تسعة
الرئيسية » صحة وعافية » الحمل والانجاب » كيف تحددي كمية الحليب التي يحتاجها الطفل في مراحل نموه؟

كيف تحددي كمية الحليب التي يحتاجها الطفل في مراحل نموه؟

يحتاج الطفل خلال مراحل نموه لتناول كمية الحليب المناسبة ليكون قادرًا على الحياة خاصةً وأن اللبن يكون هو غذاؤه الوحيد حتى يُفْطَم بعد عامين في المتوسط، ورغم أهمية الرضاعة إلا أن كثيرين لا يدركون عن مكنوناتها ما يضمن حياة أفضل لأطفالهم.

كمية الحليب

تعتبر الرضاعة أحد أهم المراحل الأساسية التي يمر بها الإنسان لتضمن انتقاله لمراحل أخرى لاحقة، ولولاها لهلك الإنسان سواءً كانت الرضاعة طبيعية أو صناعية، ولكن في المجمل لا يختلف اثنان على ما للرضاعة من أهمية تستدعي اتباع الضوابط السليمة تحت إرشاد الطبيب لضمان صحة سليمة للطفل وضمان حصوله على الكمية المطلوبة لينمو بشكل طبيعي دون خلل أو مشاكل ناتجة عن نقص الغذاء أو غير ذلك، ولعل أحد أبرز ضوابط الرضاعة تلك هي تحديد كمية الحليب المطلوبة بما يتناسب مع عمر الطفل وكل مرحلة من مراحل نموه، وفي سبيل التعرف على تلك الكمية يجب مراعاة أمور عدة تدور في الغالب حول مدى صحة الطفل وعمره وكمية ما ينتجه في عملية الإخراج، فضلًا عما يحدده الطبيب من معايير تتعلق بالوزن والحجم، وتبقى هذه كلها معايير هامة في عملية الرضاعة تتبعها ضوابط ونصائح أخرى عديدة تتلقاها الأم خلال فترة متابعتها مع الطبيب إلى أن ينتقل الطفل لمرحلة تسمح لها بتربيته دونما إرشادات طبية.

كمية الحليب بالجرامات

هناك قاعدة طبية عامة حول الرضاعة لمن هم أقل من سن الستة أشهر الذين لم يتناولوا بعد أية مواد صلبة، فهؤلاء يجب أن يتم إطعامهم حوالي من 56 إلى 70 جرامًا من الحليب الصناعي لكل نصف كيلو جرام من وزن الجسم وذلك خلال فترة 24 ساعة؛ فعلى سبيل المثال إذا كان الطفل يزن خمسة كيلو جرامات فإنه سيحتاج لأن يرضع حوالي من 560 إلى 700 جرامًا من الحليب الصناعي في اليوم الواحد أي في فترة 24 ساعة فقط، وهذا يعني أنه على الأم أن تطعم رضيعها حوالى من 85 إلى 110 جرامات من الحليب كل أربع ساعات، وهنا يجب التأكيد على الالتزام بهذه الكميات وعدم الضغط على الطفل لتناول أكبر كمية ممكنة لأنه حتى وإن كان مغذيًا بالفعل إلا أن الشيء إن زاد عن حده انقلب إلى ضده وأصبح يشكل ضررًا على الطفل.

وجدير بالذكر أن الأرقام الموضحة تلك تقديرية بحتة وليست قاعدة عامة ملزمة للطفل بتناول هذه الكميات بالضبط، ولكنها مجرد إرشادات وتقديرات ما على الأم الالتزام بها قدر الإمكان مع مراعاة أن كل طفل قد يختلف عن الآخر وأن الأطفال الأكبر حجمًا في الغالب يحتاجون إلى تناول كميات أكبر من الحليب عن أقرانهم الأصغر حجمًا، كما أنه من المعلوم أن الأطفال قد تختلف شهيتهم من رضعة إلى أخرى وكذلك من يوم إلى يوم آخر، ويجب على الأم مراعاة رغبات الطفل وألا تجبره على شيء وتجعله معظم الوقت في هذه المرحلة يقود دفة إرادته هو بنفسه.

