تسعة
الرئيسية » العناية الذاتية » العناية بالبشرة » رسم التاتو : كيف تختار ما ترسمه على جسدك وهل للوشم أضرار ؟

رسم التاتو : كيف تختار ما ترسمه على جسدك وهل للوشم أضرار ؟

رغم الجدال حول خطورته، يعد رسم التاتو أو الوشم أحد الموضات الرائجة جدًا في العالم اليوم، نستعرض بعض المعلومات عن رسم التاتو وعن أضراره المحتملة.

رسم التاتو

رسم التاتو أو الوشم أصبح موضة أكثر من أي وقت مضى، وتعددت الشكال والألوان لتناسب كل الأذواق. لو كنت ترغب برسم التاتو فيجب عليك اختياره بشكل سليم ومعرفة كل المخاطر والأضرار أولاً قبل أن تفكر بفعل شيء قد تندم عليه بعد ذلك. لذلك هذه السطور ستكون مهمة جداً بالنسبة لك لأن رسم التاتو الدائم لا رجوع فيه.

رسم التاتو بين الخطر والأمان

اختيار التاتو المناسب

أولاً يجب أن تختار نوعية التاتو الذي تريده، هل ترغب بكونه دائماً أو مؤقت. الدائم لن تستطيع فعلها بنفسك ويجب أن تذهب لإحدى المحال المتخصصة في رسم التاتو، لأنهم ببساطة يضعون الحبر تحت الجلد بالإبر لتصبغ الجلد ويتلون ويتشكل كما يرغب وكأنك لوحة وهو الفنان. أما المؤقت وهو بالطبع الأقل خطراً كما ستعرف فيما بعد فتستطيع عمله بنفسك أو عن طريق واحدة متخصصة في رسم التاتو، وتم استعمال نوع من الحبر ولكنه سطحي وليس تحت الجلد، ويمكنك ببساطة وضع الرسمة على الجلد مقلوبة وبقماشة مبللة يتم التمرير عليها من الخلف لتلصق بالجلد لفترة لا تتعدى اليومين أو الثلاثة. أو الأفضل من الحبر استخدام الحناء الطبيعية وهي الطريقة المعروفة والمشهورة في جنوب مصر وكل دول الخليج. وتتمتع النساء هناك بدقة عالية للرسم فتنتج رسومات غاية في الجمال، وتظل الرسمة لمدة أسبوع أو أقل حسب جودة الحناء وزمن تركها لتنشف قبل أول غسيل للمنطقة.

ثانياً يجب عليك تحديد المكان المناسب لرسم التاتو. فلابد أن يناسب المكان الغرض المطلوب من الرسمة، على سبيل المثال تحب الفتيات رسم التاتو على الكف وكامل اليد والمعصم والأصابع ليكون واضحاً وجذاباً. البعض الأخر يفضل رسم التاتو على الكتف وهذه المنطقة تناسب الرجال أيضاً وتعطي جاذبية وأناقة. أما البعض الأخر من الناس فيفضلون أماكن أكثر خطراً مثل الصدر وأسفل الظهر ليرسموا عليها أشكالاً مختلفة بالألوان أو الأسود فقط. كل منطقة تؤدي غرضاً وتعطي تجربة مختلفة لذلك فكر جيداً في ماذا تريد من التاتو أن يظهر لتختار بعدها المكان المضبوط.

ثالثاً اختيار شكل ولون التاتو. وهو الموضوع الأهم بالطبع فإن كنت أبيض اللون فسيكون اللون الأسود أكثر أناقة عليك، أما إن كنت أسمر أو أفريقي فسيكون التاتو الألوان أكثر وضوحاً على بشرتك. وفي كل الأحوال عليك أن تقرر ما يناسبك قبل أن تبدأ. أما شكل التاتو نفسه فيتعمد عن سبب رسم التاتو من الأساس، هل هو بغرض تجميلي فقط لا غير، أم له معنى وذكرى أو تجربة معينة؟ بعض ال فتيات يحبون رسم الفرشات على الأكتاف أو ظهر لترى بذلك نفسها كثر جمالاً تماماً كفكرة استخدام المكياج، أو رسم أشكال مختلفة من جماجم وغيرها على جسم الرجال أو أرجلهم لتناسب ذوقه وتخليه لنفسه. أما الرجال فيفضلون كتابة أسماء حبيبتهم على كتفه لتكون قريبة من قلبه ويعبر عن حبه لها بتلك الطريقة. البعض الأخر يتعرض لمواقف في الحياة فيحب أن يحتفظ بذاكرتها في صورة رسمة على الجسد، وبعض السفاحين يكون لديهم هوس أو نوع من الجنون برسم ضحاياهم على أجسادهم، البعض الأخر يتعدى عنده الهوس ليصير كل موقف رسمة على الجسم فلا يوجد مكان أخر.

