مهارات التيسير من المهارات التي يحتاجها العديد منا في حياته، لأنها تساعد على تسهيل العديد من المهام بالنسبة للمجموعات، سواءً كانت وسيلة من وسائل التعلم، أو تسهيل الوصول إلى ناتج من أحد الاجتماعات، كما أن مهارات التيسير تساعد صاحبها على التعامل مع الأفراد بعقلياتهم المختلفة، بل إنه يحاول من خلال هذه المهارات توظيف الاختلاف الحادث بين الأفراد للوصول إلى ناتج أو فكرة واحدة في النهاية، ولذلك فإنه من المهم أن يسعى كل شخص لتعلم هذه المهارات، لأنها ستفيده كثيرًا في أثناء عمله، وهذا ما نتحدث عنه في مقالنا اليوم.
كل ما يخص مهارات التيسير
ما هي مهارات التيسير؟ ولماذا يتم استخدامها؟
مهارات التيسير تعني العمل مع الأفراد لاستخلاص الناتج المرغوب معهم بالاعتماد على طريق بسيطة في التعليم، بدلًا من طريقة التلقين المعتادة، وبالطبع يمكنك لو كنت طالبًا أن تشعر بهذا الأمر إذا كان معلمك يعتمد دائمًا على طريقة المحاضرة التقليدية، ويقف أمامك للحديث عن المحتوى الذي يريد شرحه لك، وأنت تكتفي فقط بأن تسمعه، أو في بعض في الأحيان تستمع إليه مع مشاهدة بعض الأشياء التي يعرضها لكم من خلفه على شاشة العرض.
لذلك بدأت الحاجة إلى استخدام طرق جديدة في كيفية توصيل المعلومة إلى المتلقي، ومن هنا كانت مهارات التيسير هي الحل الأفضل لذلك أو ما يمكن التعبير عنه في جملة بنجامين فرانكلين “قل لي وسوف أنسى، أرني وسوف أتذكر، أشركني وسوف أفهم” وهذه الجملة تعتبر حقيقة فعلية بالنسبة لنا، فالمشاركة في الشيء هي التي تساعدنا على فهمه أكثر من أي أمر آخر. إذا أردنا الحديث عن هذا الأمر بشكل علمي أكثر، يمكننا الاعتماد على ما يعرف بـ”مخروط الخبرة” للعالم إدجار ديل الذي كان يهتم بفكرة تطوير طريقة التدريس.
حيث نجد أن هذا النموذج يخبرنا بمقدرة الأفراد على التذكر بتنوع طريقة التعليم التي يتم الاعتماد عليها، وفي النهاية سنتمكن من التعرف على دور مهارات التيسير طبقًا لهذه النتائج، والتي جاءت في النموذج كالتالي:
- يمكن للأفراد تذكر 10 % مما يقرؤون. “القراءة فقط”
- يمكن للأفراد تذكر 20 % مما يسمعون. “السمع فقط”
- يمكن للأفراد تذكر 30 % مما يرون. “الرؤية فقط”
- يمكن للأفراد تذكر 50 % مما يسمعون ويرون. “السمع والرؤية”
- يمكن للأفراد تذكر 70 % مما يقولون ويكتبون. “التحدث والتدوين”
- يمكن للأفراد تذكر 90 % مما يفعلون. “الممارسة”
ولما كانت مهارات التيسير تهتم بمشاركة الأفراد في الحصول على المعلومة، والتي يمكننا أن نعتبرها تبدأ من نسبة الـ70 % حيث دور الفرد في المجموعة يتخطى كونه متلقي، ليصبح مشاركًا في المعلومة، وبالتالي فإن فرصة تذكر المعلومة تزداد تمامًا في هذه الحالة، حتى نجد أنها تصل في النهاية إلى 90 % عند الممارسة.
من هو الميسر؟ وما هو الدور الذي يؤديه؟
طبقًا لما تحدثنا عنه في الفقرة الماضية، فإن الشخص الميسر هو المسؤول عن تيسير الأمور في المجموعة، وبالتأكيد فإنه يحتاج إلى بعض المقومات حتى يصير ميسرًا جيدًا، بجانب اعتماده على مهارات التيسير في العمل، لذلك هناك نموذج سهل يمكن تطبيقه من أي شخص، ويمكنه أن يوضح لنا الدور الذي يؤديه الميسر في أثناء العمل مع المجموعة.