كمية الحليب وفق مراحل النمو

لا شك أن كمية الحليب المطلوبة للرضاعة تختلف من طفل لآخر وفق عدة معايير أبرزها السن؛ لأنه باختلاف السن تختلف حاجة الجسم إلى الحليب لتتفق مع مدى نمو أعضاء الجسم وقدرة الطفل على امتصاص الحليب وما إلى ذلك من مبررات، وفيما يلي توضيح لكمية الحليب المطلوبة للرضع حسب السن:

الأطفال الرضع حتى شهرين

في هذه المرحلة تكون معدة الطفل صغيرة للغاية وتقريبًا بحجم قبضة الطفل الرضيع؛ ولذلك فإنه ينصح بالإبطاء الشديد في إطعامهم للرضعات على أن تكون الرضعات الأولى بدايةً من 28 إلى 56 جرامًا من الحليب الصناعي لكل رضعة واحدة، وأن يتم تكرار الرضعة ثلاث أو أربع ساعات أو كلما طلبها الرضيع ذاته، ويومًا بعد يوم تبدأ الأم في زيادة الرضعة بالتدريج حتى يستسيغها الطفل ويتعود على تناول كمية أكبر قليلًا كل عدة أيام، مع مراعاة عدم إجبار الطفل أبدًا على تناول المزيد ما لم يطلب هو ذلك.

المرحلة العمرية من شهرين إلى أربعة أشهر

فحينها يكون الطفل قد وصل تقريبًا حوالي ستة كيلو جرامات، وفي هذه المرحلة لن يكون الطفل بحاجة إلى رضعات منتصف الليل، بل سينتظم تناوله للحليب خلال النهار والفترة المسائية، وهذا لا يعني أن عدد الرضعات ستقل لكنها ستزيد وفي المقابل ستقل أوقات الرضعات بين الواحدة والأخرى.

المرحلة من أربعة إلى ستة أشهر

في هذه المرحلة تبدأ الأم في إطعام طفلها المواد الصلبة المناسبة لسنه إلى جوار الحليب أيضًا، ولكن هنا يجب على الأم التقليل من كمية الحليب التي تقدمها له حتى تكفي معدته كلا من الحليب والغذاء الصلب الآخر، وبالتالي قد تصل كمية الحليب التي يتناولها الطفل من 170 إلى 225 جرام في كل رضعة على حدة، ولكن يجب ألا تزيد هذه الكمية أكثر من 900 جرام في اليوم الواحد، أما في حال شعرت الأم بأن الطفل يطلب المزيد فيمكن استشارة الطبيب في ذلك.

تناول كمية حليب أكثر من اللازم

في بعض الأحيان يتناول الطفل الرضيع أكثر من حاجته من الحليب يوميًا أو مع كل رضعة، سواءً رغبة منه في ذلك أو لسوء تقدير الأم لاحتياجاته، وبالتالي تظهر بعض العلامات على ذلك وهي كثرة عدد المرات التي يبصق فيها الطفل للحليب خلال الرضعة أو بعدها، أو قد يظهر ذلك على شكل زيادة وزن الطفل بصورة ملحوظة للعيان، وفي حال ملاحظة الأم لهاتين الحالتين فإنها يجب القيام بعدة خطوات، منها أن تطعمه فقط عندما يكون جائعًا ويتباكى طلبًا للطعام، وإذا لاحظت زيادة طلبه على الحليب فإنها يمكن أن تلهيه بأي شيء مناسب تضعه في فمه، وفي هذه الحالة كذلك قد يكون السب أن الأم تضع كمية قليلة من الماء لخلط الحليب الصناعي مما يجعله غير مشبع للطفل، وعلى كل حال يجب استشارة الطبيب حول أية مثيرات تطرأ على الطفل.

