تسعة
الرئيسية » صحة وعافية » كيف تتخلص من مرض القولون العصبي وما أسبابه ومضاعفاته؟

كيف تتخلص من مرض القولون العصبي وما أسبابه ومضاعفاته؟

القولون العصبي واحد من أكثر أمراض الجهاز الهضمي شيوعًا وألمًا، لذلك يبحث الكثير من الناس عن علاج له فوري وسريع نظرًا لتعدد أعراضه المؤلمة. إليكم أعراض وعلاج هذا المرض المزعج.

القولون العصبي

يعد القولون العصبي واحد ضمن أصعب الأمراض المزمنة تأثيرًا على نفسية المريض الذي يعاني منه. وهذا لأن طبيعة أمراض الجهاز الهضمي المزمنة أنها متواترة الألم، أي أنها تتفاقم في أوقات وتظهر في صورة ألم كبير جدًا. ومن ثم تهدأ ليشعر المريض أنه تخلص منها، ولكن سرعان ما يشعر المريض بها مرة أخرى. مما يسبب هذا للمرضى نوع من المعناة، والشعور بعد الراحة لفترات طويلة. وما يجعل هذا الأمر أكثر غموضًا هو في الحالات التي يكون فيها نتائج الفحوصات سليمة للجهاز الهضمي. مما يجعل مهمة الطبيب صعبة في التشخيص. ويجعل المريض أيضًا غير مرتاح لشعوره بأن هناك ألم لا أحد يعرف تشخيصه.

كيف يحدث ألم القولون العصبي وأعراضه؟

حركة الأمعاء يتم ضبطهم من خلال اتصال مباشر بين الجهاز العصبي والجهاز الهضمي والدماغ، أو المنطقة التي تدعى محور الدماغ كي نكون أكثر دقة. ومن خلال حدوث اضطراب في أي من الثلاث يحدث بالتالي ضعف في التواصل مما يسبب شعور بالألم والتقلصات أو الشعور بالألم أثناء التغوط، أو التغوط بطريقة غير منتظمة. ويؤدي هذا إلى ظهور الأعراض الشهيرة للقولون العصبي مثل: الإسهال المزمن أو الإمساك المزمن أو الإسهال والإمساك بالتناوب. زيادة على ذلك، الغازات بصورة مبالغ فيها، وجود انتفاخ في البطن، وأحيانًا عسر هضم.

كيف يتم تشخيص مرضى القولون العصبي؟

في الغرب أفادت دراسات أن مرض القولون العصبي المزمن يصيب ما بين 5 – 20% من إجمالي السكان البالغين. وبنسبة 75% من هذه النسبة هم نساء. وكان تشخيص القولون العصبي في الزمن الماضي أمر يحتاج إلى فحوصات كثيرة. أما في الوقت الحالي فالأمر بات يقتصر على عدة مؤشرات لتشخيص هذا المرض تدعى مؤشرات روما. وهي عبارة عن مجموعة نتائج لفحوصات قليلة في الدم والبراز. مع الفحص بالمنظار. أيضًا هناك أعراض تفيد الإصابة بالقولون العصبي إذا اقترنت بنتائج الفحوصات، مثل فقر الدم والهبوط في الوزن وحدوث حمى. هذه الأعراض تؤكد أكثر بوجود معاناة للمريض في حالة القولون العصبي. أيضًا قد يكون هناك ألم في المفاصل أو آلام في العضلات، خصوصًا “العضلات الليفية”. مع اضطرابات في النوم والتعب والإرهاق لمدة طويلة دون بذل أي مجهود يُذكر.

وفي السنوات الأخيرة أفادت معظم الدراسات عن هذا المرض بنسبة 17% يبدأ بحدوث عدوى بكتيرية في الجهاز الهضمي. ومن ثم لا يتم العلاج بصورة جيدة مما يجعل أعراض الإصابة مزمنة ويتم التأكد من هذا السبب عن طريق فحص خاص يدعى الخزعة، وهو يشير إلى وجود التهاب حاد في الأمعاء. كما يذكر أيضًا أن مرضى القولون العصبي المزمن معرضون أكثر من غيرهم لإجراء عمليات جراحية مثل الزائدة الدودية، واستئصال الرحم. عندما يعجز الأطباء عن كشف سبب الآلام التي يشعرون بها المرضى في حالة القولون العصبي الغامض.

القولون العصبي والقلب

الغريب أن هناك علاقة وثيقة بين مرض القولون العصبي والقلب. لكن هذا في حالات معينة. وهذا لسبب مستتر وهو أن الجهاز العصبي اللاإرادي هو المسئول عن تنظيم حركة بعض الأعضاء في الجسم مثل حركة الجهاز الهضمي، ومن أهم تلك الأعصاب هو العصب الحائر. وهذا العصب يتحكم في تنظيم ضربات القلب، وفي حركة البنكرياس، وحركة الكبد، والتنفس، وخروج إفرازات المعدة. ولهذا تعد من الأعراض الغير معتادة هي تزامن اضطراب ضربات القلب مع ألم القولون العصبي، مع وجود ضيق في التنفس. وحين سماع هذه الشكوى لا يجب فصل العرضين عن بعض واتهام المريض بالمبالغة. بل يجب مبدئيًا التأكد أنه لا يوجد سبب عضوي يؤدي لاضطراب ضربات القلب. وحينها يمكن الشك لو وجدت أعراض القولون العصبي. وهذا أيضًا سبب تسمية القولون العصبي بهذا الاسم، لأنه خلل في الجهاز الهضمي والعصبي معًا، يؤدي لهذه الأعراض. أو تعرض المريض لنوبة عصبية تجعل جسده يفقد السيطرة ويشعر بهذه الأعراض.

