تسعة
الرئيسية » صحة وعافية » سم النحل : كيف يستخرج العلماء من سم النحل ما يعالج الكثير من الأمراض؟

سم النحل : كيف يستخرج العلماء من سم النحل ما يعالج الكثير من الأمراض؟

سم النحل، ذلك العلاج الساحر الذي يخرج من السم، كيف يعالج سم النحل الكثير من الأمراض؟ وكيف يتكون ذلك السم العلاجي؟ وما هي طرق العلاج بسم النحل؟

سم النحل

يعتبر النحل كنز الفوائد منذ قديم الأزل، فمن النحل نحصل على العسل الذي يعتبر من أهم المواد الغذائية وأغناها لصحة الإنسان، ويستخرج منه أيضاً شمع العسل والذي يدخل في الكثير من الصناعات الدوائية والتجميلية. وتداول في الفترة الأخيرة أسلوب علاجي حديث، حيث يستخدم سم النحل كوسيلة للعلاج من الكثير من الأمراض، ويعتبر من نوعية العلاجات التكميلية التي تستخدم بجانب العلاج الدوائي التقليدي. وقد وجد عند تحليل سم النحل أنه يحتوي على بعض المكونات التي يتم استخدامها لصناعة بعض أنواع الأدوية.

سم النحل، العلاج الغريب لأمراض عدة!

سم النحل

سم النحل عبارة عن مادة سائلة شفافة مائلة للبياض، يخرج من النحلة الشغالة التي تفرزه من الغدد السمية المتحورة وتقوم النحلة بتخزينه في كيس السم وتفرزه عند اللزوم كآلية دفاعية عند شعورها بالخطر. يتميز سم النحل برائحته النفاذة وطعمه اللاذع المائل إلى المرار. وسم النحل مادة تحتوي على العديد من الأحماض، وتزداد سمية هذه المادة كلما ازدادت تغذية النحلة على حبوب اللقاح ويكون ذلك في فصل الربيع والصيف. وعند تعرض سم النحل للهواء يجف عند درجة حرارة الغرفة، ويتحول لمادة قشرية سريعة التفتت. تفرز كل نحلة شغالة 1 مليجرام تقريباً من السم في اللسعة، أما ملكة النحل فتفرز 7 مليجرام في اللسعة الواحدة مما يجعلها أكثر خطراً عند تعرض الإنسان للسع. عندما تقدم النحلة الشغالة على لسع أي كائن حي، تغرس إبرة السم الخارجة من كيس السم الموجود في بطنها ليدخل الجلد، وعندها لا تستطيع النحلة نفسها إخراج إبرتها من الجلد، ومع محاولتها المستمرة فعل ذلك تخرج الإبرة ومعها كيس السم من بطن النحلة الشغالة مما يؤدي إلى موتها ويؤدي كذلك إلى دخول كمية السم الموجود في الكيس بالكامل إلى جسم الكائن.

وسم النحل له فائدة بيولوجية هامة حيث يعمل سم النحل على تدمير أنواع معينة من الفطريات والبكتريا التي يصاب بها الإنسان، ويستخدم سم النحل كذلك في علاج التهاب المفاصل الروماتيزمية، وعلاج بعض الأمراض الأخرى مثل فيروس نقص المناعة المكتسبة (الايدز)، التهاب الأعصاب، الحمى الروماتيزمية، العقم، والكثير من الأمراض.

المواد المكونة لسم النحل

يتكون النحل بنسبة أساسية من الماء حيث يشكل الماء نسبة تتراوح بين 80 و90% من سم النحل. ويحتوي سم النحل على أكثر من 13 زيت طيار، ونسب مرتفعة من البروتين والأحماض الأمينية ومواد أخرى بنسب متفاوتة، فضلاً عن 55 إنزيم عثر عليها الباحثون في سم النحل الذي يتركب من المواد التالية:

  • الدوبامين.
  • الهستامين.
  • الميليتين.
  • المينيمين.
  • إنزيم الهاليورونيديز.
  • إنزيم الفوسفوليبيز أ.