اختبار كمية الحليب في ثدي الأم

في أحيان عديدة يجب على الأم متابعة كمية الحليب لديها للتأكد مما إذا كانت مناسبة لإطعام وإشباع طفلها أم لا، وفي هذا الصدد هناك عشرة خطوات رئيسية يجب أن تقوم بها الأم وهي:

  • يجب على الأم أن تغسل يديها جيدًا ثم تحضر ملعقة أو سرنجة أطفال مخصصة لذلك تجمع فيها الحليب.
  • يفضل أن تسترخي الأم في مكان هادئ ومريح لأن الهدوء النفسي هذا أحد أبرز العوامل التي تسهل من إدرار الحليب.
  • ينصح بأن تكون الأم في وضع الجلوس لضمان خروج الحليب بسهولة وسرعة.
  • ينصح بعمل مساج وتدليك خفيف لمنطقة الثدي بهدف تنشيط وكذا تحفيزه على إنتاج الحليب، وفي هذا السياق يمكن الاستعانة بفوطة دافئة لوضعها على الثدي بهدف تحفيزه على إدرار الحليب بسهولة.
  • مع الوقت ستحدد الأم نطقة ما إذا ضغطت عليها خرج الحليب أكثر، وهذه النقطة في الغالب تكون موجودة فوق الهالة السوداء التي تحيط بحلمة الثدي في حال كانت هذه الهالة صغيرة، أما في حال كانت هالة الثدي كبيرة فإن هذه النقطة ستكون بداخل الهالة السوداء، ولا شك أن هذا الأمر يختلف من أم لأخرى.
  • في سبيل الحفاظ على ضمان إدرار الحليب في كل مرة بسهولة فإنه ينصح بوضع علامة ما على هذه النقطة مثل البلاستر الطبي على سبيل المثال وهذا حتى يسهل إيجادها في المرة القادمة بسهولة.
  • في الغالب نقطة إدرار اللبن تلك تكون أعلى الحلمة، ولذا تنصح الأم بوضع إصبعها فوق حلمة الثدي ومن ثم تمرير إصبعها إلى الأعلى عكس اتجاه الحلمة، وعند الوصول إلى نقطة إدرار الحليب تبدأ الأم بالضغط عليها بلطف.
  • يتم تكرار تلك العملية عدة مرات قبل بدء الرضاعة حتى يبدأ الحليب في النزول بكثافة مناسبة.
  • يجب على الأم أن تنتقل من ثدي إلى الآخر كل عدة دقائق للحفاظ على تحفيزهما على الدوام، كما يجب تكرار تلك العملية من خمس إلى ستة مرات مع كل ثدي.
  • عملية اختبار كمية الحليب في الثدي والتعرف على نقطة إدرار الحليب تلك قد تحتاج في الغالب إلى حوالي ثلاثين دقيقة.

انخفاض إنتاج الحليب

قد تعاني بعض الأمهات من مشكلة انخفاض إنتاج الحليب، وهي ليست مشكلة في حد ذاتها إذا كان الطفل يرضع لفترات طويلة يعوض بها نقص إفراز الحليب، ولكنها تصبح مشكلة إذا أثر ذلك في حصول الطفل على الحليب المناسب له، وبالتالي قد يتأخر في النمو عند مقارنته بأقرانه من نفس السن وتبدأ دلالات عدم القدرة على النمو على هيئة نقص في الوزن أو على الأقل الوقوف عند نفس حجم النمو دون زيادة، وفي هذه الحالة يجب على الأم التواصل بالطبيب فورًا لمعاينة الطفل، وفي الغالب يتم معالجة الأمر عبر تحسين تقنيات الرضاعة؛ حيث تنصح أخصائيات الرضاعة بتناول دواء ما له نتائج جيدة في إفراز الحليب يسمى دومبريدون أو موتيليوم، ورغم أن هذه الأدوية ليست مصنعة خصيصًا لإنتاج الحليب أو زيادة إفرازه بل أدوية مضادة للغثيان، إلا أن رفع نسبة البرولاكتين في الدم من الآثار الجانبية لهذا الدواء، والبرولاكتين هو الهرمون المسؤول عن تحفيز عملية إفراز الحليب والمحافظة عليه خلال الأيام الأولى؛ ولذلك فإن الأم لا تتناول هذه الأدوية فقط ولكن تتناولها مع أدوية أخرى مساعدة على زيادة إدرار اللبن.

