تسعة
الرئيسية » تعليم وتربية » قراءة وكتابة » عسر القراءة : كيف تتأكد من أن طفلك يجيد القراءة وتعالج قصوره فيها؟

عسر القراءة : كيف تتأكد من أن طفلك يجيد القراءة وتعالج قصوره فيها؟

ما هو مرض عسر القراءة ؟ كيف يتم تشخيصه؟ وهل من الممكن علاجه؟ الإجابات الكاملة لكل هذه الأسئلة سوف تجدها في هذا المقال الذي يشرح مشكلة عسر القراءة بالتفصيل.

عسر القراءة

عسر القراءة بكل بساطة هو امتلاك الطفل صعوبة في ما يعرف بالترميز، أي تمكن الطفل من الربط بين نطق الأحرف وكتابتها فتجد أنه يعلم جيداً كيف تنطق الكلمات لكن على الرغم من ذلك لا يتمكن من قراءتها إذا ما وجدها أمامه؛ وذلك بسبب عدم وجود رابط عصبي بين كلا الوظيفتين.

كيف تستدل على معاناة طفلك من مشكلة عسر القراءة ؟

مراقبة الوالدين لقراءة ابنهم

تعد أكثر الصور التي يظهر فيها عسر القراءة هي عجز الطفل في المراحل المبكرة من العمر عن قراءة أبسط الكلمات التي يتعلمها في المدرسة أو حتى في الحضانة؛ فعلى سبيل المثال تجد أن الطفل كثيراً ما يختلط عليه الأمر عند محاولة نطق الكلمات ذات القافية الواحدة والمقاطع المتشابهة، وللقيام باختبار لتقييم حالة الطفل من تلك الناحية يتم اختيار مجموعة من الكلمات بشرط أن تكون ذات قافية ووزن متشابهين ويفضل أن تكون أيضاً ذات أحرف قليلة وليست كلمة طويلة يصعب نطقها في مثل ذلك العمر، فمثلاً يتم اختيار كلمات مثل (زرع – برع – هرع – قرع) فكلها كلمات ذات نطق لا يختلف إلا في القليل وفي نفس الوقت قصيرة تتكون من 3 أحرف فقط. إذا لاحظت أن طفلك يجد صعوبة بالغة في قراءة تلك الكلمات وتزيد تلك الصعوبة عند قراءتهم على ورقة واحدة مجتمعين فتلك ربما تكون دلالة واضحة على إصابة طفلك بعسر القراءة.

طريقة تحليل الكلمة

في الأحوال الطبيعية عندما يحاول الطفل تهجي كلمة فإنه يقوم بتحليلها إلى حروف منفصلة ويركز على نطق كل حرف على حدة ثم يقوم عقله بتجميع تلك الحروف في شكل كلمة واحدة فيظهر نطقها سليماً، تلك العملية تتم في عقولنا جميعاً مهما بلغ عمرنا لكن لأن الأطفال لم يكتمل نمو عقلهم بعد فتجدها واضحة للغاية عندهم. أما الطفل الذي يعاني من عسر القراءة فتجده يقوم بالعكس حيث أن نطق الكلمة يكون راسخاً في عقله إنما ما يجده صعباً هو تحليل الكلمة إلى حروف؛ لذلك ستلاحظ أنه قد يرى كلمة مكتوبة أمامه ولا يتمكن من قراءتها أبداً إلا إذا سمع نطقها من أحد فعندها يقوم عقله بالعكس حيث يحلل نطق الكلمة إلى أصوات تعبر عن حروف منفصلة وبالتالي يستنتج كيفية تهجي تلك الكلمة.

هل توجد علاقة بين عسر القراءة ومعدل الذكاء؟

انهمك العلماء في التوصل لإجابة لذلك السؤال رغبة منهم في معرفة الطريقة المثلى للتعايش مع طفل يعاني من عسر القراءة، والإجابة تم التوصل إليها بمجرد المقارنة بين معدلات ذكاء العديد من الأطفال المصابين بعسر القراءة حيث تبين أن جميعهم يعانون من مشاكل في قراءة الكلمات على الرغم من اختلاف معدلات ذكائهم. إذاً فلا توجد علاقة بين عسر القراءة ومعدل الذكاء وهو ما يجب أن يعيه كل من يتعامل مع الأطفال المصابين بذلك المرض سواء من العائلة أو المعلمين حيث أن التعامل معه باعتباره طفلاً غبياً سيزيد من المشكلة وتصبح أكثر تعقيداً بدلاً من حلها.

هل مرض عسر القراءة من الأمراض الوراثية؟

إلى حد كبير نعم، فهناك العديد من الدراسات التي أشارت إلى وجود رابط وراثي يفسر انتقال المرض من جيل لآخر وذلك عبر إجراء مقارنة بين عدة أطفال يعانون من عسر القراءة وذويهم؛ حيث وجد أن نسبة ملفتة للنظر من الأطفال عانى أهلهم من قبل من تلك المشكلة.

