تسعة
الرئيسية » دين » كيف نشأ علم تفسير القرآن الكريم؟ ومن أهم مفسري القرآن؟

كيف نشأ علم تفسير القرآن الكريم؟ ومن أهم مفسري القرآن؟

لم يجد العرب حينذاك صعوبة في فهم أو تفسير القرآن الكريم إلا القليل؛ وذلك لتمكنهم من لغتهم، وفصاحتهم التي بلغت مبلغا عظيما، وقد تولى النبي والصحابة من بعده توضيح وتفسير ما أشكل عليهم، ثم اهتم العلماء بتفسيره لأنه دستور الإسلام.

تفسير القرآن

يعد علم تفسير القرآن الكريم من أشهر وأهم العلوم الإسلامية التي نشأت منذ ظهور الإسلام، ولم يكن يُطلق عليه اسم العلم، حيث كان النبي صلى الله عليه وسلم أول من فسر آيات القرآن التي أشكل على العرب أو الصحابة فهمها أو تحتاج للتأويل والتفسير، بل علم النبي أصحابه طريقة تلاوة القرآن وفهم معانيه وألفاظه، ثم ازداد الاهتمام بعلم التفسير بعد موت النبي شيئا فشيئا؛ بسبب انتشار الإسلام بين الأجانب، وحاجة غير العرب إلى فهم معاني القرآن وتفسير ألفاظه، ولا شك أن القرآن الكريم هو المرجع الأول للمسلمين، وهو دستورهم الذي يضم بين دفتيه جميع التعاليم الخاصة بالعبادات والمعاملات وأحكام الدين وفرائضه وغير ذلك من أمور الشريعة؛ لذا وجب الاهتمام به، وفي هذا المقال نستعرض: ما هو علم تفسير القرآن؟ كيف نشأ علم تفسير القرآن الكريم؟ من هم أشهر مفسري القرآن من الصحابة؟ من هم أشهر مفسري القرآن من التابعين؟ ما هي أشهر كتب تفسير القرآن الكريم؟

ما هو علم تفسير القرآن ؟

تفسير القرآن ما هو علم تفسير القرآن ؟

التفسير هو التوضيح والتبيين والكشف عن المعنى، والمقصود بعلم تفسير القرآن: هو علم يبحث فيه علماء المسلمين عن طريقة نطق ألفاظ القرآن الكريم، ومدلولاتها، وأحكامها (مفردة ومركبة)، ومعانيها المقصودة في القرآن، وغير ذلك من أسباب النزول، والناسخ والمنسوخ، والمكي والمدني، والمحكم والمتشابه، والخاص والعام، والحلال والحرام، والأمر والنهي، والوعد والوعيد، والمطلق والمقيد، والمجمل والمفسر، والقصص الواردة، والقراءات وغيرها؛ وذلك بغرض فهم مراد الله تعالى بقدر ما تستطيعه طاقة البشر اعتمادا على علم اللغة والنحو والتصريف وأصول الفقه والقراءات والبيان وغيرها من العلوم التي تخدم التفسير القرآني.

كيف نشأ علم تفسير القرآن الكريم؟

تفسير القرآن كيف نشأ علم تفسير القرآن الكريم؟

نشأ علم التفسير ناميا مثل الكائن الحي، حيث بدأ بذرة ثم كان نبتة أو جنينا، ثم نما وأصبح كائنا حيا أو شجرة مثمرة وارفة الظلال، عظيمة الفوائد، فقد نزل القرآن الكريم على النبي محمد صلى الله عليه وسلم منذ البعثة حتى الوفاة، وكان جبريل عليه السلام ينزل بالوحي، ويتابع مدارسة القرآن في رمضان مع النبي، وكان النبي بدوره يعلمه الصحابة، ويفسر لهم ألفاظ القرآن، وذلك كما قال تعالى: (لتبين للناس ما نُزِّل إليهم) “سورة النحل: 44″، وقد رُوي أن الصحابة إذا تعلم أحدهم من النبي عشر آيات لا ينتقل إلى غيرها حتى يتقنها علما وفهما وعملا، لذلك كانوا يأخذون وقتا طويلا في حفظ السور، وقد روي أن عمر بن الخطاب حفظ سورة البقرة في اثنتي عشرة سنة، وروي في موطأ مالك أن عبد الله بن عمر مكث على سورة البقرة ثماني سنين يتعلمها، وبذلك نجد النبي قد علم أصحابه تفسير القرآن الكريم ومعاني ألفاظه.

