تسعة
الرئيسية » مجتمع وعلاقات » الشخصية » كيف تؤثر الشخصية والطباع على عادات المذاكرة ؟

كيف تؤثر الشخصية والطباع على عادات المذاكرة ؟

تعتبر عادات المذاكرة مختلفة جداً من شخص لآخر، وذلك بسبب طباع الشخصية المحددة التي يمتلكها كل إنسان، فكيف تؤثر تلك الطباع على طريقتك في المذاكرة؟

عادات المذاكرة

لا شك أن التفوق يتوقف على عادات المذاكرة السليمة، ولا يولد الجميع بنفس المواهب والمهارات التي ترتبط بالنجاح بصورة كبيرة، ولكن يمكن للجميع أن يطور من العادات التي تمكنه من الوصول لأفضل المراتب، والمذاكرة الفعالة تتطلب مجهودًا دائمَا نتائجه مثمرة في النهاية، ولأن النجاح ليس صعبًا، لا يحتاج الطلاب إلا التعود على بعض عادات المذاكرة الجيدة للتفوق، كالتحرر من الخوف، وتهيئة الأجواء المناسبة، والاهتمام الجيد بالصحة، فالصحة الجيدة تبقي العقل نشطًا دائمًا، ولكن البعض يجد لنفسه طريقًا سهلاً للفشل بعد أن يتعود على بعض العادات السيئة، كالمماطلة وتأجيل الاستذكار وعدم استغلال الوقت بشكل أمثل وكذلك السهر لأوقات طويلة، وهذا ما يجهد العقل بصورة كبيرة، والمذاكرة بشكل سلبي وسريع، فيكون التحصيل أقل ما يمكن، ويربط علماء النفس والتربية كل هذه العادات بشخصية الأفراد، فلكل شخص مهارات خاصة ترتبط بقوة برغبته في النجاح، ومع اختلاف الطباع بين الأفراد تؤثر تلك الطباع على الطريقة التي يتعامل بها الطلاب مع الدراسة ومحتوي المعلومات المقدم إليهم، وفي هذا الموضوع نذكر بعض عادات المذاكرة الجيدة وبعض العادات الأخرى السيئة لدى الطلاب وعلاقة الشخصية بالأسلوب والمنهج الذي يتبعونه في الدراسة.

عادات المذاكرة الجيدة

يحتاج التفوق في بعض الأحيان مجهودًا مضاعفًا، وعدد كبير من الطلاب المتفوقين يتبعون بعض القواعد العامة التي تساعدهم على تحسين عادات المذاكرة لديهم، في أيام الامتحانات وأثناء الضغط يسيطر التوتر والقلق على الطلاب والطالبات، ولذلك يعتبر التحرر من الخوف واحد من أهم العادات التي يجب التحلي بها، وخصوصًا أن الامتحانات ما هي إلا مقياس لم تم استيعابه على مدار العام، والقلق والتوتر من أخطر العوامل التي تضر بالذاكرة، والتي قد تؤدي في النهاية إلى نتائج سيئة، فما على الطلاب إلا الثقة بقدراتهم وما يمكنهم من إنجاز قد يتسبب في ضياعه ساعات طويلة من الإرهاق الفكري بسبب الخوف من الامتحانات.

ثانيًا، ومن عادات المذاكرة السليمة، هي الاهتمام بالصحة الجيدة، حيث يجب على الطلاب دائمًا الاهتمام بصحتهم وذلك بالغذاء السليم والرياضة بشكل منتظم، فالصحة الجيدة من أهم العوامل لضمان ذاكرة سليمة، وبتحسن الصحة عامة ما تنشط الذاكرة بشكل أقوي، وكذلك أيضًا تساعد الصحة الجيدة على خلق حالة من الاسترخاء النفسي والذهني، وبذلك يبتعد الطلاب عن حالات التعب المستمرة وضعف الاستقبال وعدم الفهم.

