تسعة
الرئيسية » تعليم وتربية » كيف تتعامل مع الطالب المشاغب في الفصل إذا كنت مدرسًا؟

كيف تتعامل مع الطالب المشاغب في الفصل إذا كنت مدرسًا؟

وجود الطالب المشاغب الذي يفتعل المشاكل ويمنع زملائه من التعلم هو أمر واقع في أي مؤسسة تعليمية، إليك الأسلوب الأفضل للتعامل مع الأمر بكفاءة.

الطالب المشاغب

إذا كنت مدرسًا، كيف يمكنك التعامل مع الطالب المشاغب في الفصل، والذي يستدعي إيجاد حل له لأنك إن غضضت الطرف عنه فإنه سيعيقك عن شرح الدروس للطلاب والسير في منهجك بشكل سليم، لذلك عليك أن تعرف ما هي الأمور التي يجب عليك فعلها إذا ما واجهت طالبا مشاغبًا في الفصل، وإذا كنت مدرسًا لا ريب أنك ستواجههم باستمرار، حيث أنهم لا يفنون أبدًا مهما كانت الظروف ومهما كانت درجة ومستوى المدرسة التي تقوم بالتدريس فيها خصوصًا في المرحلة الابتدائية من التعليم:

طرق التعامل مع الطالب المشاغب

نبدأ في البداية مع طرق البداية مع الطالب المشاغب وكيف نتعامل معه، بعض المدرسين يلجئون إلى الضرب والعنف المستمر للتعامل مع الطفل ولكن ليس هذا هو التعامل المناسب لأن الطالب المشاغب عادة يكون عنيد ولا ينصاع للعنف بل يزيده هذا عناد أكثر، حتى وإن خضع للعقاب فإن هذا سيجعل لديه مشاكل نفسية عظيمة لذلك سنتحدث عن عدة طرق يمكن استلهامها للتعامل مع الطالب المشاغب ولنأخذ من هذه الطرق على سبيل المثال

الرفق واللين

لا شك أن هذا الطالب المشاغب ليس في المدرسة فحسب ولكنه مشاغب في المنزل أيضًا وأمام هذا فإنه لا يجد سوى الضرب من والديه كردع لسلوكه هذا الذي يسلكه ولا يستجيب لأي محاولات للترويض، مع تكرار الأمر، صارت هذه الشفرة المتبادلة، الطفل يرد بالمزيد من الشغب والآباء يعاقبون بمنتهى العنف، ولذلك يذهب الطفل إلى المدرسة مهيئًا نفسيًا للعنف فتعامله أنت بالرفق واللين، تخيل أثر هذا عليه إلى أبعد حد ستجد أن الأمر أصبح له بالغ الأثر، الطفل المشاغب عاملته برفق ولين واحتضنته وربتت على كتفه وأخبرته أنك تحبه ولا يزعجك إطلاقًا سلوكه المشاغب، تخيل كيف سيحبك؟

التكليف بمهام قيادية

يفتقر الطالب المشاغب إلى ثقة الآخرين فيه، فيراه الجميع شخص غير جدير بالمسئولية ومشاغب ولا يمكن أن يتم تكليفه بأي دور قيادي سواء من الأسرة أو في المدرسة لذلك يتم اختيار الطالب المتفوق دائمًا لأداء المهام القيادية مما يوغر صدر الطالب المشاغب أكثر ويحاول خلق المزيد من الجلبة من أجل لفت الأنظار إليه، فماذا إذا قمت بتكليف هذا الطالب المشاغب بمهام قيادية، إذا أوكلت إليه أمرًا لفعله حتى إن كان صغيرًا، حتى إن كان بإحضار شيء من غرفة مجاورة، أي شيء يشعر معه بأنه جدير بالمسئولية وأنك اخترته هو تحديدًا لأنك تشعر بالثقة فيه؟ وهذا دائمًا ما يعجل الأمور تسير نحو الأفضل مع الطالب ويشعر أنه أخيرًا ينال التقدير مثله مثل أقرانه.

تحويل الطاقة بداخله إلى طاقة إيجابية

لا ريب أن كل طفل لديه طاقة، ويريد تفريغها واختار طريق الشغب لتفريغها، وهي طريقة سلبية بديهيًا، ولكن كيف يمكننا تحويل هذه الطريقة إيجابيا؟ مثلا نرى ما الذي يحبه الطفل؟ ما الذي يريده؟ هل يحب لعب الكرة؟ هل يحب رسم اللوحات؟ هل يحب التمثيل أو الموسيقى؟ نصنع من هذه التوجهات طاقات إيجابية بدلا من الطاقات السلبية التي تخرج في صورة شغب وإزعاج وعدم استماع إلى أحد أو اكتراث لأحد، ونستطيع صنع مكافأة على تحصيله الدراسي مثلا أو اعتدال سلوكه من خلال السماح له بالمزيد من ممارسة الشيء الذي يحبه، أو جعله ينخرط في مهام قيادية أو تجميل للفصل مثلا أو تنفيذ لوحات تعليمية للطلاب أو أي من هذه الأشياء.

