تسعة
الرئيسية » مجتمع وعلاقات » الشخصية » مواجهة الإغراءات : كيف نواجه الأشياء التي تجذبنا وهي لا تناسبنا؟

مواجهة الإغراءات : كيف نواجه الأشياء التي تجذبنا وهي لا تناسبنا؟

مواجهة الإغراءات تتطلب شجاعة كبيرة من كل من يحاول أن يواجه نفسه بحقيقتها. ولأنها قوية سنساعدك في هذا المقال أن تتعرف عليهم، ومن ثم كيفية مواجهة الإغراءات.

مواجهة الإغراءات

الإغراءات اليومية في هذا العالم لا تنتهي، أما مواجهة الإغراءات فهي تعتبر مهمة صعبة على النفس البشرية. لأن في شيء غير جيد وضار في هذا العالم إغراء كبير للإنسان. كما إن الإغراءات تأتي بصور كثيرة ومتنوعة، ومن أي مكان ولأي شيء. كلمة “إغراء” تعني أن لهذا الشيء قوة في جذبك له، سواء لتمتلكه أو تأكله أو تستعمله، أو تستعبد له وتمارسه بشكل يومي. ولهذا فإن الإغراءات مضرة جدًا، لأنها من تعريفها تجعل الإنسان مستعبد لها. لذلك نكتب اليوم عن مواجهة الإغراءات وكيفية التغلب عليها، ومن الأولى أن تتعرف عليها أولًا لتكتشفها داخل حياتك، حتى يتسنى لك معرفة ما تواجهه حقًا.

كيف تتمكن من مواجهة الإغراءات التي تحيط بك من كل جانب؟

تنوع الإغراءات

من أهم الأمور التي تجعل مواجهة الإغراءات مهمة صعبة، هي إن الإغراءات لا تظهر نفسها بالشكل الواضح. هي لا تظهر أمام وجهك لتقول لك “أنا أريد أن أقدم لك إغراء معين”. إن الإغراءات بالفعل خبيثة، تأتي من حيث لا تعلم، وتتربع على عرش تفكيرك وحياتك وتتحكم فيك دون أن تعرف أنت بذلك. إنها يمكن أن تكون عادة، أو هي تتحول في الأخير إلى عادة تتملك حياتك. بمعنى أن لو كان الإغراء في أكلة معينة، ستجعل يومك ينقلب رأسًا على عقب إن لم تأكل هذه الأكلة بالأخص. لا تستطيع الحياة بدونها، أو هكذا أنت تتخيلها.

ليس من الضروري أن تكون الإغراءات مضرة، على الأقل أولًا. فما الضرر في كونك تحب مشاهدة مسلسل معين على سبيل المثال؟ ولكن هناك ضرر كبير لو أصبح ذلك المسلسل مسيطر على تفكيرك ومشاعرك، وستبكي اليوم كله أو أن البطل مات بالنهاية. أو تبقى مستيقظ إلى وقت متأخر حتى تكمل المشاهدة، ولديك عمل مهم في اليوم التالي. من النهاية، قد تبدو الإغراءات غير مؤثرة بالسلب، ولكنها لئيمة وتستطيع إخفاء ضررها.

أمثلة على إغراءات مشهورة

حتى تستطيع مواجهة الإغراءات فعليك أولًا ملاحظتها في حياتك. وإليك مجموعة من الإغراءات التي قد لا تلتفت لها، ولكنها بالتأكيد مؤثرة جدًا على حياتك.

بعض أنواع المشروبات

الكافيين بأنواعه وأشكاله، مثل القهوة والنسكافية، الكوكولا، وجميع أنواع المياه الغازية عامة. المنبهات الأخرى مثل الشاي، وحتى الأدوية المنبه. كلها مشروبات تدعوك إلى أن تدمنها، ومن السهل تقديم إغراء شربها يوميًا حتى تستيقظ من نومك وتذهب نشيطًا إلى عملك. ومن الصعب رفض هذا الإغراء لأنه الأسهل والأسرع، من حمام بارد أو لعب الرياضة التي يتطلب وقت ومجهود حتى تفيق من نومك من خلالهم. الإعلام والإعلانات تقدم لك يوميًا العديد من الإغراءات لتجذبك نحو تلك المشروبات، رغم أنك تعرف ضررها على جسدك حق المعرفة. إلا إنك لا تستطيع مواجهة الإغراءات وانجذابك نحوها، وهذا ما نتحدث عنه، أنها قادرة على السيطرة على يومك ومزاجك.