يعرف هذا النموذج بـ”KSA” حيث نجد كل حرف يشير إلى أمر معين. الـK تشير إلى الـ”Knowledge” وهي تعني مدى معرفة الميسر بالموضوع الذي سيتم شرحه، فعندما تؤدي دور الميسر مع مجموعة، قد تقوم بشرح العديد من المواضيع لهم، وبالتالي يجب أن يكون لديك معرفة بهذا المحتوى، وهذه هي المعرفة. الـS تشير إلى الـ”Skills” وهي تشير إلى المهارات التي يجب أن تكون لدى الميسر، أي مهارات التيسير التي نتحدث عنها، ومن ضمن هذه المهارات كيفية التعامل مع مختلف المواقف في أثناء التيسير للمجموعة، مثل الأسئلة الصعبة، أو التعامل مع الشخصيات الصعبة، وغيرها من الأمور التي سنتحدث عنها في الفقرات القادمة، وأيضًا التمتع بمهارات العرض التي تسهل على الميسر عملية توصيل المعلومة، وختامًا التقنيات التي يعتمد عليها الميسر في الشرح. الـA تشير إلى الـ”attitudes” وهي تشير إلى المواقف والسلوكيات التي يجب أن تكون موجودة لدى الميسر، ومن المهم أن نشير إلى أن الميسر شخص صاحب تأثير في غيره من الأشخاص، وبالتالي فإن مهارات التيسير وحدها، وإن كانت متميزة جدًا لديه، لن تكون قادرة على صناعة تأثير حقيقي، فيجب أن يكون الميسر شخص صاحب قيم يؤمن بها، ويسعى إلى زرعها في غيره من الأفراد.
ومن هنا يمكننا أن نحدد الأدوار التي يقوم بها الميسر في أي جلسة يشارك فيها:
- التحضير للجلسة جيدًا، وهذه يمكن عملها من خلال “قائمة التحقق” الخاصة بالميسر.
- تحضير المحتوى الذي سيتم شرحه، أو تيسير محتوى موجود أساسًا.
- تحديد التقنيات والأدوات التي سيتم استخدامها.
- مهارات التيسير في التعامل مع الجلسة والتحديات الموجودة.
- تقييم الجلسة.
تجهيز “قائمة التحقق” الخاصة بالميسر
تعتبر قائمة التحقق من الأمور الهامة التي يجب أن يقوم الميسر بتحضيرها، فهي تعتبر المنهج الذي سيسير عليه الشخص في التعامل مع كل الجلسات التي يقوم بها مع المجموعة. قائمة التحقق هي مجموعة من المهام، التي يتأكد الميسر من إتمامها، سواء قبل أو أثناء أو بعد التدريب، وهذه المهام الرئيسية يتفرع منها مجموعة من المهام الفرعية كما سنرى في النقاط التالية. ما هي المهام التي من المفترض أن تتم قبل التدريب؟
غرض التدريب
المواضيع المطلوبة في التدريب: استخدام مهارات التيسير بشكل ناجح، لا بد وأن يرتبط بوجود مواضيع مطلوبة يتم العمل على تحضيرها من قبل التدريب، وهذا يعتبر الطريق لتحقيق غرض التدريب. الناتج المطلوب في نهاية التدريب: أي تدريب يتم عمله يكون له غرض مختلف عن الآخر، فحتى مع استخدام نفس المواضيع، لكن الناتج المطلوب في النهاية قد يختلف، لذلك يجب أن يعرف الميسر الناتج المطلوب تحقيقه قبل بداية التدريب، حتى يسعى للوصول إليه.
تفاصيل التدريب
- العدد: يجب أن يحاول الميسر معرفة العدد الذي سيقوم بحضور التدريب معه، حيث أن اختلاف العدد سيعتمد على مهارات التيسير لديه في كيفية التعامل مع العدد، وأيضًا لو هناك أي معلومات أخرى عن الأفراد، مثل ثقافتهم أو أفكارهم.
- المكان: معرفة أين سيتم إقامة التدريب بالتحديد، لأن العدد سيكون له تأثير في اختيار الأنشطة المناسبة، وكذلك يتم تجهيز المكان بالصورة التي تناسب الميسر.