ومن أهم عادات المذاكرة الفاعلة، هي تنظيم الوقت والاستغلال الأمثل للوقت، حيث يواجه الكثير من الطلاب مشاكل في الاستذكار بسبب عدم تحديد نظام وجدول زمني محدد يضم جميع المواد الدراسية ويوفر الوقت المناسبة للمراجعة والاطمئنان على ما تم تحصيله من معلومات.

ويجب كذلك العمل على المشاركة الإيجابية والاستفادة من المذاكرة بشكل نافع وسليم، وذلك يتم عن طريق المراجعة باستمرار وتدوين الملخصات والنقاط المهمة.

الكثير من عادات المذاكرة الجيدة له تأثيره الواضح والفعال، ويعمل المتفوقون على تطوير عادات ذات نشاط وفاعلية أكبر، ومنها عمل ربط ذهني بين المعلومات التي يتم تحصيلها من الدراسة ومعلومات الطالب الخاصة الموجودة بعقله، فهذه العادة من أكثر العادات تأثيرًا للاحتفاظ بأي شكل للمعلومات، كانت بسيطة أو معقدة.
في بعض الأحيان يساعد التجمع مع الأصدقاء الذين لديهم رغبة قوية في المذاكرة من تحسين عملية الاستذكار وتوفير الوقت أيضًا، وكذلك السرعة في حل المشكلات الموجودة عند بعض الأفراد، مثل عدم فهم نقاط معينة، حيث يتم تبادل الشرح والوصول لحل نموذجي.

عادات المذاكرة السيئة

يقع العديد من الطلاب والطالبات في أخطاء مستمرة مع الوقت دون الشعور بالأضرار التي تسببها، ويقضي البعض أوقات طويلة في المذاكرة دون الحصول على نتائج إيجابية وذلك بسبب الأسلوب غير الفعال لطرق المذاكرة.

هناك العديد من عادات المذاكرة السيئة التي تضر بالتحصيل الدراسي، ونذكر منها، طرق المذاكرة السلبية، الدراسة الفعالة تتطلب عادة مجهودًا لربط المعلومات والمحتوي الدراسي الموجود بالكتب، وليس فقط القراءة السريعة للمعلومات، والأسئلة والأجوبة، فالاعتماد على الملخصات لا يوفر القدر الكافي من الفهم، وهذه طريقة سلبية يلجأ إليها الطلاب لتوفير الوقت وتقليل المجهود ولكن النتائج تكون على عكس المتوقع دائمًا، فالاستذكار فن يتطلب القراءة والمراجعة وطرح الأسئلة والرسم، حتي تكون المعلومات أسهل في الاستقبال والتذكر.

ومن أشهر عادات المذاكرة السيئة، المذكرة قبل الامتحانات بطريقة جيدة فقط، فتنشيط الذاكرة يكون بالتكرار، ولن يكفي العقل مرة واحدة لاستقبال كم هائل من المعلومات في وقت قصير وانتظار نتائج إيجابية، وهي عادة يستخدمها فقط من يريد الوصول لأدني درجات النجاح فقط، فالتكرار يساعد علي استيعاب جميع النقاط المهمة في الدروس وسرعة استرجاعها.

كل الموضوعات الدراسية تتبع نظام ومنهج محدد، مع اختلاف المادة الموجودة بها، علمية أو أدبية، فالمذاكرة بدون منهج محدد من أسوء عادات المذاكرة السيئة، فيجب الاهتمام بالوقت الذي تتعرف فيه على منهج المادة، ومعرفة العناصر الرئيسية بها، فمواد كالرياضيات لا يمكنك فيها البدء من المنتصف، ولكن يجب أن تتبع جميع الخطوات المعروضة حتي تفهم المغزي أو فكرة الحل الرئيسية.

من النقاط السلبية أيضًا هي عدم تكوين فكرة عامة عن المادة الدراسية ومحتوي الدروس بها، فالعقل كخزانة لا يمكنه العمل إلا إذا أخذ الوقت المناسب للتصور وتكوين فكرة واحدة وإطار عام عن أي نقطة يتم تخزينها، ويتشوش العقل بسبب عدم وجود ترتيب محكم لهذه الأفكار فلا يعرف أين يخزن كل هذه المعلومات والصور!