القولون العصبي والاكتئاب

هذه المعضلة محض شك حتى الآن، فلا أحد يستطيع أن يجزم أن الاكتئاب سبب رئيسي للقولون العصبي. ولكن هذا لا يمنع أن الاكتئاب يؤدي إلى اضطراب عصبي وقلق من الممكن أن يؤدي إلى أعراض القولون العصبي. وما يفيد إياه الأطباء هو أن القولون العصبي مرض حميد لا يؤدي إلى أورام. ولا يؤذي الأغشية المخاطية في الأمعاء. ولا يؤذي الأمعاء الغليظة عضويًا. ولكن التأثير يكون على حركة الأمعاء، وعلى الشعور بالألم وحدوث بقية الأعراض السابق ذكرها. ولذلك يقول بعض الأطباء أنه قد يكون بنسبة 40% من مرضى الاكتئاب معرضين لمرض القولون العصبي. وذلك بسبب الوسواس والضغط، ورفض المجتمع والشعور الدائم بالحزن. مما يسبب نوع من أنواع الشد العصبي الداخلي. فمريض الاكتئاب ليس شرط أن يصرخ في الناس من الخارج لكنه في الحقيقة يصرخ كل دقيقة من الداخل، وهذا يعد سببًا حقيقيًا للإصابة بهذا المرض.

القولون العصبي والإمساك

قد يأتي الإمساك كعرض رئيسي لحالات القولون العصبي. ولكن هذا يختلف من إنسان لأخر، فهناك بعض المرضى يأتي لهم العرض الرئيسي للقولون على شكل الألم ومن ثم الإسهال، وآخرين يأتي لهم على هيئة انتفاخ وغازات بصورة مبالغ فيها. أما في حالة الإمساك فيعد من أكثر الأعراض ضيقًا للمريض، لأنه يكون بصورة مزمنة مما قد يسبب ألم شديد في عملية التبرز، لخروج البراز جافًا وصلب لتكون عملية التبرز سببًا رئيسيًا مع الوقت في الإصابة بمرض البواسير أو الناسور. هذا غير حالة تراكم البراز التي تحدث بسبب قلة حركة الأمعاء الغليظة مما يؤدي إلى حدوث انتفاخ شديد، ومعه ألم في أسفل البطن أحيانًا. ولذلك ينصح الأطباء بهذه النصائح المهمة في حالة المعاناة من الإمساك بسبب القولون العصبي.

مبدئيًا يجب شرب المياه بصورة معتدلة ومنتظمة يوميًا. فهذه المياه ستحسن من حركة الأمعاء وسترطب البراز الخارج من الجسم. أيضًا يجب أكل الكثير من الخضروات والألياف التي تحسن من عملية الامتصاص وحركة الأمعاء. وقد يصف الطبيب بعض الملينات والمسهلات، لتسهيل خروج البراز بدون ألم، على حسب حالة المريض وما يصلح له من أدوية. ويجب شرب الكثير من المياه مع تلك الأدوية لتحسين عملها.

علاج القولون العصبي المزمن

لو أردت أن تعرف علاج نهائي وبات لمرض القولون العصبي فهذا العلاج لم يُخترع بعد. ولكن هذا لا ينفي أن هناك آليات متعددة للحد من أعراض هذا المرض بصورة سهلة. ولا سيما لأن آلام هذا المرض تنتج عادة في الأوقات التي يكون فيها المريض معرض لضغط نفسي. ولذلك كأول نصيحة يجب أن تكون هناك علاقة بين المريض والطبيب تسمح بأن يقدم الطبيب للمريض الوعي اللازم لمشكلته ومشكلة هذا المرض، وأهمية الخوف والقلق كسبب في هذه الأعراض. وأولى تلك المخاوف هي الخوف من وجود سرطان في الأمعاء، فيجب أن يثق المريض في كلام الطبيب ويطمئن للتشخيص. ولا مشكلة في علاجات الاسترخاء مثل العلاج الإيحائي والتنويم المغناطيسي.

أدوية تساعد على التحكم بالأعراض

متيوسبازميل

هذا الدواء عبارة عن كبسولات جيلاتينية تُباع في أي صيدلية وله القليل من الأعراض الجانبية. وهو يعمل كمضاد للتقلصات والانتفاخ التي يزعج مريض القولون العصبي. كما ليس له أي تداخلات دوائية، ويصلح للاستخدام لما هم فوق الـ12 عام. حتى ثلاثة مرات يوميًا. ويصلح للاستخدام أثناء الحمل ماعدا أول ثلاثة أشهر، وأثناء الرضاعة.