- التوقيت: يجب أن يعرف الميسر الموعد المحدد للتدريب، سواءً كان عدد الأيام، أو عدد الساعات في كل يوم، حتى يمكنه تحضير خطة التدريب بناءً على هذه المواعيد، وهنا تظهر أيضًا مهارات التيسير في مقدرة الميسر على التعامل المناسب مع التدريب أيًا كان الوقت.
- أي تفاصيل أخرى: من الوارد أحيانًا أن تكون هناك بعض التفاصيل الأخرى، كوجود أجر، أو بدل انتقال في حالة التدريب خارج مكان إقامتك، لذلك يجب أن يتم وضع هذه التفاصيل في الاعتبار.
محتوى التدريب
- تجهيز المادة العلمية: ويتم تجهيز المادة العلمية بناءً على غرض التدريب الموضوع سابقًا.
- اختيار التقنيات والوسائل المناسبة للتدريب: التقنيات هي طرق الشرح التي يستخدمها الميسر أثناء التدريب، ويقوم بتحديدها بناءً على المادة العلمية، واستنادًا على مهارات التيسير لديه كونه من سيطبق هذه التقنيات، أما الوسائل فإنها تعتمد على طبيعة المكان كذلك، وهذه الوسائل مثل الوسائل البصرية أو السمعية التي سيتم استخدامها كالسبورة، أو شاشة العرض، أو خلافه.
الاستعداد للتدريب
- وضع خطة التدريب: خطة التدريب هي مجموعة العناصر التي سيقوم بها المدرب أثناء التدريب، مثلًا المقدمة، الموضوع الأول، الموضوع الثاني، الموضوع الثالث، الخاتمة، ويقوم بتحديد الوسائل المناسبة لتنفيذ كل نقطة من هذه النقط، وأيضًا الوقت اللازم لتنفيذها.
- عمل بروفة: يحتاج الميسر أحيانًا لعمل بروفة قبل التدريب، خصوصًا إذا كانت أول مرة يقوم بعمل هذا التدريب، ويتأكد من أن مهارات التيسير لديه ستساعده على عمل التدريب بالشكل الذي قام بتحديده، فإن وجد أي خلل يقوم بإصلاحه.
ما هي المهام التي من المفترض أن تتم أثناء التدريب؟
إعداد بيئة التعلم
- طريقة جلوس الأفراد: عندما يذهب الميسر إلى مكان التدريب، فإنه يجب أن يقوم بتجهيز طريقة جلوس الأفراد المناسبة مع المكان، سواءً كانت حرف U، حرف V، طريقة الصفوف العادية، دائرة.
- تقسيم المكان: عندما يرغب الميسر في تقسيم الأفراد إلى مجموعات صغيرة، يجب أن يحدد لنفسه من البداية كيف سيقسم المكان.
- استخدام المساعدات البصرية: لا يعتمد الميسر طوال الوقت على مهارات التيسير لديه في الجلسة، بل يحتاج إلى الاعتماد على المساعدات البصرية كالفيديوهات أو الصور، أو استخدام لوح للكتابة، ويجب أن يجهز هذا الأمر من البداية، ويتأكد من مناسبته للمكان.
- تجهيز المكان: التأكد من ضبط الإضاءة، ولو هناك أي شيء في المكان يحتاج إلى ضبط كالتهوية، والضوضاء، يتم التعامل معها قبل البدء.
مقدمة التدريب
- التعارف: يبدأ الميسر التدريب بتعريف نفسه بالاعتماد على تقنية “مكسرات الجليد”، وسنتحدث عنها في التقنيات.
- توضيح أجندة التدريب: قد يحتاج الميسر في أول الجلسة أن يوضح للأفراد أجندة التدريب.
- قواعد التدريب: يقوم الميسر بوضع القواعد، ومن مهارات التيسير الجيدة أن يقوم بوضع هذه القواعد مع الحضور في المجموعة، بدلًا من تلقينها لهم.
التدريب
- شرح محتوى التدريب: التأكد من وصول المعلومات المطلوبة للمجموعة.
- تطبيق التقنيات الموضوعة مسبقًا.
- الرد على الأسئلة.