الحديث على انفراد

الحديث على انفراد مع الطالب المشاغب ليس بغرض التخويف أو الإرهاب لابد أن يأتي في جو مألوف بالنسبة إليه بحيث تأخذه لتتحدث معه وتجعله يطمئن إليك كي تعرف إن كان يتعرض لعنف زائد يفسر سلوكه المشاغب هذا، وإن لم تستطع أن يجعله تطمئن إليه فعليك ببناء جسور الثقة منذ البداية بأن تخبره أنك تحبه ولا تغضب منه على الإطلاق رغم أن سلوكه هذا قد يعطل الحصة ويجعل زملاءه يشعرون بالغضب لكنه رغم ذلك يحبه حتى إن لم يتوقف عن سلوكه هذا أبدًا، وسيظل يحبه رغم ذلك ويثق به، هذا بالطبع سيجعله محرجًا وسيفكر بأهمية أن يكون طالبا مؤدبًا، ولكن المهم منك أنت أن تقدم الحب غير المشروط لأنك إن قرنت الحب ببقائه مؤدبا سيكون حبا مشروطا ولا بد أن الأسرة جربت معه هذه الطريقة مرارا وعمومًا الحب المشروط هذا يجعله دائمًا يشعر بنبذ الجميع له وكراهيتهم بسبب سلوكه المشاغب فإن قام بأي تصرف لا يرضى عنه أحد سيشعر أن الجميع يكرهونه أما أن تقدم له حبًا غير مشروطًا فهذا ما سيشعره ربما لأول مرة بأنه ما يجب عليه أن يستمر بهذه التصرفات كآلية دفاعية ضد كراهية الجميع ونبذهم له.

العقاب الرادع

طبعًا نحاول قدر الإمكان عدم إتباع طريقة العقاب مع الطالب المشاغب ولكن إن كان ولابد منه فيجب أن يكون العقاب للردع، بمعني لا يكون للتعذيب أو للإهانة إنما للردع وإيقافه عند حده ومنعه من التمادي والعقاب البدني يفضل عدم اللجوء إليه إلا عند الضرورة ويكون معروف السبب بحيث تقول أنك ستعاقبه من أجل موقف معين قام به، وفي حالة اعتذاره مثلا وتعهده بعدم تكراره ثانية تقوم برفع العقاب عنه مباشرة حتى تفهمه أنك لا زلت تثق به وتحترمه، وأنك لا تلجأ لعقابه إلا عند الضرورة، ولكن لا يمكن استسهال العقاب البدني واللجوء إليه للتعامل مع الطالب المشاغب كحل مبدأي، بل يجب أن يكون للضرورة القصوى كما أشرنا وذلك تجنبًا للأثر النفسي السيئ الذي يتركه على الطالب.

المكافأة

وكما ذكرنا أن العقاب يجب أن يكون عند الضرورة فإن المكافأة ستكون عند قيامه بأقل سلوك إيجابي وهذا لجعله إيجابيًا دائمًا ولكن يجب أن نتوقف عن المكافأة في حالة أنه تعود ألا يقوم بأي سلوك إيجابي إلا بمكافأة وذلك لتعليمه تحمل المسئولية وإدراك أهمية دوره كفرد إيجابي دون انتظار مكافأة من أحد وأنها ليست إلزامية ويجب أن تقل بمرور الوقت حتى تصبح غير موجودة من الأساس والمكافأة بالأساس للاعتياد على السلوك الإيجابي ولكن كما قلنا يجب ألا تكون قرينة بكل فعل إيجابي يقوم به هذا الطالب المشاغب كي يكف عن سلوكه.

زرعه وسط زملائه

عادة يكون الطالب المشاغب منطوي وذلك بسبب إحداثه المشكلات المستمرة مع زملائه وابتعاد أقرانه عنه بسبب سلوكه هذا وعادة ما يعاني الأطفال من مثل هذه الأمور حيث يرى كل الأصدقاء مجموعات وهو وحيد فيقوم بالرد على هذا بعنف مثل خطف الطعام من أحدهم أو العراك معه لأتفه الأسباب وضربه أو غير ذلك والحل هو تكوين فرق مثلا لتنفيذ مهمة دراسية صغيرة وزرعه هو وسط فريق من الفرق وإعطاؤه دورًا معينًا في هذا المهمة يقوم بها ووقتها سيدرك معنى التعاون والتواصل مع الآخرين وسيعتاد زملاؤه عليه بسلوكه الجديد.

