تسعة
الرئيسية » العمل » مهن » كيف تُصبح مراسل تلفزيوني مُتمكن دون للدراسة بكليات الإعلام؟

كيف تُصبح مراسل تلفزيوني مُتمكن دون للدراسة بكليات الإعلام؟

جميعنا يحلم بأن يكون بأحد الأيام مراسل تلفزيوني مُتمكن يُمكنه تغطية الأحداث الهامة بصورة تضمن إيصال المعلومة إلى الأشخاص الذين يحتاجون لها، والجميل هنا أن هذا الأمر ممكن جدًا دون الحاجة للدراسة في كليات الإعلام فكيف يا تُرى؟

مراسل تلفزيوني

لا شك عزيزي القارئ أن كونك مراسل تلفزيوني أمر يدعو إلى الفخر والاعتزاز، فهي واحدة من المهن التي يحلم الكثيرون بالعمل بها في يوم من الأيام، خصوصًا وأنها لم تعد مستحيلة الوصول في الوقت الحالي بسبب التطور الكبير الذي شهدته وسائل التواصل، فقد أصبح من السهل جدًا الوصول إلى المنصات وعرض نفسك كمراسل عادي، بل لن نبالغ إذا قلنا بوجود أرضية تسمح باستيعاب عدد كبير من المراسلين الجدد، وبالتالي عزيزي القارئ حلمك لم يعد الآن في حاجة إلى دفع ضريبة من أجل تنفيذه، فقط أنت مُطالب بالتصميم على تحقيق هذا الحلم واتباع الخطوات اللازمة لتنفيذه، وهذا بالضبط ما سنقوم بفعله في السطور القليلة المُقبلة، حيث أننا ستناول سويًا أبرز طرق تعلم كيفية التحول إلى مراسل تلفزيوني وكيف من الممكن تحويل ذلك إلى حقيقة بعدة خطوات بسيطة وليست مستحيلة، فهي بنا نفعل ذلك سريعًا.

وظيفة المراسل التلفزيوني

مراسل تلفزيوني وظيفة المراسل التلفزيوني

قبل أن ندلف إلى كيفية تحقيق حلمك عزيزي القارئ في التحول إلى مراسل تلفزيوني فنحن مطالبون أولًا بالتأكيد ببيان ماهية هذه الوظيفة لمن لا يعرفها، فنحن نتحدث عن موهبة وحرفة في نفس التوقيت، حيث أن تلك الوظيفة يعمل بها الطلبة المُتخصصين والخريجين وفي نفس الوقت يُمكن أن يعمل بها القادرين غير الدراسين، إذ أن الإجادة هي الشرط الأول والرئيسي، أما فيما يتعلق بشكل الوظيفة فهي ببساطة مهنة النقل من الحدث ووضع المشاهد في قلب الحدث بكل يسر وكأنه موجود في مكان الانفجار أو مكان الواقعة أيَّا كانت، وقد بدأت تلك المهنة منذ وقت طويل جدًا لكنها لم تلقى ذلك الرواج الكامل سوى في مطلع القرن الحادي والعشرين، وذلك عندما أصبحت القنوات التلفزيونية تعتمد بشكل كبير على المراسلين.

يُمكن للمراسل الظهور في البرامج الإخبارية أو حتى البرامج الحوارية، فحتى تتحول إلى هذه المهنة لا تحتاج عزيزي القارئ إلى التوجه ناحية برامج الأخبار فقط والالتزام بقلتها أو كثرتها، وإنما عليك قصد أي برنامج وسوف تجد بالتأكيد من يطلبك، فالمذيع عندما يجلس على كرسي التقديم التلفزيوني يكون راغبًا بالتأكيد في شخص ينقل له الصورة التي لا يراها ويتمكن من جس النبض بكل الطرق الممكنة، وهذه هي وظيفة المراسل التي نتحدث عنها، لكن كيف تُصبح مراسل تلفزيوني يا تُرى؟ هذا هو السؤال الذي سنحاول وضع إجابة له بالسطور التالية.

كيف تكون مراسل تلفزيوني ناجح؟

مراسل تلفزيوني كيف تكون مراسل تلفزيوني ناجح؟

كي تُصبح عزيزي القارئ مراسل تلفزيوني وتتمكن من احترام هذه المهنة فإنه ثمة الكثير من الطرق التي أبرزها وأكثرها وضوحًا بالتأكيد هي دراسة هذا العلم أو المجال في الكليات المخصصة له، فهناك كليات الإعلام أو الإذاعة والتلفزيون التي تمتلك أقسام خاصة بهذه الوظيفة فقط، بمعنى أنك بعد دراسة لمجموعة من السنوات سوف تُصبح مؤهل للعمل بهذه الوظيفة والتدرج بها، لكن لنفترض مثلًا أنك لم تقم بالدراسة في هذه الكلية وأصبحت في سن لا يسمح لك بالدراسة مجددًا وفي نفس الوقت ترغب في أن تكون مراسل تلفزيوني مثل البقية، فهل يُصبح الأمر مستحيلًا بالنسبة لك؟ الإجابة بالطبع لا، حيث أنه ثمة بعض طرق الوصول التي لا تحتاج إلى دراسة، وعلى رأسها مثلًا الحصول على دورات متخصصة.