- تجنب حدوث ملل في المجموعة، ويمكن الاعتماد على تقنية “المنشطات” التي سنتحدث عنها في التقنيات، وهي من الأشياء الضرورية في مهارات التيسير أن تجعل الحضور نشطين دائمًا.
ما هي المهام التي من المفترض أن تتم في نهاية التدريب؟
خاتمة التدريب
- تلخيص التدريب.
- الرد على أي أسئلة متبقية.
- تقييم التدريب.
- ترك وسيلة للتواصل مع الأفراد.
- شكر الأفراد وقفل التدريب.
ما هي المهام التي من المفترض أن تتم بعد نهاية التدريب؟
- مراجعة تخطيط الجلسة للتأكد من نجاحها.
- مراجعة التقييم.
- إرسال أي محتوى إلى الحضور تم الاتفاق عليه.
التقنيات والأدوات الخاصة بالميسر
يعتمد الميسر في الشرح على العديد من التقنيات التي يستخدمها، والتي تسهل عليه مشاركة المعلومة مع الأفراد في المجموعة، وفي هذه التقنيات تظهر مهارات التيسير لدى الميسر، حيث أن كل تقنية تحتاج إلى مجهود يختلف عن غيرها.
مكسرات الجليد
على الرغم من الاسم الذي يبدو غريبًا بالتأكيد، لكن هذه المكسرات والتي يعرفها الميسرون من اللغة الإنجليزية باسم الـ”icebreakers” تستخدم في بداية التدريب، حيث أن الأفراد الموجودين توجد بينهم حواجز، خصوصًا إذا كان هذا اللقاء الأول بينهم، أو هناك اختلافات ثقافات بين الأفراد، وأنت تحتاج إلى أن تجعلهم يعرفون بعضهم البعض سريعًا، لذا يمكنك استخدام هذه التقنية، كما أنها وسيلة جيدة لتأخذ فكرة مبدئية عن الحضور وكيفية التعامل معهم، ويجب أن تجعل التقنية متناسبة مع الحضور، وهنا دور مهارات التيسير في اختيار الطريقة المناسبة.
عندما تحدد أي طريقة لكسر الجليد، حاول أن تتأكد بأنها تتمتع بالصفات التالية: مجربة من قبل وتعمل بشكل سليم، سيستمتع بها الحضور، مرتبطة بموضوع التدريب أو الجلسة “إن أمكن ذلك”، مختلفة قدر الإمكان وجديدة للحضور، تشتمل على حركة ونشاط، إيجابية ولا تحتوي على شيء يضايق أحد، سهلة في الشرح والتنظيم، لا تأخذ وقتًا طويلًا.
العصف الذهني
تعتبر تقنية العصف الذهني من التقنيات التي تستخدم كبداية للحديث عن أي موضوع، أو تجميع آراء الأفراد في موضوع ما، أو محاولة الوصول إلى قدر كبير من الأفكار، وتوظف مهارات التيسير هنا في التعامل مع الأفراد في التقنية بشكل صحيح، وتطبيق القواعد المتعلقة بها كالتالي: الكم وليس الكيف هو المطلوب، لا تعليقات حاكمة على أي فكرة، تشجيع كل أفكار الناس، جميع الأفكار يتم تسجيلها. وفي النهاية يتولد لديك أكبر قدر من الأفكار أو البدائل لحل مشكلة إن كان هذا غرضك، وبعد الانتهاء من مرحلة العصف الذهني، يمكنك استكمال التقنية ومراجعة هذه الأفكار.
المناقشة
تعتبر المناقشة من أكثر تقنيات التيسير شيوعًا، حيث يتم استخدامها طوال الوقت، فهي أسهل طريقة تضمن مشاركة الأفراد معك، وعلى الرغم من ذلك تحتاج إلى أن تكون مهارات التيسير على أعلى درجة لدى الميسر، فليس سهلًا على أحد أبدًا إدارة النقاش، بل إن الأمر يحتاج إلى مجهود كبير جدًا. أهم شيء في المناقشة هو وضع القواعد التي تحكمها، بحيث لا يسيطر أحد على المناقشة، وتترك الفرصة للجميع المشاركة، وأيضًا ألا تتحول المناقشة إلى جدال بأي حال من الأحوال، وتصبح رغبة الحضور هي إثبات صحة وجهة نظرهم بدلًا من التركيز على هدف النقاش الأساسي.