يلجأ أحيانًا بعض الطلاب إلى السهر لزيادة التحصيل وخصوصًا في فترة الامتحانات، ولكن هذا يعد واحد من أسوء عادات المذاكرة التي يتم القيام بها في تلك الفترة المهمة، فمن المهم أيام الامتحانات أن ينعم الطلاب بنوم عميق، لأن ذلك يزيد من قدرة العقل على التركيز، فالسهر يجهد العقل بشكل عنيف، مما يعمل على خمول نشاط العقل وقت الامتحان ويضيع كل المجهود الذي بذل في المذاكرة.

ومن عادات الطلاب السيئة كذلك هي المماطلة، فالمماطلة هي واحدة من أسوء عادات الاستذكار على الإطلاق، فعند وجود الرغبة في المذاكرة دائمًا ما يتذكر الطلاب شيء أخر لعمله، قد يكون غير مهم في الوقت الحالي ويقوم ذلك بتضييع الوقت اللازم للمذاكرة، وبالتالي القيام بمجهود زائد عن قدرة العقل وقت الامتحانات، وعادة ما تكون نتائج ذلك سلبية إلى درجة الفشل في الاختبارات.

كيف يجب الاهتمام بجدول المذاكرة ؟

ترتيب المواد والمذاكرة والجداول المكتوبة دائمًا ما تساعد على تحسين عادات المذاكرة ، ويتفق علماء التربية على أن تنظيم الوقت هو أحد أهم العوامل التي تساعد على تحصيل المعلومات، ويعمل تنظيم الوقت على خلق نوع من الاستعداد النفسي للمذاكرة، فالنظام يساعد على التخلص من المماطلة والتأجيل ومعظم العادات السيئة الأخرى، فيجب الاهتمام بتخصيص وقت ومكان معين للمذاكرة.

يجب أن يكون الجدول عبارة عن خطة فعالة وغير مملة للمذاكرة كنشاط يومي، ويجب ألا يمتد لوقت متأخر، ويحتوي على نشاطات آخرى يتم التنقل بينها بشكل مستمر.

التخطيط للجدول هو عملية مهمة جدًا، فيرجح البدء بفترة مذاكرة بعد فترة راحة من اليوم الدراسي، ويجب مراعاة أن لا تطول هذه الفترة في دراسة مادة معينة حتي لا يشعر الطالب بالملل، والفصل بين فترات الاستذكار بفترات قصيرة للراحة، ومن أهم العوامل لتطوير عادات المذاكرة وربطها بالجدول الزمني، هو عدم ربط كمية محددة بوقت محدد من الزمن لأنه في بعض الأحيان قد يضطرك ذلك لسرعة الانتهاء من الكمية المحددة دون الاستيعاب الكامل للمحتوي الموجود بها، وأخيرًا يجب العمل على بدء جدول الاستذكار بدراسة المواد التي استكملت على نفس الموضوع، فتصبح الدراسة بمثابة مراجعة مستمرة لما قمت بدراستها في الموضوع نفسه، واستكشاف الصعوبات مع الوقت.

ومن الأفضل العمل على تنظيم كل المواد في نفس الجدول، فعمل جدول خاص لكل مادة لن يفيد في العمل على تنشيط ذاكرة العقل، فمن الأفضل أن يستذكر الطلاب أكثر من مادة، حيث أن المواد التي يتم مذاكرتها أولاً يتم نسيانها مع الوقت، ويجب مراعاة حسن اختيار المواد، فعند استذكار مجموعة من المواد يجب اختيار بعض المواد النظرية والبعض الأخر من مواد تطبيقية وذلك حتي لا يستهلك نشاط العقل في شيء واحد، واستغلال الوقت هو واحد من أهم عادات المذاكرة الجيدة عند المتفوقين.