الحصول على دورات متخصصة

طبعًا في حالة عدم دراستك في أي كلية من كليات الإعلام المتخصصة في إخراج جيل من هؤلاء المراسلين سنويًا فإن الحل الملائم والأصح بالنسبة لك هو الحصول على دورات ومحاضرات تعليمية يقوم المتخصصين بتقديمها، والمتخصصين المقصودين هنا هم مراسلين سابقين أو مُخضرمين، وبالتالي فهم يمتلكون من القدرات ما يجعلهم مؤهلين لمنح خبراتهم للجيل الجديد، والحقيقة أنه من المميزات الهامة جدًا لهؤلاء المتخصصين أنهم لا يُقدمون ما يعرفونه بشكل أكاديمي ممل مثلما يحدث غالبًا في الكليات، وإنما هم يفعلون ذلك من خلال الشكل العملي الذي من المفترض أنك ستحتاج إليه فور عملك في تلك الوظيفة، إنهم ببساطة يمنحونك الخلاصة، وأكثر ما تحتاج إليه في مرحلة عدم الدراسة هي الخلاصة الموجزة، صحيح أن الأمر ربما يُكلف تكاليف مادية مرتفعة بعض الشيء لكنها تظل مُستحقة نظير ما ستتعلمه.

عرض موهبتك من خلال الطرق المتاحة

بعض الناس يعتقدون أنه حتى يُمكنهم أن يُصبحوا مراسلين ويحصلوا على الشهرة التي يطمحون للحصول عليها فإنهم مُلزمون أولًا بالبحث خلف القنوات، والحقيقة أن هؤلاء المساكين لا يدركون أنه ثمة الكثير من الطرق التي يُمكن من خلالها القيام بهذه المهمة دون تكبد ذلك العناء، إذ أنه من المؤكد تمامًا أن الوصول لقنوات التلفاز والعمل بها كمراسل تلفزيوني أمر يقترب من المستحيل، وخصوصًا في الوقت الحالي، لكن موهبتك وكونك مراسل تلفزيوني قادم على الطريق يُمكن أن تتحقق من خلال عدة طرق مختلفة، أهمها على سبيل المثال عرض موهبتك من خلال مواقع التواصل الاجتماعي والإنترنت بشكل عام، فمثل هذه الأماكن قد أصبحت الآن تعج بالكثير من المتابعين الذين يُمكنهم تقييم موهبتك وإبداء النصح لك إذا كان الأمر يحتاج لذلك، جرب هذا الأمر عزيزي الموهوب ولن تندم بالتأكيد.

استغلال فرص التدرب

من الأمور الصعب في مجال المراسلين بالمحطات التلفزيونية أن يتم استغلال فرص معينة من أجل التدرب، فبلا شك أنت لن تبدأ منذ المرة الأولى لك كمراسل مُتمكن وقدير، بل ستحتاج قبل ذلك لفرص كثيرة من أجل التدرب والتعلم، وبالتالي عليك البحث عن الفرص المتاحة بهذا الصدد والتشبث بها مهما كانت التضحيات التي ستقوم بتقديمها أثناء قيامك بذلك الأمر، ففي الأساس تلك الفرص هي التي ستصنعك، اليوم أنت مُتدرب وغدًا ستكون المُدرب، هذه هي سنة الحياة في كل زمان ومكان، على العموم، فكرة استغلال فرص التدرب على مجال المراسلة التلفزيونية من أهم أسباب النجاح في هذا العالم الوظيفي.

إجادة اللغة العربية الفصحى

بما أننا نواجه هذا المقال في الأساس إلى شريحة القراء من الوطن العربي فإننا بكل تأكيد مُطالبون بذكر أهم سبب أو طريقة من طُرق اقتحام هذا المجال دون وجود دراسة مسبقة في هذا المجال، والحديث هنا عن شيء في غاية الأهمية مثل تعلم اللغة العربية الفصحى، فلكي تُصبح مُراسل تلفزيوني متمكن عليك أن تعرف بأن الحديث في التلفزيون أمام المشاهدين يستوجب منك لغة رصينة وقوية، لغة فصحى تحديدًا، هذه اللغة لن تكون موجودة بالفطرة بالتأكيد، وإنما ستحتاج القيام ببعض الأمور من أجل اكتسابها أو تقويتها، وعلى رأسها القراءة والاستماع إلى مواضيع باللغة العربية الفصحى، ببساطة، عليك أن تقوي لسانك وأذنك، هكذا سينجح الأمر وستأخذ خطوة كبيرة جدًا للأمام.