وبذلك نعرف أن النبي هو أول من قام بتفسير ألفاظ القرآن وتوضيح معانيه للصحابة، وبعد ذلك قام أصحاب النبي بدورهم في تعليم الناس والتابعين من بعدهم كل ما يخص القرآن الكريم من تفسير وبيان، حتى نشأ علم التفسير بالمعنى الصحيح لكلمة علم، وذلك حينما ألف العلماء كتبا مستقلة في التفسير معتمدين على العلوم الأخرى التي نشأت لتخدم ألفاظ القرآن الكريم، والتي ظهرت في ذلك الوقت من أجل فهمه، ومنها علوم اللغة والنحو والصرف والبلاغة وغيرها.

من هم أشهر مفسري القرآن من الصحابة؟

تفسير القرآن من هم أشهر مفسري القرآن من الصحابة؟

عاش الصحابة مع النبي صلى الله عليه وسلم، وتعلموا منه القرآن الكريم، ومنهم مَن أتقنه حفظا وعلما وعملا، ومنهم من أتقن بعضه، فقد اختلفوا في مستويات الحفظ والفهم للقرآن تبعا لقربهم وطول صحبتهم للنبي ومرافقتهم له في حله وترحاله، وقد روي أن أشهر الصحابة الذين فهموا وقاموا بمهمة تفسير القرآن للناس بعد وفاة النبي هم:

علي بن أبي طالب

وهو علي بن أبي طالب بن عبد المطلب القرشي، ابن عم النبي صلى الله عليه وسلم وزوج ابنته فاطمة، وهو أول من أسلم من الصبيان، وتميز بأن كرم الله وجهه فلم يسجد لصنم قط، وهو الفدائي الذي نام في فراش النبي ليلة الهجرة، وعندما هاجر إلى المدينة وقام النبي بالمؤاخاة بين المهاجرين والأنصار قال لعلي: “أنت أخي في الدنيا والآخرة”، وقد تميز علي بغزارة علمه وفهمه لكتاب الله وسنة نبيه، وقد دعا له النبي بثبات اللسان وهداية القلب، وكان الوزير الناصح للخلفاء قبله الذين يأخذون برأيه، كما قال عنه عبد الله بن مسعود: كنا نتحدث عن أقضى أهل المدينة علي بن أبي طالب، وقال عبد الله بن عباس عنه أيضا: إذا ثبت لنا الشيء عن عليٍّ لم نعدل عنه إلى غيره، وقال أيضا: ما أخذت من تفسير القرآن فعن علي بن أبي طالب، كما روي عن علي قوله: والله ما نزلت آية إلا وقد علمت فيم نزلت، وأين نزلت، إن ربي وهب لي قلبا عقولا، ولسانا سئولا.

عبد الله بن مسعود

وهو عبد الله بن مسعود بن غافل الهزلي، وهو سادس من دخلوا الإسلام، وأول من جهر بالقرآن الكريم عند الكعبة المشرفة أمام مشركي مكة، وقد أوذي كثيرا حتى قطع أبو جهل أذنه، وقد أمكنه الله منه يوم بدر فقطع أذنه ورأسه، وكان يخدم النبي ويرافقه كثيرا حتى ظنه بعض الناس من أهل بيت النبي، وقد شهد مع النبي الغزوات كلها، وكان حافظا لكتاب الله وعالما به، وقال عنه النبي:” رضيت لأمتي ما رضيه لها ابن أم عبد”، وكان ابن مسعود أقرب الصحابة من النبي سمتا وهديا، وكان إذا تعلم عشر آيات لا ينتقل إلى غيرهن حتى يعرف معانيهن والعمل بهن، وقد روي أنه أخذ من فيّ رسول الله سبعين سورة لا ينازعه فيها أحد، وقد قال عنه علي بن أبي طالب: علم القرآن والسنة وكفى، وروي عن ابن مسعود قوله: والله الذي لا إله غيره ما نزلت آية من كتاب الله إلا وأنا أعلم فيم نزلت، وأين نزلت، ولو أعلم مكان أحدٍ أعلم بكتاب الله مني تناله المطايا لأتيته.