لكن العوامل الوراثية ليست الوحيدة المسببة لذلك المرض فهناك الإصابات العصبية للمخ قد تؤدي لعسر القراءة حتى وإن كانت في عمر متأخر، كذلك تواجد طفل في وسط يتحدث بأكثر من لغة في آن واحد يزيد فرصة بروز عسر القراءة لديه بسبب توزيع مجهوده العقلي على تعلم أكثر من لغة معاً في سن مبكرة، أشهر الأمثلة على ذلك الأطفال الذين يولدون ويعيشون في دولة غير دولتهم وتتحدث بلغة مختلفة فتجدهم مجبرين على تعلم تلك اللغة وفي نفس الوقت يحاول آباؤهم ترسيخ لغتهم الأم لديهم.

طريقة تعليم طفل يعاني من عسر القراءة

هي الخطوة الأهم وتكاد تكون الوحيدة في محاولة تخلص الطفل من عسر القراءة؛ فيجب على الآباء والمعلمين كيفية التعامل مع من يعانون من تلك المشكلة حتى لا تزيد الأمر سوء عن دون قصد.

استخدام كافة الحواس

من أكثر الطرق التي تعتبر مثالية لتعليم الطفل القراءة بشكل ممتاز والتي يمكن استخدامها ليس فقط مع من يعانون من عسر القراءة وإنما مع كافة الأطفال في مراحلهم المبكرة من التعلم؛ حيث تتضمن الطريقة تحفيز حواس الطالب الخمسة للقراءة فلا يعتمد فقط على الحاسة البصر، فمثلاً لتحفيز حاسة الشم يمكن استخدام ألوان ذات روائح مختلفة وتدريب الطفل على كتابة كلمات معينة بها وبالتالي يتمكن المخ من تعلم شكل الأحرف التي كتبت بسبب ربطها بالرائحة التي شمها.

أما حاسة اللمس فبكل بساطة نقوم بإعداد مجسمات بارزة على شكل كافة الأحرف ونقوم بتشكيل كلمة معينة نرغب في أي يتعلمها الطفل، ثم يقوم الطفل بتغطية عينيه والاعتماد على لمس المجسمات لمعرفة الأحرف وتشكيلها لتكوين كلمة كاملة ذات معنى.

وأخيراً حاسة السمع ويتم ذلك عبر استقدام شريط مسجل عليه نطق الحروف وتجميعها لتكوين كلمات بحيث يستمع الطفل إلى نطق حرف فيقوم بكتابته وهكذا حتى يكون كلمة وحينها سيستمع إلى نطقها من الشريط وهنا يرتبط نطق الكلمة بطريقة كتابتها في ذهن الطفل، ومع تكرار تلك المحاولات بأشكال مختلفة طيلة فترة التعليم الأساسي للطفل يتمكن من التغلب على مشكلة عسر القراءة بشكل كبير.

الاستعانة بصور تعبر عن الكلمات

كما وضحنا من قبل فإن مشكلة عسر القراءة تجبر الطفل على استرجاع نطق الكلمة ليتمكن من كتابتها، ولكن يمكن أن نجبر عقله على أن يعتمد على وسيلة أخرى لتذكر كيفية كتابة تلك الكلمة ألا وهي الصور؛ فعلى سبيل المثال إذا أردنا منه أن يكتب كلمة سيارة فبدلاً من أن ننطق الكلمة ويقوم هو بكتابتها يكون من الأفضل أن نريه صورة لسيارة أو حتى مجسم لسيارة صغيرة ونطلب منه أن يكتب الكلمة التي تعبر عما يراه. بالطبع في البداية لن تلقى نتيجة تذكر من الطفل وستضطر إلى إخباره بالكلمة لكن شيئاً فشيئاً ستلحظ مدى التطور الذي يصل إليه.

تكرار التعليمات والأوامر

بسبب المجهود العقلي الكبير الذي يبذله طفل عسر القراءة ليتمكن من كتابة ونطق كلمات كثيرة يجد أقرانه يقرؤونها بكل سهولة وتلقائية ستجد أنه كثيراً ما يكون مشتتاً، يؤدي هذا التشتت إلى عدم استيعابه للأوامر والتعليمات التي يتلقاها فتجد نفسك تطلب منع فعل شيء لكنه يقوم بالعكس؛ لذلك حاول أن تتمالك نفسك ولا تغضب لأنه لا ذنب له فيما يحدث إنما يمكنك تكرار أوامرك أكثر من مرة حتى يستوعبها عقله، حاول أيضاً أن تعده بمكافأة كبيرة إذا ما قام بما تطلب منه.

عدم إطالة الحديث أو الشرح

لنفس السبب الذي سيدفعك إلى تكرار التعليمات على الطفل يجب ألا تطيل مدة شرحك له لشيء ما أو حديثك معه؛ حتى تعطي لعقله الفرصة ليستوعب ما يسمعه ويتلقه بالشكل المناسب.

عمرو عطية

طالب بكلية الطب، يهوى كتابة المقالات و القصص القصيرة و الروايات.

أضف تعليق

عشرين − أربعة =