التعامل مع الطالب المزعج

نأتي الآن لكيفية التعامل مع الطالب المزعج وهو الذي يكون متعمدًا لإزعاج المعلم والتعامل مع الطالب المزعج لا يختلف عن الطالب المشاغب كثيرًا ولكن نزيد عليه نقاط أخرى لأن الطالب المزعج أكثر من الطالب المشاغب ضررًا، هذا يريد العدوان المباشر سواء مع الطلاب أو مع المعلم بحيث لا يريد للحصة أن تتم من الأساس لذلك هناك بعض النقاط سنوردها:

التجاهل لفترة

لا شك أن الطالب المزعج يقوم متعمدًا بإزعاج المعلم بهدف السخافة عليه ولا يجب التعامل مع هذا الطالب بالعنف لأنك بذلك وضعت نفسك كخصم مباشر له ونحن نريد أن تكون مراعيًا له ولا تأخذ منه موقف الخصم لذلك عليك أن تتجاهله لفترة حتى لا تشعره أنه يؤثر فيك بالتالي يستطيع التحكم في الوتيرة التي يفعلها من أجل مضايقتك وإزعاجك أكثر، لذلك تجاهله لتفهمه أنك أكبر وأنضج من أن تنزعج من طفل مثله، وأنك أكثر استيعابا لتصرفاته مما يتخيل هو.

الحديث بندية

بعد التجاهل يأتي الحديث بندية كوسيلة للتعامل مع الطفل المزعج وذلك بعد أن يكون استنفذ كل وسائل إزعاجه وعرف أنها معدومة الفائدة وأنه عليه أن يتفاهم بشكل حضاري، والحديث بندية منذ البداية بدون تجاهل يعني أنه الطرف الأقوى لأن إزعاجه أتى بفائدة وهو سؤاله عما يريد والحديث إليه بندية أما الحديث إليه بعد التجاهل فهو في موقف أضعف لأنه إن لم يستجب ويحاول أن يربح من هذا العرض ويستغله سيرجع إلى منطقة التجاهل مرة أخرى، وتحاول أن تكون متعاونًا معه لأننا في النهاية نحاول أن نقوّم سلوكه لا أن نعاقبه أو ننبذه.

المتابعة مع ولي الأمر

المتابعة مع ولي الأمر الطالب المزعج أو الطالب المشاغب بشكل عام مهمة جدًا ولا غنى عنها على الإطلاق، لأنه قد يكون السلوك السيئ في التعامل في المنزل هو ما جعله كذلك بالتالي لا يمكنك التقويم في المدرسة وتضييع هذا في المنزل لذلك يجب التعاون بين المدرسة والمنزل، وبين المدرس وولي الأمر لتقويم السلوك وضبط تصرفات الطالب المشاغب.

كيفية ضبط الصف المشاغب

بعد أن تحدثنا عن كيفية تقويم سلوك الطالب المشاغب نتحدث هنا عن الصف المشاغب أو كيفية ضبط صف بأكمله وأحيانا يتصادف أن يكون هناك صف بأكمله أو أغلبه طلاب مشاغبون فماذا يجب علينا أن نفعل؟

الاحترام

لا ريب أن هذا الصف يلاقي من التنكيل به وعدم احترامه من جميع مدرسين ومدرسين المدرسة ما يلاقي، لذلك ستكون أنت الفكر الجديد، والذي تعمل على احترامهم بشكل مبالغ فيه، العقاب البدني والتنكيل ليسا بحل لأن العقاب إن كان سيأتي بنتيجة لكان أتى من البداية وحتى إن أتى فستكون نتيجة مؤقتة لذلك جرب أسلوب الاحترام ولا شك أنك ستحدث فارق.

التعامل المرن

ألا تتعامل بنفس الوتيرة على الدوام وتعمل على الارتخاء والشد وقت اللزوم بحيث يعرف أنهم لهم حدود وأنك إن كنت ستفسح لهم المجال قليلا وتعاملهم باحترام لا يعني هذا ألا يغتروا بأنفسهم لذلك يجب أن تكون تصرفاتك في السياق على الدوام لا بمنهج واحد.

تفهم عقليتهم والتقارب معهم

الطلاب في المراحل التعليمية هذه يكون لهم عقليات مختلفة عن الكبار ومناسبة أيضًا لزمنهم وآليات عصرهم فعليك إذًا تفهم هذه الأمور وإحداث تقارب بينك وبينهم حتى تفهم عقليتهم وتتعامل معها على هذا الأساس لا تتحجر عند زمنك ومستواك أنت العقلي وتطلب منهم هم أن يرتقوا إليك أو يعودوا بالزمن لزمنك.

خاتمة

في النهاية نحب أن نقول أن ضبط سلوك الطالب المشاغب قد يأخذ فترة طويلة ولكن لابد أنه سيخلق إنسانًا آخر لن تصدق الإنجاز الذي ستراه أمامك بعد فترة ولن تصدق أنه نفس الشخص الذي كان عليه في البداية.

محمد رشوان

أضف تعليق

سبعة − 3 =