أسباب انخفاض كمية الحليب لدى الأم

بالنسبة للرضاعة الطبيعية قد تلاحظ الأم مع الوقت قلة كمية الحليب التي تنتجها وتبدأ في القلق إذا ما كانت تعاني من مشكلة ما تتطلب علاجًا، ولكن في الغالب هنالك أسباب عديدة لأن إنتاج الحليب يتوقف على ما يتناوله الطفل بالفعل؛ بحيث أن الطفل كلما رضع أكثر كلما زاد إفراز اللبن، كما أن هناك عدة أسباب تفسر النقص المؤقت أو الدائم في إنتاج الحليب، وهذه الأسباب هي:

  • قد تكون الأم تعاني من تقرح حلمات الثدي وهو ما يؤثر سلبًا على خروج كمية مناسبة من الحليب، وفي هذه الحالة تتعرف الأم على ذلك إذا استشعرت بآلام عند الرضاعة.
  • قد يقل إنتاج الحليب أيضًا في حال كانت الأم تعطي طفلها اللهاية يضعها في فمه مدة كبيرة؛ الأمر الذي يقلل كثيرًا من التوقيت اللازم والمخصص للرضاعة من ثدي الأم، وعلى هذا الأساس ينخفض إنتاج الحليب بشكل تلقائي.
  • من أسباب انخفاض كمية الحليب لدى الأم كذلك أنها قد تكون اعتادت إرضاع الطفل كل عدد ساعات محدد بدلًا من إرضاعه عند حاجته لذلك.
  • في أوقات عديدة يكون الطفل ناعسًا أثناء الرضاعة ولا يمتص اللبن بشكل كافي يحفز الثدي على إنتاج الحليب، وفي هذه الحالة يجب تشجيع الطفل على الرضاعة باستمرار، وهذه الحالة تنتشر كثيرًا لدى الأطفال الرضع في المراحل الأولى من حياتهم حيث يكونون كثيري الحاجة للنوم، وكما أوضحنا أنه كلما تم إيقاظه وتشجيعه على الرضاعة فإن هذا يحفز الثدي بطريقة أو أخرى على زيادة إفراز الحليب، وفي حال وجدت الأم صعوبة في إيقاظ طفلها فإنها يجب أن تحاول إخراج كمية مناسبة من الحليب وحفظها له في زجاجة لحين الاستيقاظ؛ وبالتالي ستلبي حاجة الطفل من الحليب وكذلك ستضمن التنشيط والتحفيز المستمر للثدي على إنتاج الحليب.
  • قد تعاني الأم من إشكالية طبية ما تمنعها من إنتاج الحليب بالقدر المطلوب، وبالتالي يتأثر إنتاج الحليب أحيانا بالظروف الطبية، ولذا يجب مراجعة الطبيب عند وجود أية دلالات على وجود مشكلة صحية تمنع الثدي من إنتاج الحليب، وهذه المشكلات هي:
    • إصابة الأم باضطرابات هرمونية، والتي تظهر على سبيل المثال في هيئة انخفاض وأحياناً ارتفاع في مستوى إفرازات الغدة الدرقية.
    • إذا كانت الأم قد خضعت من قبل لعملية جراحية في الثدي، أو حتى كانت قد تعرضت للإصابة في الثدي في أيٍ من مراحل عمرها السابقة.
    • إذا كانت الأم قد نزفت كميات كبيرة من الدماء أثناء عملية الوضع أو بعدها، فهذا النزيف قد يؤثر بشكل مستمر على منسوب الحليب حتى يتم شفاء الأم تمامًا.
    • إن وجود أي جزء من المشيمة في الرحم قد يؤثر كثيرًا في إيقاف إفراز الحليب حتى تتم إزالة هذا الجزء.
    • هنالك بعض الأدوية التي تتعارض مع إنتاج الحليب مثل حبوب منع الحمل المركبة التي تحتوي على هرمون الأستروجين أو كذا يعض العلاجات الخاصة بالزكام وأيضًا بعض أدوية السيلان.
    • وعلى الأم أن تعلم جيدًا بأن المشكلة ليست في انخفاض إنتاج الحليب ولكن في توصيله للطفل، ولذا ينصح بتحفيز الثدي دومًا بالتدليك أو بوضع فوطة دافئة أو غير ذلك.

