنتاج الوفير منها وكذلك تصديرها إلى الخارج؛ مما يجعلها ثروة قومية هائلة تسهم في رفع المستوى الاقتصادي للدولة، وفيما يلي أهم الآفات التي تصيب البساتين وكيفية التخلص منها:
الأكاروسات والفطريات
تعد الأكاروسات والفطريات أو البكتريا إحدى آفات المحاصيل البستانية والكائنات الدقيقة التي تهاجم أوراق الفاكهة وثمارها، وتمتص منها العصارة المغذية؛ مما يترتب عليه ضعف الأوراق وقلة المحصول وتشوه الثمار، وهي تظهر في صورة صدأ الأوراق أو أكاروس المانجو الأحمر أو عفن الثمار أو تشوه الأزهار والثمار، ويمكن التخلص من تلك الأمراض ومكافحتها من خلال استخدام الكبريت الميكروني لرش الأوراق مع ضرورة الاعتدال في عمليات الري والتسميد والحفاظ على نظافة الأرض من الحشائش المتطفلة التي قد تسهم في نقل آفات المحاصيل وزيادة انتشارها.
الحفارات وناخرات الأخشاب
وهي من آفات المحاصيل البستانية التي تصيب سيقان الفواكه وجذوع الأشجار، ومن أشهرها: حفار ساق الخوخ، وحفار السنط، وهي تعيش داخل جذوع أشجار الفاكهة كالخوخ والمانجو والتفاح والكمثرى والتين والزيتون والبرقوق وغيرها، وتقوم تلك الحشرات بنخر الجذوع والتغذي عليها مما يصيبها بالجفاف وتكسر الأفرع خاصة عند ازدياد حملها من الثمار، ويتم مكافحة تلك الحفارات وناخرات الأخشاب عن طريق العناية بالأشجار بالري المنتظم والتسميد المنتظم ودهن جذوع الأشجار بمحلول جيري مع كبريتات النحاس، ويجب قطع الأفرع المصابة والتخلص منها بالحرق، وكذلك متابعة الرش ببعض المبيدات الآمنة بين الحين والآخر خلال فترة خروج الحشرات الكاملة من شهر مايو إلى سبتمبر.
حشرات الفواكه
ومن أخطرها ذباب الفاكهة الذي يصيب ثمار الخوخ والمشمش والجوافة والمانجو والكمثرى والتين وأنواع كثيرة من الموالح، وكذلك من حشرات الفواكه الضارة ثاقبات الأزهار، حيث تتغذى يرقاتها على براعم الأزهار؛ مما يترتب عليها جفافها وتساقطها، وبعد ذلك تتغذى على الثمار من خلال الدخول إليها من العنق، وذلك قد يؤدي إلى تساقطها، ومن حشرات الفواكه أيضًا أبو دقيق الرمان، وهي حشرة تضع بيضها على الأوراق الخضراء للفواكه، حيث تتغذى اليرقات على القرون الخضراء للخروب والسنط وثمار البلح والرمان والجوافة، ولا يتوقف ضرر تلك الحشرات على ما تحدثه من ثقوب وتغذية على ثمار الفواكه فحسب، ولكن الضرر الأعظم ما تسببه من العفن الأسود الذي يصل إلى الثمار من خلال الثقوب، مما يؤدي إلى تعفن جزء كبير من ثمار الفواكه وتشققها أو تساقطها على الأرض، وأيضًا فراشة أزهار الموالح التي تثقب الأزهار والثمار في الموالح، وإذا لم تنفع المكافحة اليدوية أو الطبيعية فيجب اللجوء إلى المكافحة الكيميائية باستخدام بعض المبيدات الحشرية التي يوصي بها الخبراء.
العناكب الحمراء
وهي من الحشرات الضارة التي تصنع حوالي 25 جيلا في العام الواحد، وتضع الأنثى خلال حياتها التي تقدر بأسبوعين حوالي 300 بيضة، وهي من آفات المحاصيل التي تقيم ما يشبه بالمستعمرات على جانبي أوراق الفاكهة، حتى يصيبها الاصفرار والتساقط، ثم تتأثر الثمار ويقل حجمها وتجف أو تتساقط أيضًا مع ضعف مكوناتها، ويتم مكافحة العناكب الحمراء من خلال المبيدات الحشرية.
