تسعة
الرئيسية » عمل ومهارات » كيف وصلت سلع في المزادات العلنية إلى أسعار خرافية؟

كيف وصلت سلع في المزادات العلنية إلى أسعار خرافية؟

لا شك أن المزادات العلنية تجذب انتباه العديدين، ومنذ اعتماد طريقة المزاد العلني، يتلهف المهتمين بجمع القطع القيمة المعروضة على المزادات.

المزادات العلنية

يرجع تاريخ المزادات العلنية إلى ما قبل الميلاد بخمسمائة عام تقريبًا، وعلى مر العصور حرص الأثرياء وغيرهم من العامة على حضور المزادات وذلك للبحث عن أفضل القطع والحصول عليها، والمزاد عامة هو عملية شراء وبيع أو تقديم خدمات معينة من خلال تقديم مزايدات عليها، ويتم البيع للمزايدة الأعلى، وأكثر أشكال المزادات المعروفة هذه الأيام هو المزاد المفتوح، حيث يتم تقديم العروض حتى يتم الموافقة على العرض أو المزايدة الأعلى، والمزاد العلني عادة ما يرتبط في خيال الناس ببيع التحف واللوح المشهورة والمقتنيات النادرة والسيارات باهظة الثمن، ولكن المزادات العلنية تستخدم أيضًا في بيع الماشية والسلع المختلفة كالخردة، ويشير المزاد اقتصاديًا إلى آلية أو مجموعة من القواعد التي يتم فيها التداول بالتبادل، ولهوسِ البعض بجمع قطع معينة وصلت بعض الأسعار في المزادات لأسعار خرافية لم يتوقعها أحد، وحتى عندما يتعلق الأمر بمقتنيات غريبة بعض الشيء كخصلِ الشعر، وفي هذا المقال نكشف كيف وصلت بعض السلع التي تم بيعها في مزاد علني إلى أسعار خيالية.

أشهر اللوح الفنية التي بيعت في المزادات العلنية

في عام 2010، وتحديدًا في 4 مايو، لم يستغرق الأمر سوى 8 دقائق حتى تم تحديد سعر أغلى قطعة فنية تم بيعها في مزاد في التاريخ، حيث تم بيع لوحة الفنان الإسباني المشهور بابلو بيكاسو “عارية، أوراق خضراء وتمثال”، اللوحة التي رسمها الرسام الكبير خلال يوم واحد فقط في عام 1932، وتقدم المزايدون بعروضهم حتى تم تحديد العرض الفائز والتي وصلت قيمته إلى 106.5 مليون دولار أمريكي.

اللوحة المعروفة والتي هي لوحة لماري-تيريز والتر حبيبة بيكاسو في ذلك الوقت، كانت ملك إحدى الجمعيات الخيرية بكاليفورنيا، وقد تخطى سعر اللوحة المقبول بالمزاد الرقم العالمي السابق لأغليِ قطعة فنية على الإطلاق والذي وضع في فبراير من نفس العام عندما تم بيع تمثال النحات السويسري ألبرتو جياكوميتي “رجل سائر 1” بمبلغ يصل إلى 104.3 مليون دولار.

لم تكن هذه المرة الأولى التي تتمكن فيها قطعة من قطع بيكاسو أن تقترب من كسر الرقم القياسي في المزادات العلنية ، حيث إنه في عام 2004، تم بيع لوحة بيكاسو “صبي مع غليون” أو “الشاب المبتدئ” بقيمة مذهلة وصلت إلى 104.1 مليون دولار.

قطعة الملابس الأغلى في التاريخ

عندما غنت مارلين مونرو أغنية “عيد ميلاد سعيد” للرئيس الأمريكي جون ف. كينيدي في 19 من مايو عام 1962، ارتدت الممثلة والشقراء الأشهر في العالم في ذلك الوقت فستان منحني ومرصع بالجواهر وكان لونه لون الجلد، وكان الفستان ضيق جدًا، ووفقًا للأسطورة، فإن مونرو نفسها تحملت الفستان الضيق بصعوبة بالغة خلال وقت الحفل كاملاً.

وقد تم بيع الفستان الوحيد من نوعه في أحد المزادات العلنية في عام 1999، وتم شراؤه من قبل شركة في مانهاتن لجمع القطع النادرة، فبعد أن تم وضع الفستان للبيع في المزاد من قبل أرملة مدرب مونرو للتمثيل لي ستراسبرغ، وكان عرض الشركة المقبول في نهاية المزاد هو مليون وربع المليون دولار.

وقام الصحفيون بعد المزاد بسؤال رئيس الشركة روبرت شارغن لماذا سيقوم بدفع ثروة مقابل قطعة من القماش تكلفتها الأصلية لا تتخطي 12000 دولار أمريكي ؟، وكان رد روبرت شارغن صادمًا، حيث صرح بأنه كان سيدفع ضعف ذلك لو تطلب الأمر، كما أضاف “لقد سرقنا هذه التحفة”.

