تسعة
الرئيسية » حياة الأسرة » أبوة وأمومة » كيف تجعلي فترة تسنين الأطفال تمر بأقل ألم ممكن؟

كيف تجعلي فترة تسنين الأطفال تمر بأقل ألم ممكن؟

تسنين الأطفال من اللحظات المبهجة التي تثير فرحة الأم ظهور أول سن في فم الوليد وسرعان ما تبدأ معها المتاعب مما يثير قلق الأم،فكيف تتعامل الأم مع تلك المرحلة؟

تسنين الأطفال

تعتبر مرحلة التسنين من أولى المراحل التي يبدأ فيها الطفل في دخول عالم الواقع، كان وليداً هادئاً على الأم إرضاعه والاهتمام بنظافته، وخلاف ذلك يبدو الطفل هادئاً وليس هناك أي شكوى. لكن ما إن تبدأ مرحلة تسنينالأطفال حتى يبدو الطفل في أصعب مراحل حياته وتطوره. تبدأ مرحلة تسنين الأطفال بارتفاع طفيف في درجة حرارته، بكاء مستمر، مشكلات في الهضم كالإسهال والقيء، عدم النوم بانتظام، وأحياناً يصاحب مرحلة التسنين أعراض تشبه إلى حد كبير أعراض نزلات البرد.

يبدأ تسنين الأطفال بعد بلوغهم الشهر الخامس، ويتأخر بعض الأطفال في التسنين حتى دخولهم الشهر السابع أو الثامن. ويعتمد بدء تسنين الأطفال على نسبة الكالسيوم الموجودة في الجسم، وعادة ما تكتمل جميع الأسنان لدى الطفل، الأسنان اللبنية، ويصل عددها إلى 20 سن بعد بلوغهم الثالثة من العمر. على الأم ملاحظة نمو الأسنان لدى طفلها، والاهتمام بنظافة اللثة وفي حالة عدم ظهور الأسنان اللبنية بشكل كامل عليها استشارة طبيب الأطفال.

متى تتكون الأسنان؟

قبل البدء بالحديث عن مرحلة تسنين الأطفال، علينا أن نتعرف على مراحل تكون الأسنان والتي تبدأ في الشهر الخامس من الحمل حيث يكون الطفل جنيناً في رحم أمه. في ذلك الوقت يبدأ الكالسيوم بالترسم في فجوات تحت اللثة، ويأخذ في التراكم حتى الولادة، ومن أجل ذلك يحدث للأمهات اللاتي يعانين من نقص الكالسيوم أو لا يتناولن كميات كافية من الكالسيوم مشكلات في أسنانهن وعظامهن، حيث يأخذ الجنين المقدار الذي يلزمه من المواد الغذائية، ومن ضمنها الكالسيوم، من دم الأم لاستكمال تكوين أعضاءه. بعد أشهر من الولادة، وخاصة في الشهر الخامس، تبدأ طبقة اللثة الموجدة فوق الفجوات المليئة بالكالسيوم المترسب في الترقق، فيما يعرف بخروج السن أو التسنين. وهنا لابد من الإشارة إلى أن تأخر التسنين لا يرتبط فقط بما يحتويه جسم الطفل على كالسيوم، لكنه يعود أيضاً إلى عوامل وراثية مختلفة، جنس الطفل سواء ذكر أم أنثى، وسرعة نمو بنيته الجسمية.

ما هي أعراض التسنين؟

قد تظهر أعراض تسنين الأطفال مجتمعة أو مختلفة، وذلك حسب كل طفل وحالته الصحية، وقد يمر الطفل بمرحلة التسنين دون حدوث أي مشكلات، وذلك عندما تهتم الأم بطفلها وتغذيته وكذلك تحرص على صحة اللثة والفم لديه تجنباً لحدوث أي التهابات جراء التسنين، وتبدأ أعراض التسنين باحمرار وتورم في لثة الطفل، يزيد التورم أحياناً ليصل إلى الخدين. يبدأ الطفل بعد ذلك في محاولة حك لثته بما يستطيع من أدوات مثل الحلمات الصناعية (اللهاية) لعبة صغيرة يمسكها، وحتى يصل الأمر به إلى محاولة حك لثته في أي جسم صلب كطرف سريره أو الكرسي الذي يجلس عليه.

تلاحظ الأم أن الطفل عند الرضاعة يحاول العض على حلمة الثدي بقوة ولا يكون ذلك بسبب محاولته الرضاعة إلا أنه يحاول أو يخفف من الحكة الموجودة في اللثة. يبدأ الطفل كذلك في العزوف عن الرضاعة، ولا يكمل فترة رضاعته المعتادة. يبدأ لعاب الطفل في الخروج من فمه سواء أثناء استيقاظه أو عند نومه، وهنا تلاحظ الأم أيضاً عدم استغراق طفلها في النوم بشكل كبير ويرجع ذلك لشعوره بالألم جراء التسنين.