لعب الأدوار
يتم إعطاء الأفراد في المجموعة بعض الأدوار لتأديتها للتعبير عن موقف معين يحدث في الواقع، وبعد أن يتم تأدية الدور، يبدأ الأفراد في النقاش على ما حدث وتحديد الاستفادة. وهذه الطريقة تحتاج مهارات التيسير كي لا يخرج الموضوع عن هدفه الأساسي، أو يُساء فهم الموضوع.
دراسة الحالة
يتم إعطاء الأفراد قضية ما أو موقف حقيقي، ويُطلب منهم تقييم الموقف وتحليله، للخروج بحل في آخر الأمر، بشكل يساعدهم على تنمية التفكير لديهم.
الألعاب
هناك بعض المواضيع التي من الممكن أن يتم شرحها للأفراد في المجموعة بالاعتماد على الألعاب، حيث اللعبة بها جزء كبير من الترفيه، وفي نفس الوقت يمكنها أن توصل فائدة كبيرة جدًا. لكن مشكلة الألعاب في أن بعض الأفراد لا يفضلونها، ويرون أنها لا تقدم أي معرفة، وهنا تستخدم مهارات التيسير في التعامل مع الأفراد وإقناعهم بأهمية اللعبة.
المنشطات
يمكن اعتبار المنشطات جزء من الألعاب، لكنه الجزء المتعلق بتنشيط الأفراد أثناء الجلسة، وليس من الضروري أن يكون للعبة غرض سوى تنشيط الأفراد وكسر الملل، وتنطبق شروط مكسرات الجليد على المنشطات.
الفيديوهات والصور
يمكن أن تعتبر الفيديوهات والصور من تقنيات التيسير، حيث يعتمد عليها الميسر في بعض الجلسات، ويمكن عمل جلسات كاملة بفيديوهات وصور فقط، وهناك من يعتبر أنها مجرد أدوات يتم استخدامها للمساعدة.
العرض التقديمي
يعتبر العرض التقديمي كذلك من ضمن تقنيات التيسير، ولا بد من وجوده في أثناء الجلسة، فأيًا كانت التقنيات المتّبعة، وكيف يتم استخدام مهارات التيسير بها، لكن في بعض الأوقات فإنه من الضروري إعطاء المعلومات إلى الناس بالطريقة الاعتيادية، حتى يتم التأكد من أنها قد وصلت إليهم بشكل صحيح.
المسرح
بدلًا من عرض المعلومات بطريقة العرض التقديمي الاعتيادي، يتم عمل مسرحية لتوصيل الفكرة، قد تعتمد المسرحية على الميسرين في الجلسة، أو يمكن تأديتها من خلال الحضور.
القصة
تستخدم رواية القصة في توصيل بعض الأفكار، خصوصًا وأن القصص تعلق دائمًا في الأذهان، وتحتاج القصة إلى نص مكتوب، يحتوي مقدمة وشخصيات وحبكة وخاتمة، سواءً كانت قصة حقيقية أو خيالية، وهنا دور مهارات التيسير هو مساعدة الميسر على لعب دور الراوي في القصة، حتى لا يشعر الأفراد بأنهم في عرض تقديمي اعتيادي وليس قصة.
ورشة العمل
ورشة العمل هي من أكثر الطرق شيوعًا مع المناقشة، حيث دائمًا ما يتم تقسيم الأفراد إلى مجموعات، ويُطلب منهم تقديم ناتج معين، سواءً كانت ورقة بنتائج محددة، أو عرض يتم تقديمه، أو أي شيء، ولا يشارك الميسر في الورشة، إنما يترك المهمة للأفراد، وبالتالي يجب أن يقوموا بتوزيع أدوار فيما بينهم أثناء الورشة. تختلف تقنيات التيسير كما رأينا، ويوجد المزيد من التقنيات أيضًا، وتعتمد على اختلاف مهارات التيسير لدى الأفراد، فضروري جدًا أن يستخدم الميسر الطرق التي تناسبه، وإن لم يكن يجيد تقنية معينة يفضل ألا يستخدمها، حتى لا يؤثر ذلك في الحضور بشكل سلبي.
كيفية التعامل مع التحديات في المجموعة؟
تواجه الميسر في أثناء وجوده مع المجموعة العديد من التحديات، والتي تحتاج إلى مجهود في التعامل معها حتى يمكن تحقيق الهدف من الجلسة كما هو مطلوب.
