تسعة
الرئيسية » اعرف اكثر » تعرف على » الوقت كالسيف : كيف تستخدم الزمن كسلاح لك ضد ما حولك ؟

الوقت كالسيف : كيف تستخدم الزمن كسلاح لك ضد ما حولك ؟

لا يختلف اثنان على أهمية الوقت، وعلى أنه سلاح ذو قوة كبيرة جدًا، لهذا ظهرت مقولة الوقت كالسيف في الأدب العربي، لكن كيف تستغل الوقت لصالحك؟

الوقت كالسيف

الوقت كالسيف مقولة قديمة رائعة التعبير عن قيمة الوقت حيث فعلاً أن الوقت قاطع أكثر من السيف في تأثيره على جميع المخلوقات، فالوقت هو الأساس لكل المخلوقات وكل المخلوقات سميت مخلوقات لأنها كانت مندرجة تحت بند الزمن بمعنى أن المخلوق فهو له بداية والبداية تعني بداية العد الزمني على وجود الشيء والنهاية تعني عدم وجود الشيء في الحيز الزمني لذلك الوقت والزمن يعد فعلياً أساس كل شيء في هذا العالم. وهناك سؤال جوهري خطر تقريباً على ذهن كل البشر وهو ما هي بداية الزمن، كيف بدأ الوقت ومن هنا نكون قد دخلنا إلى علم الميتافيزيقيا أو الماورائيات حيث يكون الزمن عبارة عن علم قبل أن يكون شيء، وتقول نظرية البيج بانج المشهورة أو الانفجار الكوني أن الكون الفسيح هذا الذي يتكون من العدد اللانهائي من المجرات هو في الأصل كان عبارة عن طاقة كامنة في حيز صغير وحدث الانفجار الكوني الذي خلف أول شيء كوليد له وهو الزمن حيث قبل الانفجار الكوني لم يكن يوجد زمن لأنه لم يكن هناك مادة من الأساس ولم يكن هناك ذرات وحركة وسرعة ضوء يقاس بها الزمن، وكما نعلم أن سرعة الزمن تساوي سرعة الضوء وهنا سأحكي لك عن شيء لطيف وهو تعال نفترض أن هناك شيء يتحرك أسرع من فوتونات الضوء فهل تعلم حينها أن الزمن سيقف لأن حينها ستكون سرعة الحركة أسرع من أسرع سرعة تصل إليها المادة، وبهذه الحركة ستكون بمثابة شخص يتحرك أسرع من رؤية الناس لحركته فبالتالي سيكونون هم بالنسبة له ثابتين. هذا شق بسيط من ماهية الوقت كتعريف ويوجد الكثير والكثير من هذه الشروحات ولكننا هنا سنتكلم عن الوقت كالسيف في المجال التنظيمي للحياة حيث سنوضح لك قيمة الزمن في حياتك عزيزي القارئ حتى تستغل هذه العطية التي تمتلكه في حياتك من ساعات ودقائق بل وثواني.

كيفية استغلال الوقت لصالحك

الإنسان الناجح يتبع مقولة الوقت كالسيف

ومن ضمن الشعوب المعروفة باستغلال الوقت هم شعب اليابان، لأن اليابانيين يتعاملون مع الوقت كأنه عدو ويجب أن يكونوا هم أسرع منه لكسب الحرب الحياتية والمحافظة على المجتمع المستقر الذين وصلوا إليه. أي شخص يقدر الوقت ويعرف أن الوقت كالسيف ليست مجرد مقولة بل حقيقة حياتية أدركها سيكون هذا الشخص نصيبه هو النجاح الأبهر في حياته العملية حيث سيعمل جاهداً في تحديث نفسه بصورة مرتبة مدركة يكون أساسها الزمن وترتيبه. الخطة الزمنية التي يضعها الشخص الناجح لنفسه غالباً تكون فعالة حتى لو لم تأتي بكل الثمار المرجوة ولكن الثمار الأخيرة تكون مقنعة جداً، وليس الشعب الياباني وحده يقدر الوقت ومن ضمن الأمثلة الأخرى على المنحى الشعبي: فهناك ألمانيا بعد الحرب العالمية الثانية حيث أصبحت الآن قوى عظمى في غضون 70 عاماً من التقدم. ومن ضمن الأشخاص: مثلاً ستيفن كينج كاتب الروايات الشهير حيث عندما سئل من أين يأتي بكل هذا الكم من الكتابات المبهرة والروايات التي تصل إلى ملايين النسخ حول العالم وتحولت إلى أشهر أفلام هوليود، فكان رده بسيط وهو أنه يستغل الوقت جيداً، كما قال أيضاً أنه يستغل جل وقته في القراءة والكتابة حيث لا يوجد تلفاز لديه في بيته لأنه يقول إنه يضيع له الوقت، وأنه أحياناً يقرأ وهو يأكل. رجل مثل هذا لدية أكثر من 60 عام يعرف قيمة الوقت جيداً ويأخذ شعار الوقت كالسيف في حياته فعلاً بطريقة عملية. ويوجد الكثير من الأمثلة الناجحة التي تقدر جيداً الوقت.