سوسة القلف
وهي عبارة عن نوع من الخنافس يميل لونها إلى الحمرة، ورأسها أسود، وقد يصل عمر الجيل الواحد منها إلى شهرين، وتضع الأنثى في كل مرة حوالي 50 بيضة، ويناسبها جو الربيع والصيف، وهي تهاجم الأشجار الضعيفة التي تعاني من قلة الأسمدة والري؛ لذا يمكن التغلب على آفات المحاصيل من هذا النوع بالانتظام في الري والتسميد وتقليم الفروع الميتة والتخلص منها بالحرق والقضاء على أي آفة تهاجم الفواكه البستانية.
ما الوسائل والبدائل الآمنة للتخلص من آفات المحاصيل؟
يستخدم الإنسان الكثير من الطرق والوسائل البديلة للقضاء على آفات المحاصيل والتخلص من مضارها، فقبل عام 1775م لجأ البدو العرب لإدخال بعض أنواع النمل الجبلي المفترس إلى مستعمرات النمل المتوطن الذي يهاجم أشجار النخيل، كما عرفوا بعض النباتات التي تستخدم في مكافحة الحشرات منذ عام 1800م منها البايرثرم وغيره، ثم تطورت أساليب مقاومة الآفات والحشرات كيميائيا لتكون أكثر فاعلية وسرعة، ولكنها لم تعد آمنة على صحة الإنسان والكائنات الحية، وبسبب انتشار كثير من الأمراض جراء استخدام المبيدات الكيماوية، فقد ظهرت العديد من الطرق والبدائل الآمنة من أهمها ما يلي:
البدائل البيولوجية
وهي من أشهر وأفضل وسائل التخلص من آفات المحاصيل إذا تم استخدامها بصورة معتدلة، حيث تعتمد المكافحة البيولوجية للآفات على إدخال المفترسات والأعداء الطبيعية للحشرة أو الآفة المراد التخلص منها، حيث تقوم تلك المفترسات بالتغذية على الآفات الضارة التي تغزو الحديقة أو تؤثر على المحاصيل، وقد انتشرت تلك الطرق عالميا حيث استوردت الولايات المتحدة خنفساء الفيداليا من أستراليا للتخلص من حشرة البق الدقيقي التي تهاجم الحمضيات في ولاية كاليفورنيا، كما استخدمت العديد من الطفيليات للتخلص من الآفات الضارة، وعلى الرغم من فائدة تلك الطريقة البيولوجية إلا أنها يمكن أن تسبب أضرارا للبيئة في بعض الأحيان عند الفشل في السيطرة على الأعداء الطبيعية، وانحرافها للإضرار بكائنات أخرى نافعة للبيئة.
البدائل الكيميائية الطبيعية
يعتبر التحكم الكيميائي الطبيعي إحدى الطرق البديلة للتحكم في آفات المحاصيل والتخلص من أضرارها، وهي تكون محددة للتخلص من أنواع بعينها، ولا تؤثر على الأنواع الأخرى التي تتجاور معها؛ وذلك لاعتمادها على الخصائص والتكوين الكيميائي للآفة نفسها، ومن أشهر تلك البدائل:
الفرمونات
وهي بدائل تعتمد على المواد الكيميائية التي تطلقها الآفات خاصة المتعلقة بالتزاوج؛ مما يجذب الآفات إلى المصائد التي يتم فيها القضاء عليها والتخلص منها بطريقة آمنة لا تؤثر على غيرها.
الهرمونات
وهي مواد كيميائية ينتجها الكائن الحي، تتحكم في نموه وأدائه وتكاثره، وقد تم استخراج تلك الهرمونات من الآفات ثم جرى توليفها بما يتناسب مع أهداف الدولة، ويمكن إطلاقها مرة أخرى في البيئة؛ حيث تتداخل الهرمونات التي أطلقت مع التطور الطبيعي أو أداء الكائن الحي، مما يتسبب في وقف التقدم خلال دورة حياته أو وفاته والقضاء عليه.