التعامل مع قلق الامتحانات

حالة التوتر والخوف من الامتحانات هي حالة عامة عند جميع الطلاب والطالبات، والطلاب المتفوقون يتعاملون بذكاء مع هذا النوع من القلق، مع الاهتمام بالنظام و عادات المذاكرة السليمة، فتكون النتائج إيجابية، ولهذا القلق أسباب مختلفة منها الأهل وكذلك انعدام ثقة بعض الطلاب في أنفسهم وأحيانًا يكون المدرسون سببًا أيضًا في هذا الخوف، ولكن هناك العديد من الطرق والنصائح التي تساعد على تحسين عادات المذاكرة والتخلص من القلق والخوف في أيام الامتحانات، ونذكر منها الحرص على الراحة والنوم الكافي قبل الامتحان، فهذا يمنح الجسم الهدوء الكافي، حيث يجب الابتعاد عن شرب المنبهات التي تحفز الأدرينالين في الجسم مما يزيد من التوتر والقلق، وكذلك ممارسة بعض التمارين الرياضية وذلك بعد تناول وجبة إفطار صحية قبل الذهاب للامتحان، والحفاظ على التركيز والهدوء أثناء الامتحان يعتبر من أهم العوامل التي تقلل من تأثير التوتر الذي يعمل على تشتيت الأفكار، ويفضل قبل الامتحان بفترة قصيرة القيام بمراجعة سريعة لأهم الدروس والنقاط الصعبة الموجودة بها، وأثناء الامتحان يفضل البدء بالإجابة على الأسئلة السهلة ثم الأصعب، فبذلك تضمن درجات مهمة منذ البداية.

مدى تأثير الشخصية على عادات المذاكرة

يختلف البشر في طباعهم وأساليبهم المختلفة في العمل وكذلك تختلف دوافعهم اتجاه العديد من الأشياء، وتؤثر الشخصية على عادات المذاكرة عامة، وطرق التفوق ليست بالصعبة ولكن البعض يمتلك من الصفات ما يجعله يهمل شيء مهم كالدراسة، فليس كل الطلاب جيدين، منهم أيضًا الكسالى، ومن هذه النقطة، نشرح بعض الطباع التي تؤثر على المذاكرة.

الانبساط، إذا كان الشخص منفتحًا، فهو يميل دائمًا إلى الراحة وسط المجموعات، ولا يجد أي مشاكل في البحث عن شريك للدراسة، ومن ناحية أخري قد يتخطى الشخص أجزاء مهمة من الكتاب المدرسي، وهذا يعد خطرًا، فيجب إعادة القراءة إذا أدركت أنك تتخطي أجزاء مهمة.

الانطواء، عند التحدث عن الصفوف الدراسية و عادات المذاكرة يكون الأمر أقل راحة للانطوائيين، الشخص الانطوائي عادة سريع التفكير والتحليل، فعندما تأخذ وقت في التفكير والتحليل سيكون لديك أشياء جيدة للتحدث عنها، وعند تقديم مساهمة جيدة يميل ذلك لجلب الراحة ويجعلك أكثر استرخاءً، ويميل الشخص دائمًا للتخطيط والكتابة بشكل منظم، وبالنسبة للقراءة، فدائمًا ما يميل العقل إلى التعلق بالمصطلحات الغير مفهومة، وأحيانًا ما يحتاج العقل للتوقف عن المتابعة، ولكن هذا يعني أنك تحتاج وقت أكثر في القراءة حتي يستطيع العقل الاستيعاب بشكل سليم، وهذا يعني أيضًا أن عملية الفهم الخاص بك هي من المرجح فوق المستوي المتوسط.
الاستشعار وقوة الإدراك، الطلاب الذين لديهم سرعة في الفهم يتعاملون براحة تامة مع المعلومات المادية، فإذا كانت الشخصية ذات إدراك قوي فهي شخصية تستطيع حل الألغاز بسهولة، ومعظم الطلاب الذين يتمتعون بإدراك سريع يثقون في الأدلة الملموسة، ولكنهم يشككون في أشياء لا يمكن إثباتها بسهولة.

حسام سعيد

طالب بكلية الهندسة، أحب القراءة بمختلف أنواعها، وكذلك الكتابة الأدبية والعلمية.

أضف تعليق

17 + تسعة =