الطعام

الطعام الجيد إغراء كبير خاصة لمحبي التذوق. رغم أنك تعرف جيدًا أضراره الكبيرة، خاصة وإن الطعام الشهي غالبًا سيحتوي على مكونات دهنية غير صحية. أما الأطعمة المفيدة فهي غير جذابة. المشكلة تحدث عندما يتحول الشخص إلى إنسان يهتم ببطنه أكثر من أي شيء. لا يسيطر على نفسه أبدًا، لا يقل للطعام “لا”. مهما كانت الكمية الموضوعة أمامه سيأكلها ويطلب أكثر. إنها كارثة.

الميديا

وهنا أتحدث عن كل أنواع الميديا. مواقع التواصل الاجتماعي المختلفة التي تأخذ من يومك ما يزيد عن ست ساعات. ولا تستطيع أن تتوقف عن أخذ صور لنفسك ولملابسك الجديدة ولأصدقائك، فقط لتضعها على الصفحة الخاصة بك. أتحدث أيضًا عن كل مغريات الأفلام والمسلسلات التي لا تنتهي. عدد الساعات التي لا تعدها في طريقك للانتهاء من جميع ما تشاهده. بحيث أنك لا تتمكن من القيام من أمام الشاشة والعودة إلى يومك وعملك، سوى بعد الانتهاء من حلقاتك اليومية. أتحدث كذلك عن متابعتك للأخبار بشكل شره، حتى إنك لا تفعل أي شيء في وقت فراغك سوى معرفة الأخبار والتفاصيل وأدق التفاصيل. وكذلك مباريات كرة القدم، التي تشجع فيها أكثر من فريق وأنت جالس على المقعد، كل رياضتك هي تحريك لسانك في التعليق على من يلعبون.

من السهل على كل هؤلاء إغراءك لتظل جالس أمامهم. من الممتع أن تضحك أمام شاشة التلفاز بالساعات الطويلة وتنسى همومك. مواجهة الإغراءات الممتعة مثل الميديا أمر في غاية الصعوبة.

إغراء الشراء

كل الإعلانات التجارية، وكل المحال التجارية، تفعل كل ما بوسعها حتى تقنعك بأنك ترغب في شراء هذا المنتج. وأنت لا تقاوم هذا الإغراء وتذهب وتشتري، حتى إن لم يكن له أهمية كبرى بالنسبة إليك. لو أزلنا كل الإغراءات الزائفة من على المنتج، فقد لا تنظر إليه من الأساس. أما لو وضعناه فأنت على استعداد أن تدفع كل ما بجيبك. بالإضافة إلى هوس الشراء الذي يتملك بعض البشر. إنهم حقًا يجيدون سعادة كبيرة، لا في امتلاك ما يشترونه، وإنما عملية الشراء في حد ذاتها.

إغراء الامتلاك

امتلاك شيء يعني أنك تسيطر عليه، وللسيطرة إغراءات كبيرة على النفس البشرية. من الجيد أن تكون أناني في بعض الأمور وتهتم لنفسك، ولكن أن يمتد الوضع لكل ما هو حولك وارتباط سعادتك بالامتلاك، حتى امتلاك الأشخاص أنفسهم، هنا تأخذ القضية منحى أخر. من يوم وجود الإنسان على هذه الأرض وهو يسعى إلى أن يمتلكها ويسيطر عليها بجنون. وهذا الجنون كفيل بجعل مواجهة الإغراءات في التملك أمر في غاية من الصعوبة. خاصة لمن اعتادوا حب السيطرة والتملك منذ نعومة أظافرهم.

