نواجه أثناء التسوق دائمًا وعمليات البيع والشراء خدع التسويق التي تخدعنا وتجعلنا نشتري ما لا نحتاج وما هو غير جيد بسبب الدعاية التسويقية للمنتج على حساب الجودة أو حتى على حساب ميزانيتنا وأولوياتنا للشراء فما هو الممكن الذي يفعله التسويق بنا وشركات الدعاية التي تتلاعب بأعصابنا ورغباتنا البشرية وغرائزنا؟ هذا ما سنتحدث عنه في السطور التالية
استكشف هذه المقالة
شركات التسويق
لا ريب أن هناك قطاعا كبيرا يعمل في خدمات التسويق دون أي استحقاق لهذا العمل لأن السلعة تم تصنيعها وتغليفها بالفعل ولا تحتاج لأي شيء سوى الشحن فكيف يعمل في خدمات التسويق ثلاثة أضعاف المصنعين الفعليين؟ أعتقد أن احتدام المنافسة في الأسواق دفعت المستثمرين للاستعانة بالمسوقين من أجل تجميل وتلميع السلعة على حساب الأخرى
من يدفع للعاملين في التسويق؟
الحقيقة أنه من يدفع للعاملين في التسويق هو أنت، حين تشتري السلعة فأنت تدفع ثمن تصنيعها وتغليفها وشحنها وتوزيعها مع هامش ربح للمورد وللمنتج وأيضًا نسبة التسويق، لأن منتج السلعة لن يقوم بدفع نقود التسويق والتي تقدر بالآلاف من جيبه ويقضي على أرباحه بل يوزع تكلفة التسويق على ثمن السلعة بالتالي أنت تشتري سلعة وتشتري تسويقها الذي لم تستفد منه شيء أيضًا.
هل تحتاج بالفعل لهذه الأشياء؟
من أبشع خدع التسويق والأهداف التي يحققونها هي بيع ما لا قد تحتاجه بالفعل بموجب الزن على الآذان، حيث يقومون بحملة دعائية بهدف الترويج للمنتج وأنت لا تحتاجها وتعيش حياتك بدونها دون أن تشعر بخلل وبالتالي يمكن أن يطرحوها دون ربح في البداية من أجل أن يجعلون تعتاد عليها ثم يبدؤون في رفع سعرها بالتدريج إلى اللحظة التي لا تستطيع الاستغناء عنها.
كيف كان يعيش أجدادنا بدون هذه السلعة؟
قبل اقتحام شركات عملية تنظيم سيارات الأجرة باستخدام هواتف الأندرويد كان أجدادنا وآباؤنا ونحن أنفسنا نستخدم سيارات الأجرة العادية بمنتهى البساطة والسهولة ولا نجد مشكلة كبيرة ولا كارثة يومية في التعامل مع سيارات الأجرة العادية، بل ولا في الخلاف معهم حول تكلفة التوصيل أيضًا، ولكن الآن لم يعد بالإمكان العيش بدون هذه السيارات المقننة وبالتالي تستلزم هواتف ذكية ومن لا يستخدم الهواتف الذكية من الممكن أن ينعزل عن العالم ولا يتلقى هذه الخدمة القوية، بالتالي قبل شراء أي سلعة عليك أن تسأل نفسك: كيف كان يعيش أجدادنا قبلها وكيف كنت أعيش أنا قبلها وما مدى الاختلال الذي يحدث في حياتي بالاستغناء عنها.
كيف يمكن إقناعك بجودة السلعة من عدمها
هذا الشامبو ينصح به أطباء العالم لأنه يحتوي على خلاصة مادة (أي عشب طبيعي حتى لو كانت حشائش الأرض) المعالجة بمادة (أي مادة كيميائية معقدة التركيب اللغوي لتشعرك بالأهمية) أو أن هذا المعجون ينصح به أطباء الأسنان في العالم في حين بسؤال أطباء الأسنان ستكتشف أن جميع الأنواع سواء المهم الانتظام في غسيل الأسنان، ولكن يجب أن يقنعوك أن هذا المنتج أفضل من غيره لأنه اختراع ويحتوي على أشياء عدة ويلاقي قبول لدى المختصين.
الخدع التسويقية
والآن مع أبرز الخدع التسويقية التي تقوم بها المتاجر من أجل الاحتيال على الزبائن وإقناعهم بشراء ما لا يحتاجونه:
“الآن في مدينتكم”
يمكنك أن تأتي بأي اسم غريب لأي علامة تجارية لم يسمع بها أحد من قبل كي تقول أن هذا المنتج الدولي الآن قرر افتتاح متجر له في مدينتك، لقد انتهت كل مآسيك في الحياة لأنك كنت تنتظره، بالطبع كزبون مغيب ستظن أن هذا المكان مكان هام جدا وهو الآن متوافر في مدينتي، يا لكم السعادة في حياتي.. هذه أبرز بالطبع خدع التسويق التي يستخدمها المسوقون ويكون هذا المتجر الذي يتم افتتاحه في مدينتك يمكن أن يكون أول متجر يفتتح في العالم كله أصلا ولا يوجد نية لفتح فرع له في أي مكان آخر لأنه باختصار متجر محلي عادي جدا.