السيطرة على المجموعة
عندما تبدأ في الجلسة فإنك ستحتاج إلى السيطرة على المجموعة، ويمكنك تقسيم التعامل مع الأفراد في الجلسة إلى ثلاثة مراحل، كل مرحلة تستخدم فيها مهارات التيسير بما يجعل الأفراد منتبهين معك.
- البداية: أخبرهم بما سوف تخبرهم.
- المفاجأة: أن تبدأ الجلسة بشيء يجذب الانتباه، ويشد الحضور للاستماع إليك.
- الفجوة: بداية التدريب بأن تتحدث عن الفجوة بين المستوى الحالي من المعرفة أو المهارة، والمستوى الذي يفترض أن يكتسبوه أثناء التدريب.
- الفهم: التأكد من إدراك الحضور للفجوة بين مستواهم الحالي، والمستوى المطلوب.
- الاحتياج: خلق الحاجة لدى الأفراد لسد الفجوة الموجودة حاليًا، وهذا الأمر يعتمد على قدرة جذبك لهم من خلال استخدام مهارات التيسير في لفت انتباه الأفراد إلى أهمية هذا الاحتياج.
- سؤال/إجابة: تبدأ بأن تسأل عن احتياجات الأفراد، وتؤكد بأن هذا سيكون موجود أثناء التدريب.
- تحديد المسار: الحديث عن الخطوط العريضة لما سيتم تغطيته في التدريب، والتأكيد على أن الفجوة سيتم سدها بين المستوى الحالي، والمستوى المطلوب، سواء أثناء التدريب أو بعد النهاية.
- التدريب: أخبرهم.
- الشرح: تقسيم الموضوع إلى نقاط يمكن للحضور استيعابها بشكل جيد.
- التظاهر: قم بتأدية الشيء بنفسك، ووضح لهم كيف يتم عمله.
- التدريب: اسمح لهم بالتجربة والتدريب على المهارة الجديدة بأنفسهم، واطلب منهم أن يوضحوا مدى فهمهم للمعرفة الموجودة من خلال التغذية الرجعية.
- الإرشاد/التوجيه: وهذه المهارة من أهم مهارات التيسير التي يجب أن تتوافر لديك، حيث توضح لهم مستوى التعلم الذي حققوه في التدريب، وكذلك تقوم بتصليح أي أخطاء حدثت منهم، وهذا من خلال تقييمك لهم أثناء التدريب.
- نهاية التدريب: أخبرهم بما أخبرتهم.
- الخلاصة: اعرض الموضوع الذي تحدثت عنه في نقاط سريعة.
- خطة التنفيذ: اطلب منهم تأدية بعض المهام حتى تتأكد من أنهم حصلوا على الناتج المرغوب.
- متابعة التنفيذ: لو أمكنك أن تتابع معهم في المجموعة، حتى تتأكد من أنهم ملتزمين بما وضعوه في الخطة.
إدارة الخلاف
من الأمور الأخرى التي تواجهك هي حدوث بعض الخلافات في المجموعة، ويمكنك توظيف مهارات التيسير في هذه الحالة بأنك تبدأ في بحث السبب الذي حدث الخلاف بسببه، وإن كان متعلقًا بما يخص التدريب، تبدأ في وضع نقاط الاتفاق حتى يكون الجميع على معرفة بها، وبعدها تناقش نقاط الاختلاف، أم إن لم يكن متعلقًا بالتدريب فيمكنك أن تؤجل النقاش عليه مع أفراد الخلاف بعد التدريب.
إدارة الخلاف والسيطرة على المجموعة يمكنك التعامل معهما من خلال وضع قواعد محددة للتدريب، وتؤكد على أهمية الاحترام، حاول أن تأخذ القواعد من المشاركين حتى يشعروا بأهميتهم وأنهم أصحاب هذه القواعد، واحرص دائمًا على أن تكون شخص صبور وتستمع للآخرين، وتتعلم من المجموعة، وأخبرهم كذلك بأنهم يجب أن يتعلموا مهارات التيسير في المجموعة، وأن عليهم دورًا في حل المشكلات التي تحدث، وكذلك الحرص على تطبيق القواعد.
