تسعة
الرئيسية » الغذاء والتغذية » كيف وأين ينبت فطر المشروم أو فطر عيش الغراب وما أنواعه المختلفة؟

كيف وأين ينبت فطر المشروم أو فطر عيش الغراب وما أنواعه المختلفة؟

المشروم أو عيش الغراب هو أحد الفطريات التي تتواجد في المناطق الرطبة، وفي الغابات والمناطق العشبية، ويوجد منها خمسة آلاف نوع، مائة نوع فقط، منها صالحة للأكل، بينما هناك أصنافا سامة وهو موضوع مقالنا اليوم، حيث نتعرف على هذه الأنواع وأخطارها وفوائدها.

المشروم

أدرك كثير من الناس مؤخرا الفوائد الكبيرة للفطر أو المشروم، واستخدموه في إعداد العديد من الأطباق الشهية مثل البيتزا، كما دخل في إعداد الكثير من الأطباق المختلفة مثل الحساء والسلطات المختلفة، كما أصبح أحد المكونات الرئيسية لأطباق الصائمين من الأقباط، فهي تتمتع بمذاق طيب إلى جانب الفوائد العظيمة، وسوف نتعرف اليوم عن المزيد من المعلومات عن المشروم وأنواعه المختلفة، كما نلفت النظر للأنواع السامة منه، وهل لها بعض الفوائد أم لا، وأيضا سوف نعرض بمزيد من الإيضاح عن الفطر السحري أو فطر الهلوسة، وذلك حتى تكتمل الصورة، ويكون الجميع على حذر عند التعامل مع المشروم بأنواعه المختلفة.

ما هو فطر المشروم ؟

يعتبر المشروم أو عيش الغراب فصيل مستقل عن النباتات، ينشأ في الغابات والمناطق العشبية، ويظهر فوق الأرض في أشكال متنوعة، ولأنه ليس نبات فهو خال من مادة الكلوروفيل الخضراء، والتي عادة ما يستخدمها النبات للحصول على غذائه، وإنما يعتمد المشروم في الحصول على غذائه على النباتات المتحللة، أو مشاركة النباتات الحية المحيطة في غذائها، وقد عرف المشروم بفوائده العديدة، فهو أحد المصادر الغنية بالبروتين، والأملاح والفيتامينات، وفي نفس الوقت فهو شحيح في الكربوهيدرات حيث تبلغ نسبته ما بين 3% إلى 5% من وزن حبة المشروم، أما الدهون فتكاد تكون منعدمة، حيث تبلغ نسبتها بين 01.% إلى 02.% من الوزن فقط، مما يجعله أحد الأغذية الهامة المساعدة على تخفيض الوزن، وأحد المكونات الأساسية لبرامج التخسيس.

أيضا المشروم غني بعدد كبير من الإنزيمات الهامة المساعدة على الهضم، كما يحتوي على فيتامين (ب) الذي يرفع من مستوى مناعة الجسم ويقيه من العديد من الأمراض، فالمشروم يعتبر غذاء متكامل، وأيضا صيدلية فيها الدواء للعديد من الأمراض.

أنواع المشروم

والمشروم أنواع متعددة منها الصالح للأكل لا يتعدى 10 أنواع فقط، يتم إنتاجها تجاريا، ويمكن حصرها في ثلاث فصائل هي المحاري والجاريقون والصيني، وينتشر إنتاجه في أكثر من 120 دولة تأتي الولايات المتحدة على رأسها حيث تنتج 200 ألف طن من المشروم في العام، وتأتي فرنسا في المرتبة الثانية حيث تنتج 180 ألف طن من المشروم سنويا، وتتوالى باقي الدول مثل الصين وتايوان.

