تسعة
الرئيسية » مجتمع وعلاقات » الشخصية » فن الإقناع : كيف تقوم بإقناع الآخرين بسهولة مطلقة ؟

فن الإقناع : كيف تقوم بإقناع الآخرين بسهولة مطلقة ؟

يتمتع الأشخاص الناجحين في حياتهم بمقدرة كبيرة جدًا على الإقناع، لذلك فإن اكتساب هذه المهارة سوف يساعدك على الترقي كما سنرى في مقال فن الإقناع هذا.

فن الإقناع

فن الإقناع هو أن تقنع الآخرين بوجهة نظر معينة فهذا ليس بالأمر السهل حيث يتطلب ذلك مهارة خاصة لا يمتلكها كل الناس، فالإقناع هو أن يقوم طرف بتغيير المواقف أو الأفكار وترسيخها لدى طرف آخر فينجح الطرف الأول “المؤثر” في إقناع الطرف الآخر “المتأثر” إلى موقفه والاقتناع التام بفكرته. ويعتبر فن الإقناع سلاح ذو حدين فيمكن أن يكون الإقناع إيجابياً إذا كان أساسه حقائق حيث يقوم الشخص المؤثر بتوظيف الحقائق ليكوِّن قناعات لدى الأشخاص الذين يهدف إلى إقناعهم ويمكنه أن يكون سلبياً عندما يتحول إلى خداع حيث يستغل الشخص المؤثر موهبته وقدرته على الإقناع استغلال سيء فيقوم بتزوير الحقائق ليكوِّن لدى هؤلاء الأشخاص قناعات ولكنها مؤسسة على أكاذيب. أما إذا كان الإقناع مبنياً على أكاذيب سيصبح اقتناعهم مؤقتاً ويزول بمجرد اكتشافهم لحقيقة الكذبة كما أنك ستفقد مصداقيتك لديهم. كيف يمكنك أن تقنع الآخرين بفكرتك؟

أهم مفاتيح فن الإقناع

فن الإقناع أهم أدوات القائد الناجح

أهم أدوات القائد الناجح هو فن الإقناع حيث لا يمكن للشخص أن يكون قائداً ناجحاً إلا إذا كان يتمتع بسمات معينة أهمها القدرة على الإقناع، فلكي ينجح القائد في مهمته يجب أن يتمتع ببراعة في عرض أفكاره وطريقة مميزة وملفتة في توظيف الحقائق والأدلة والبراهين لخدمة الفكرة التي يريد إقناع الناس بها وكذلك القدرة على استخدام أساليب مختلفة للإقناع.

معرفة شخصية من تريد إقناعه

أهم أسس فن الإقناع أن تعرف جيداً شخصية من تحاوره وأن تدرك أبعاد تفكيره فلكل شخص طريقة تفكير مختلفة عن غيره وذلك يرجع إلى اختلاف الثقافة والبيئة والتعليم وغيرها من العوامل المؤثرة في الشخصية مما يجعل طريقة الإقناع تختلف باختلاف الأشخاص فالفكرة والطريقة التي يمكن أن تقنع بها شخص ما لا تستطيع أن تقنع بها غيره فعليك إذا أن تختار الطريقة المناسبة للإقناع من خلال معرفتك بشخصية من تريد إقناعه مع الأخذ في الاعتبار الفروق العمرية واختلاف الثقافة والبيئة وكذلك اختلاف المعتقدات والقناعات.

المصداقية

لكي تتمكن من إقناع شخص ما بفكرة ينبغي أن يصدقك حتى يقتنع ولكي يقتنع بالفكرة التي تعرضها يجب أن تكون صادقاً وكذلك يجب أن تتمتع بثقة الأشخاص الذين تحاورهم حتى يصدقوك ولكن الصدق وحده لا يكفي حيث يجب أن تتمتع بأسلوب خاص ومميز في عرض هذه الحقائق وكذلك الفكرة التي تحاول إقناعه بها ينبغي أن تكون صادقة أيضاً ومؤسسة على حقائق وعليك أن تدعم فكرتك بالبراهين والأدلة لتعزز من موقفك وتسهل مهمتك في إقناع الشخص الذي تحاوره خاصة إذا كانت الفكرة التي تريد إقناعه بها مثيرة للجدل وتتكاثر فيها الأقاويل والآراء، وعليه تكون مصداقية الشخص والفكرة هي عماد فن الإقناع حيث لا يستقيم بدونها.

مضمون الفكرة

قبل أن تحاول إقناع أحد بفكرة معينة يجب أولاً أن تتأكد أن مضمون الفكرة يصلح لإقناع الآخرين فلا يمكنك أن تؤثر في الآخرين بأفكار عشوائية لذا يجب أن تتمتع فكرتك بعدة صفات، أهمها الصدق حيث يجب أن يكون مصدر الفكرة صحيحاً وصادقاً فلا يمكنك إقناع أحد بفكرة لا أصل لها أو محاولة إقناع الآخرين بفكرة كاذبة فحتى لو استطعت إقناعهم بفكرتك فسيكون اقتناعهم شيء مؤقت يزول بزوال تأثير كذبتك عندما يكتشفون الحقيقة، كذلك يجب أن يكون مضمون الفكرة وهدفها واضحاً، وأن تكون مرتبة ترتيباً منطقياً واستخدام الأدلة والبراهين لتدعيمها كما يجب عليك أن تحاول التعبير عن فكرتك بعبارات دقيقة ومناسبة، وأخيراً انتبه فلا يجب أن تكون فكرتك قائمة على التجريح بالآخرين.