فوائد سم النحل

بالرغم من أنه يشكل خطراً على صحة الإنسان عند لسعه، إلا أن سم النحل يحتوي على العديد من الفوائد والتي تعاجل الأمراض التالية:

  • الالتهابات: الالتهابات الجلدية، التهابات الأعصاب، التهابات الأعصاب الطرفية والتهابات الجهاز الحركي السفلي (الفخذ والوركين).
  • الأمراض الروماتيزمية: الحمى الروماتيزمية، التهابات المفاصل، التهابات العضلات الروماتيزمية، روماتيزم القلب، أمراض الروماتويد.
  • عرق النسا: والآلام المصاحبة له.
  • أمراض النقرس والأعراض المصاحبة له.
  • الأمراض الجلدية: التهاب الجلد، الدمامل المزمنة، الطفح الجلدي، الذئبة الحمراء، الصدفية.
  • الأمراض السرطانية: مثل سرطان الجلد، سرطان الجهاز الهضمي، والتقليل من انتشاره في الجسم.
  • أمراض العيون: وتشمل التهابات القزحية، التهابات الجسم المهدب، تخفيض ضغط قاع العين.
  • الغدة الدرقية: حيث تساعد في حالات ارتفاع هرمون الغدة الدرقية.
  • أمراض الدم: علاج زيادة سيولة الدم.
  • مرض الإيدز وحالات الإصابة بالملاريا.
  • العقم: يستخدم العلاج بسم النحل لعلاج أمراض ضعف الحيوانات المنوية وتشوهها، ويستخدم كذلك لعلاج
  • أمراض البروستاتا، وحالات تسمم الحمل وحالات الإجهاض المبكر والمتكرر.

دراسات وأبحاث

حسب الباحثين، ثبت أن لسم النحل قدرة كبيرة على علاج الكثير من الأمراض، وقد عقدت دراسة بجامعة الملك سعود، اتضح من خلالها أن لسم النحل فعالية كبيرة في علاج مرض التصلب العصبي المتعدد، وتمت الدراسة على بعض الحالات عن طريق حقن المرضى بسم النحل، حيث أظهر هذا العلاج قدرة كبيرة على الشفاء من مرض التصلب العصبي المتعدد، فضلاً عن قدرته على علاج الالتهابات وزيادة مناعة الجسم، والقضاء على الإجهاد وحالات الضعف العام المرافقة لهذا المرض.

وفي دراسات أخرى، وُجد أن من سبق له التعرض للدغ النحل، لا يصاب بمرض الحمى الروماتيزمية، مما أتاح الفرصة أمام العلماء لاستخدامه لعلاج للحمى الروماتيزمية.

وقد قام العلماء المتخصصين باستخلاص سم النحل، وتجميعه في عبوات بتركيزات مختلفة، كل منها له استخدام حسب الحالة وحسب السن والوضع الصحي للمريض، ويتم استخدامه عن طريق الحقن. ويتاح سم النحل في الصيدليات وفي المستشفيات، ويستخدم من قبل الطبيب المختص. ويستخدم علاج سم النحل إما بالحقن العضلي أو بالحقن الموضعي وخاصة في حالات الأمراض الجلدية مثل الإكزيميا والصدفية.

كيف يعالج سم النحل الكثير من الأمراض؟

أما عن كيفية العلاج بسم النحل، فهي كالتالي، يتوجه المريض إلى الطبيب المختص بالعلاج بسم النحل، ويتم فحصه وعمل بعض التحاليل له للوقوف على حالته الصحية وكذلك للتأكد من أنه ليس لديه حساسية تجاه سم النحل. بعد ذلك يتم العلاج بطريقتين؛ الأولى هي عن طريق اللسع المباشر بالنحل، حيث يقوم الأخصائي بتحفيز النحلة لتلسع المريض، وعادة ما يتم تعريض المريض لعدة جلسات يتم إخضاعه للسع النحل بالتدريج، في اليوم الأول لسعة واحدة واليوم الثاني لسعتان وهكذا. إلى أن يصل إلى عشر لسعات في اليوم العاشر من العلاج. وبعدها يتوقف المريض عن الجلسات ثم يعاود الكرة مرة أخرى بعد أسبوع وهكذا إلى أن يحصل على مدة علاج لا تقل عن 50 يوم.