عبد الله بن عباس

وهو عبد الله بن عباس بن عبد المطلب القرشي، ابن عم النبي صلى الله عليه وسلم، ولد قبل الهجرة بثلاث سنين، لازم النبي في سفره وإقامته، وكان يعد له وضوءه ويصلي خلفه ليلا، وقد دعا له النبي بقوله: “اللهم فقهه في الدين، وعلمه التأويل”، وقد لقب بحبر الأمة والبحر لغزارة علمه واجتهاده في الفتوى، وكان عمر بن الخطاب يجلسه مع كبار الصحابة ويقول فيه: إنك لأصبح فتياننا وجها، وأحسنهم خلقا، وأفقههم في كتاب الله تعالى، وقال عنه عبد الله بن عمر: ابن عباس أعلم أمة محمد بما أنزل على محمد، وقال عنه عبد الله بن مسعود: نعم ترجمان القرآن عبد الله بن عباس، ورغم قلة السنوات التي لزم فيها ابن عباس رسول الله إلا إنه اكتسب العلم والفقه من ملازمة أصحاب النبي كأبي بكر وعمر وعثمان وأبي بن كعب وغيرهم من كبار الصحابة؛ فكان له باع طويل في تفسير القرآن وفهمه.

أبي بن كعب

وهو أبي بن كعب بن قيس الأنصاري الخزرجي، كان حبرا من أحبار اليهود، عالما بأسرار الكتب السابقة، أسلم قبل الهجرة، وشهد بيعة العقبة الثانية، وكان من كتاب الوحي للنبي صلى الله عليه وسلم، وشهد مع النبي الغزوات كلها، صحب النبي وتعلم منه القرآن والعمل به، وتميز بالورع والزهد وغزارة العلم، وكان من أشهر قضاة الصحابة، وقد روي عن أبي أن رسول الله دعا أبي بن كعب يوما فقال له: ” إن الله تبارك وتعالى أمرني أن أقرأ عليك، فقال: الله سماني لك؟ قال: الله سماك لي” فجعل يبكي، وقال عنه النبي: “أقرأ أمتي أبي بن كعب”، وكان عمر بن الخطاب يسميه: سيد المسلمين، ولغزارة علمه بالقرآن أمره عثمان بجمع القرآن الكريم، ولأنه من كتاب الوحي لرسول الله فقد كان من المكثرين في تفسير القرآن وتوضيح ألفاظه ومعانيه.

من هم أشهر مفسري القرآن من التابعين؟

تفسير القرآن من هم أشهر مفسري القرآن من التابعين؟

لقد تتلمذ عدد كبير من التابعين على أيدي المفسرين من علماء الصحابة، وقد انتشر هؤلاء المفسرون وعملوا على تفسير القرآن الكريم في عدد من الأمصار، فمنهم من عاش في مكة المكرمة وهم تلاميذ عبد الله بن عباس، ومنهم من عاش في المدينة المنورة وهو تلاميذ أبيّ بن كعب، ومنهم من عاش في العراق وهم تلاميذ عبد الله بن مسعود، وفيما يلي نبذة مختصرة عن أشهر هؤلاء المفسرين من التابعين:

سعيد بن جبير

وهو سعيد بن جبير بن هشام الأسدي، ولد في 45 هجرية، وتتلمذ على يد عدد من كبار الصحابة، وحدَّث عن عبد الله بن عباس، وعبد الله بن عمر، وعبد الله بن مسعود، وعدي بن حاتم، وأبي هريرة وغيرهم، ورغم أنه كان مولى حبشيا فقد تميز بالفقه والورع والعلم والخصال الحسنة، وقد لقب بجهبذ العلماء، وقال خصيف عن علمه: كان من أعلم التابعين بالطلاق سعيد بن المسيب، وبالحج عطاء، وبالحلال والحرام طاووس، وبالتفسير مجاهد، وأجمعهم لذلك كله سعيد بن جبير، وقال عنه سفيان الثوري: خذوا التفسير من أربعة: من سعيد بن جبير، ومجاهد، وعكرمة، والضحاك، وروي عن عبد الله بن عباس قوله لأهل الكوفة: يا أهل الكوفة، تسألوني وفيكم سعيد بن جبير؟ وقيل عنه بعد أن قتله الحجاج مظلوما: مات سعيد بن جبير وما على الأرض أحد إلا وهو محتاج إلى علمه.