  • يعتبر فطر الشامبينيون أو الأجاريكس الذي ينتج في فرنسا من أفخر وأشهر الأنواع على مستوى العالم، ويمثل حجم إنتاجه 35% من الإنتاج العالمي سنويا، إلا أنه يحتاج إلى إمكانيات تكنولوجية عالية، وظروف دقيقة في إنتاجه.
  • الأويستر نوع آخر من المشروم مشهور بإنتاجه في المناطق الاستوائية، وبعض الدول الأفريقية، وأيضا في بعض الدول الأوروبية، وعادة يحتاج إلى درجات حرارة منخفضة.
  • الفطر الصيني أو الفولفاريلا، تنتجه الصين، ويكثر الطلب عليه في دول جنوب شرق آسيا.
  • الفطر المحاري، وهذا النوع شائع إنتاجه في معظم بلاد العالم، ويعتمد استزراعه على تخصيب نشارة الخشب وفروع الأشجار المتحللة، ويمكن أن يتم إنتاجه بكميات كبيرة تساهم في التغذية خصوصا في العالم الثالث.
  • وهناك أنواع من المشروم البري، وهو يجمع بكميات كبيرة من غابات الصين، ومن أنواعه:
  • فطر تركولوما ماتسوتاكي، ويتواجد في تجمعات كبيرة، ويمكن تناوله مجففا أو طازجا.
  • فطر العسل، ويتواجد على أوراق الأشجار العريضة، طعمه لذيذ محبب، وتصنع منه أنواع من الصوص الذي يضاف على الآكلات الصينية والمعجنات، ويتميز بنسيجه الطري، ورائحته الذكية.
  • الفطر النفاث، وتأتي أهميته من استخدامه في العلاج، بعد تجفيفه وتحويله للصورة المناسبة.
  • فطر كالجان، نوع نادر من الفطريات، يتواجد في مراعي الصين، يجفف ويؤكل، ويعتبر أحد مصادر الدخل الهامة لسكان المنطقة، نظرا لارتفاع سعره بمعدل 10 أضعاف باقي الأصناف.
  • فطر النيبولاريس، ويعتبر من أنواع الفطر العلاجية، ويستخرج منه مركبات تعمل كمضادات حيوية للعديد من الميكروبات، كما يستخرج منه بتركيزات مختلفة علاج لبعض أنواع السرطان.
  • فطر (رأس القرد) هريسيوم ايرناسيوس، وأيضا له أغراض طبية، وتنتج منه أقراص لعلاج السرطان، كما أنه يؤكل وطعمه لذيذ وعظيم الفائدة أيضا.
  • فطر الشيتاكي، يأتي في المرتبة الثالثة من حيث شهرته وانتشاره، متعدد الفوائد الصحية والغذائية.
  • فطر الصنوبر أو البوليتس، يطلق عليه العملاق بسبب حجمه الكبير، وهو من الأنواع الغالية الثمن، وعادة ما يزين قوائم طعام الأغنياء.
  • فطر البادي الباري، يكثر تواجده حول الأديرة، لذلك كان يستخدمه الرهبان كثيرا، وهو أيضا من الأصناف المحببة لذيذة الطعم.
  • فطر اللحية البيضاء، من أصناف الفطر الشهية، كما يستخدم في علاج أمراض عديدة.

الفطر السام

هناك من المشروم 8 أنواع سامة وشديدة الخطورة، لذلك يجب أن ينتبه الجميع، خصوصا من يخرجون في رحلات برية، إلى أن ليس كل فطر يصادفونه صالح للأكل، بل يجب التيقن عن طريق شخص متمرس قبل تناوله حتى لا يتسبب في أذى الغير، خصوصا مع التشابه الكبير بين الفطر القابل للأكل وبين الفطر السام لا يكتشفه إلا صاحب العين الخبيرة.

أنواع الفطر السام

  • فطر لاجارنيا سوليس: من أكثر الأنواع سمية على الإطلاق، ينمو على جذوع الأشجار، من يتناوله يتعرض للموت خلال عدة ساعات.
  • فطر الأمانيت: من أنواع الفطر شديدة الخطورة والسمية، حيث تتسبب في وفاة 90% لمن يتناولها.
  • عيش الغراب الأحمق: وقد شبه بهذا الاسم نظرا للتشابه الكبير بينه وبين النوع القابل للأكل في الشكل والطعم، وتظهر أعراض التسمم لمن يتناوله خلال 8 ساعات فقط.
  • شومبينيو مالان أو الفطر الجابي: من الأنواع السامة المتواجدة في غابات أوروبا، وهو من الأنواع شديدة السمية، ويتدرج لونه من الأبيض الناصع إلى اللون الوردي.
  • فطر الأمانيد فلاود: يحتوي على مادة شديدة السمية وهي أماتوكسن، التي تقوم بتدمير الخلايا العصبية، ويسبب التهابات الكبد، ونادرا ما ينجو منه أحد.
  • فطر قلنصوة الموت، فطر شديد السمية ويتسبب في موت الإنسان والحيوان، يتواجد في الغابات، رأسه اخضر وله خياشيم بيضاء.
  • عيش الغراب الشيطاني، يتواجد في الغابات وأضراره شديدة.

أعراض التسمم عند تناول مشروم سام

وعند تناول مشروم سام تظهر أعراضا معينة تنبئ بحدوث تسمم، مثل الإسهال والقيء وفقدان التوازن والدوخة، أيضا الشعور بألم شديد في المعدة والصدر، وظهور دم في البول مصحوبا بفشل كلوي يعقبه الوفاة.

الإسعافات الأولية للمصاب بتسمم الفطر

عند ظهور أعراض التسمم على المريض، يجب الإسراع باستدعاء عربة الإسعاف، حيث لابد من عمل الإسعافات السريعة للمصاب، ففي خلال ساعات قليلة قد يتعرض المصاب للموت.

أيضا هناك بعض الإجراءات الفورية التي يجب اتباعها لحين وصول سيارة الإسعاف، حيث يجب غسيل المعدة فورا بلتر ونصف لتر من الماء، مع استثارة القيء حتى يتم التخلص من أكبر قدر من السم، ويفضل شرب المزيد من الشاي الأسود الثقيل، وتسهيل حدوث الإسهال باستخدام الفازلين أو الجلسرين، فذلك يساعد أيضا على التخلص من كمية من السم:

  • يستريح المصاب في السرير مع وضع قربة ماء ساخن على قدميه.
  • العلاج في المستشفى
  • يتم الحجز في مركز السموم.
  • يتم عمل غسيل معدة، وحقن محلول ملحي في الوريد، واستخدام طريقة التبول القسري للتخلص أولا بأول من البول المسمم.
  • يتم عمل استخلاص السموم من الدم، مع تقرير علاج للقلب والكليتين للحفاظ عليهما من تأثير السموم.
  • استخدام ترياق ضد السموم بجرعات يقررها الطبيب.

