تسعة
الرئيسية » العمل » مهن » كيف تعمل في مهنة تحفيظ القرآن للأجانب وما هي طريقة البدء؟

كيف تعمل في مهنة تحفيظ القرآن للأجانب وما هي طريقة البدء؟

تحفيظ القرآن للأجانب من المهن التي انتشرت مؤخرًا بين حفظة القرآن وباتت ملاذًا للكثيرين نظرًا لكونها تدر الكثير من الأموال وبالعملات الخارجية كذلك، فكيف يُمكن يا تُرى البدء في ممارسة هذه المهنة والاستفادة منها بطريقة مثالية؟

تحفيظ القرآن للأجانب

طبعًا لا خلاف على أن مهنة تحفيظ القرآن للأجانب قد أصبحت في الوقت الحالي واحدة من المهن التي يطمع الجميع في العمل بها نظرًا للميزات الكثيرة المتوافرة من خلالها، فنحن هنا نتحدث عن مميزات مادية وأخرى معنوية، وهو أمر يرغب فيه الجميع بالتأكيد، لكن تبقى الكثير من المشكلات التي تحول دون العمل في هذه الوظيفة وتجعلها حلمًا صعبًا بالنسبة للكثيرين، والحقيقة أن تلك المشكلات أو القيود عادةً ما تكون سهلة الحل ويُمكن مفاداتها بعدة طرق، وهذا بالضبط ما سنتحدث عنه في السطور القليلة المُقبلة عندما نتناول بالتفصيل مهنة تحفيظ القرآن للأجانب بكل ما يتعلق بها مع ذكر طريقة البدء في ممارسة هذه المهنة والاستفادة من كل المميزات التي تقوم بتوفيرها للعاملين بها، فيا كل المُهتمين بهذا الأمر، هل أنتم مستعدون لاكتشاف أسرار مهنة التحفيظ عن بعد؟ حسنًا لنبدأ.

تحفيظ القرآن للأجانب أون لاين

تحفيظ القرآن للأجانب تحفيظ القرآن للأجانب أون لاين

في الحقيقة لا يُمكن لأي عاقل أن يسمع مصطلح تحفيظ القرآن للأجانب ثم يُفكر مثلًا أن ذلك الأمر سوف يحدث بصورة مادية ملموسة، بمعنى أنه سيكون هناك شخص يجلس وجهًا لوجه مع مجموعة من الأجانب من أجل تحفيظهم للقرآن الكريم، هذا قد يحدث طبعًا، لكنه بالتأكيد ليس ما سنتحدث عنه أو نقصده في هذا المقال، فالوضع هنا يدور حول الشخص الجالس في مكانٍ ما وعلى استعداد بالقيام بعملية التحفيظ لشخص يجلس في مكان آخر من العالم، ويتم ذلك الأمر عن طريق الإنترنت ومن خلال مجموعة من البرامج الشهيرة بهذا الصدد، المهم في النهاية أنه ربما لا يرى المُدرس أولئك الأشخاص الذين يقوم بتحفيظ القرآن لهم، وربما أيضًا سيكون الأمر خاصًا بالأطفال الصغار الأجانب الذين لا يُمكنهم التحدث باللغة العربية، وهذا يعني أننا سوف نكون مُطالبين ببعض الشروط أو التعرف على الكيفية التي سيتم بها هذا الأمر في النهاية.

كيفية العمل في هذه المهنة؟

الآن نحن نعرف تقريبًا ماهية المهنة التي نتحدث عنها، نعرف ما سنفعله عندما نشرع في العمل، لكننا لا نعرف ما الذي سنفعله لكي نلتحق بهذا العمل من الأساس، ببساطة، كيفية العمل في هذه المهنة تعاني الالتزام ضمنيًا بشروط الالتحاق، والأمر إجمالًا يأتي من خلال القيام بعدة خطوات أهمها حفظ القرآن بالتجويد والقواعد.