مجاهد بن جبير

وهو أبو الحجاج مجاهد بن جبير المخزومي المكي، ولد في 21 هجرية في خلافة عمر بن الخطاب، اشتهر بالفقه والعلم والورع والإتقان والحفظ، وكان ثقة في التفسير؛ لذا اعتمد عليه البخاري في صحيحه وكذلك الشافعي وغيرهما، وقد روى الفضل بن ميمون أنه سمع مجاهد يقول: عرضت القرآن على ابن عباس ثلاث عرضات، أقف عند كل آية، أسأله فيم نزلت، وكيف كانت، وروي عن مصعب قوله: كان أعلمهم (التابعين) بالتفسير مجاهد، وقال عنه قتادة: أعلم من بقي بالتفسير مجاهد، وقال سفيان الثوري: إذا جاءك التفسير عن مجاهد فحسبك به، توفي ساجدا في 104 هجرية.

أبو العالية

وهو رفيع بن مهران الرياحي، أسلم بعد وفاة النبي صلى الله عليه وسلم، وروى عن علي بن أبي طالب وابن مسعود وكبار الصحابة وأصحاب الكتب الستة، كان حافظا لكتاب الله، عالما في تفسير القرآن الكريم، متقنا للقراءة، وقيل عنه: ليس أحد بعد الصحابة أعلم بالقراءة من أبي العالية، وقد روى التفسير عن أبي بن كعب، ونقل عنه كثير من المفسرين كابن جرير الطبري وابن أبي حاتم والإمام أحمد والحاكم وغيرهم، وتوفي في 90 هجرية.

علقمة بن قيس

وهو علقمة بن قيس بن عبد الله الكوفي، ولد في أواخر حياة النبي صلى الله عليه وسلم، وشارك مع جيوش المسلمين في غزو خراسان، حفظ القرآن الكريم وتفقه في العلم، وروى عن عدد من الصحابة منهم عمر وعثمان وعلي وابن مسعود وأبو الدرداء وغيرهم، كان ملازما لعبد الله بن مسعود؛ لذا قيل عنه: أعلم الناس بعبد الله علقمة، وقيل: إذا رأيت علقمة فلا يضرك ألا ترى عبد الله؛ فهو أشبه الناس به سمتا وهديا، وكان عالما بالفتوى، كما كان ثقة من أهل الخير والعلم، جيد الحفظ، حسن الصوت بالقرآن، وقال عنه ابن مسعود: لا أعلم شيئا إلا وعلقمة يعلمه، توفي في 62 هجرية.

ما هي أشهر كتب تفسير القرآن الكريم؟

تفسير القرآن ما هي أشهر كتب تفسير القرآن الكريم؟

بعد أن انتشر الإسلام في أرجاء الدنيا، ودخل الفرس والروم والعجم من غير العرب في الإسلام، ازداد عدد مفسري القرآن من التابعين، وأصبحت هناك مدارس مختلفة تعمل على تفسير القرآن في كثير من الأمصار الإسلامية المختلفة، وعندما بدأ عصر التدوين ظهرت كتب التفسير التي تنقل أقوال المفسرين من عصر النبي صلى الله عليه وسلم، مرورا بعصر الصحابة، ثم عصر التابعين وتابعيهم، حتى دونت التفاسير على اختلاف مذاهبها وطرائقها، وفيما يلي أشهر كتب تفسير القرآن التي عرفها المسلمون:

تفسير ابن كثير

وهو عماد الدين أبو الفداء ابن كثير القرشي، صاحب أشهر كتاب في التفسير، حيث اتخذ طريقة مميزة في تفسيره للقرآن بالمأثور، فقد فسر القرآن بالقرآن والسنة النبوية المطهرة والآثار المسندة إلى الصحابة والأقوال المنسوبة للتابعين، وكان ينسب كل قول لصاحبه، كما اهتم في تفسيره بعلوم اللغة ونقد الأسانيد وذكر القراءات وأسباب النزول، كما كان يرجح بين الأقوال بالأدلة، وينبه على الروايات الإسرائيلية التي ذكر موقفه منها الموافق لموقف النبي: “وحدثوا عن بني إسرائيل ولا حرج”، ورغم ذلك فقد كان يقبل منها ما يقبله العقل ولا يتعارض مع الشرع، وما دون ذلك فكان يحكم عليه بالبطلان والكذب، وتميز تفسيره بالموضوعية وعدم التعصب لأحد الآراء.

تفسير الطبري

وهو المسمى بجامع البيان في تفسير القرآن لمؤلفه: محمد بن جرير الطبري، الذي يعد إماما ومفسرا ومؤرخا معروفا، وقد شهد له بالسبق، ويعد تفسيره من أهم وأشهر كتب التفسير، وقد قال عنه السيوطي: “فإن قلت: فأي التفاسير ترشد إليه، وتأمر الناظر أن يعول عليه؟ قلت: تفسير الإمام أبي جعفر بن جرير الطبري، الذي أجمع العلماء المعتبرون على أنه لم يؤلف في التفسير مثله”، وكذا قال علنه الإمام النووي: “لم يصنف أحد مثله” وقد طبع منه طبعات متعددة، وتعرض إليه كثير من العلماء بالتحقيق.

تفسير الزمخشري

وهو المسمى بالكشاف، للمؤلف جار الله أبو القاسم محمود بن عمر بن محمد الزمخشري الخوارزمي النحوي، وقد تميز هذا التفسير بالوضوح والإجابة على كثير من الأسئلة الخاصة بالتفسير والألفاظ القرآنية وتأويل الآيات، وقد ركز على الجوانب البلاغية والأدبية في القرآن الكريم، ومما يؤخذ عليه الميل إلى أقوال المعتزلة غير المتمكنين، وعدم التوسع في الفقه، وقد التزم بشرح الأصول الخمسة حسبما يرى المعتزلة، دون أن يتعصب لمذهبه الفقهي الحنفي، كما قلل من ذكر الإسرائيليات في تفسير القرآن الكريم.

تفسير القرطبي

وهو المعروف بالجامع لأحكام القرآن، للمؤلف أبي عبد الله محمد بن أحمد الأنصاري القرطبي، وقد اعتمد في هذا التفسير على السنة النبوية وأقوال السلف مبينا الأحكام الواردة في جميع آيات القرآن، لذا فهو يعد تفسيرا شاملا، وهو من أعظم التفاسير نفعا وقيمة، حيث ذكر أحكام القراءات وأحوالها، وبين الناسخ والمنسوخ، وجميع أحكام الفرقان، ووجوه الإعراب، والرد على أهل الزيغ والضلال، وأسباب النزول، وتميز بنسبة الأقوال لأصحابها، وتجنب غير الصادق منها، وعدم التعصب لمذهبه المالكي، وتمسكه بالأدلة التي يتوصل إليها.

تفسير السيوطي

وهو المعروف بتفسير الجلالين، وقد سمي بذلك نسبة لمؤلفيه: جلال الدين المحلي الذي بدأ في تفسير القرآن من سورة الناس حتى سورة الكهف وسورة الفاتحة، ثم توفي عام 864 هجرية قبل أن يكمل التفسير، ثم أتمه من بعده جلال الدين السيوطي، حيث بدأ بتفسير سورة البقرة حتى انتهى بسورة الإسراء، وقد سار السيوطي على نفس نهج وطريقة المحلي من الاختصار والإيجاز، وعدم الميل إلى الإسهاب أو ذكر الأقوال غير المقبولة، وقد ألفت العديد من الحواشي والاستدراكات على متنه، واهتم به كثير من العلماء، واعتبروه من التفاسير القيمة.