الوقاية من تسمم الفطر

حتى لا تسوء الأحوال، وحتى لا يصاب أحد بتسمم الفطر، يجب توخي الحذر عند التعامل مع الفطر، وذلك من خلال النصائح التالية:

  1. لا يجب تناول الفطر إلا من خلال مصادر معلومة وأكيدة، مثل المتاجر المتخصصة ببيع المواد الغذائية، ولا يتم تناول الأصناف البرية إلا في حال تم التأكيد من صلاحيتها للأكل عن طريق متخصص.
  2. تجنب جمع الفطر من أماكن قريبة من المصانع أو مصادر الإشعاع.
  3. لا يجب أكل الفطر البري الذي يتم جمعه نيئا أبدا.
  4. يفضل عدم تخزين المشروم لمدة طويلة وطهيه فورا.
  5. يستحسن غلي المشروم والتخلص من ماء الغلي، أو استبداله بآخر في حالة استخدامه في عمل الحساء.
  6. عند الخروج للبر أو الغابات يجب مراقبة الأطفال جيدا والتنبيه بعد تناول الفطر.

عواقب التسمم بالفطر

  • يتسبب التسمم الحاد بالفطر السام في تدمير الكليتين والكبد، مما يستلزم إعادة زرع لهذه الأجهزة، أو قد تحدث الوفاة في خلال يومين على الأكثر.
  • تتسبب أنواع معينة من سموم الفطر في انقباض بالصدر وزيادة في التعرق، وأيضا بطء في ضربات القلب، وتشنجات وهلوسة.
  • الإهمال في عمل الإسعافات الأولية للمصاب قد تسبب الوفاة خلال ساعات قليلة.
  • التعرف السريع على نوع السم من خلال التحليل المعملي يساعد بشكل كبير في إعطاء الترياق المناسب، ويتم إنقاذ المريض.
  • يعتبر تسمم الأطفال بالفطر السام أكثر خطورة على حياتهم، لأن أجسامهم أكثر استجابة لأخطار السموم.
  • أيضا إصابة الحامل بتسمم الفطر خطر كبير عليها وعلى الجنين حيث تتسرب السموم إليه من خلال المشيمة، ويجب التعامل مع الحالة بحرص خاص، ولا يجب إرغامها على القيء.

الفطر السحري أو فطر الهلوسة

ويعرف بفطر الأمانيت الطائر بلونه الأحمر الفاقع، عليه بقع بيضاء، أما الأمانيت الطائر الملكي فيتميز بلونه البني، وهناك أنواع أخرى يميل لونها إلى البرتقالي، واللون الزهري أيضا، وكلها تسبب الهلوسة، وهو نوع من الفطر المسكر، وله تأثير على الخلايا العصبية، لكنه نادرا ما يسبب الوفاة، وأصل تواجده في غابات الصنوبر والمناطق المعتدلة في نصف الكرة الشمالي، ويتكاثر على المرتفعات في حوض البحر المتوسط، وهندوكوش وأمريكا الوسطى، وتناقله الناس بعد ذلك إلى أغلب مناطق العالم فهو موجود في استراليا، ونيوزيلندا وجنوب أفريقيا والبرازيل ومعظم مناطق أمريكا الشمالية، يتميز بحجه الكبير الشبيه بالبيضة، ومع استمرار النمو يتحول شكله إلى نصف الكرة، ويميل لونه إلى الأحمر، وهو يشبه إلى حد كبير الفطر العسلي والأمانيت المكسيكي، وقد سمي بفطر الهلوسة نظرا لاحتوائه على مادة المكسيمول، المسببة للهلوسة، لذلك يستخدم في مناطق متعددة لاستخراج شراب مسكر وعقارات الهلوسة.

وهكذا وصلنا لنهاية موضوعنا الذي تعرفنا من خلاله على أنوع المشروم المختلفة، وعرفنا الأنواع النافعة وأصولها، وأماكن تواجدها، وفوائدها المتعددة، وأيضا الأنواع الضارة وأماكن تواجدها، ومدى خطورتها وسميتها، وضرورة التعرف عليها والتأكد منها قبل تناولها، وكيف يمكن التعامل مع الحالات المصابة بالتسمم وقت اكتشافها، وقبل ذهابها إلى المستشفى، كما تعرفنا على الفطر السحري أو فطر الهلوسة وفيما يستخدم وأماكن تواجده.

نرفانا إدريس

احب التطلع والاستطلاع واكتشاف الجديد اهوى المطالعة والكتابة في كل المواضيع التي تثير إنتباهي.

أضف تعليق

1 + خمسة =