إغراء النوم

هو إغراء أخر قد لا تشعر بتأثيره في حياتك. فالنوم لساعات طويلة هو راحة كبيرة خاصة لمن يتعب كثيرًا في يومه. أن ترمي المنبه وتنسى نفسك لهو شعور جميل ورائع، ومفيد للنفسية أيضًا. أما أن يسيطر عليك النوم ويأخذ أكثر من حقه، فهنا يتوجب عليك مواجهة نفسك.

إغراء الإفراط

الإفراط في أي شيء تفعله لهو شيء جميل وقد يشعرك بسعادة مطلقة. مثل الإفراط في كميات السكر والملح في الطعام. الإفراط في الدهون في الأكل، الإفراط في النوم، الإفراط في الحديث مع صديق. الإفراط في التنزه والإجازة، الإفراط في البذخ على نفسك أو على من تحب. كلها أمور جميلة في الظاهر، إلا إنها مضرة جدًا في الباطن.

إغراء الاستسلام

الاستسلام مريح، ليس فيه تعب ولا مشقة، ليس فيه تحدي وهدف. قد يصبح الاستسلام لبعض الأشخاص في حد ذاته هدف. ويتجلى بعد ذلك في كل ساعات الكسل المستمرة التي تقضيها دون أن تفعل شيء. إنه مريح للبال، ولا شيء ينغص عليك حياتك. حتى الاستسلام لما يؤذيك، يريحك في التفكير في أنه مؤذي من الأساس. إنه إغراء كبير أن تصدق أنك لا تحتاج إلى فعل أو مقاومة أي شيء في حياتك.

نقطة مهمة مرتبطة بالاستسلام، ألا وهي الاستسلام لمن يؤذيك. من السهل على العبد الاستسلام لسيده، والرضى بالحال أيًا كان الوضع، حتى لو كان مؤذي. لأن المقاومة والاحتجاج صعب ومرهق ويحتاج إلى قوة وعزيمة. والقيام بثورة على النفس أو على أشخاص، أو على فكرة معينة هو أمر شاق. فكم من نساء تفضل أن تظل متزوجة من رجل لا يرضيها ويجعلها تكره كل ثانية في حياتها. فقط خوفًا من المجتمع وخوفًا من مواجهة الحياة الصعبة بمفردها. وكم من شعوب تفضل السكوت لحكامها الظالمين، لأنهم فقط خائفين منهم ومن بطشهم. وكم من فقير أو عاجز أو مسن، يقولون بأنهم راضين عن حالهم لا لشيء سوى أنهم خائفين من مواجهة الحياة والتغلب عليها. على الرغم من أن العمل الجاد وإقامة الأهداف هي من تحول العاجز إلى بطل، والفقير إلى غني، والمسن إلى روح الشباب. إنه إغراء الاستسلام يا عزيزي القارئ، ويبدو أنه مغري في إراحة البال.

أنواع أخرى

هنا عدة أنواع أخرى، ولكننا ذكرنا الأشهر والأقل وضوحًا. ولكن هناك إغراءات واضحة وصريحة. مثل إغراء الخيانة، أو إغراء تناول المخدرات بأنواعها، التي تذهب بعلقك إلى بعيد وتنسى كل آلام الحياة. إغراء المال وجمعه حتى بالطرق الغير شرعية، أو إغراء المقامرة المستمرة. وكذلك إغراء أن تتفوق على غيرك ولو على حساب مبادئك الشخصية. بالنهاية أعتقد أن الإغراء الحقيقي هو في كون الشيء يستطيع أن يجعلك سعيد وينسيك همومك، ومن خلال ذلك هو يسيطر عليك.