حفظ القرآن بالتجويد والقواعد

الوضع البديهي يقول طبعًا أنك إذا أردت العمل في مهنة تحفيظ القرآن بالتجويد فعليك أولًا أن تكون مُلمًا بهذا المجال، ببساطة، عليك أن تكون حافظًا بالفعل للقرآن، وهذا ربما ما لا يبحث البعض عن تحقيقه بالصورة الكافية على الرغم من أهميته، فهم ينظرون قبل كل شيء إلى فكرة الأموال التي سيحصلون عليها من هذه الوظيفة، ثم بعد ذلك يشرعون مباشرةً في التقدم لها والسير في خطوات القبول على الرغم من أنه نظريًا لا يُمكن الاعتماد على ذلك بسبب تطلب تلك الوظيفة للإجادة التامة بخلاف طبعًا الإلمام ببعض قواعد التجويد مع القليل من الأشياء التربوية الخاصة بالأطفال والتي تكون أساسًا مُستخرجة من القرآن، في النهاية تبقى مثل هذه الشروط مطلوبة بشدة حتى يُمكنك أساسًا الذهاب إلى ما هو أبعد من القبول في الوظيفة، والحديث هنا عن إحراز العديد من النجاحات بها.

إجادة اللغة الإنجليزية

شرط آخر رئيسي وفارق يجب تحقيقه قبل التقدم إلى وظيفة تحفيظ القرآن للأجانب وليس فقط العمل بها، وهذا الشرط هو المتعلق بإجادة اللغة الإنجليزية إجادة تامة وحقيقية وليس فقط مجرد إجادة عادية، فالبعض قد يظن أن معرفة بعض القواعد البسيطة أو التي يُمكن وصفها بالبدائية شيء كافي، تظن أنك تحتاج لبعض الكلمات المفتاحية التي تُمكنك من التواصل مع التلميذ الخاص بك، لكن في الواقع أنت تحتاج إلى أن تكون واعيًا لكل شيء يجري حولك بتلك اللغة التي تُعتبر اللغة العالمية الأولى التي سيكون طالبك غالبًا مستخدمًا لها، ولهذا يلزمك احتراف الإنجليزية بنسبة مئة بالمئة، ولا داعي طبعًا للقول بوجود ذلك الأمر ضمن الشروط الرئيسية الموضوعة قبل الالتحاق بهذه الوظيفة.

التواصل مع الشركات المُتخصصة في تحفيظ القرآن للأجانب

الآن نحن نمتلك اللغة المثالية بالإضافة إلى دراية بأحكام التجويد والقرآن، تقريبًا نمتلك أكثر من سبعين بالمئة مما نحتاجه للتعامل في هذا المجال الذي يعج بالآلاف الطامحين في الوصول إلى مكانة مرموقة، لكن المشكلة هنا أنه لا يوجد دراية بالشركات المُتخصصة، فبكل أسف ثمة الكثير من الشركات والمواقع التي تكون موجودة بغرض النصب فقط، فهي لا تكون متخصصة أو مُحترفة وتقوم بفرش الأرض وردًا لك، ثم تُصدم في النهاية بالنتيجة المؤسفة، على العموم، من خلال مواقع التواصل الاجتماعي يُمكن الآن العثور على شركات كثيرة محترفة ومُتخصصة، فقط كل ما يلزم سؤال شخص خبير أو حتى مجرد صاحب تجربة في التعامل مع هذه الشركات لترشيح الأفضل والأنسب لك.

الدراية التامة ببرامج التواصل

في الوقت الحالي لا يُمكن عزل مُقدم المحتوى الديني أو تحفيظ القرآن للأجانب عبر الإنترنت عن وسائل التواصل الاجتماعي التي هي في الحقيقة طريق من طُرق العمل بهذا المجال، فمن خلال البرامج الخاصة بالتواصل مثل سكيب أو زووم يُمكن التواصل مع العلماء وإعطاء الدرس لهم، وهذا طبعًا غير مُتاح بنفس القوة في البرامج الأخرى، والواقع أننا عندما نتحدث عن الدراية بمثل هذه المواقع فلا نقصد الاكتفاء فقط بمجرد معرفة كيفية استخدامها، وإنما إتقان ذلك الاستخدام بشكل أمثل وأكثر احترافية.

