تسعة
الرئيسية » مجتمع وعلاقات » أصدقاء » كيف تصبح الصديق الأبرز والأكثر ظهورا وسط أصدقائك؟

كيف تصبح الصديق الأبرز والأكثر ظهورا وسط أصدقائك؟

الجميع يحلم أن يكون الصديق الأبرز وسط أصدقائه، ويحزن إذا ما وجد نفسه مستبعدا والأقل أهمية بينهم، ولكن من هو الصديق الأبرز ؟ وما الذي يصنع تميزه؟ وكيف نكون مثله؟ وما الذي يجعل من الإنسان صديقا سيئا؟ تلك الأسئلة التي سنحاول إجابتها.

الصديق الأبرز

كلما سمعنا وصف الصديق الأبرز نتذكر أحد الأصدقاء بعينه، تبرق صورته في أذهاننا على الفور، ولكل شيء سبب، بمعرفته يبطل العجب، ويصبح بإمكاننا أن نصبح مثله، فلا أحد يحب أن يكون الصديق السيئ الذي يتهرب الجميع منه، ويتأففون من إعلان حضوره، ولمعرفة كيف نصبح الأصدقاء المميزين والأكثر ظهورا وحضورا وسط الأصدقاء؛ ينبغي معرفة من هو الصديق الأبرز بادئ ذي بدء، وما هو سر تميزه، وكيفية محاكاته، ولإن الشيء يتضح بضده كان علينا توضيح أهم علامات الصديق السيئ، إذ تعمل كل هذه العناصر على خدمة هدفنا النهائي، وهدفنا هنا هو تحويل الصديق العادي للصديق الأبرز بين أصدقائه، فيصبح لا غنى عنه في كل تجمعاتهم، ويحبهم ويحبونه، ويقدم لهم الدعم ويحصل عليه، وينعم الجميع بعلاقة صداقة جيدة وطويلة، الأصدقاء يستحقون ذلك والصداقة هي الكنز الذي ندخره جميعا للزمن، وذلك بما تمثله من دعم وتقبل وحب ومودة وتعاطف ورحمة، فالصداقة هي نعمة الله علينا.

من هو الصديق الأبرز ؟

الصديق الأبرز من هو الصديق الأبرز ؟

الصديق الأبرز هو الشخص المميز في محيط أصدقائه، وستجده ملحوظا وأكثر شعبية من سواه، لما لشخصيته من انعكاس إيجابي على الآخرين، لعل أبسط تلك الانعكاسات هو ذكره في مجالس الأصدقاء مقرونا بالصفات الجميلة والحديث الجيد، وتتمثل في حسن استقباله من قبل الجميع، وفي ترشيحه للأعمال الجيدة، وتتمثل في سؤاله عن أفعاله بهدف محاكاتها وتقليدها، وفي الرغبة في قضاء الوقت معه، فالصديق الأبرز هو المحبوب في دائرته، وبالتبعية يكون اجتماعيا ويحرص الجميع على لقائه والاقتراب منه، ولهذا الصديق صفات كثيرة هي التي تصنع مكانته المتميزة وسط أقرانه، تنقسم هذه الصفات إلى مجموعتين، مجموعة من الصفات التي تميزه كإنسان على العموم، ومجموعة أخرى تميزه كصديق، أي تميزه بالنسبة لأصدقائه بشكل خاص، وتجعله الصديق الأبرز والأكثر ظهورا بينهم، وهذه هي أهم الصفات من الناحيتين:

