تسعة
الرئيسية » صحة وعافية » دموع العين : كيف تساهم في حفظ العين بحالة سليمة وصحية ؟

دموع العين : كيف تساهم في حفظ العين بحالة سليمة وصحية ؟

دموع العين لها أهمية كبيرة، تتعدى أهمية التعبير عن المشاعر، نتعرف على أهمية دموع العين من الناحية الصحية في السطور المقبلة سريعًا.

دموع العين

لا يقتصر دور دموع العين على التعبير عن مشاعر حزن أو فرح قوية وجياشة، بدرجة تجعل صاحب هذه المشاعر غير قادر على كبتها وكتمها بين جنبات صدره، فيلجأ، بشكل لا إرادي في الغالب، إلى ذرف الدموع للتعبير عما يجول بداخله من حزن، أو فرح، أو شجون، ويعد الحزن هو الشعور العاطفي المسؤول عن خمسين 50% من الدموع التي يذرفها الإنسان، بنما يزرف الإنسان 20% من دموعه عند الفرح، وقد لاحظ الباحثون أن الأشخاص الذين لا يستطيعون ذرف الدموع عند التأثر العاطفي قد يصابون بالعديد من الأمراض بسبب ذلكن، وبذلك يتضح لنا أن التعبير عن المشاعر العاطفية ليست الوظيفة الوحيدة لدموع العين؛ فلدموع العين فوائد صحية ونفسية جمة، ولكي نتعرف على هذه الفوائد والوظائف، ينبغي أولاً معرفة أنواع الدموع التي تذرفها العين، فقد قسم عالم الكيمياء الحيوية الأمريكي، الدكتور وليام فري، بتقسيم ظاهرة البكاء وذرف دموع العين إلى ثلاثة أصناف، مستندًا في تصنيفه هذا إلى الاختلافات الكيميائية بين كل نوع من أنواع الدموع، وإليك هذه الأنواع الثلاثة: أولاً: الدموع الأساسية: وذلك عندما تفرز الغدد الدمعية في العين سائلاً لحماية العين من البكتيريا. ثانيًا: الدموع غير الإرادية: تفرز الغدد الدمعية سائلاً بشكل لا إرادي لحماية العين، ويكون ذلك عند تعرض العين للمهيجات أو الجسيمات الغريبة. ثالثًا: الدموع العاطفية: وهي الدموع التي يذرفها الإنسان في حالات التأثر العاطفي والوجداني، إما بالمواقف الحزينة، أو الإحباط، أو الفشل، وإما بالمواقف المفرحة، كالدموع التي تذرف في حالة تحقيق النجاح، أو الانتصار، أو تحقق أمر أراده الشخص بقوة. ولكل من نوع من أنواع دموع العين فوائده العظيمة، ليس فقط للعين، ولكن أيضًا للجسم ككل، ومنها ما يلي.

تعرف على أهم فوائد دموع العين

تخليص الجسم من المواد الضارة

تخلص الدموع الجسم من المواد الكيماوية التي يفرزها عند تعرضه للضغط النفسي، وعند دراسة التركيب الكيميائي للدموع العاطفية والدموع اللاإرادية أو التحسسية، التي يثيرها بعض المهيجات والجسيمات الغريبة مثل الغبار، تبين أن الدموع العاطفية تحتوى على نسبة كبيرة من هرمون البرولاكين الذي يفرزه الجسم في الدم عند التعرض للضغط، وبالتالي، فإن البكاء، والدموع العاطفية تحديدًا، تعمل على طرد مثل هذه الهرمونات المضرة من الجسم وتخلصه منها، ولأن البرولاكين يتواجد لدى النساء بنسبة أكبر من الرجال، يتبين لنا سبب بكاء النساء بنسبة أكبر من الرجال تصل إلى خمسة أضعاف، وترجع زيادة نسبة هرمون البرولاكين لدى النساء لأنه الهرمون المسؤول عن إفراز اللبن لديهن. وليس هرمون البرولاكين وحده الذي تساعد دموع العين الجسم على التخلص منه، فبتحليل عينات من دموع العين، تبين أنها تحتوي على نسب من البروتين والمعادن، لا سيما المغنيسيوم، التي تعد زيادتها مضر بجسم الإنسان.

المحافظة على الصحة العامة للجسم

إن الدموع العاطفية التي يذرفها الإنسان تحتوي على بروتين الألبومين بنسبة تصل لنحو 24 في المائة، وعادة ما تكون هذه النسبة زائدة عن احتياج الجسم، وهو الأمر الذي يعزز تنظيم عملية التمثيل الغذائي في الجسم. كما تساهم دموع العين أيضًا في الحد من مخاطر الإصابة بالعديد من الأمراض، مثل البدانة، وارتفاع ضغط الدم، وداء السكري، وهي أمراض تصيب الإنسان بسبب ارتفاع مستوى الإجهاد، والبكاء يقلل من الإجهاد والتوتر في الجسم.

الشعور بالارتياح

يساعد ذرف الدموع على الشعور بالارتياح، وذلك لأن وظائف الجسم تعمل بعد البكاء بشكل مثالي يمنحك الشعور الراحة النفسية والارتياح، فغالبًا ما يتبع حالات الحزن، والاكتئاب، والضيق ذرفًا للدموع للتنفيس عن النفس وتخفيف الشعور بالضيق. وقد يكون البكاء وذرف دموع العين في بعض الحالات النفسية دليلاً على الاستجابة للعلاج.