“200 بعد الخصم”
من أبرز خدع التسويق أيضًا أنك تذهب إلى متجر لشراء حذاء فتفرح لأن الحذاء الذي يباع بـ400 تم شطب الأربعمائة ووضع 200 كبيرة وواضحة ومحاطة بنجوم حتى تغريك بالشراء ويكتبون بجوارها “لفترة محدودة” كي تسأل نفسك، إن كان هذا الحذاء يصل الربح فيه للضعف أي أن نسبة الربح به 100 % فكيف لا يحاكم هؤلاء بتهمة السرقة.. بل وأكثر من ذلك لأنهم يخفضون نصف المبلغ ولا زال لديهم فرصة للربح أيضًا فكم تبلغ القيمة الحقيقية لهذا المنتج أصلا؟
“اشتري 2 بسعر 1”
احذر إحدى خدع التسويق التي تخدعك وتستغلك حيث يقومون بإيهامك بأنك تستطيع شراء قميصين بسعر قميص واحد وفي الغالب هذه نكتة سخيفة لأنه في الغالب سيكون القميصين بسعرهما العادي لأنه سيبيعك القميص الأول بأغلى من قيمته أو أن العرض ساري ولكن على كمية معينة وهذه الكمية بها عيوب تصنيع أو بواقي تصدير وبالتالي حتى يقومون بتصفيتها يبيعونها بهذا الشكل عبر إغرائك وأنت تقع في الفخ بل جميعنا نقع في الفخ في الحقيقة، لذلك عليك بفحص السلع المقدمة جيدا والتمسك بالفاتورة وذلك لاسترجاع أي عيب ممكن أن يظهر في السلعة بعد شرائها.
“خصم 30 % بمناسبة الافتتاح”
عن أي خصم يتحدثون السادة؟ وأي افتتاح؟ أولا هذه إحدى خدع التسويق المنتشرة، حيث يقومون بعمل تجديدات بسيطة في محل ما مع تغيير اسمه ويقولون أنه تم افتتاح متجر جديد ومن أجل لفت الأنظار إليه والترويج لبضائعه وبيع البضاعة الكاسدة لديه يقول لك أنه سيقوم بخصم 30 % بمناسبة الافتتاح، وبعض الأضواء والتلميع يقنعك أن هذه الأشياء بالغة الجودة ولن تجد مثلها في أي مكان آخر ولكنه في الحقيقة ربما سيبيعك إياها بأعلى من ثمنها بكثير ومع ذلك يقنعك بأنك اشتريت السلعة بأقل من قيمتها وبخصم وصل إلى ثلاثون بالمائة.
ثق تماما، لن يجازفوا بالخسارة
الدرس المستفاد من خدع التسويق الغريبة هذه والملتفة أن المنتجون لن يخسرون لأي سبب ولن يعرضون أنفسهم للخسارة فقط ربما يخفضوا الربح قليلا في بعض البضاعة الكاسدة ولكنهم لن يخسرون لذلك عليك بالشراء من أماكن موثوق بها حتى لا تتعرض للخداع التسويقي الذي يمارسه عليك البائعون.
كيف يمكن أن نقي أنفسنا خدع التسويق ؟
والآن نتحدث، كيف يمكن أن نقي أنفسنا خدع التسويق التي يستخدمها المسوقون وأصحاب المتاجر من أجل خداعك وإقناعك بالأشياء التي لا تحتاجها أو بشراء سلع معيوبة أو أكثر من ثمنها بكثير؟
سؤال المختصين
عند شراء أي شيء سل المختصين في البداية وإن أمكن اصطحب شخصًا خبيرا وذو علم ودراية بالسلعة التي أنت مقبل على شرائها لأنه سيعرف جودتها والسعر الحقيقي المناسب لها كما أنه بالطبع يعرف الأماكن الموثوق بها والتي لا تمارس خدع التسويق الرخيصة على زبائنها من أجل خداعهم واستنزاف نقودهم بلا طائل.