التفرغ والتكيف مع المواعيد

من الأشياء الرئيسية والهامة جدًا في دخولك مجال تحفيظ القرآن الكريم أن يكون هناك تفرغ وتكيف مع المواعيد التي ستُفرض عليك، فأنت في النهاية لست تعمل مع طلاب من بلدك، فهم أجانب، أي أنهم يعيشون في أماكن أخرى ولهم أوقات أخرى مناسبة أكثر لهم، ومقابل أن تتكيف أنت مع مواعيدهم يتم منحك في النهاية الكثير من الأموال، هذا طبعًا مع الوضع في الاعتبار أن المبلغ الذي تحصل عليه في هذه الوظيفة أكبر بكثير من المعتاد في وظائف أخرى، ولهذا عليك أن تُقدم كل شيء، فمسألة المواعيد هذه من الأشياء الرئيسية التي تُحدد قبولك بالوظيفة من عدمه، والحقيقة أنه من العدل أن تكون صريحًا في بداية هذا الأمر لتُخبر الجميع بما ستُقدمه وما لن تكون قادرًا على تقديمه، وضمن ذلك مسألة المواعيد، لأنه لاحقًا أن أخللت بذلك الأمر ستتسبب في سمعة سيئة لجميع المنتمين للوظيفة.

الإتقان ومراعاة الله خلال العمل

أهم شيء في أي عمل، مهما كان ذلك العمل، أن يتم إتقان ذلك العمل وجعله يمضي بالشكل الأمثل والأفضل له، فمن خلال هذه الطريقة يُمكن فعلًا ضمان تحقيق أفضل النتائج الممكنة، وهذا ما ينطبق بشكل أكبر وأشمل على وظيفة تحفيظ القرآن للأجانب ، فهذه الوظيفة يحدث فيها تعامل مباشر مع الطالب الأجنبي الذي يُمكنك أن تخدعه لسبب بسيط جدًا، وهو أنه لا يعرف أي شيء عن لغتك وليس لديه دراية بما تقوله، وإلا ما كان ليأتي أساسًا من أجل التعلم لديك، على العموم، مراعاة الله تظهر في تلك المرحلة لأنك سوف تحاول ألا تُقصر في عملك كيلا تكون الأموال التي تحصل عليها مُحرمة.

الاستعانة بتجارب وخبرات المُعلمين قبل دخول مجال تحفيظ القرآن للأجانب

أنت بالتأكيد لست وحدك في هذا المجال وثمة الكثيرين غيرك، وبالتالي ثمة العديد من الخبرات والتجارب الموجودة والتي يُمكنك الاستعانة بها عند بداية مشروعك من أجل تحفيظ القرآن للأجانب ، وإياك أن تعتقد بأن الأمر سهل للدرجة التي تجعل طلبك القيام بهذا الشيء غير منطقي أو ليس له قيمة، بل في الحقيقة نحن نتحدث عن شيء يُمكن وصفه بالمصيري، فإذا لم تعرف من شخص مُطلع، وقريب من مسرح العمليات كما يُطلقون عليه، لن تكون لديك المقدرة الحقيقية من أجل البدء والانطلاق، ومن ثم في النهاية النجاح، ثم إنه ما العائق أصلًا كيلا تقوم بأمر في غاية الأهمية مثل هذا؟

الطريقة المُثلى للبدء بالوظيفة

تحفيظ القرآن للأجانب الطريقة المُثلى للبدء بالوظيفة

بعد أن نعرف كيفية العمل في هذه الوظيفة بطريقة مميزة تضمن عدم الإخلال أو التقصير فبكل تأكيد سوف يكون لدينا تطلع لمعرفة كيفية البدء، وربما أول ما يجب عليك فعله أن تقوم بتعلم كيفية استخدام مثل هذه البرامج مع تعلم اللغة كذلك وممارستها بشكل مُكثف، فهذا يعني أنك سوف تُصبح مُجهز للتعامل مع الأجانب، أيضًا لا تنسى قبل ذلك امتلاك وسيلة إنترنت قوية ومُحكمة، بحيث لا تجعلك تُفوت واحدة من الحصص الهامة التي ربما تكون حصتك الأولى، وبالتالي تُعرض للطرد من الوظيفة قبل أن تبدأ، وهو آخر شيء تُريد حدوثه بكل تأكيد، ولا تنسى أنك لا تفعل ما تفعله فقط لمجرد الحصول على الأموال، وإن كان ذلك طبعًا هدف أغلب من يلتحقون بهذه الوظيفة، لكن في نفس الوقت هناك الجانب الديني، فبالتأكيد من يُحفظون الأجانب القرآن الكريم لهم مكانة خاصة عند الله، وجميعنا بلا شك يطمح في هذه المكانة.

محمود الدموكي

كاتب صحفي فني، وكاتب روائي، له روايتان هما "إسراء" و :مذبحة فبراير".

أضف تعليق

ثلاثة × واحد =