ربما يعد كذب الصديق واحدًا من أسوأ الخصال التي قد تصادفها في صديقك الصداقة أمر عميق، وأمر كبير وعظيم، يمكن أن تؤلف الكثير من المجلدات عن الصداقة وعن أهميتها، وعن معنى الصداقة، ويمكن أن تضرب الكثير من الأمثلة عنها، وعن قصص الوفاء بين الأصدقاء والتي خلدتها الكتب والحكايات، ولهذا قد يذهب البعض إلى المخالفة بين عنوان المقال ومضمونه، فالصديق لا يمكن أن يكذب أو ينافق، دفاعا عن العنوان إن المعنى الحقيقي له هو ما نعيشه يوميا، ما عشته أنا وما تعيشه انت وما يعيشه فلان، الكثير منا قد يكون قد عاني من بعض المخالفات من الأصدقاء، أو ما نحسبهم أصدقاء، وفي الحقيقة إن عدد الأصدقاء في النهاية لا يمكن أن يزيد عن عدد محدد يشمل أصابع اليد الواحدة، وبالتالي المطلوب إمكانية فهم الصداقة وفهم التعامل معهم ومع غيرهم، أين انت من أصدقاءك واين أصدقاءك منك كيف تتعامل معهم وكيف تتواصل وكيف تتعرف على الصادق بينهم ومن يكذب أو يمثل، إليك بعض الأمثلة والحالات التي قد تساعدك على كشف هذه الحالات.
علامات كذب الصديق ونفاقه لك
الثناء على الحديث دون داعي
مجموعة من الأشخاص يتكلمون، قد يكونون مجموعة من الأصدقاء، أو أي مجموعة كانت، يقوم هذا الشخص بالثناء على كل شخص يتكلم بغض النظر عن نوع الفكرة أو الحديث الذي يصدر عنه، قد يناقضه شخص آخر في طرحه، ولكن هذا الصديق سيعود إلى الثناء على ما يصدر من المتحدث الجديد، فمهما يتعدد المتحدثون سيتعدد التصفيق والمديح والثناء والميل إلى تلك الكفة، هذه التصرفات إشارة واضحة إلى النفاق في الحديث، فحتى لو لم يرغب بأن يبدوا مخالفا للكل، فقد يكتفي بالصمت أما أن يلجأ إلى التصفيق دون أي معنى أو هدف، فهو أمر يخالف العقل والمنطق، وقد يتم ملاحظة هذه التصرفات دون الحاجة إلى مراقبته، ستكون هذه التصرفات واضحة.
التأتأة وعدم اتصال المعلومات
إذا لاحظت صديقك وأثناء حديثه وسرده لقصة ما كثير التأتأة والانقطاع، أي أن السرد الطبيعي لحديثه غير متصل وغير مترابط وكثير الانقطاع فهي إشارة إلى انه إما أسير حالة نفسية معينة تسيطر عليه وتمنعه من التركيز، أو انه غير صادق في القصة ويحاول أن يجمع ما يستطيع من أطراف القصة من مخيلته قبل أن يقوم بسردها لك، التـأتأة مؤشر واضح على هذا الأمر وكذلك أن يكون يتحدث في نقطة معينة ثم ينتقل إلى أخرى و لاحقا يعود إلى ذات النقطة، يمكنك وفي مثل هذه الحالة وللتأكد مما يخطر في بالك أن تقوم إما بالاستفسار عن بعض النقاط مباشرة، أو بعد الانتهاء من سرد الحكاية بسؤاله عن بعض أحداثها.
تكرار القصة بروايات مختلفة
في المسرحية المشهور (ريا وسكينة) يقوم الممثل احمد بدير (عبد العال) بذكر رواية عن وفاة والده، ثم يعود إليها في فصل آخر بأسلوب مختلف تماما، هنا تقاطعه الممثلة سهير البابلي ( سكينة ) وتذكره بالأحداث القديمة، لينظر هو شخصيا باستغراب، لذا إذا ما لحظت أن صديقك يعود إلى تكرار قصة قديمة ولكن ليست بذات القصة القديمة، إن صادفت مثل هذه الحادثة فيجب عليك التوقف هنا والبحث في الأمر وعدم الوقوف عليه وقوف الكرام، فأحداث القصة التي سبق وحدثت يجب أن لا تتغير، ألا في حال حدث أمر يظهر ظهور أمر جديد يجعل القصة تختلف، أي أمر يصحح الرواية وهو أمر لم يكن معروفا من قبل، على أن يقوم بذكر هذا الأمر وكيف اكتشفه، أما إذا كانت القصة لم يطرأ عليها جديد ولكنها تروى مختلفة باختلاف الموقع أو المكان، فإذا هناك أمر يجب الوقوف عليم والتفكير، وهناك حالة كذب الصديق عليك التأكد منها.