المخطوطة الأثمن في العالم

في عام 1994، تم بيع مخطوطات الرسام الإيطالي المشهور ليوناردو دافنشي والمعروفة بمخطوطةِ ليستر أو مخطوطة هامر، وتم البيع في أحد المزادات العلنية بسعر وصل إلى ما يقارب 31 مليون دولار، وبوصف دافنشي كرجل عصر النهضة المطلق، فقد سجل الفنان العبقري أفكاره ورسوماته وملاحظاته طوال حياته في هذه المخطوطة المكونة من 18 صفحة مزدوجة.

ومن ضمن المخطوطات الثلاثين الباقية، تم تسمية أشهر مخطوطة لليوناردو وهي مخطوطة ليستر على اسم أول كونت لمنطقة ليستر، توماس كوك، وقد تم نشر هذه المخطوطة في عام 1717، وبعد شراء بيل جيتس للمذكراتِ التاريخية بثلاث سنوات، قام بنشر نسخة رقمية ممسوحة ضوئيًا لجميع البشر في مختلف أرجاء العالم لكي يستمتعوا بها.

الكمان باهظ الثمن

حتى لو كنت لا تلعب الكمان، فربما تكون قد سمعت عن أنطونيو ستراديفاري، الحرفي الإيطالي الشهير وصانع الآلات الوترية المعروف، ويعرف أيضًا بلوثييه، ولكن كان بارتولوميو جوسيب أنطونيو غوارنيري، حفيد أحد المتدربين لدى ستراديفاري، الذي كسر الرقم القياسي لأغلى قطعة موسيقية يتم بيعها في مزاد علني.

وكان ذلك في عام 2007، عندما قام محامي روسي بدفع حوالي 4 مليون دولار ثمنًا للكمان، والذي يبلغ عمره 250 عامًا، ويعد كذلك واحد من 250 قطعة لغوارنيري تمكنت من النجاة طوال هذه المدة، وقد تم استخدام القطعة الشهيرة على المسرح لأول مرة منذ سبعين عام من قبل المايسترو بينتشاس زوكرمان خلال حفل خاص تم إقامته في العاصمة الروسية موسكو.

قطعة الماس الأغلى في تاريخ المزادات العلنية

في عام 2008، وفي مزاد علني تم بيع قطعة ماس ويتلزباش، وكان المبلغ المقدم لشراء القطعة قد وصل إلى حوالي 24 مليون دولار أمريكي، وبذلك أصبحت أغلى قطعة ماس في التاريخ، ويعود تاريخ قطعة الماس الزرقاء التي يصل طولها إلى 35.56 قيراطًا للقرن السابع عشر، عندما اختار الملك فيليب الخامس ملك إسبانيا القطعة النادرة لتكون جزءًا من مهر ابنته.

وعلى مدى عصور مختلفة ولعدة قرون انتقلت القطعة بين الملوك النمساويين والبافاريين، ولكن بعد الحرب العالمية الأولى أصبحت بافاريا دولة وتم استعادة الجوهرة من قبل الدولة، في عام 1931 حاول بيت كريستي للمزادات بيع القطعة الزرقاء، وعلى الرغم من قيمتها الكبيرة لم يكن هناك أحد مهتم بشراء الماس في ذلك الوقت، واختفت قطعة الماس لعدة عقود ولكن عادت للظهور مرة أخرى في عام 1962، وفي عام 1964 قام أحد المهتمين بجمع القطع النادرة بالحصول عليها، حتى تم بيعها للمرة الأخيرة في 2008، برقم قياسي جديد.

سلع غير عادية في المزادات العلنية

في عام 2002، وبأحدِ المزادات العلنية تم بيع خصلة من شعر ألفيس بريسلي المغني الأمريكي المشهور، وكان المزايدة الفائزة بخصلة الشعر هي 115 ألف دولار أمريكي، وبصرف النظر عن صوته الحنون وحركات الرقص غير العادية التي كان يتمتع بها، كان ألفيس بريسلي معروف بشعره وتسريحته الشهيرة.

لذلك فلا عجب أن تحقق خصلة من شعر ملك موسيقى الروك أند رول قيمة أعلى من شعر المغني الإنجليزي جون لينون والتي تم بيعها بحوالي 48 ألف دولار، وكذلك حتى الرئيس الأمريكي جون ف. كينيدي الذي بيعت خصل من شعره بمبلغ 3000 دولار، أو حتي الموسيقار الكلاسيكي العظيم بيتهوفن والذي بيعت مجموعة خصل من شعره بمبلغ 7.300 دولار.شركة ماسترونت، الشركة المسئولة عن بيع مثل هذه القطع الغريبة في مزادات علنية على الإنترنت تمكنت من جمع ثروة صغيرة من بيع خصل شعر لمشاهير عدة، سواء كانوا على قيد الحياة كنيلِ أرمسترونغ أو حتي مشاهير قد فارقوا الحياة كميكي مانتل.