شراء ما نحتاجه فحسب
هناك حملات ممنهجة لجعلك تقتنع بأهمية هذه السلعة لك، هذا الكلام حقيقي بل يتم تدريسه بشكل واضح في دورات التسويق وعلم التسويق الذي توسع خصوصًا بعد وجود الإنترنت ولعبه دورا كبيرا في إقناعك بأشياء قد لا تحتاج إليها وتواطؤ مواقع التواصل الاجتماعي مع المسوقين بهدف الربح عليك بعرض سلع ومنتجات طوال الوقت أمام عينيك تبهر الأعين وتجعلك تشتري ما لا تحتاجه والآن اسأل نفسك، كيف يمكنك أن تشتري شيئًا وهو عديم الفائدة لك؟ اسأل نفسك عن الفائدة المرجوة من هذه السلعة وبدائلها وهل تؤدي نفس المهمة أم لا وأن هذا المنتج بالطبع ليس فريدا من نوعه ولكن أساليب التسويق التكنيكية التي تقنعك بأن هذا المنتج لا غنى عنه للبيت العصري.
فحص السلع قبل شرائها
عليك بفحص السلع جيدا قبل شرائها تجنبا للوقوع في فخاخ خدع التسويق الماكرة والتي تبيع الأشياء المعيوبة بنية التخلص منها حتى إن كان بهامش ربح بسيط، لذلك عليك بفحص الأشياء جيدا واختبار مدى متانتها وتحملها وفاعليتها بالنسبة لك فما يناسبك أنت بالطبع قد لا يناسب غيرك لذلك لا ننصح بالشراء من الإنترنت لأنه لا يتيح لك فحص السلعة مباشرة بل يفاجئك بها عند الشحن والتوصيل لذلك عليك بفحص السلع جيدا والحذر لأننا أصبحنا في عالم يحيط بك المسوقين من كل ناحية وينظرون إليك على أنك مورد نقود ليس إلا بالنسبة لهم.
التمسك بالفاتورة
التمسك بالفاتورة وطلبها والمحافظة عليها لأنها تحفظ لك حقك وتعد هي وثيقتك الوحيدة لإثبات شرائك السلعة ولإمكان إعادتها أو تبديلها إن ثبت أن بها عيب أو مشكلة أو خلل حدث بسبب التصنيع أو سوء التخزين لذلك لا تتنازل عن حقك في الفاتورة مهما حدث.
الشراء من المصنع مباشرة إن أمكن
من الأفضل إن كان هناك إمكانية الشراء من المصنع فذلك يكون أفضل جدا لأن السعر عادة يكون متخففًا من كل إضافات التسويق والتوزيع والشحن وربح المتجر الفرعي وغيرها، كما أنه يجنبنا سوء التخزين والمشاكل الناتجة عن النقل والشحن.
التسويق الشبكي
إلى جانب خدع التسويق العادية يوجد أيضًا خدع التسويق الشبكي كواحدة من أكبر الخدع في التاريخ والتسويق الشبكي حينما نسأل أنفسنا ماذا يسوقون فإننا لا نجد إجابة المسألة كلها هو شراء أشياء بجودة رديئة وعديمة النفع والقيمة على الإطلاق لمجرد كسب العمولة التي ستأتي من خلالك إلي إذن المسألة هي أنت.. هم يسوقونك أنت في الغالب لا أحد غيرك.
نحن نختلف عن الآخرين
يجيد الأشخاص القائمين على التسويق الشبكي الحديث بشكل جيد، ولا تدري كيف يصبحون نسخًا من بعضهم لهذه الدرجة حيث يحاولون بقدر الإمكان إقناعك بالمكاسب المهولة التي ستجنيها من خلال التسويق الشبكي وسيكشف لك أن هناك شركات تخدع عملاءها بالفعل لكننا نختلف عنهم، نحن شركة كبيرة تتاجر في ماركات تجارية عالمية ولا نستهدف أي خداع أو غش.. تقريبا كل شركات التسويق الشبكي هذا يقولون نفس الكلام بنفس الصيغة ويكاد يكون بنفس ترتيب الجمل.
اخدع أصدقائك مثلما خدعتك
بعد أن يتم اصطيادك كفريسة سهلة سيتم بعد ذلك تحويلك لفريسة وصياد في نفس الوقت حيث سيطلقونك لاصطياد فرائس أخرى وإقناعهم كما أقنعوك بجدوى العمل في التسويق الشبكي وربما تفكر في أشخاص لم يكن يخطرون ببالك قط الحديث معهم تجد نفسك بدافع محاولة عدم الاقتناع بأنك خدعت بمحاولة جذب هؤلاء وتدور الدائرة.
خاتمة
خدع التسويق كبيرة وكثيرة وتبرز لك أننا نعيش في عالم مجنون يستغل فيه الناس الآخرين من أجل استنزاف أموالهم وتكريس الثروات أكثر وأكثر، لذلك احذر من هذه الخدع لتصبح لعبة في أيديهم يوجهونها كما يحلو لهم.
أضف تعليق