ترتفع درجة حرارة الطفل وقد يصاحب ذلك خروج إفرازات من الأنف كما يحدث عند الإصابة بالرشح ونزلات البرد. لا يكف الطفل عن البكاء إلا ساعات قليلة، وتلاحظ الأم كثرة عدد مرات التبرز وأحياناً يتقيأ الطفل أكثر من مرة في اليوم. قد يعاني بعض الأطفال في بدء فترة التسنين من ظهور طفح على الجلد وخاصة منطقة الوجه والشفتين، ويرجع ذلك إلى خروج اللعاب من فم الطفل وعلى الأم متابعة الطفل ومسح لعابه بانتظام وفي حالة استمرار الطفح الجلدي يمكنها استخدام الكريمات المرطبة المناسبة لفترته العمرية.

كيفية التعامل مع تسنين الأطفال والتخفيف من آلامها؟

ولأن تسنين الأطفال يرتبط بشكل مباشر مع شعورهم المستمر بالألم، فلا ضرر من إعطاء الطفل أدوية مسكنة لمساعدته على تجاوز تلك الفترة. وعند ارتفاع درجة حرارته يمكن إعطاءه خافضات للحرارة، وإذا كان الجو حاراً تحرص الأم على ترطيب جسم الطفل وإلباسه الملابس القطنية الخفيفة وغسل جسمه بالماء الفاتر مرتين يومياً. تباع في الصيدليات بعض المسكنات الموضعية مثل جيل التسنين والذي يحتوي على مسكنات طبيعية تساعد الطفل في التغلب على شعوره بالألم. وهذا المخدر يوضع على لثة الأطفال وليس له أي آثار جانبية عندما يبتلعه الصغير. تفضل بعض الأمهات استخدام العضاضات البلاستيكية، والتي تتوافر في الأسواق بأشكال مختلفة، لكن على الأم أن تلاحظ الطفل باستمرار حيث تعتبر تلك العضاضات مصدراً كبيراً للعدوى حال وقوعها واستخدامها مرة أخرى بدون تنظيف.
وحيث أن مرحلة تسنين الأطفال تبدأ في الشهر الخامس تقريباً ويكون الطفل وقتها قد بدأ في تناول بعض الأغذية خلاف الرضاعة، يمكن للأم الاستعانة بالأغذية المبردة التي تخفف من وطأة الالتهاب والألم في لثة الطفل، ومن تلك الأغذية شرائح الفواكه الخفيفة المقشرة والمبردة، عصير التفاح المبرد، وعليها أن تبتعد عن الحمضيات بشكل عام. كذلك يمكن للأم تخصيص قطعة قماش قطنية ناعمة وبلها في إناء به ماء بارد ومسح لثة الطفل برفق حيث تساعد هذه العملية على التخفيف من ألم التسنين كما تعمل على القضاء على أي بكتريا قد تتراكم في فم الطفل.

خروج أول سن

غالباً ما تكون الفترة الأصعب في مرحلة تسنين الأطفال هي خروج أول سن والذي يختبر فيه الطفل الألم أول مرة، ولذلك على الأم التحلي بالصبر والاهتمام بطفلها ريثما يخرج هذا السن. يمكن أن تبدأ أعراض التسنين وتستمر لشهر حتى يخرج سنه الأول، وتكون الأسنان القواطع هي الأولى في الخروج، بعدها تبدأ باقي الأسنان في الخروج ويكون الطفل في فترة عمرية أكبر وأكثر تحملاً للألم.

خاتمة

تعتبر مرحلة تسنين الأطفال من أهم المراحل في حياة الطفل والأم أيضاً، وفيها تختبر الأم مشكلات لم تكن قد واجهتها خلال الخمسة أشهر بعد ولادة طفلها، وكذلك يتعرض الطفل لآلام اللثة والتي تسبب له الكثير من الإزعاج. على الأم أن تبدأ في هذه المرحلة بالاهتمام بطفلها بشكل أكبر في محاولة لتخفيف الألم الذي يعانيه، ومع ظهور الأسنان تبدأ الأم في الاهتمام بلثة وأسنان طفلها الجديدة، حتى اكتمالها، تلك الرحلة التي تستغرق ثلاث سنوات تقريباً من عمره. النظافة الشخصية وخاصة نظافة الفم واللثة تجنب طفلك التعرض للإصابة بالنزلات المعوية، كما تمكنه من تجاوز مرحلة التسنين بأقل المشكلات. في حالة التهاب اللثة أو وجود مشكلات في تسنين الطفل عليك التوجه فوراً لطبيب الأطفال للوقوف على حالة الطفل ومساعدته ببعض الأدوية المسكنة والمضادة للالتهابات. مرحلة تسنين الأطفال مرحلة صعبة لكن يمكن تجاوزها بسلام باهتمام الأم ورعايتها لطفلها.

نادية صالح

كاتبة مقالات ومدونة، عملت في عدة مواقع عربية، الكتابة هوايتي ومتنفسي.

أضف تعليق

17 − 13 =