التعامل مع الأسئلة الصعبة
يخشى البعض من أن الأسئلة الصعبة في التدريب، ويشعرون بأنها قد تهز ثقتهم في أنفسهم، ولذلك ببساطة يمكنك التعامل مع الأسئلة بواحدة من هذه الطرق:
- قم بتحضير التدريب جيدًا وتأكد من فهمك لمحتوى التدريب في كل الأجزاء والنقاط.
- توقع الأسئلة التي يمكن أن تعرض عليك في المجموعة، وقم بتحضير الإجابات من قبل.
- حول السؤال الذي لا تعرفه إلى المجموعة، وهنا يعتمد على تمكنك من مهارات التيسير بالشكل الذي يجعلك تعرض السؤال على المشاركين وتترك لهم مسؤولية الإجابة عنه، دون أن يشعر أحد بأنك لم تعرف الإجابة، لكن عليك أن تبحث عن الإجابة فيما بعد وتتأكد من صحتها، ولو هناك أي تعديل تخبر المجموعة به.
- لا توجد مشكلة أن تقول بأنك لا تعرف الإجابة، وتقوم بالبحث عن الإجابة فيما بعد، ومن ثم تعرضها على المجموعة.
الشخصيات الصعبة في المجموعة
يعتبر جزء أساسي من إجادتك مهارات التيسير أن تعرف كيف تتعامل مع الأفراد المختلفين في المجموعة، أنت لا تريد أن تحرج أحد، وتحرص على استفادة الجميع، وقد يحدث أن تقابل بعض الشخصيات الصعبة في المجموعة، والتي تحتاج إلى تعامل خاص معها، إليك بعض نماذج هذه الشخصيات وبعض طرق التعامل.
الشخص الذي يتحدث كثيرًا/الشخص الذي يخرج عن موضوع الجلسة
تتشابه طريقة التعامل مع هذين الشخصين، على الرغم من اختلافهما في الشخصية، ويمكنك أن تتعامل معهما بأن تحدد عدد معين من المرات لحديث كل شخص أثناء التدريب، تطلب منهم عرض رأيهم في وقت محدد، تسألهم بشكل مباشر عن ارتباط ما يقولونه بموضوع التدريب، تعتمد على مهارات التيسير لديك بأن تستغل الفرصة وتأخذ من كلامهما وتعود أنت إلى التدريب مرة أخرى.
الشخص الخجول
الشخص الخجول هو الشخص الذي يرغب في المشاركة لكنه يخاف من فعل ذلك، ويمكنك أن تتعامل معه بأن تحدد في البداية الأسباب الحقيقية وراء صمته، وتشجعه على المشاركة بشكل شخصي دون أن تحرجه وتجعله لا يرغب في الاستمرار معك، تمنح المجموعة الوقت للتحضير الجيد، تسأله أسئلة تعرف بأنه يقدر على إجابتها، تطلب منه تسجيل النقاط وعرضها على المجموعة في النهاية.
الشخص الذي لديه المعلومات كثيرة
هذه الشخصية من أصعب الشخصيات التي يمكن أن تقابلها في التدريب، وتحتاج إلى مستوى عالي من مهارات التيسير في التعامل معها، فيمكنك أن تستغل المعلومات التي لديه لتفيد الناس، يمكنك أن تعتمد عليه في موقع الميسر أحيانًا، تسند إليه مسؤولية في المجموعة، تسأله عن جزء معين في موضوع التدريب وتترك له الفرصة لينقل ما لديه للناس.
تذكر أنك الميسر وأن عليك مسؤولية أن تفيد الحضور جميعًا، لذلك إن شعرت بأن هناك أي شخص في التدريب يرغب في تعطيله، هنا يجب أن تتدخل بشكل حازم ومرن في نفس الوقت، فالأهم دائمًا هو نجاح التيسير مع المجموعة، وتحقيق الاستفادة الكاملة لدى الجميع.
مهارات التيسير ليست مجرد مهارات عادية، فهي كما رأينا مجموعة كبيرة جدًا من المهارات، وتحتاج إلى تدريب دائم من الشخص حتى ينجح في أن يكون ميسرًا جيدًا، فإن كنت ترغب أن تكون ميسر لمجموعة، احرص على تعلم هذه المهارات بشكل صحيح.