النظافة الشخصية وحسن المظهر

النظافة الشخصية سمة رئيسية من سمات الشخص المميز سواء كان صديقا أو غريبا، سواء كان الصديق الأبرز أو أقل الأصدقاء قربا من قلوبنا وهي ليست الشيء الذي يمنح الشخص المميز تميزه، لكن غيابها يحرمه التميز، فالنظافة ضرورة لجميع البشر، وعدم الاهتمام بها يؤدي للكثير من الأمراض، وحتى مجرد التقصير يصنع الخسائر، تصور معي سفيرا مجتهدا ورائحته سيئة؛ ترى ماذا ستكون النتيجة؟ سيفشل حتما، وسيفشل في حياته عموما وحياته الاجتماعية بشكل خاص، والنظافة الشخصية ليست الاستحمام فقط، بل غسل الأسنان والعناية بالبشرة والشعر وتقليم الأظافر والحلاقة، ويجب أيضا الاهتمام بالعناية بالجسد، وهي أمر إضافي للنظافة الشخصية، ونقصد هنا استعمال المستحضرات الطبية الجيدة لغسل الوجه والشعر وتنظيف البشرة، وهذا الأمر لا يخص النساء فقط، بل يجب أن يكون جزءا من الروتين اليومي لكل إنسان، وهي ما تترك انطباعا جيدا لدى الآخرين، وتساعدنا في تكوين العلاقات والنجاح في الحياة، والأمر ذاته ينطبق على المظهر، فالشخص المميز يتميز بأناقته.

حسن الخلق

للأخلاق أثر مميز في نفوس الجميع، فمن يرغب في صداقة شخص سيء بلا أخلاق، لهذا نجد دائما الصديق الأبرز حسن الخلق، كما أن حسن الخلق أضحى نادرا للغاية، لهذا يسهل ملاحظة الأخلاق الجيدة للشخص المميز، وموقفا أخلاقيا صغيرا يصنع أثرا قد لا تتصوره، تذكر معي كم مرة تأثرت برقة شخص تجاه طفل صغير، وتمنيت لو صرتم أصدقاء، وكم مرة مس قلبك عطف أحد الناس على حيوان صغير بإطعامه وسقايته، وهذا بالنسبة للمواقف البسيطة، والأخلاق أكبر من ذلك بكثير، فهي الاحترام والصدق والأمانة والدفاع عن الآخرين وتقديرهم وتوقيرهم ودعمهم أيضا، الأخلاق مهمة لك وللمجتمع، وحسن الخلق هو الباب الكبير الذي يمكنك عبره الوصول لقلوب الجميع، كبارا كانوا أم صغارا، وهي دليل على التربية الجيدة، كما تمنحك ثقة الآخرين ودعمهم، لهذا ستجد الجميع يتحدثون عن حسن خلق الشخص المميز أكثر من نجاحه ومن أي شيء آخر، فالصديق الأبرز هو من يتخذ من الأخلاق رفيقا له.

التفكير الإيجابي والنجاح في الحياة

الأصدقاء يتأثرون ببعضهم البعض، ولا أحد يرغب في اتخاذ الفاشل خليلا، فلن نضيع وقتنا في الاستماع للفاشلين، إذ لا نتوقع الاستفادة من خبراتهم مثلا، وعلى العكس من ذلك نجد الشخص المميز ناجحا، ومعظم الأثر المميز الذي يتركه في نفوسنا يجيء من رغبتنا في التعلم منه والاستفادة من نجاحاته، فلا عجب حينها في أن يصبح الصديق الأبرز بالنسبة لنا، والتفكير الإيجابي هو الطريق للنجاح، فالتفكير السلبي يكبل الأعناق ويحرمنا القدرة على التجربة والتطور، وينعكس التفكير الإيجابي على الشخص المميز في جميع تصرفاته، فالشخص الإيجابي يبحث دائما عن نصف الكوب الممتلئ، فيقوم باستغلاله والاستفادة منه، ولا يفعل هذا في العمل فقط، بل يطبقه في التعامل مع الأصدقاء، فتجده ينظر لمميزاتهم ويثني عليها قبل الالتفات للعيوب، ويحرص على تشجيع نفسه والآخرين لتحقيق النجاح والتطور في العمل والرياضة والحياة الاجتماعية، لهذا إن أردت أن تترك أثر مميز في نفوس الآخرين؛ كن إيجابيا واسع نحو النجاح بكامل طاقتك وتركيزك.