التوقيت المناسب لإيقاف الرضاعة الطبيعية

لا شك أن الرضاعة الطبيعية من أهم المغذيات للطفل بما تحويه من عناصر هامة لبناء الجسم، ولذلك فإن التوقف عن الرضاعة أمر مهم للغاية يحتاج دراسات عديدة، وفي هذا السياق فإن منظمة الصحة العالمية تنصح بأن تستمر الرضاعة كحد أدنى حتى ستة أشهر كاملة، ولكن هذه الفترة قد تختلف تمامًا باختلاف المناطق والثقافات في كل دولة؛ فإن هنالك من البلدان من يوقفون الرضاعة بعد فترة بسيطة جدًا من الولادة، وفي المقابل فإن منهم من يستمر في الإرضاع حتى 24 شهرًا، وعلى كل حال نجد أن أحد أسباب إيقاف الرضاعة مبكرًا هو قلة إدرار حليب الأم الذي يعقبه عدم إشباع للطفل وكذلك من أسباب إيقاف الرضاعة الطبيعية هو خوف الأم من ترهل الثدي بسبب عملية الرضاعة.

مؤشرات رضاعة الطفل كمية حليب مناسبة

هناك عدة دلائل ومؤشرات إذا لاحظتها الأم تطمئن وتتأكد جيدًا من أن طفلها الرضيع يتغذى جيدًا ولا يهمل امتصاص الحليب من سواءً من ثديها أو من زجاجة الرضاعة الصناعية، ومن هذه المؤشرات ما يلي:

  1. أن تشعر الأم بلين الثدي أثناء الرضاعة وأن العملية تسير بانتظام وبشكل طبيعي دونما ضجر من الطفل أو احتقان في الثدي أو غير ذلك من معوقات.
  2. قد تسمع الأم صوت طفلها الرضيع وهو يبلع الحليب بهدوء، وهذا مؤشر قوي على استساغة الطفل للحليب وأن عملية الرضاعة تسير لديه بأحسن حال؛ وبالتالي يحصل على الغذاء اللازم له دون أية معوقات لذلك.
  3. في حال كان الطفل يطلب الرضاعة من تلقاء نفسه يكون هذا مؤشرا مباشرا وواضحا للحصول على القدر المناسب من الحليب وبالتالي من الغذاء.
  4. حينما تلاحظ الأم على طفلها الهدوء والسكينة بعد الرضاعة فإن هذا دليل على اكتفاءه من الحليب والغذاء.
  5. إذا لاحظت الأم تغير لون وشكل براز الرضيع فترة ما بعد الولادة من اللون الغامق واللزج إلى اللون المصفر الناعم، فهذا دليل على أثر الغذاء والحليب بشكل جيد.
  6. هنالك دلائل مادية على شبع الطفل وتغذيته من الرضاعة بشكل كامل، وهذا يبدو على هيئة تبليل الطفل للحفاضات الخاصة به كل عدة ساعات قد تصل إلى ستة حفاضات في اليوم الواحد.

وهنا يجب الإشارة إلى أن الأطفال الرضع لا يحتاجون إلى كميات كبيرة من الحليب في كل وجبة، ويختلف هذا حسب نوع الرضاعة، حيث أن الأطفال الذين يخضعون لعمليات الرضاعة الصناعية يكونون أقل قدرة في السيطرة على ما يتناولونه من حليب أثناء الرضاعة، وبالتالي نجد أن الطفل في الرضاعة الصناعية يتناول كمية حليب أكبر بكثير من الأطفال الخاضعين لرضاعة طبيعية، ولذلك فإنهم كثيرًا ما يتقيؤون بعد الوجبة إذا كانت الكمية أكثر من اللازم لمعدتهم الصغيرة.