السعادة والوقت

ربط غريب بالنسبة للكثيرين فما علاقة الوقت بالسعادة ولكن الحقيقة أن العلاقة وطيدة جداً حيث أن إنجاز الأشياء بالصورة المتوقعة للفرد هو من ضمن أفضل أنواع السعادة المعروفة لدى البشر وهو ما يعرف بالمعنى الدارج بالنجاح، حيث ينجح الشخص في تحقيق ما يريد تحقيقه بصورة كاملة. إذاً ما علاقة الوقت بالنجاح، العلاقة هي أنه تنظيم الوقت ومعرفة قيمته هي سر النجاح الأول وهذا ما ذكرناه في النقطة السابقة، لأن الشخص الناجح يعرف كيفية استغلال الوقت حتى يكون الوقت مجرد أداة لفعل الأشياء وليس مجرد وقت ضائع في الحياة، بل على العكس الشخص الناجح يعرف دائماً ماذا سيفعل في الوقت القادم وهذا هو سر النجاح “عدم إهدار الوقت بصورة حمقاء” لذلك في لحظات النجاح يكون الإنسان سعيد وسبب النجاح والسعادة الاثنان معاً هو تنظيم الوقت.

الوقت الضائع

وهنا نجد المعنى الحقيقي لمصطلح الوقت كالسيف حيث أن الوقت الضائع سيجرح ويقطع جزء من حياتك أنت كان من الممكن جداً أن تعرف كيف تستخدمه في شيء أفضل من مجرد أن تضيعه، لذلك غالبية الذين يشعرون بالفشل والمكتئبين تجدهم أشخاص غير منظمين وعشوائيين لا يعلمون قيمة الوقت ينامون بال20 ساعة يومياً، وليس لديهم أي أهداف حياتية يحيطونها بزمن لتحديد قدرها بل بالعكس يكونون ضائعين بالمعنى الحرفي ويشعرون دائماً برغبة ملحة في التخلص من الوقت لأنهم يشعرون أن الوقت طويل وممل وان الحياة تعيسة ولا يوجد بها شيء مثير، عكس تماماً هؤلاء الناس الذين يتمنون لو أن اليوم 25 ساعة وليس 24 حتى يجدون ساعة يستغلونها في شيء إيجابي في حياتهم. ومن هنا نعرف أن إهدار الوقت هو نقمة حياتية على جميع الناس، ونجد الكثير من الحالات التي تشكو من أنهم يشعرون بإهدار حياتهم في شيء لا يحبونه لذلك النصيحة الفورية تكون هي أنك يجب أن تفعل ما تحب لأن الحياة واحدة والوقت قصير مهما كان، فالحياة ستمضي ولا تنتظر أحد هكذا هي الحياة.

الوقت والمتعة

من ضمن قاتلات الوقت هي المتعة وقد يبدو لك هذا في البداية تناقض ولكن عزيزي القارئ افهم أن الوقت كالسيف وهذا هو السبيل من الحياة عموماً وهي الاستغلال الأمثل لميراثك من الوقت الذي حدده لك الله، ومن ضمن الأشياء التي تجعلك تقضي على وقتك ولا تقضيه هي أنك تلهو في المتع وتنسى نفسك والوقت مراراً وتكراراً، حتى يأتي يوم وتجد عمرك فعلياً قد ضاع وراء أشياء ستكتشف أنها هباء وأنك خسرت الوقت المقضي من عمرك في شيء كنت تعتبره ملذ لكنه كان في الحقيقة سارق، سرق منك سنين حياتك وأيامك ودقائقك. ومن ضمن الأمثلة البسيطة التي نتكلم عنها هي مشاهدة التلفاز لا أقول أن مشاهدة التلفاز عمل سيء ولكن يجب أن أقول أنك عندما تقضي أكثر من 3 ساعات بصورة يومية في مشاهدة التلفاز فهذا سيء جداً عزيزي، دعنا نقوم بحسبة بسيطة فنفترض أنك تسمع التلفاز لمدة 3 ساعات يومياً سبعة أيام في الأسبوع 30 يوم في الشهر 364 يوم في العام فذلك سيساوي تقريباً 121 يوم في السنة أنت تقضيهم بالكامل تشاهد التلفاز، فتخيل معي أنك في الأربع شهور هذه تستغلهم في تعلم لغة ما أو في عمل ما أو في استثمار ما أو في متعة مختلفة ولكن مفيدة مثل الرياضة، فهل تدرك أن حينها حياتك ستتغير حرفياً 180 درجة فالموضوع ليس مجرد وعظ ولكن دعني أقول لك أنه حقيقي. الثلاث ساعات إن اختزلتهم لساعة والساعتين الأخريين ذهبت فيهم إلى الصالة الرياضية يومياً في خلال أربعة شهور متواصلة ستجد جسمك حرفياً صار مثالي أياً كان شكل جسدك سواء سمين أو رفيع لأن ساعتين رياضة يومياً لمدة أربعة أشهر ستغير الجسم تماماً. وهذا ما أتكلم عنه في أن المتعة التي تجدها في التلفاز في مقابلها أن تقتل الكثير من المتعة الحقيقة في حياتك وأشياء قد تغيرك مدى الحياة. فحين تقرر مشاهدة برنامج ما للمتعة، اختاره بعناية لأنه سيأخذ نصيب من وقتك الثمين.