متحدث بارع

للحديث الجيد عظيم الأثر على جميع البشر، لهذا لن تجد شخص مميز لا يجيد الحديث الجذاب، فالصديق الأبرز هو من يلتف الآخرون حوله للاستماع والاستمتاع بحديثه العذب، فيأسر المستمعين بحكاياته وأحاديثه، ويستطيع التعبير عن نفسه جيدا، بل يلجأ إليه الآخرون كي يقوم هو بالتعبير عما يعجزون عن شرحه وتوضيحه، والقدرة على الحكي تعد كنزا ثمينا لدى صاحبها، ولا عجب في ذلك فالقادة وأصحاب الأثر المميز هم خطباء مفوهين، وتلك المهارة يمكن اكتسابها بالتدريب والقراءة والاطلاع، وليس الأمر في ترديد الكلمات فقط، بل في حسن إدارتها وتوظيفها واختيار المناسب منها، وكذلك بمعرفة بناء كل حكاية من مقدمة وحبكة وأحداث وعقدة وحل، وهي القدرة على إثارة الفضول وانتقاء ما يناسب المستمعين من الموضوعات، فالحديث البارع هو عماد الأثر المميز الذي نتركه في الآخرين، وهو ما يجعلك الصديق الأبرز بالنسبة لأصدقائك.

مساعدة الآخرين عموما والأصدقاء خصوصا

عند مساعدتك لشخص ما بلا هدف وبدون انتظار مقابل؛ تكون قد تركت أثر مميز في نفسه، ذلك أنك ساعدته وقدمت له الدعم والمساندة، وليس أجمل من أن تكون نافعا للناس، وبالبحث والملاحظة نجد أن كل الناجحين وأصحاب الشخصيات المميزة لا يتأخرون عن مد يد العون لمن يحتاجهم، سواء كان من الأهل والأقارب والأصدقاء أو حتى شخص مجهول تماما، ربما لن يلتقونه مرة أخرى، ولذلك تحث جميع الأديان على مساعدة الآخرين، ولا يهم حجم المساعدة، يكفي أن تقدم ما تستطيع تقديمه، مهما يكن حجم مساعدتك بسيطا سيساهم في تحسين حياة أحد ويترك أثر مميز في نفسه، لهذا يجب مساعدة الآخرين دوما، سواء بالأنشطة التطوعية والوقت والجهد أو المال، فاحرص عليها، وتذكر دوما أن مساعدتك للأصدقاء بالذات تمس قلوبهم، وتجعلك الصديق الأبرز والمفضل لديهم، فلا تتأخر عن تقديمها.

كيف تصبح الصديق الأبرز ؟

الصديق الأبرز كيف تصبح الصديق الأبرز ؟

يمكنك أن تصبح الصديق الأبرز عندما تكون شخصا مميزا بوجه عام، قبل أن تصبح مميزا بالنسبة لأصدقائك ،يسهل ذلك بعد معرفة صفات الشخص المميز، لكن نحتاج لاكتساب تلك الصفات من حسن الخلق والكرم والاحترام والنجاح والإيجابية والحديث الجيد، وبالطبع لن يتحقق أي من ذلك بالتمني، لكنه يتحقق بوجود روتين يومي ينمي قدراتنا ويساعدنا على تطوير أنفسنا، فالروتين اليومي هو البذرة التي نزرعها اليوم، ومهما يكن ما نزرعه فلن نجد سواه غدا، لذلك فالأمر ليس هينا، ولا يمكن الاستهتار به أو تجاهله، ولن تجد بين الناجحين من يحيا يوميا بلا خطة، صحيح أننا لا نرى من إنجازات الآخرين سوى النتيجة النهائية إلا أنها لم تحدث بهذه الطريقة، فما الإنجازات إلا محصلة النجاحات اليومية لكل ما سبق، ويمكن استغلال الروتين اليومي بأن نضمنه ما يجعلنا أشخاص مميزين بوجه عام، وما نفعله تجاه الأصدقاء بشكل خاص، وإليك طريقة تنفيذ ذلك:

القراءة وسعة الإطلاع

الشخص الناجح المميز يكون ذو ثقافة عالية، ولن تجد حوارا مع شخص ناجح بدون ذكر لاسم كتاب، فالقراءة مهمة جدا، فبالإضافة للمتعة تمنحك المعرفة، وكل ما تقرأه لا يمنحك فقط الأفكار بل يعطيك خلاصة فكر ورحلة الكاتب، فبالقراءة تعيش عمرا أطول، كما تمنحك الخبرة في كثير من الأمور التي لم تحصل عليها من حياتك، كما توفر لك المادة الثرية كي تصبح متحدثا بارعا، وكلنا نعرف أهمية الحديث الجذاب لتصبح الصديق الأبرز ، كما أن القراءة تساعدك في تعلم أشياء جديدة وتطوير نفسك، لذا من المهم أن تصبح القراءة جزء من روتينك اليومي، ويمكن تخصيص وقت محدد لذلك ولو ساعة واحدة يوميا، وبالإضافة للقراءة يجب عليك متابعة الأخبار ومعرفة ما يحدث من حولك، لكن لا تسرف في ذلك لما يسببه من مشاعر سلبية، يكفي أن تكون على دراية دائمة بالمستجدات والأحداث الكبرى، فالقراءة وحسن الاطلاع هما دليلك لتصبح الصديق الأبرز ، وتمنحك ما تشاركه مع الأصدقاء.

التعليم وتطوير الذات

كي تصبح الصديق الأبرز بالنسبة لأصدقائك لابد أن تمتلك إضافة ثرية لحياتهم، وكل يوم يمر بدون تعلم شيء جديد هو يوم ضائع، ولا يوجد سن نتوقف فيه عن التعلم، فعندما تتعلم شيئا جديدا تصبح إنسانا أفضل، ولا تهم ماهية الشيء الذي ستتعلمه، ليكن لغة جديدة أو حرفة يدوية أو رياضة وربما طريقة إعداد وجبة أو إصلاح شيء في المنزل، فالمهم ألا تفقد مهارة التعلم بما تمثله من تركيز والتزام وبذل للجهد، فالتعلم هو المهارة التي تساعدك على تطوير الذات، لهذا فمن الضروري تخصيص وقت لتعلم شيء جديد يوميا، وثق تماما أن تخصيص ست دقائق يومية لتعلم لغة جديدة سيمكنك من احترافها بعد سنتين على الأكثر، هل تتخيل الرقم؟ فقط ست دقائق يمكن أن ينتج عنها إنجاز عظيم، فخصص وقتا لذلك كل يوم وستذهلك النتائج، لهذا لا تتوقف أبدا عن التعلم وتطوير الذات، وشارك ما تعلمته مع الأصدقاء وستصبح الصديق الأبرز لديهم.

ممارسة الرياضة

للرياضة أهمية كبرى، وفوائدها الصحية والشكلية لا تحتاج للشرح والتوضيح، وكذلك فوائدها غير المباشرة على طريقة تفكيرك وتعاملك مع الحياة ومشكلاتها، وهي من سمات أصحاب الأثر المميز على حياتنا، كما أن لها دورا كبيرا في تكوين العلاقات الجديدة وتمنحك القدرة على مساعدة الأصدقاء، والأهم من كل ذلك أنها تمنحك الموضوعات الجذابة التي يمكنك مشاركتها معهم، فهي قصة نجاح إضافية تعبر عن شخصيتك، ولن تجد بين المحيطين من لا يرغب في ممارسة الرياضة وإنقاص وزنه عدة كيلوجرامات، وممارستك للرياضة تعطيك الفرصة للحديث وتقديم النصح للأصدقاء، فسيسألونك عن ذلك ويطلبون خبرتك في تحقيق الأهداف والالتزام بالرياضة ومواجهة التكاسل المعتاد، وهي فرصة عظيمة لتترك بصمتك في حياتهم، وتصبح صديقهم الأبرز، فلا تفوتها أبدا.

حسن إدارة الوقت ووضع الخطط لأهدافك

حسن إدارة الوقت هو دعامة النجاح وتحقيق الأهداف، وهي مشكلة عامة يعاني منها أغلب البشر، وعند نجاحك في مواجهتها سيراك الأصدقاء صاحب أثر مميز، ونقصد هنا عندما تشرح لهم كيف يمكنهم حل تلك المشكلة، ولكي تفعل ذلك ينبغي تنظيم وقتك، وأن تضع جدولا منظما ليومك، ولما ترغب في تحقيقه كل يوم، وعليك أيضا تحديد أهدافك وترتيبها حسب الأولويات، وترتيبها زمنيا، ثم تقوم بوضع خطة مفصلة لكل هدف، وعند عمل ذلك ستنجح في الوصول لأهدافك والالتزام ببرنامجك اليومي، وتطوير ذاتك باستمرار، وكل هذا هو ما يجعلك الصديق الأبرز الذي يبحث الجميع عن الاستفادة منه واستلهام تجاربه، وتذكر دوما أن تنظيم الوقت يساعدك في مضاعفة إنتاجيتك وزيادة حجم نجاحك في الحياة، ويوفر لك الوقت للقاء الأصدقاء وقضاء الوقت بصحبتهم.