مواجهة الإغراءات

من بعد ما تعرفنا على مجموعة من الإغراءات المختلفة، وأصبحت قادر على تعريف المغريات في حياتك. حان الوقت لتعمل على مواجهة الإغراءات بطرق عملية لتنقذ حياتك من براثن هذه المغريات. فبماذا يمكن أن تتسلح للمواجهة؟

تسلح بالشجاعة لمواجهة الإغراءات

إنه حقًا سلاح فعال، والشجاعة لا تعني الاندفاع، وإنما تعني الحكمة في التعامل مع ذاتك. فمكيف ستستفيد إن قررت الآن بكل حماس أنك ستتوقف عن فعل ما يضرك، ومن ثم مع أول إغراء له تتنازل عن موقفك وتفعله؟ الشجاعة هي أن تواجه نفسك أولًا بالحقيقة، وهي أنك لا تتمكن من مواجهة الإغراءات التي تسيطر عليك، ولأنك تريد أن تنجح في المعركة، فعليك أن تقر بأنها قوية ولكنك أقوى.

سلح نفسك بالمعلومات

من أجل التغلب على العدو فلابد أن تعرف عنه أكثر ما هو يعرف عنك. شركات الإعلانات ماهرة في معرفة كل ما ترغب فيه ولا ترغب فيه، حتى يقنعك بمنتجهم. وأنت يجب أن تفعل بالمثل وتقوم بدراسة لهذه المغريات التي تعيق حياتك. ادرس الموضوع، عن أضراره وفوائده. ومن بعدها ستتمكن حقًا من معرفة ما إذا كنت بحاجة له في حياتك أم لا، وكم من الوقت يستحق أن يأخذ من يومك. الدراسة والتروي في أخذ القرارات شيء مفيد، ويساعدك على التفكير مليًا في أهمية الشيء. على سبيل المثال، ادرس المنتج الذي تود أن تشتريه وحينها ستعرف إن كنت حقًا تحتاجه. ادرس موضوع شرب المكيفات والمنبهات، وحينها ستعرف كم كوب تستطيع أن تشرب حتى يساعدك وفي ذات الوقت لا يضر صحتك. ادرس المواضيع التي تشاهدها على التلفاز، واعرف من فيها حقًا يمتعك ويضحك، ويعمل عقلك أو يساعدك على التفكير في أمور أكبر من مجرد الأعمال اليومية الروتينية. ومن فيهم يضيع من وقتك دون أن يعطي لك فائدة تذكر. وحينها فقط ستستطيع أن تقرر ما الذي يجب مشاهدته، وما الذي يمكن أن تلغيه من يومك. طبق هذا الكلام عن أي شيء

سلاح العادة في مواجهة الإغراءات

“العادة اليومية” هي فكرة في منتهي القوة. ويمكن لقوتها أن تكون في صالحك أو ضدك. يمكنها أن تكون عادة سيئة لا تتمكن من التخلص منها. ويمكنها أيضًا أن تكون جيدة وتتخلص بها من عادة قديمة. إنها فكرة بسيطة جدًا ولكنها قوية. أن تدرب نفسك وتعودها على فعل شيء مفيد وممتع بدلًا من القديم المضر. أن تستبدل عادة بأخرى، هو سلاح مهم في مواجهة الإغراءات. ابحث عن عادة جميلة تجعلك تنسى العادة القديمة المضرة، وكررها وستجد نفسك تتحرر من القديمة شيئًا فشيئًا.

سلاح المثابرة

لأن مواجهة الإغراءات أمرًا صعبًا، ولأننا بشر، فلابد لنا وأن نخطأ وتذل خطواتنا على الطريق الصحيح. الفرق يعتمد على الإنسان الشجاع والمثابر، هل لديك القدرة على المثابرة رغم وقوعك؟ هل ستقف وتبدأ من الجديد؟ السقوط عدة مرات أفضل من البقاء ساقطًا لا ترغب في النهوض مجددًا. من أصعب الأمور أن تثابر مع نفسك، أن تسامحها، أن تغفر لها وتشجع نفسك بإعادة المحاولة. إنها الإرادة يا عزيزي القارئ. الإرادة لا تظهر في لحظة أخذ قرار التوقف عما يضرك. إنما تتجلى في وقت سقوطك، ورغبتك الملحة على القيام مجددًا.