سوء تفسير بعض أمور الرضاعة

في بعض الأحيان تشعر الأم بوجود مشكلة ما في عملية إفراز الحليب وتعتقد أنها لا تنتج أو تنتج كميات قليلة للغاية وذلك نتيجة لعدم امتلاء الثدي أو عدم الشعور بانتفاخه، ولكن في حقيقة الأمر يكون هذا علامة على تكيّف جسم الأم مع متطلبات الطفل لكمية الحليب اللازمة، وفي أحيان أخرى تلاحظ الأم توقف الحلمات عن تسريب الحليب أو إخراجه في غير أوقات الرضاعة، ويكون هذا أيضًا مؤشرا كافيا لتكيف الجسم مع نمط رضاعة الطفل، ومن الحالات الشائعة كذلك أن تشعر الأم برغبة الطفل الزائدة للحصول على الحليب بشكل مفاجئ على غير العادة، وفي هذه الحالة يجب التأكد من أن الطفل يضع حلمة الثدي في فمه بإحكام كامل لضمان حصوله في كل رضعة على الكم المناسب له أو محاولة تغيير وضعية الرضاعة الطبيعية للتأكد من أنه يرضع بشكل مريح، وعلى النقيض إذا لاحظت الأم قصر المدة التي يرضع فيها طفلها فهذا ببساطة يكون مؤشرًا على أن الطفل بات أكثر خبرة وسرعة في التعامل مع عملية الرضاعة، وأيضًا قد يترتب على ذلك شعور الأم بأن كمية الحليب التي تخرج منها غير كافية، بينما في حقيقة الأمر يكون الطفل الصغير قد أصبح قادرًا على ملء معدته بسرعة أكبر.

أجمعت كل المنظمات الصحية على اختلافها أن الرضاعة الطبيعية مهمة لغاية لبناء جسم الطفل بعناصر أساسية تضمن له حياة صحية مناسبة، وليست الرضاعة الطبيعية وفقط ولكن عملية الرضاعة بشكل عام حتى الصناعية منها ضرورة قصوى للطفل الرضيع، وتبقى هي العملية الأهم والأبرز التي تشغل تفكير كل أم بعد عمليتَي الحمل والولادة مباشرة، وبما أن لها تفاصيل عديدة فإنه من الضروري على كل أم متابعة كل جديد مع الطبيب سواء طبيب الأطفال أو طبيب النساء لملاحظة أي خلل أو قصور صحي قد يطرأ على الطفل أو الأم إذا ما لم تتم معالجته منذ البداية، كما أن الطب مهم جدًا في إعطاء إرشادات ونصائح تضمن تغذية سليمة وصحة مناسبة للطفل والأم على السواء، وهنا يجب التنبيه أيضًا على استشارة الطبيب قبل تناول أية أدوية أو أطعمة قد تتعارض مع عملية الرضاعة وتؤثر في عملية إفراز الحليب أو تكوينه أو مدى تغذيته، ومن ثم الالتزام بتعليمات الطبيب لضمان إفراز كمية حليب مناسبة تكفي الطفل وترضي الأم وتطمئنها.

ملحوظة: هذا المقال يحتوي على نصائح طبية، برغم من أن هذه النصائح كتبت بواسطة أخصائيين وهي آمنة ولا ضرر من استخدامها بالنسبة لمعظم الأشخاص العاديين، إلا أنها لا تعتبر بديلاً عن نصائح طبيبك الشخصي. استخدمها على مسئوليتك الخاصة.

إبراهيم فايد

الكتابة بالنسبة لي هي رحلة. رحلة فيها القراءة والاستيعاب ومن ثم التفكير . من هوياتي الرياضة وتصفح الانترنيت. اكتب في مواضيع مختلفة تهمني وتجذبني قبل كل شيء

أضف تعليق

تسعة عشر − خمسة عشر =