أخطار تنتظرك عند رسم التاتو

الأمراض الخطيرة

أنت ترفض أن تشارك الحقن مع أي شخص ويجب أن ترى الحقنة تفتح أمام عينك للمرة الأولى حتى توافق بأخذها، ولكنك هنا لا تمانع استخدام الكثير من الإبر غير المعقمة والتي تنتقل بين مئات بل ألاف الأشخاص. إذاً كيف تضمن أنك لا تصاب بعدوى الإيدز أو فيروس سي أو بي أو التيتانوس أو التهاب الكبد وغيرها من الأمراض الخطيرة جداً المتنقلة بتلك الطريقة؟ عليك أن تختار المكان المخصص لرسم التاتو بعناية شديدة فأنت تلعب بحياتك وصحتك هنا. وتذكر مهما كان المكان نظيفاً ويستخدم أداوت تعقيم فلن يكون مثل الطبيب أو المستشفى ويبقى هناك خطراً كبيراً بالعدوى. فكر في هذا الأمر قبل أن تكرر أي شيء.

الحساسية لحبر الوشم

الجلد حساس تجاه بعض المواد الكيميائية ويختلف ذلك من شخص لأخر، والحبر هو من أشد المواد ضرراً على الإنسان وخاصة إذا اكتشفت أنك مصاب بحساسية ضده، وبالمناسبة أنت لن تعرف بالأغلب سوى بعد فوات الأوان. المشكلة لو كانت الوشم دائماً فستبقى الحساسية والاحمرار فترة أطول وقد يتضاعف الأمر لخطورة كبيرة ومهددة للجلد كله أو تلك المنطقة. لذلك يجب أن تستعين بطبيب فوراً إذا شعرت بأي احمرار وحكة أو التهاب بالمنطقة المرسوم عليها فوراً، في محاولة لإنقاذ ما يمكن إنقاذه.

الخلايا ترفض رسم التاتو

لم يُخلق الإنسان ليتمكن من رسم التاتو بهذه البساطة، لأن الحبر هو مادة غريبة عن جسم وبالتالي سترفضها الخلايا المناعية وتعتبرها خطراً مهدداً تماماً مثل البكتريا. لذلك قد تحدث ندوب وانتفاخات أو تورم على الجلد حول المنطقة المرسومة. ومهما كانت الإبر نظيفة وخالية من أي بكتريا أو عدوى يبقى الحبر نفسه مصدراً للتهديد. ولن تظهر أثار العدوى سوى بعد أسبوعين أو أكثر ويكون العلاج منها صعباً جداً ومؤلماً، فإن كنت تفكر برسم التاتو لمظهر جمالي قد تجد نتيجة معاكسة تماماً. الأمر يكون أخطر في التاتو الألوان وخاصة اللون الأحمر والأصفر ولكنه أقل خطراً مع اللون الأسود.

رسم التاتو مع التصوير المغناطيسي

لو احتجت يوماً للتصوير المغناطيسي لإظهار العظام المكسورة وغيرها من الأهمية الطبية ستجد أن هناك مشكلة كبيرة تواجهك. الطبيب سيطلب منك التخلص من كل المعادن لأن الجهاز هو عبارة عن مغناطيس كبير في الحقيقة وسيؤثر على الصور ويسبب أضرار على الجسم، وأنت بهذه الحالة تكون ملصق التاتو المحتوي في تكوينه على المعادن تحت جلدك ليصير التصوير معه شبه مستحيل خاصة لو كانت الرسومات كبيرة. إذ ستشعر أن الجهاز يسحب منك جلدك لأنه يجذب تلك المعادن إليه، ويجب أن تكون ثابتاً أثناء التصوير مع كل ذلك الألم الذي ستشعر به. وقد يكون ذلك الجهاز هو النقطة الأهم في تشخيص حالة مرضك وأنت لا تستطيع استخدامه. وحتى إن افترضنا أنك تخطيت كل تلك العقبات، سيتدخل التاتو ويؤثر على نقاء الصورة وقد يسبب ذلك في تشخيص خاطئ تماماً.

سيتغير لون الجلد للأبد

بعد رسم التاتو لن يرجع الجلد مهما فعلت إلى حالة الطبيعة وقد تتمكن من تخفيف اللون حتى أنت لن تراه بعينيك، ولكنه يظل موجود تحت الجلد ومهما فعلت طبياً لن يذهب أبداً.

لن تتمكن من التبرع بالدم

لا يوجد طبيب عاقل حول العالم كله تستطيع إقناعه أنك مؤهل للتبرع بالدم ولو لأعز شخص لديك وأنت ترسم تاتو خاصة بعد رسم التاتو بأسبوع. ولذلك لكبر نسبة الإصابة بالأمراض والعدوى المباشرة للدم. فإن كنت من أصحاب فصيلة دم نادرة، فكر قبل أن تجد نفسك في موضع تريد فيه إنقاذ شخص عزيز أمامك وأنت الوحيد المتوفر ولا تستطيع.

