تسعة
الرئيسية » مجتمع وعلاقات » تفاعل اجتماعي » روعة الانتقام : كيف يكون الانتقام رائعاً في بعض الأحيان ؟

روعة الانتقام : كيف يكون الانتقام رائعاً في بعض الأحيان ؟

رغم أن الانتقام من الصفات غير الحميدة، حيث تشجع الديانات على التسامح عند الإساءة، إلا أن الانتقام قد يكون ضروريًا أحيانًا، تعرف على روعة الانتقام هنا.

روعة الانتقام

روعة الانتقام قد يكون عنوان غريب ولكنه حقيقي فالانتقام أحياناً كثيرة يكون ملح على الإنسان لدرجة أنه يجعل الإنسان آلة تعمل نحو هذه الفكرة فقط، وقد يكون الانتقام في صور كثيرة نفسية أو جسدية أو فقدان أو أي شيء. ولكن الموضوع غير محبب بالنسبة للناس أن يتكلم أحدهم عن الانتقام فالكل يتكلم عن المحبة والسلام والتنازلات والحياة اللطيفة التي تعتمد على السلم لا الحرب لأنه إذا انتقم كل واحد من الأخر لمات الجميع ولم يبقى أحد على قيد الحياة مثلما قال غاندي “لو كانت العين بالعين صائبة إذاً سيكون العالم كله أعور”. ولكن مع احترامنا الكامل لغاندي الانتقام الذي نتكلم عنه اليوم ليس الانتقام الجهنمي السيئ الدامي والمؤذي ولكن سنتكلم عن الانتقام المسموح به. الانتقام الذكي الناتج عن فكر ويجعلك تشعر أنك أخذت حقك بالعقل وليس اليد مما يجعلك أعلى مرتبة وأعلى مهابة من ذوي اليد. حيث هؤلاء لهم الأقوى منهم يضربهم ويضعهم عند حدهم ولكن الأذكياء تكون مهابتهم نفسية ولهم رهبتهم لدى الآخرين التي تجعل منهم محترمين وغير قابلين للإهانة أو التطاول ويحسب لهم ألف حساب في المكان والمجلس الذي يجلسون فيه.

روعة الانتقام وروعة الشعور بالانتصار

كل يعرف قدره

ومن ضمن روعة الانتقام أيضاً أنه حين يتجبر أحدهم على الآخرين، وربما تكون أنت من هؤلاء الناس الطالبين للسلم وتحاول أن تتماشى مع تجبر هذا الشخص حتى تمشي الحياة دون مشاكل، ولكن أحياناً مثل هذا الشخص عندما يجد أن لا أحد يريد مواجهته فيزيد العيار والسخافة والتجبر، لدرجة أن تشعر أنك تريد الانتقام. وفي الحقيقة هذا شعور جيد ويجب عليك أن تستسلم له وتعمل على تنفيذه على أرض الواقع حتى يعرف كل شخص قدره وأنه ليس أفضل منك ويجب عليه أن يعلم أن لك رد فعل وليس مجرد شخص ضعيف مثلما يعتقد وإنما أنك تريد السلم ليس إلا، ما أريدك أن تفهمه أن أحياناً الانتقام بالطريقة الملائمة يكون هو الطريقة الوحيدة لأن توقف بعض الأشخاص عند حدهم في التعدي.

الراحة النفسية

روعة الانتقام تتلخص في هذا الشعور بالراحة النفسية حيث تنتقل من وضع الضعيف والمكسور والشعور بالخزي إلى شعور بالقوة والقدرة وأنك مسيطر تماماً على حياتك ولا أحد يستطيع أن يهينك أو يتعدى على حياتك أو أهلك بدون أن ينال جزاءه الذي يعلم جيداً انه سيكون قوي اللهجة لو كانت الإهانة موجهة لك. وروعة الانتقام هنا لا تعتمد على كون الشخص مريض نفسي ويريد أن ينتقم لمجرد الانتقام بل أنا أتكلم عن الأشخاص الأسوياء الذين يعيشون في سلام، ولكن فجأة تجد أشخاص مثل الابتلاء يحاولون فقط أن ينغصوا حياة الآخرين لمجرد أنهم يريدوا أن يشعروا أنهم أقوياء فتصير الحياة بالنسبة للناس الأسوياء لا تطاق ويبدأ القلق النفسي في الدخول إلى وجدان الناس. لذلك الانتقام هنا يكون رائع ومحبب حتى تسترجع جزء من ثقتك في أنك تمسك زمام الأمور وأنك صانع للسلام بنفسك وليس بالهروب من المشاكل حتى تتراكم وتصير كوارث.