في عام 2007، قام أحد الموظفين السابقين بوكالة الاستخبارات الأمريكية (سي آي أيه) ببيع جزء من شعر تشي غفيارا، بجانب بصمات الأصابع وبعض من صور التي تم التقاطها وهو ميت مقابل 120 ألف دولار أمريكي.

قطع أثرية قديمة في المزادات العلنية

في عام 2007، تم بيع نحت برونزي يرجع تاريخه إلى العصر الروماني بمبلغ كبير جدًا وصل إلى 28.6 مليون دولار، التمثال أرتميس والأيل، ثم العثور عليه في روما العاصمة الإيطالية في عشرينيات القرن الماضي على يد بعض عمال البناء، الذين لم يتخيلوا أبدًا أن يصل سعر هذا التمثال الذي يبلغ من العمر ما يزيد عن 2000 عام إلى هذا المبلغ الضخم، ويصبح أثمن قطعة أثرية في التاريخ.

وقال مدير دار المزادات التي قامت ببيع تمثال آلهة الصيد الرومانية أرتميس بأنه أفضل القطع القديمة التي قام ببيعها على مدار 37 سنة في سوثبي، دار المزادات الشهيرة، وقد توقع بعض المتقدمين لشراء القطع في المزاد أن يصل سعر التمثال إلى 7 ملايين دولار فقط.

وفي يناير من عام 2008، تم إعارة التمثال لمتحف متروبوليتان للفنون لمدة ستة أشهر، ومع ذلك لا يزال التمثال في العرض هناك إلى الآن.

السيارة الأغلى في العالم

سيارة 1957 الفيراري 250 تيستا روسا تم عرضها في المزادات العلنية ، وفي عام 2009، تم قبول عرض 12 مليون دولار مقابل السيارة, يوجد في العالم كله 21 قطعة من هذا النوع من السيارات، ولكن ليس هناك أي منها مكلف لهذه الدرجة، ولكن سيارة 1957 تيستا روسا قد فازت بعشر سباقات من أصل 19 سباقًا دولي شاركت فيها الشركة العالمية بالسيارة من عام 1958 وحتى عام 1961، لم تتمكن هذه السيارة خاصة من إنهاء أحد السباقات في المراكز الأربعة الأولى، ولكن هذا لا يهم، وأفضل ميزة في السيارة التيستا روسا ليست سرعتها بل جمالها، حيث قام مصمم السيارات الإيطالي المشهور سيرجيو سكاغليتي بتصميم جسم السيارة.

وقد اعتبر البعض أن هذه السيارة هي أفضل أعمال سيرجيو سكاغليتي على الإطلاق، ويقال أيضًا إنها إحدى المفضلات لدى سكاغليتي.

مزاد فيراري المشهور الذي تم كسر الرقم القياسي العالمي فيه، تم إقامته في 2009 ونظمته شركة آر إم للمزادات، والذي أثبت على الأقل أن واحدة من أفضل قطع فيراري على مر التاريخ قد نجت من الركود الاقتصادي في تلك الفترة.

أشهر قطع الأثاث في المزادات العلنية

في عام 2004، تم بيع خزينة تنس الريشة، بمبلغ ضخم وصل إلى 36 مليون دولار أمريكي، وبذلك أصبحت قطعة الأثاث تلك أغلى قطعة أثاث موجودة في العالم.

قطعة الأثاث المصنوعة في القرن الثامن عشر من خشب الأبنوس الفلورنسي والمطعمة بالكوارتز والعقيق وأحجار اللازورد وغيرها من الحجارة الثمينة الأخرى تم بيعها في مزاد علني بدار كريستي للمزادات بعد الموافقة على العرض المقدم بمبلغ 36 مليون دولار، وبذلك كسرت القطعة القديمة الرقم الذي كانت تمتلكه من قبل كأغلى قطعة أثاث يتم بيعها في المزادات العلنية .

خزينة تنس الريشة، والتي تم تسميتها بذلك لأنها بقيت لمدة تزيد عن قرنين بمسابقات تنس الريشة بانجلترا، وضعت الرقم القياسي الأول في 1990 عندما تم بيعها إلى الملياردير باربرا بياسيكا جونسون بمبلغ وصل إلى 16.59 مليون دولار، وقامت جونسون بوضعها مرة أخرى للبيع في 2004، وذلك عندما تم شراؤها من قبل الأمير هانز آدم الثاني من ليختنشتاين، والذي قام بالتبرع بالقطعة المشهورة لمتحف ليختنشتاين بالنمسا.

حسام سعيد

طالب بكلية الهندسة، أحب القراءة بمختلف أنواعها، وكذلك الكتابة الأدبية والعلمية.

أضف تعليق

خمسة × 3 =