تسعة
الرئيسية » العناية الذاتية » العناية بالجسم » المرأة الفرعونية : كيف حافظت نساء الفراعنة على جمالهن ؟

المرأة الفرعونية : كيف حافظت نساء الفراعنة على جمالهن ؟

المرأة الفرعونية لها شهرة كبيرة عندما يتعلق الأمر بمقاييس الجمال والأناقة، فما هو سر جمال المرأة الفرعونية ؟ وكيف حافظت الفرعونيات على جمالهن؟

المرأة الفرعونية

لا شك أن المرأة الفرعونية كانت ولا تزال مثالًا عظيمًا يحتذى به في الجمال والسحر الشرقي، فقد سمعنا كثيرًا عن الجمال الفرعوني القديم، أو جمال الملكة كليوباترا مثلًا، والآن ما نسمعه أكثر عن الوصفات الفرعونية للجمال في العناية بالبشرة أو الشعر، أو غيرها من الأمور الترويجية التي ربما لا علاقة لها فعلًا بالجمال الفرعوني، ولكنها تؤكد أن المرأة الفرعونية قد كانت حريصة على الحفاظ على جمالها كل الحرص الذي جعلها مثالًا تاريخيًا يحتذى به في جميع العصور حتى عصرنا الحالي الذي يكتشف فيه يومًا بعد يوم طرق جديدة خاصةً تلك الكيميائية، ولكن لا زال أمر جمال المرأة الفرعونية ، وطريقتها في الاهتمام بجمالها أمرًا لا نظير له.

أساليب حفاظ المرأة الفرعونية على جمالها

جمال المرأة الفرعونية

لم تكتفِ المرأة الفرعونية فقط بجمالها الطبيعي، ولكنها كانت حريصة دائمًا على أن تظهر بأجمل مظهر من ممكن أن تبدو عليه، فنجد أن المرأة الفرعونية أول من اكتشفت أسرار الجمال، والكثير من الطرق التي تستخدمها الكثير من النساء إلى الآن، ويبدو أن هذا المرأة لم تكن تتمتع بالجمال الأخاذ فقط، بل بالعقل أيضًا الذي أهداها كي تخترع الكثير من مستحضرات التجميل والأقنعة الطبيعية، كما أنها لم تكن تتعامل مع تلك الأشياء بعشوائية، بل كانت مدركة تمامًا لما تقوم به، كما أن استخدامها لأي مستحضر تجميلي لم يكن بطريقة مبالغة بحيث تخفي ملامحها أو تغير فيها، بل كان بتلك البساطة التي تبرز جمالها، كأنها تضع لمسة بسيطة جمالية فقط، وبالطبع هذا ما لا نجده في كثير من الفتيات اليوم، فإن الملامح قبل وضع مساحيق التجميل تتغير تمامًا عن ملامحها بعد وضعها، وهو الأقرب إلى فن النحت كما يقولون.. كما أنها كانت تصنع أدوات الزينة الخاصة بها من الأمشاط، والمرايا وغيرها من الأمور التي تحتاج إليها كل امرأة للاهتمام بجمالها، هذا وقد كان الجمال الفرعوني له طابعه الخاص الذي نتذكره كلما ذكرت كلمة الفراعنة، فنجد العيون المحددة بالكحل المرسوم بعناية، والبشرة الخمرية النقية الصافية التي تمتاز بالنضارة والجمال، والشعر الناعم الأملس الرائع، والحلي المذهلة المرصعة بالأحجار الكريمة والتي تختارها المرأة الفرعونية بعناية شديدة.

عناية المرأة الفرعونية بالبشرة، والشعر

كان للعناية بالبشرة أهمية كبيرة جدًا لدى المرأة الفرعونية ، فقد اخترعت الكثير من الوصفات حتى تظهر بشرتها بتلك الصورة التي هي عليها من النضارة والنقاء، فمن هذه الطرق كانت هناك أوراق “الأس” الذي كان يعمل على تنقية الجسم من البثور، والكلف، كما أنه يعمل على شد الجسم، حيث أن أوراق الأس عطرية، لذا فإن تلك الأوراق كانت تُحرق ثم يتم أخذ الرماد وعجنه مع الماء، وبعد ذلك تدهن به المرأة جسدها، وكانت تلك الطريقة فعالة في القضاء على المناطق الداكنة في البشرة، فيعمل على توحيد اللون.. كما أن المرأة الفرعونية اهتدت إلى الزيوت كوسيلة طبيعية للحفاظ على البشرة، حيث أن زيت البابونج الذي ربما سمع عنه الكثيرون في إعلانات مستحضرات التجميل وفي الكريمات المرطبة في التلفاز، والذي يخلو من الآثار الجانبية، فإن المرأة الفرعونية قد اهتدت إليه، حيث أنه كان يتم استخراج الزيت من البابونج، وكانت تدهنه المرأة الفرعونية على جسدها ليزيدها طراوة، وكان هناك أيضًا زيت اللوتس، الذي يعمل على تجديد خلايا البشرة، ويشدها فيجعلها كأنها مصقولة، وهذا الزيت معروف اليوم عالميًا، وأيضًا زيت الخروع، وزيت الحلبة، وأيضًا هناك أقنعة العناية بالبشرة، التي كانت تضعها بهدف تجديد جمالها، وتقويتها، فهناك “الغرين” الذي كانت تستخدمه، وهو نوع من الطين كانت تحمله مياه نهر النيل أثناء الفيضان، ويجلب معه الخصوبة.