الانتقام بالقانون

وهو أقوى طرق الانتقام التي يجب أن تبدأ بها ولا تتنازل عنها وخصوصاً كي لا تظهر بمظهر الضعيف بين الناس. فمثلاً هناك ظاهرة سيئة تدعى التحرش وتنتشر في بعض البلاد، ويوجد في القانون ما يحمي أي شخص من التحرش سواء الجسدي أو اللفظي فلا تفرط في حقك وتقول أن الموضوع لا يستحق، خاصة لو كنتِ فتاة كما هي أغلب الحالات، لسبب بسيط لأن نفس الشخص من الممكن أنه عندما يقابلك المرة القادمة سيفعل نفس الفعل وهو يعتقد أنكِ عاجزة ولا تستطيعي مواجهة الأمر لمجرد أنك فتاة. فهنا يجب عليك فوراً تحرير محضر بالتحرش وإحضار شهود والمواصلة في القضية حتى يأخذ عقابه ويعرف الآخرون أن أي شخص منهم يفكر أن يفعل نفس الفعل فالمصير سيكون مثله أيضاً. وربما الردع واللهجة الشديدة في مواجهة الظواهر السيئة يكون حل ولا سيما أن الذين يفعلون هذا هم الشجعان. وهناك أيضاً بنود في القانون تحمي الإنسان وشخصه في جميع مناحي الحياة. ولذلك عزيزي القارئ إن كان لك حق عند أحدهم فروعة الانتقام هو أن تأخذه منه بالقانون لأنه حينها سيعلم أنك قوي جداً بشيء لا يستطيع أي أحد مقاومته ألا وهو العدل والقانون.

الانتقام التلقائي

وهو الانتقام الذي يحدث للشخص دون أن تسعى أنت لأن تنتقم وهذا غالباً هو قمة الشعور بروعة الانتقام حين تشعر أن الطبيعة والظروف نفسها تقف في صفك وإن لكل ظالم نهاية. وأن الانتقام جاء لك على طبق من ذهب دون أن تسعى له أو تتعب نفسك وتشعر بالذنب حتى لمجرد أنك تريد أن تنتقم فالأمر جيد جداً على المستوى النفسي. وربما أيضاً يتعظ الشخص الذي حدث له الانتقام ويعرف أن الدنيا تتغير ولا أحد يبقى على حالة وأنك إن كنت قوي اليوم سيأتي اليوم الذي يخور فيه الإنسان ويتحول إلى تراب بعد الموت. فالأمر حتمي والضعف حتمي لذلك التجبر ليس حكمة بل الاتضاع والسلام والمحبة هم الحكمة حتى نقضي أيامنا في الأرض على خير دون إزعاج.

الانتقام بالنجاح

وهذا أيضاً من روعة الانتقام حيث الرغبة في الانتقام من بعض الناس الذين آذوك أو قالوا لك كلمات يأس وغير ملائمة لحياتك كل هذا يتحول إلى طاقة إيجابية وليست طاقة سلبية. والطاقة الإيجابية هذه تكون عن طريق السعي إلى النجاح وإثبات الذات لهؤلاء الناس وإخضاع الجميع لأن يعترفوا بك كشخص ناجح هو في حد ذاته أروع انتقام يشبع الإنسان نفسياً. حيث تكون في القمة والجميع يعترف أنك هكذا بالفعل ولا أحد يقدر أن يقلل من شأنك، لدرجة أن الذي شاء ويقلل سيكون واضح جداً أنه غيور وسيحرج نفسه بعدم الاعتراف بك.

الانتقام بالكلمات

وهنا يجب أن تكون شخص ذكي جداً لأن تصل إلى روعة الانتقام التي تسعى لها، لأنه يوجد فرق أن تنتقم بكلام ذكي أو أن تلقي كلام يظهرك أنت بمظهر السيئ والظالم. فعندما تتكلم وتريد أن تنتقم من أحدهم بجمل معينة فكر جيداً في كلامك ورتبه جداً ولا تلتفت للذي يكلمك ولا تشغل بالك بما يقول في حديثه، بل ركز فيما ستقول أنت وقل ما تريد بطريقة مهذبة تظهرك أنت بمظهر الملاك وتظهره هو بمظهر الشيطان. وهذا سيكون كافي لأن يجعله يتلعثم ولا يعرف كيفية الرد أو أن يتطاول وهنا سيكون قد أدان نفسه أمام الناس، ويفضل عندما تتكلم مع شخص تكلم بما تعرف بالضبط حتى لا يحرجك هو ويكذبك فلا تعرف كيفية الرد فتكلم بوضوح وهدوء ورصانة وهذا كفيل أن يجعلك تخرج من الحوار وأنت تشعر بروعة الانتقام وأنك منتصر وذكي.

أخيراً وسأكررها روعة الانتقام ليس شيء سلبي ما دمت إنسان تحب السلم والمحبة ولا تستخدم هذا الانتقام سوى في الدفاع عن النفس أو فرض الشخصية وسط أشخاص لا يقدرون شخصك. فهنا الانتقام الذكي واجب ويجب عليك ألا تشعر بالذنب أبداً فأنت لا تفعل شيء خطأ بل هذا طبيعي جداً وعندما تصارح نفسك به وتفعله بتفكير أفضل بكثير من أن تفعله بطريقة تلقائية وخاطئة وتشعر بالذنب بعدها.

سلفيا بشرى

طالبة بكلية الصيدلة في السنة الرابعة، أحب كتابة المقالات خاصة التي تحتوي علي مادة علمية أو اجتماعية.

أضف تعليق

5 × أربعة =