الاشتراك في المسابقات المتخصصة

ربما لا يعرف البعض ذلك، لكن كونك مراسل تلفزيوني ، أو لديك موهبة المراسل بشكل عام، يجعلك مؤهل للاشتراك في العديد من المسابقات المتخصصة في هذا المجال، وربما المسابقة الأشهر بذلك الصدد مسابقة إبداع، والتي تُقام سنويًا في الكثير من المجالات وضمنها مسابقة المراسل التلفزيوني، وعلى الرغم من كونها متاحة فقط للشباب حتى سن الخامسة والعشرين، إلا أنها تُغطي شريحة كبيرة من الذين توجه لهم هذه السطور، فأولئك الذين يقفون على شفا حفرة من موهبتهم أو يريدون إثقالها وزيادة خبراتهم فإن الطريقة الوحيدة الملائمة لذلك هي الاشتراك في المسابقات المُتخصصة، وطبعًا تلك المسابقات توفر أيضًا الحافز المادي، وهو شيء مطلوب جدًا بالنسبة للمراسلين الصغار على وجه التحديد.

مهام المراسل الصحفي

مراسل تلفزيوني مهام المراسل الصحفي

ما هي المهام التي يقوم بها المراسل التلفزيوني؟ هذا في الحقيقة سؤال آخر يستحق السعي بشدة من أجل إيجاد إجابة واضحة له، إذ أن الأمور ليست بتلك السهولة التي قد يتخيلها البعض منكم، والحلم بأن تُصبح مراسل تلفزيوني ليس حلمًا مجانيًا بالمرة، بل يجب دفع الثمن في صورة بعض المهام أهمها وضع المشاهد في الحدث.

وضع المشاهد في قلب الحدث

طبعًا المهمة الأولى والرئيسية لصاحب مهنة المراسل أنه مسئول كل المسئولية عن وضع المشاهد في قلب الحدث، فإياك أن تعتقد عزيزي القارئ أن ذلك المراسل يكون مراسلًا للمذيع فقط، وإنما كذلك هو يتولى مسئولية المراسلة للمشاهد نفسه، إذ أن المشاهد يجلس في بيته ويُريد أن يرفع ما الذي يحدث في ذلك المكان الملتهب، ومهمتك أن تُخبره بما يحدث مُقابل الاستمرار في مشاهدة المحطة التي تظهر بها، هذا هو الاتفاق الضمني الذي يحدث عندما يبدأ في متابعة أي قناة من القنوات، يريد أن يعرف ما الذي يحدث بالضبط وأنت عزيزي المراسل الشخص الأول المُخول بذلك.

جس النبض ومعرفة آخر التطورات

لا نزال مع مهام عملك في وظيفة مراسل تلفزيوني ، فأنت أيضًا عزيزي الموهوب مُطالب بجس النبض في المنطقة التي ستذهب لتقوم بالمراسلة فيها، أيضًا عليك أن تعرف آخر التطورات المُتعلقة بالمنطقة التي تتواجد بها، ربما يكون ذلك بطرق رسمية أو غير رسمية، في النهاية تجد نفسك الشخص المُطالب بالقيام بذلك والنجاح فيه.

المخاطرة من أجل المعلومة والحقيقة

هناك شيء في غاية الأهمية يجب أن تعرفه عزيزي المراسل الشاب المقبل على الحياة العملية، وهو أنك عندما تقوم بأي شيء مما سبق ذكره فأنت بكل تأكيد سوف تأخذ المخاطرة وتعرض نفسك ربما للموت، وهذا يحدث كثيرًا في الأماكن الملتهبة غزيرة الأحداث، ونحن لا نتحدث عن وقوع المخاطرة وإنما وقوع الموت، وجميعنا بالتأكيد عايش وشاهد ذلك بنفسه من خلال الوقائع التي تقع في الآونة الأخيرة وتقود إلى هذه النتيجة، فالمراسلين يموتون مثلًا في سوريا وفلسطين والعراق، وفي مصر خلال ثورة يناير والأحداث الملتهبة التي تبعتها كان هناك أيضًا مخاطرة في عملية نقل الأخبار انتهت بموت المراسل، لكن هؤلاء المراسلين الذين قدموا أرواحهم كانوا يعرفون بوجود ذلك الخطر قبل تقدمهم للموت، ورغم ذلك فعلوا، وهنا نحن أمام صفة غالبًا ما يتحلى بها الشخص الذي يعمل في مجال المراسلة، وهي صفة الشجاعة، وهذه الشجاعة فقط من أجل الحقيقة.

ختامًا عزيزي القارئ، كي تُصبح مراسل تلفزيوني مرموق مهمة أشبه بأن تُصبح نجم سينمائي أو لاعب كرة قدم شهير، فكلا الأمرين يحتاجان منك الكثير من الجهد وقبل كل ذلك حلم تصدقه فعلًا وتؤمن به، وربما ما يجعلنا نقول ذلك هو كون الكثير ممن حاولوا أن يُصبحوا بهذا المجال قد نجحوا بالفعل، الأمر فقط يحتاج منك المحاولة.

محمود الدموكي

كاتب صحفي فني، وكاتب روائي، له روايتان هما "إسراء" و :مذبحة فبراير".

أضف تعليق

15 − ستة =