خطورة لسع النحل

في حالة تعرض الإنسان للسع النحل في غير جلسات العلاج، أول ما يشعر به هو إحساس بالهرش ثم يبدأ جلده بالتورم والاحمرار، بعدها تبدأ البقع البيضاء في الظهور والناتجة عن خروج السم من كيس السم الذي تتركه النحلة في جسم الإنسان. في معظم الحالات لا تزيد المشكلة عن هذا الحد كثيراً. أما في حالة كون الشخص مصاب بحساسية تجاه مكونات سم النحل، تبدأ درجة حرارته في الارتفاع، ويبدأ جسمه في التورم بشكل كامل، ثم ينخفض ضغط الدم، ويبدأ الصداع والقيء وتسارع نبضات القلب، وقد تصل الحساسية إلى الجهاز التنفسي مما يؤدي إلى اختناق المريض وإذا لم يتم إسعافه قد تحدث الوفاة.

ولنا أن نعرف معلومة في منتهى الأهمية، عادة ما يتعرض الأشخاص للسع في حالة عبثه سواء مصادفة أو قصداً في منطقة بها خلية نحل، وهنا يمكن الخطر. فلسعة نحلة أو خمس نحلات مثلاً لا يمكن لها أن تؤذي الإنسان أو تسبب له مشكلة ملحوظة، ولكن ما يحدث هو أنه في حالة اللسع بالقرب من خلية نحل، فسوف يتعرض هذا الشخص للسع ما يزيد عن 200 نحلة بحد أدنى، مما يسبب دخول كميات كبيرة من السم إلى جسمه دفعة واحدة، وإذا لم يكن هناك معه من يتنبه إلى ذلك ويسارع بنقله إلى المشفى، فإنه قد يلقى حتفه في غضون ساعات قليلة.

خاتمة

عُرف الإنسان منذ القدم بالمكتشف، وهذا المكتشف كان يلاحظ النحل ويستفيد من العسل الذي ينتجه، ولا شك أن الإنسان القديم قد تعرض للسعات النحل، وقد يكون قد لاحظ ما يصيبه جراء ذلك، فحاول التحايل على الأمر بعدة طرق للحصول على عسل النحل بدون أن يلدغه. ومع تقدم الحياة وتطور التفكير البشري، لاحظ العلماء الأوائل ما يطرأ على الشخص الذي تعرض للسع النحل، وقاموا بربط هذه الأعراض للوصول إلى ما يحمله سم النحل من فوائد يمكنها أن تعالج الأمراض التي تصيب الإنسان. ومع ظهور الطب التكميلي، عقدت الكثير من الأبحاث والتي أثبتت قدرة سم العسل على شفاء الكثير من الأمراض وبدأ العمل على الأمر بشكل جدي للوصول إلى فعالية سم النحل وتحديد الجرعة المناسبة لكل شخص ولكل حالة مرضية. وفي النهاية لنا أن نعرف أن سم النحل لا يناسب جميع الأشخاص، وعلى المعالج إجراء اختبار حساسية للمريض قبل البدء في العلاج. وفي الوقت نفسه، علينا أن نختار الأخصائي الدارس لهذا العلم، فنسبة بسيطة من سم النحل قد تشكل خطراً على المريض.

نادية صالح

كاتبة مقالات ومدونة، عملت في عدة مواقع عربية، الكتابة هوايتي ومتنفسي.

أضف تعليق

16 − واحد =