بسكوبان

هو دواء أخر مفيد جدًا في حالات تقلص وتشنج الأمعاء. وهو دواء موضعي أي يعمل داخل الأمعاء فقط ولا يتم امتصاصه. وهو ينتمي إلى مضادات مستقبل المسكارين، أي أنه يقلل النبضات العصبية التي تسبب الانزعاج، لذلك هو حل مباشر للقولون العصبي. يصلح للاستخدام لمن هم فوق الستة أعوام، ولكن يرجى الحذر في حالات الحمل، كبار السن، ومرضى المياه البيضاء والزرقاء في العين. لذلك يجب استشارة الطبيب أو الطبيب الصيدلي لوصف الجرعة المناسبة والأوقات المناسبة لتناوله.

ميبيفاك

هو دواء أخر يستعمل بشكل كبير في تخفيف أعراض القولون العصبي. لأنه يعمل مباشرة على عضلات الأمعاء، لتسترخي العضلات ويقلل من التقلص. وهو لا يؤثر على الحركة الطبيعية للقولون. يُسمح استخدامه لمن هم فوق العشرة أعوام، ولكن يرجى الحذر في حالات الحمل، فلا يتم استخدامه إلا تحت إشراف الطبيب. يتم تناوله قبل الأكل ب20 دقيقة، وحتى ثلاثة مرات يوميًا. ليس له أعراض جانبية شديدة، أو تفاعلات دوائية خطيرة.

الأدوية التي تحتوي على المنثول

المنثول هو زيت يستخلص من الطبيعية، وله فاعلية كبيرة في تخفيف تقلص الأمعاء. يوجد في عدة أشكال دوائية داخل الصيدلية، ويمكن سؤال الطبيب الصيدلي عن أفضل الأنواع التي تفيد حالتك. يجب تناوله قبل الأكل، ويمكن تناوله بعد الأكل أيضًا ولكن ليس مباشرة. لا يجب مضغ كبسولات المنثول أبدًا، لأنه قد يسبب تهيج لجدار الفم والمريء، كما لن تصل المواد إلى الأمعاء لتعطي فاعليتها المهدئة. وليس له تحذيرات أثناء الحمل والرضاعة، ولكن يرجى الحذر في كل الأحوال. المشكلة الوحيدة ستقابل من يعانون من حرقة المعدة فقط أثناء استخدامه.

فايبوجل

يحتوي هذا الدواء على مادة فعالة تدعى “ispaghula husk”، وهي مواد مثل الألياف. لا يوجد دليل طبي واضح لكيفية عمل هذا الدواء، ولكنه أثبت فاعلية كبيرة في علاج القولون العصبي والإمساك والإسهال وتخفيف الألم. ويجب التأكد قبل استخدامه أنه لا توجد موانع لزيادة الألياف في الجسم. فهو يعمل على زيادة حجم البراز وتنظيم حركة المعدة، ولكنه يحتاج إلى وقت من العلاج قبل أن يعطي مفعوله. ويجب اتباع إرشادات الطبيب بدقة حتى تستفيد تمامًا من الدواء. ومن أعراضه الجانبية أنه قد يزيد من حدة الانتفاخ قليلًا خلال فترة العلاج به.

اختيار العلاج المناسب مما سبق

لا يوجد أولوية عند اختيار العلاج المناسب من كل العلاجات السابق ذكرها. وفي الكثير من الحالات يتم الاختيار عشوائيًا للوصول إلى الحل المناسب. لذلك يجب متابعة الطبيب المختص بعد التأكد من التشخيص، والتزام التعليمات والتوجيهات والتحذيرات، حتى تصل إلى الدواء المناسب للمرض. فكل تلك العلاجات لها تاريخ طويل من فاعليتها ضد القولون العصبي. ولكن التحذير الأهم، هو عدم استخدامها بدون تشخيص أولًا، لأنها قد تغطي بعملها على مرض أخر.

ختام

أخيرًا القولون العصبي ليس مرض قاتل لكنه مؤرق، ولذلك يجب أن تتحكم في أعصابك كنوع من العلاج لهذا المرض مع استخدام بعض العلاجات الدوائية للأعراض. ومع الوقت ستتجنب حدوث هذه الأعراض بالحفاظ على نفسك بعيدًا عن الشد العصبي.

ملحوظة: هذا المقال يحتوي على نصائح طبية، برغم من أن هذه النصائح كتبت بواسطة أخصائيين وهي آمنة ولا ضرر من استخدامها بالنسبة لمعظم الأشخاص العاديين، إلا أنها لا تعتبر بديلاً عن نصائح طبيبك الشخصي. استخدمها على مسئوليتك الخاصة.

أيمن سليمان

كاتب وروائي، يعشق منهج التجريب في الكتابة الروائية، فاز ببعض الجوائز المحلية في القصة القصيرة، له ثلاث كتب منشورة، هُم "ألم النبي (رواية)، وإنها أنثى ولا تقتل (رواية)، والكلاب لا تموت (مجموعة قصص)".

أضف تعليق

ستة + 8 =