الوقت كالسيف فنظم الأولويات

من ضمن الكوارث التي تصيب الجميع هي تنظيم الوقت فالجميع يتمنون أن يصابون بفيروس تنظيم الوقت، الذي من خلاله يعرف الفرد أولوياته ويبدأ في جعل هذا في البداية ثم ذاك بعده ثم ذاك في النهاية. ولكن المشكلة هنا أن معظم الناس لا يفعلون ذلك بل أحدهم تجده تخلف عن ميعاد بسبب أنه كان في ميعاد أخر قبله بنصف ساعة والإشكالية هنا أنه لم ينظم مواعيده ولم يقدر الوقت، فما بالك لو حدث موقف مثل هذا مثلاً مع مديرك فسيصير الوقت كالسيف في يد المدير حينها حيث تأخيرك سيجعل منك غير ملتزم وهذا بالطبع أخر ما يتمناه أي شخص أن يكون في هذه المرتبة في عمله، ولذلك نجد أن السيدات هم أكثر تنظيماً وأكثر سرعة في الترقيات والتقدم لأن لديهم الملكة في تحديد الأولويات وتنظيم الوقت، مما يتعلموه طبيعياً في تنظيف المنزل والاهتمام بالطعام والأطفال سوياً في نفس الوقت.

الوقت كالسيف بسبب المسئولية

يجب عليك عزيزي أن تفهم جيداً أن الوقت هو مسئولية كبيرة يجب عليك أن تتحملها ويجب عليك أن تدرك هذه المسئولية وأن الزمن الذي تحظى به للأسف سيأتي يوماً وسينتهي بموتك، في حين أن الآخرين سيكملون حياتهم حولك بشكل طبيعي لذلك استثمر الوقت كأنه مشروع حياتك، اعتبر الوقت على إنه مسئولية ويجب أن تفعل الصواب تجاهها لذلك احترم المواعيد ولا تتأخر أبداً في ميعاد فهذا مسئولية، وإن كنت أنت تتأخر عن ميعاد فيجب أن تأخذ لبالك أنك أيضاً تأخذ من حياة الآخرين الذين ينتظرونك ومن الممكن أن تقول أنها مجرد 10 دقائق ليس أكثر، ولكن الحقيقة أن العشر دقائق مع تكرار المواعيد الذي تتأخر عنها فسينتج في الأخير يوماً كاملا 24 ساعة تأخير، فما ذنب الآخرين أنك لا تقدر زمنهم الذي هو في الأساس حياتهم أيضاً. لا تتأخر في تسليم الأشياء في وقتها لأنه عزيزي يجب أن تعرف أن الصادقين في مواعيدهم هم أكثر الناس المحترمين، وأن غير المحترمين لمواعيدهم فالناس غالباً ينفرون منهم ولن يحبوا التعامل معهم، وإن كان عملك يعتمد على تسليم الأشياء فيجب عليك أن تعلم أن هذا مهم جداً أن تكون لك مصداقية في مواعيدك لأن المسئولية تجاه المواعيد هي أساس العمل الصحيح.

أخيراً عزيزي القارئ الوقت كالسيف وهو نعمة كبيرة يجب عليك أن تهتم بها ولا تخذل نفسك بعدم استغلاله بالشكل الصحيح يمكنك أن تستثمر الكثير بهذا الوقت في حياتك. أنت إنسان والوقت بالنسبة لك ليس مجرد حياة تعيشها لأن ذلك هو المفروض عليك، ولكنك تستطيع الكثير حد أنك قد تغير العالم باستغلالك للوقت، ويكفي أن العالم أحمد زويل الذي اكتشف الفيمتو ثانية قد حاز على جائزة نوبل في الكيمياء، لأنه صنع جهاز يقدر على قياس الزمن بهذه السرعة الفائقة والذي قد ساهم جلياً فيما بعد في علم الكيمياء. لذلك لا تتعامل مع الزمن على أنه مجرد أيام بل تعامل مع حياتك والدقائق على أنها استثمارات والمستثمر الذكي هو الذي يعرف كيفية صرف الأموال بصورة مربحة فتعامل كذلك مع رصيدك الزمني، حتى إن كنت تنوي استثماره في متعتك الشخصية، فاجعل الوقت يستحق.

سلفيا بشرى

طالبة بكلية الصيدلة في السنة الرابعة، أحب كتابة المقالات خاصة التي تحتوي علي مادة علمية أو اجتماعية.

أضف تعليق

ثلاثة عشر − خمسة =