الأعشاب الطبيعية
يمكن صناعة أنواع مختلفة من المبيدات الحشرية للتخلص من آفات المحاصيل ، حيث توجد الكثير من النباتات والمكونات الطبيعية التي لا تمثل خطرا أو ضررا على البيئة يمكن استخدامها لهذا الغرض، ومن أهمها: الزيت المستخرج من بذور شجرة النيم يعد مبيدا حشريا قوي المفعول، رائحة عصير الثوم تعتبر من المبيدات الحشرية الطبيعية ذات التأثير القوي خاصة إذا خلط مع ملعقة من الصابون السائل ونصف كوب من أحد الزيوت النباتية، الفلفل الحار المهروس في الماء مع قليل من الصابون السائل مفيد جدا لطرد آفات المحاصيل من خلال الرش، ويمكن صنع خليط من البصل والثوم والفلفل الحريف مع بعض الصابون السائل لاستخدامه كمبيد حشري طبيعي، عصير أوراق الطماطم الطازجة يعد من المبيدات الحشرية المفيدة في طرد الآفات.
التحكم الوراثي
مع تقدم التكنولوجيا الزراعية فقد طور العلماء أساليب بديلة للتحكم في آفات المحاصيل ومنع تكاثرها، وذلك من خلال قيام علماء الوراثة بالتحكم في الخصائص الجينية للنباتات، حيث تعمل المعالجة الوراثية للمحاصيل على جعلها مقاومة للآفات والأمراض التي تصيبها، حيث تنتج بعض الموانع الكيميائية أو الفيزيائية التي تمنع أضرار الآفات، وذلك مثلما قام العلماء بالسيطرة الجينية على البطاطا؛ بهدف مقاومة آفة البطاطا الناجمة عن أحد الطفيليات الفطرية الذي تسبب في مجاعة أيرلندا الشهيرة خلال منتصف القرن التاسع عشر، وقد مات بسببه حوالي مليون شخص وهجرة آخرين.
الطرق الميكانيكية والفيزيائية
وهي طرق بسيطة تعتمد على الموجات فوق الصوتية أو الكهرومغناطيسية لمكافحة حشرات آفات المحاصيل في الحقل أو مخازن الحبوب، وهي من الطرق المكلفة، ولكن يعيبها أيضا عدم فاعلية تأثيرها في حالة شدة الإصابة وكثرة الآفات.
المعقمات الكيماوية
وهي من الطرق الحديثة المستخدمة في القضاء على الحشرات عن طريق العقم الجنسي، حيث تستخدم الإشعاعات أو بعض المواد الكيماوية المعقمة لذكور بعض الحشرات، وعن طريق انتشارها خلال مدة زمنية مدروسة يتم التخلص من تلك الأنواع حيث تقتل نفسها بنفسها، ولكن تلك الطريقة إذا اعتمدت على الإشعاع فإنها مكلفة جدا، وإذا اعتمدت على المعقمات الكيماوية فإنها تمثل خطرا على حياة الإنسان والحيوان وباقي الكائنات الحية في البيئة المحيطة أو المزرعة.
ما زالت المعركة مستمرة بين آفات المحاصيل بأشكالها وأنواعها المختلفة وبين الإنسان، حيث يعمل الباحثون على إجراء التجارب المختلفة لإيجاد الحلول والبدائل الأكثر أمانا وفاعلية في مقاومة تلك الآفات دون الإضرار بباقي الكائنات الحية وعلى رأسها الكائن البشري، وتنفق المراكز البحثية في الولايات المتحدة الأمريكية ومناطق متفرقة من العالم أموالا طائلة على البحوث الزراعية والنباتات المعالجة وراثيا للوصول إلى بيئة آمنة نظيفة، وقد عرضنا في هذا المقال التعريف بالآفات الحقلية وأهم أنواعها، ومدى خطورتها على الثروة الزراعية، ثم ذكرنا أخطر آفات المحاصيل الحقلية وكيفية التخلص منها، وكذلك أخطر آفات المحاصيل البستانية وكيفية التخلص منها، وأخيرا أهم البدائل الآمنة للقضاء على آفات المحاصيل .
أضف تعليق