عملية الشفاء صعبة

أنت تحفر منطقة بجسمك بالإبر حتى وإن لم تدرك ذلك، بعد عناء التجربة لن تكون هي النهاية بل البداية فقط. الألم سيستمر عدة أيام أو أسابيع حتى تمام الشفاء، فكما يقولون كل جمال يأتي بثمن. الأمر سيكون أصعب ومؤلم أكثر لو كنت من أصحاب سيولة الدم العالية فوقتها سيكون الدم السائل يمثل حاجز أصعب لتثبيت الحبر وقد يشوه الرسمة بأكملها. بالأخير سيأخذ منك وقتاً للشفاء أطول وسيستمر الاحمرار والحكة فترة طويلة.

الكدمات بعد رسم التاتو

عند تثبيت الحبر تحت الجلد سيكون حاجز لأي شيء أخر، فإذا تعرضت لكدمة على سبيل المثال سيتجمع الدم المتدفق حول التاتو ويكون تورم من الخارج، ولن يصل الدم بطريقة جيدة إلى المكان المناسب. سيكون وجع وتشوه بالجلد وخطراً على مكان الكدمات التي تحتاج إلى تجمع دموي لا يصل لها. ونفس القصة تنطبق على التعرض لأي بكتريا وعدم وصول الدم بمناعته لها بالكامل فتكون معرض لخطر انتشار العدوى أسرع من غيرك، ولن تنقذك مناعتك لأنك تمنعها من العبور.

جهازك اللمفاوي سيشتكي منك

الجهاز اللمفاوي مسئول عن إزالة السموم وأنت الآن تقول له “اقبل هذا السم بصمت”، أتتوقع أنك لو تعرضت لخطر أخر حقيقي مشابه في تركيبه لهذا السم سيتمكن جسمك من مهاجمته وتطرده؟ لا يا عزيزي القارئ لأن مناعتك ستكون اعتادت عليه ولن تتعرف عليه على إنه خطراً من الأساس، إذاً تضعف مناعتك نحو الخطر الحقيقي.

مشاكل لو أردت أن تتخلص منه

إذا كان رسم التاتو دائم فلا رجوع ومع كل ذلك التقدم العلمي والطبي لا توجد طريقة أكيدة للتخلص التام والنهائي منه. تعتمد كل التقنيات المتوفرة على تدمير النسيج الجلدي الأساسي باستخدام الحرارة أو الليزر أو الكيمياء أو أنواع مختلفة من الليزر الأقوى في التأثير، وبالطبع كل تلك التقنيات تمثل خطراً فعلياً على الجلد والجسم كله وتسبب سرطان غالباً. بعض الأشخاص من كثرة الهوس قد يعيدوا ترقيع الجلد بالكامل للتخلص من التاتو، فلماذا كل ذلك العناء من الأول عزيزي القارئ؟!

الحبر يؤثر سلبياً على الجنين

من قمة أخطار رسم التاتو هو الحب نفسه، لأنه يتكون على مواد كيميائية مسرطنة وكبريت وكربون وحديد وأكريدين وثاني أكسيد التيتانيوم وصبغات مختلفة عضوية، هذه المواد ستسري في الجسم بأكمله وتتخطى المشيمة لتصل إلى الجنين فتسبب تشوهات خطيرة جداً غير متوقعة أبداً، لأنها لن تظهر سوى بعد سنوات. فهو يؤثر على كبد الجنين وإن كان التاتو بالظهر فهناك خطراً للإصابة بأمراض بالنخاع الشوكي وهي قاتلة بالتأكيد. حتى استخدام تاتو الحناء الطبيعية يجب أن يتم بعد الحمل قد تتفادى أي خطر محتمل.

منظر الفرد أمام المجتمع

مجتمعنا العربي بطبعه لا يحب فكرة رسم التاتو وينظر إلى صانعه على إنه شخص متهور وغير عاقل أو ناضج ويستخفون كثيراً بهؤلاء الشباب، أما الفتيات فيكونوا فتيات غير محترمة لو كانت التاتو دائم وليس مرسوم بالحناء فقط. تلك هي نظرة المجتمع التي يجب أن تفكر فيها قبل أن تكرر تغير مظهرك الخارجي إلى الأبد بدون رجعة، فهل ستتقبل الأمر بطريقة عادية؟!

عزيزي القارئ الجمال لا يعني التهور ومهما كانت رغبت برسم التاتو ملحة قد يكون الخطر المتربص لك أشد إلحاحاً لتحافظ على حياتك أولاً أو حياة طفلك وعائلتك. أنت تتفاعل يوماً مع عائلتك وأصدقائك بطرق مختلفة قد ينتقل لهم ما سينتقل لك، فكر فيهم إن كنت لا تخاف على نفسك. توجد طرق كثيرة طبيعية أخرى لرسم التاتو مثل الحناء والتاتو السطحي ومع إنهم أيضاً يمثلون بعض الخطر إلا إن خطرهم واهي جداً بالنسبة إلى التاتو الدائم، فلا تجعل الجمال الزائف يعمي عينك عن الحقائق المؤكدة.

سلفيا بشرى

طالبة بكلية الصيدلة في السنة الرابعة، أحب كتابة المقالات خاصة التي تحتوي علي مادة علمية أو اجتماعية.

أضف تعليق

خمسة عشر − ثمانية =