سلاح التدريج

في مواجهة الإغراءات الصعبة فأنت تحتاج إلى سلاح قوي يضمن لك المعركة، حتى وإن كان سلاح يحتاج إلى وقت طويل. خاصة إن كنا نتكلم عن إغراءات المخدرات أو التدخين، فلا يمكنك أن تتوقف عنهم في لحظة واحدة أبدًا. تحتاج إلى التدريج في حياتك، لأنك ستتعرض إلى ما يعُرف بأعراض الانسحاب. وهي الأعراض القوية والمرضية التي تظهر عليك فور قرارك بالتوقف عما كان يشكل من حياتك جزء كبيرًا. وتلك الأعراض كفيلة بأن تجعلك تتأكد من قوة هذا الإغراء إن كنت ضعيف أمامه.

على سبيل المثال، إن كنت تشرب عشرين سيجارة يوميًا وتريد أن تتوقف، لا تتوقف مرة واحدة. بل قرر أنك اليوم ستشرب 19 سيجارة فقط. رغم أن العدد مازال كبيرًا إلى إنه خطوة نحو الأمام. بعد عدة أيام من هذه الكمية التي لا تزل أمامها، فلتجعلها 17 سيجارة فقط. بعد مرور أيام أخرى اجعلهم أقل، وهكذا. بعد عدة أشهر ستجد نفسك تشرب سيجارة واحدة دون أن تشعر بفرق وبأنك مستعبد لها. وحينها فقط تتمكن من أخذ قرار لا رجعة فيه بأنك ستوقف شرب السجائر تمامًا. إنه طريق طويل ولكنها فعال.

أنا أعلم بالطبع أن بعض الإغراءات لا تتناسب مع هذا السلاح. كمثل تلك الأمور التي يجب ن تتوقف عنها مرة واحدة وإلا تصبح حياتك تحت التهديد. وحينها يجب أن تطلب مساعدة من شخص متخصص يساندك في رحلتك.

سلاح عدم إعطاء فرصة للإغراء

بعض الأشخاص يعتبرون أنفسهم أقوى من الإغراءات، يقفون أمامها بصدر مفتوح ويرحبون بها، وحين تأتي لا يستطيعون مقاومتها. لا تتخيل أن الهرب في كل الأوقات دليل على الجبن يا عزيزي القارئ. لأن الهرب من المغريات هو في حد ذاته سلاح لمواجهة الإغراءات اليومية. من الشجاعة أن تقول إنك ضعيف أمام هذا الإغراء، ولأنك لا تريده فأنت ستهرب منه. تتجلى تلك الفكرة مع إغراء الخيانة بشكل كبير، سواء على مستوى الرجال أو السيدات.

أولًا بالنسبة إلى الرجال: سواء كنت متزوج أو لا، فالبقاء مع سيدة أخرى بخلاف زوجتك أو من ستتزوجها هو إغراء كبير. لأن الانجذاب الطبيعي بين الرجل والمرأة هو عامل قوي جدًا بين جميع المخلوقات، وغريزة للبقاء على حياة فصيلة البشر. ولكن الخيانة تفقدك الحب الحقيقي والتمتع به. تجعلك مشتت وتنهي علاقة زوجية متينة يمكن أن تعيشها بسعادة. إن الخيانة ليست سعادة حقيقة، وكل ما هو مؤقت فهو بالتأكيد ضار على بقية العمر. احذر من إغراء الخيانة بأن تمنع نفسك من الذهاب إلى سيدة أخرى والبقاء معها مدة طويلة. أي أن تجعل علاقات بالسيدات الأخرى علاقة مهنية سطحية. لا تبدأ حديث جانبي بتفاصيل دقيقة وخاصة أو عاطفية، وفي الأخير تقول عن نفسك أنك أقوى من الإغراء. هذا ليس صحيح، وعاجلًا ستجر رجلك إلى الخيانة.