تفسير البيضاوي

وهو المعروف باسم أنوار التنزيل وأسرار التأويل، لمؤلفه القاضي عبد الله بن عمر البيضاوي، وهو من الكتب المعروفة بين العلماء، لما له من شأن عظيم، حيث كشف عن كثير من المعاني، ووجوه الإعراب، وبيان الأحكام، والحقائق الغامضة، والإشارات اللطيفة، ووجوه الاشتقاق، وقد دُرِّس في الأزهر الشريف ومعاهد العلم طوال قرون عديدة، وقد ألف على متنه كثير من العلماء عددا من الحواشي والكتب؛ لذا انتشر بين كثير من الأمصار والبلدان.

تفسير ابن عطية الأندلسي

وهو المعروف بالمحرر الوجيز في تفسير الكتاب العزيز، لمؤلفه ابن عطية الأندلسي، وقد التزم فيه المؤلف بالإيجاز في جمع الأخبار، ولم ينقل من القصص إلا بقدر حاجة تفسير القرآن والآيات، مع نسبة الأقوال لأصحابها، وقد نبه إلى انحراف الروايات أو الأقوال المنسوبة للسلف، وتناول توضيح جميع محتملات المعاني للألفاظ، وذكر جميع القراءات، ووجوه اللغة والإعراب، كما استغنى عن كثير من فضول القول، وأوجز في التفسير على قدر الغاية.

تفسير البغوي

وهو المعروف بمعالم التنزيل في تفسير القرآن، لمؤلفه الحسين بن مسعود بن محمد الفراء البغوي، الملقب بمحيي السنة، الفقيه، المحدث، المفسر، ويعد كتابه من أجل كتب تفسير القرآن بالمأثور، وقد نقل فيه أقوال الصحابة والتابعين وأخبار تابعي التابعين دون ذكر الإسناد، وذلك لأنه ذكر في مقدمته الأسانيد التي نقل عنها، وقد فسر القرآن بالأحاديث الصحيحة وأقوال الصحابة والتابعين والروايات الموثوقة دون تحريف أو تبديل، وتميز الكتاب بقوة العبارات، وفصاحة الأقوال، والقصص والأخبار العجيبة، وذكر المكي والمدني من الآيات، وأسباب النزول، وقد راعى البعد عن الأحاديث الموضوعة وغيرها من أقوال المبتدعين، وقد تعرض له عدد من العلماء بالتحقيق والتخريج.

تفسير ابن أبي حاتم

وهو المعروف بتفسير القرآن العظيم مسندا عن الرسول صلى الله عليه وسلم، لمؤلفه الإمام أبي محمد عبد الرحمن بن أبي حاتم الرازي، وقد اعتمد في تفسيره على المأثور من أقوال النبي والصحابة والتابعين وتابعيهم، وقد تميز بتجنبه للحشو، واعتمد فقط على الروايات ذات الصلة بالتفسير، ولم ينقل إلا الروايات ذات السند الصحيح، وقد تدرج في ذكر الروايات، فإذا وجد رواية في تفسير القرآن أو الآية عن النبي لم يذكر معه أحدا غيره، وإذا وجد رواية عن أحد الصحابة ذكر أعلاهم درجة في الإسناد، ثم يذكر روايات التابعين، ويذكر الاختلاف إذا وجد، وهو كتاب مطبوع ومحقق في عدة طبعات.

لم ينل علم من العلوم اهتمام علماء الإسلام مثلما نال علم تفسير القرآن الكريم، حيث تألفت حوله العديد من التفاسير والكتب التي تعد بالعشرات، إضافة إلى المؤلفات التي تخدم التفسير ككتب علم اللغة وعلم النحو والصرف والبلاغة وغيرها التي تعد بالآلاف، وقد ذكرنا في هذا المقال مفهوم علم التفسير، وكيفية نشأته، وذكرنا بعضا من أشهر المفسرين من الصحابة، وكذلك بعضا من أشهر المفسرين من التابعين، وأخيرا ذكرنا نبذة عن أشهر كتب التفسير المعروفة.

محمد حسونة

معلم خبير لغة عربية بوزارة التربية والتعليم المصرية، كاتب قصة قصيرة ولدي خبرة في التحرير الصحفي.

أضف تعليق

10 − 2 =