طريقة تقديم الفكرة

طريقة تقديم الفكرة من العوامل المؤثرة على قوة الفكرة حيث أن فن الإقناع يعتمد بشكل كبير على الطريقة التي يتم بها عرض الفكرة، فالقضية تكمن في طريقة تقديم الفكرة فكلما كانت الطريقة مناسبة وسهلة وشيقة وتتناسب مع الموضوع كلما كان التفاعل معها إيجابي وأكثر تأثيراً في الأشخاص المراد إقناعهم بها. كذلك يجب أن تطور من مهارات الاتصال ولغة الحوار لديك حيث أن طريقتك في الحوار تؤثر بشكل كبير على استقبال الأفراد لفكرتك واقتناعهم بها من عدمه.

التفاعل والظروف المحيطة

من أهم عوامل نجاح الإقناع هو التفاعل الإيجابي للأشخاص الذين تقوم بإقناعهم، حيث يجب أن يكون هؤلاء الأشخاص منصتين لحديثك ومنتبهين لما تقوله باهتمام ويقومون كذلك بتحليله، فبدون هذا التفاعل الإيجابي سيذهب مجهودك في إقناعهم هباء، فكيف ستقنع شخص لم يكن ينصت إلى حديثك أو يتفاعل معك، كذلك يجب أن تساعدك الظروف المحيطة على إقناع هذا الشخص بما تقول وذلك باختيار الوقت المناسب لتطرح الموضوع الذي تريد التحدث فيه وإقناع الآخرين به، فإذا كنت بحاجة لطلب إجازة مثلاً من مديرك فإنك بالتأكيد لن تستطيع إقناعه إذا كانت الشركة تمر بأزمة أو في حالة وجود ضغط بالعمل فبالتأكيد لن يقتنع بطلبك أياً كانت الأسباب لذا عليك اختيار التوقيت المناسب لطرح فكرتك. إذاً التوقيت المناسب هو جوادك الرابح في عملية الإقناع.

الإلمام بكافة جوانب الموضوع

إلمامك بكافة جوانب الموضوع الذي تريد طرحه وإقناع الآخرين به ومعرفتك الجيدة به هو أحد أهم أدوات الإقناع، فلن تستطيع إقناع شخصاً ما بشيء لا تعرف عنه معلومات كافية تتيح لك فرصة الرد على أي استفسارات غير متوقعة عن أحد جوانبه، فبدون أرض صلبة تقف عليها ألا وهي معرفتك الجيدة ودارستك لما تطرحه من أفكار سرعان ما سيكتشف من تريد إقناعه بضعف فكرتك وهو ما سيعرضك لضياع مجهودك ولن تستطيع إقناع أحد بها. فالرد على التساؤلات وإعطاء إجابات وافية يمنحك فرصاً أكبر في الإقناع.

المناقشة

إذا أردت تغيير وجهة نظر أحد الأشخاص فإن المناقشة هي سلاحك، عليك أن تعرف منه أولاً ما هي أسباب رفضه لوجهة النظر التي تريد إقناعه بها وتستمع جيداً لأسباب قناعته بالعكس حتى تستطيع التغلب عليها، وهنا عليك القيام بتغليب العقل على العاطفة فلا يمكنك التحيز لفكرتك بشكل كامل دون منطق حتى لا تكون مضطراً للوقوف موقف الدفاع فقط دون التفكير المنطقي، لذا بعد أن تستمع لمنطق هذا الشخص وأسبابه عليك مناقشته بالحجة والمنطق والبراهين حتى تستطيع إقناعه وليس فقط الدفاع عن فكرتك دون أن تدعمها بالمنطق والمناقشة الواعية.

فن الإقناع قد يكون موهبة طبيعية يمتلكها البعض بالفطرة ولكن هذا لا يمنع أنه من المهارات التي يمكن اكتسابها بسهولة إذا تم العمل عليها بشكل كافي. ويعتبر الإقناع هو من أهم أدوات القائد الناجح ولكي تتم عملية الإقناع بنجاح يجب أن يكون الشخص مؤمناً بفكرته ولديه من الأدلة والبراهين ما يكفي لإثبات حجته فبدون أرض صلبة يقف عليها ستذهب فكرته أدراج الرياح، هذا بالإضافة لثقته بنفسه ومكانته وامتلاكه لمهارات التواصل وإجادة فنون الحوار كما يجب أن يكون الشخص متفتحاً ويتقبل النقد والمناقشة بصدر رحب، كما يجب أن تكون الفكرة واضحة وصادقة. إن من يتقن فن الإقناع ويسعى لامتلاك آلياته ستغير الكثير من سلوكه ومن حياته بشكل فهو من المهارات التي يحتاجها الإنسان بشكل دائم ويومي لذا يجب عليه تطويرها بشكل دائم.

مي حسن

حاصلة على ليسانس الحقوق من جامعة القاهرة وماجستير في القانون من جامعة السوربون بباريس، محامية وباحثة قانونية.

أضف تعليق

17 + 10 =