الابتسام دون داعي دوما وعدم المخالفة
من علامات كذب الصديق الابتسام دون داعٍ، ليس هناك ما يمنع من الابتسام دائما بل على العكس إن الابتسامة تعتبر أمر جميل من الإنسان وعليه أن يستمر في الابتسام وان لا يمتنع عن هذا التصرف اللطيف، لكن ما يسمى نفاقا، هو الابتسام المبالغ فيه لكلما يثار وبطريقة غريبة جدا كالمهرج دون الوقوف على ما يثار من حديث، الأصل أن يتم التفكير جيدا بما يتم إثارته قبل الإشارة بنعم ام لا عليه، نعم الابتسامة هي عبارة عن لطافة ولكنها في ذات الوقت قد تعتبر تصرفا يشير أما الفراغ الفكري أو النفاق الاجتماعي إن جاءت وبدون داعي ودون مناسبة في الحديث.
محاولة الإيقاع بين الآخرين
من اكثر التصرفات الغير لطيفة على الإطلاق والتي قد يقوم بها الإنسان وتدل على كذب الصديق ، وهي محاولة الإيقاع بين الآخرين، هذا التصرف غير مقبول على الإطلاق وغير محبذ، بل انه إشارة إلى نقائص في الشخصية، فإذا ما لحظت هذا الإنسان يحاول القيام بعملية الإيقاع بين العيد من الأشخاص وخاصة الأصدقاء، كأن يحاول أن يحرف في الأحاديث، أو أن يقوم بذكر تصرفات ووقائع لم تقع أصلا من طرف على حساب طرف آخر، فهذا الشخص يعتبر كاذبا ومنافقا ويجب الحذر منه
تجنب النظر في عين الغير عند الحديث
من اهم ملامح لغة الجسد والتي تشير إلى الصدق والى الثقة بالنفس والثقة بما يتم طرحه من أحاديث، هي أن يقوم المتحدث بالنظر في عين المتحدث إليه مباشرة، إن تجنب النظر في العين، أو نقل العين مباشرة إلى الأرض هي إشارة إلى نقائص معينة أو معلومات دقيقة والتي يتوجب الوقوف والبحث فيها قبل الحكم عليها، حتى تستطيع الحكم عليها ما بين الصدق من عدمه، فيمكن القول إن تجنب النظر في العين هي إشارة تحتاج إلى التأكيد عليها، وعدم أخذها على أنها من المسلمات.
انه يغتاب الآخرين
تخيل أن تكون في جلسة معينة، وكل الأمور طبيعية بين الموجودين، الكل يتحدث بلطف كبير، وبمجرد أن يغادر احد الأشخاص، يبادره شخص من الحضور بأحاديث غير لطيفة عنه على الإطلاق، ويبدأ بذكر معلومات غير صحيحة عنه لغايات الإيقاع بينه وبين الآخرين من الحضور، هذا التصرف لا يبدر أبدا من شخص صادق، والأصل إن كانت المعلومات التي ذكرها حقيقية أن يقوم بذكرها أمامه لا الانتظار إلى أن يغادر.
عدم الحيادية
لا يمكن أن تنتظر من شخص معين أن يكون حياديا ومنصفا دائما، لكن الشخص الصادق والطبيعي يعرف متى ينحاز إلى طرف على حساب آخر، ومن الطبيعي أن يكون الانحياز لأمر صادق، أما الانحياز إلى شخص ما على اعتبار انه ذو منصب أو مال أو خلافه فهو أمر يدعو إلى التفكير في هذا الشخص.
أضف تعليق