ثانيًا بالنسبة إلى السيدات: ينطبق الكلام الماضي على السيدات أيضًا. ولكن هناك نقاط إضافية لأن المرأة هي المصدر الأول للإغراء وهي من تسمح به أو تمنعه من البداية. هذه حقيقة واقعية لا تستطيع أن تنكرها أي سيدة. ومن أجل مواجهة الإغراءات اليومية مع جميع الرجال بخلاف زوجك أو من ستتزوجين به فعليكِ أن تبتعدي وتهربي منهم. فلا تجعلي من مظهركِ وملابسكِ ملفتة لنظر أي رجل حتى يتحدث إليكِ. لا أقول إنه ليس من حقك ارتداء ما يناسبك، وإنما أقول إن لا تتعمدي ارتداء ما تعرفي أنه ملفت. لا تسمحي لرجل بأن يتحدث لمدة طويلة عن أمور غير مهمة، فقط بغرض إثارة إعجابكِ أو تمضية الوقت. وضعك للحدود يحميكِ من كل تلك الإغراءات، ويجعل مكانتك كبيرة ومقدرة وسط كل الرجال حين تتعاملين معهم.

بالأخير، إغراء الخيانة يمكن أن تتغلب عليه بأن تكتفي بما لديك. والاكتفاء لا يعني الرضى بالحال والسكوت، وإنما تحويل ما معك إلى شيء ثمين وتهتم به بعناية حتى تصبح شبعان منه ولا تحتاج لغيره. إن وودت لعلاقتك مع شريك حياتك أن تكون قوية ومشبعة، إذًا اطلب منه أن يكفيك ويكفي احتياجاتك. لتصبح لديك مناعة من أي إغراء خارجي. الهروب من الميديا المزيفة للحقائق الحب والرومانسية، والهروب من مغريات الحياة اليومية، بالإضافة إلى الشعور بالشبع الحقيقي الداخلي، هم الأسلحة الأقوى لمواجهة الإغراءات في الخيانة.

سلاح الهدف في مواجهة الإغراءات

كونك تريد التغلب على ما يضرك، هو هدف جميل ولكنه في الحقيقة ضعيف. التخلص من شيء مضر فقط، لن يجعلك تمتلك العزيمة الكافية. ولكن إن ربط هذا الهدف بهدف أقوى وأكثر أهمية بالنسبة لك، ستصير أقوى وأكثر عزيمة على مواجهة الإغراءات. أمثلة: هناك العديد من مدمنين المخدرات لا يتوقفون عن ذلك الإدمان المضر، إلا حين يرتبط الأمر بسلامة زوجاتهم أو أبنائهم. هناك شباب بائسين لا يبحثون عن عمل ويلقون لوم فشلهم على بلادهم، إلى حين يأتي اليوم الذي يقف فيه أمام محبوبته وهو لا يمتلك من المال ما يجعله يضمها إلى بيته. وقتها فقط يقرر العمل وبناء نفسه رغم كل التحديات التي مازال موجودة كما في السابق. وغيرها من القصص التي ارتبطت فيها العزيمة بهدف حماية أو إسعاد من تحب. وهذا السلاح فعال جدًا عندما تجد أن هدف التخلص من الشيء الضار بمفرده غير كافي. اربط في ذهنك هدف مواجهة الإغراءات بهدف ثاني أعظم. مثل الحب أو الوصول إلى نجاح أكبر معين، أو هدف أن تكون مؤثر في مجتمعك وتترك بصمة في التاريخ. انتقل من الهدف الأصغر البسيط وانظر إلى الهدف الأسمى، وقتها هذا الهدف الأول يصير مجرد عرقلة في الطريق تريد تتخطاها، وليس أمر مصيري ترتبط به حياتك كلها.

بالنهاية، مواجهة الإغراءات معركة شرسة، مع نفسك أولًا قبل أن تكون مع الإغراء نفسه، وحين تقرر دخولها فأنت اجتزت ربع الطريق. فلا تخرج منها مهزوم وتثبت لها أنها بالفعل الأقوى، لأنك قادر على التحكم بنفسك والتغلب عليها.

سلفيا بشرى

طالبة بكلية الصيدلة في السنة الرابعة، أحب كتابة المقالات خاصة التي تحتوي علي مادة علمية أو اجتماعية.

أضف تعليق

3 × 2 =