وكانت تحافظ على بشرتها من التجاعيد عن طريق قناع العسل، مضافًا إليه عناصر أخرى مثل مسحوق الحلبة، فالحلبة تأخر التجاعيد، والعسل يشد البشرة، كما استخدمت المرأة الفرعونية الأعشاب لتقشير البشرة، وكانت أول من استخدم تلك الطريقة في التقشير.. كما أنها كانت حريصة أن تظهر بمظهر طبيعي بلا مبالغة لذا فإن المكياج الذي كانت تضعه كانت تضعه بدقة وحرص حتى لا تضر ببشرتها، وقد اعتادت على عمل حمام بخار مرة في الأسبوع، وكان هذا يتم عن طريق غرفة محفورة بالأرض، ويتم حرق الخشب بها، مما يجعل الجسم يعرق بسهولة، وهناك نجد فتاة تقوم بالتدليك، وبعد ذلك يوجد حوض به ماء ومسك لتستلقي فيه، ثم تخرج ويدهن جسدها بتركيبة فرعونية عبارة عن فازلين، وملح، وشبة، وماء عطري، وتلك التركيبة تسخن في حمام مائي، يوضع فيه الأزهار لتضيف إليه رائحة عطرة، ويتم تغييرها حتى يزيد تركيز الرائحة، ويدهن به الجسد. أما الشعر فكانت له العناية الخاصة به أيضًا، فقد عرفت المرأة الفرعونية تصفيف الشعر، وكانت الفتاة التي تختص بهذا الأمر تسمى “نشت” والتي كانت تعد التشريحات، وتنظف الشعر، فكانت الأميرات تستعن بخادمات لتمشيط الشعر لشدة عنايتهن به، كما كانت المرأة حريصة على تغيير تسريحة شعرها باستمرار من وقتٍ لآخر، فقد عرفت التسريحات من الكاريه، والمجعد، والجدائل، والقصير، والبانك وغيرها مما نجده الآن، وقد عرفت أيضًا حينها المثبتات من الدهون الحيوانية، والمثبتات المعدنية، وقد استطاعت التخلص من مشكلات الشعر مثل التجعيد عن طريق الزيوت، مثل زيت الزيتون، وزيت الخروع مع إضافاتٍ من خام الحديد، وأيضًا كانت تستخدم الحنة، والمسك، وخشب الصندل، لترطيب الشعر، وتغذيته، وأيضًا قد عرفت صباغة الشعر بالأعشاب الطبيعية، مثل الصبغة المستخرجة من قشر الرمان والكركم ليتم الحصول على اللون الأصفر والوردي، ويتم الحصول على اللون البني من نبات الميموزا، وكان يتم تثبيت هذه الألوان باستخدام بعض المواد المستخرجة من مسحوق الشبه، وبذور شعر السنط.

أدوات الزينة ومساحيق التجميل الفرعونية

كانت المرأة الفرعونية مثلها مثل أغلب الفتيات ذوات العشق الخاص لأدوات الزينة، ومستحضرات التجميل، فقد استطاعت اختراع مستحضراتٍ خاصة بها، فمثلًا اكتشفت المساحيق، والبودرة من أحجار “التلك”، فقد استطاعت أن تتوصل إلى أرق مسحوق منه عن طريق طحنه لتكوين مسحوق بودرة التلك، كما عرفت المرأة الفرعونية طلاء الأظافر، وطلاء الشفاه، فكان يتم صناعة طلاء الشفاه عن طريق مزيج من الشحم مع بعض النباتات ويتم وضعه على الشفاه بواسطة فرشاة أو ملاعق تجميل، وأيضًا حمرة الخدود يتم صناعتها من الدهن وصمغ الراتنج، ولم يكن اللون الأحمر فقط، بل كانت هناك ألوان متعددة تؤخذ من المواد الطبعية من المعادن والصخور التي تطحن جيدًا، فنجد الكحل يتمثل في اللون الأسود الذي يأتي من إحراق بذور الكتان أو اللوز، وهناك صخور نأتي منها بألوان أخرى كالأخضر الذي يأتي من الرزنة، وهناك اللون الأزرق يستخرج من مطحون النيل، وقشر الرمان يستخرج منه اللون اللحمي، والعنابي من الكركديه، والوردي من الأرجوان، والبنفسجي من قشر الباذنجان، والبرتقالي الفاقع من الكركم، وغيرها من الألوان، وكان يتم وضع المسحوق في علبة خشبية حتى لا تصدأ، كما أن المرأة الفرعونية كانت تصنع أدوات زينتها، فوجدت الأمشاط التي تصنع من الخشب أو العاج، وكان منها البسيط ذو الصف الواحد من الأسنان، ومنها ذو الصفين، وأيضًا المرايا التي كانت تصنع من الذهب أو الفضة والتي لا غنى عنها، كما أن الحلي كانت أمرًا طبيعي فكانت تمتاز بالفن والدقة، وقد استخدمت الخلخال، والقلائد، والحلي، والتمائم، والأقراط، وأيضًا هناك العطور.

وبهذا فقد كانت المرأة الفرعونية أيقونة في الجمال، بل هي التي مهدت لنا الكثير من الطرق التي تساعدنا اليوم على الحفاظ على جمالنا بطريقةٍ طبيعية بعيدًا عن المواد الكيماوية، ومستحضرات التجميل التي لها دائمًا أثر سلبي على البشرة، والجسم..  لذا فهي لم تكن فقط جميلة، بل كانت عبقرية أيضًا.

رقية شتيوي

كاتبة حرة، خريجة جامعة الأزهر، بكلية الدراسات الإسلامية والعربية، قسم اللغة العربية.

أضف تعليق

سبعة عشر − 12 =