تحسين صحة العين ووظائفها

تقوم دموع العين بما يشبه عملية غسيل وتعقيم للعين ضد الميكروبات والطفيليات الضارة بصحة العين، ذلك بالإضافة إلى احتوائها على سائل ملحي مضاد للبكتيريا، كما أنها تحتوي على نسب معينة من البروتينات التي تزيد من مقاومة العين للأمراض التي قد تصيبها، وبتحليل عينات من دموع العين المختلفة، تبين أنها تحتوي على مواد كيميائية تعمل كمسكن آلام جيد، في حال تعرض العين لإصابة مؤلمة، وتحافظ الدموع على رطوبة العين وحمايتها من الجفاف، وكذلك تساهم في ارتخاء عضلات العين وليونتها.

دموع العين تحميها من المهيجات

ما إن شرعت في تقطيع البصل، إلا وبدأت عينك في ذرف الدموع بكمية كبيرة، وهذه عملية تلقائية تقوم بها العين عند تعرضها لأي من المهيجات التي قد تضر بها، فالبصل يحتوي على مواد مهيجة وأبخرة تتسبب في تمزق خلايا العين وحدوث تفاعل كيميائي يصيب العين بالتهيج والألم، فترسل إشارات للمخ، فتبدأ في إفراز الدموع للتهدئة من حدة هذا التهيج، ولا يقتصر الأمر على البصل، بل تفعل العين هذه الإجراء الوقائي كلما تعرضت لمواد من شانها إحداث نفس التفاعل والتهيج الذي يحدثه البصل.

تحسين الرؤية

ذكرنا في البنود السابقة أن دموع العين تعمل على ترطيب الأغشية وتحميها من الجفاف، وهذا بالطبع يساهم في تحسين الرؤية، حيث كلما كانت أغشية العين جافة، كلما ضعف مستوى الرؤية وشعر الإنسان بالانزعاج في العين.

ويسبب كبت الدموع أضرارًا كبيرة، نفسيةً وجسمانيةً، ومنها على سبيل المثال وليس الحصر، زيادة حدة التوتر والإجهاد، إذا أن الدموع، كما ذكرنا سابقًا تخفف من توتر الجسم وإجهاده، فبكبتها تتراكم مستويات الإجهاد والتوتر في الجسم وتزداد، وهو الأمر الذي قد يتسبب في إصابة الإنسان بأمراض نفسية وبدنية، كان من الممكن تجنبها بمجرد التنفيس عن النفس بالبكاء. وكذلك من الأعراض التي قد تصيب الإنسان بسبب كبت الدموع، الصداع، والذي قد تصل حدته إلى عدم القدرة على ممارسة الحياة الطبيعية بسبب الألم الذي يشعر به الإنسان بسبب الصداع، مع أنه كان من الممكن تجنب هذا بالبكاء عند الشعور بالحاجة إلى ذلك.

وينصح أخصائيو الطب النفسي والبدني بأن لا يتردد الإنسان في البكاء وذرف الدموع، لا سيما في الأحداث أو المواقف التي تؤثر في الإنسان عاطفيًا إما بالحزن والألم أو بالسعادة والفرح، فبحسب ما ذكرنا أعلاه، تقوم دموع العين بالتنفيس عن الشخص وتساعد على إحساسه بالراحة، وتقليل التوتر الذي ينتج عن التعرض للمواقف ذات التأثير العاطفي، ويكون ذلك من خلال طرح السموم والمواد الزائدة عن حاجة الجسم، والتي يتم إفرازها عند التعرض للتوترات العصبية، والانفعالات العاطفية والنفسية، وضغوطات الحياة اليومية ومشكلاتها .ويرى بعض العلماء أن حبس دموع العين وكبت المشاعر قد يصيب الإنسان يسبب التسمم، وذلك استنادًا للحقائق التي ذكرناها سابقًا، وهذا يجعل من الاعتقاد السائد عند البعض، لا سيما الرجال، بأن البكاء يعد دليلاً على الضعف، اعتقادًا خاطئًا، بل ومضرًا بصحة الإنسان، وذلك بسبب انحباس المواد الضارة والمركبات السامة داخل الجسم, وقد أشار هؤلاء العلماء إلى أنه، بسبب هذه الحقيقة العلمية، يعد متوسط عمر المرأة أطول من الرجل، فالمرأة تبكي أكثر من الرجل بخمسة أضعاف على الأقل. لذلك، لا تتردد في التعبير عن مشاعرك، فرحًا كانت، أوحزنًا، أو ضيقًا، أو ألمًا، بالبكاء وذرف الدموع.

مصطفى فؤاد

مصطفى فؤاد برعي، تخرج من كلية اللغات والترجمة بجامعة الأزهر، يعمل مترجم تقني وقانوني حر، من محافظة سوهاج بصعيد مصر، عمل مدرسًا للغلة العربية والثقافة الإسلامية وعلوم القرآن الكريم في مركزي خالد بن الوليد والسلام الإسلاميين في مدينة كيتو، عاصمة الإكوادور، بأمريكا اللاتينية.

أضف تعليق

20 − 9 =