كن نفسك

في إطار البحث عن الشخصية المميزة وما يجعلنا أصحاب أثر مميز يقع البعض في خطأ شائع، وهو الادعاء والتزييف، فيدعون أشياء ليست من صفاتهم، ويكذبون على الآخرين بما ليس فيهم، وهي أشياء قاتلة ومؤذية للنفس على المدى البعيد، فجوهر التميز هو أن نكون أنفسنا، ولكل إنسان ما يميزه عن الآخرين، ابحث دوما عن ما يميزك أنت تحديدا، فالتقليد لا يصنع نسخة أصلية مميزة، بل يجعلك مسخا مشوها، كن صادقا مع نفسك قبل الآخرين، وابتعد عن الادعاء يكن لك ما تريد، ولا بديل عن ذلك، فالصديق الأبرز هو من يراه الأصدقاء صادقا حقيقيا، وإذا حدث غير ذلك تراهم أول من يكشفون هذا التغير السلبي، فلا تخذل أصدقائك بالكذب والادعاء.

الأصدقاء يستحقون المجاملات فامنحها لهم

تذكر عزيزي القارئ كم مرة سمعت مجاملة لطيفة من أحد وظللت تتذكرها كثيرا فيما بعد، هذا أمر طبيعي للغاية، فالإنسان كائن اجتماعي يبحث عن تكوين علاقات مع الآخرين، ولتحقيق هذا نتمنى جميعا الحصول على إعجاب البشر وثنائهم، وهذا هو سر قوة المجاملات، فعندما تمنح شخص مجاملة لطيفة تكون قد صنعت له يوما جيدا، وربما يتذكر ذلك لأعوام قادمة، وأتعجب كثيرا من حرصنا على النقد وإبراز الآراء السلبية، وعند ملاحظة شيء جميل نصمت تماما ونصاب بالخرس، ومجاملة الناس تمنحهم شعورا أفضل عن أنفسهم، وتجعلهم يحبون قائلها، فماذا لو كان القائل هو الصديق؟ مؤكد سيصبح الصديق الأبرز ، لهذا لا تنس التعبير عما يعجبك في الأصدقاء، ولكن بدون كذب، فقط اخبرهم بما تراه جميلا فيهم، وستصبح مميزا لديهم، ولابد أن يتكرر ذلك كل فترة بين الأصدقاء.

الاستماع الجيد للأصدقاء

عندما يتحدث إليك شخص ولا تستمع إليه جيدا؛ تعطيه رسالة واضحة بعدم أهميته بالنسبة لك وتصف حديثه بالملل، ولا نحتاج للحديث عن الآثار السلبية المهينة التي سيتركها ذلك في نفسه، فكيف لو كان هذا الشخص هو صديقك الذي ينتظر منك الدعم والتفهم؟! وعلى العكس من ذلك فحسن الاستماع للأصدقاء يمنحهم شعورا جيدا، ويدل على اهتمامك بأمرهم وأهميتهم عندك، والاستماع الجيد لا يعني الصمت وتحريك الرأس بغير اهتمام، بل يعني التركيز وتوجيه الأسئلة والتواصل بالعين، وإبداء الرأي والمشاركة الجادة في الحديث عن ذلك، ويعني طلب التوضيح والسؤال عن المشاعر والأحوال أيضا، وكل إنسان لديه على الأقل حكاية واحدة يحب روايتها، باستماعك لها تترك أثر مميز في نفسه، فاستمع جيدا لأصدقائك وستكون الصديق الأبرز لهم.

التواصل بهدف الاطمئنان

الصديق الأبرز لا ينتظر مبادرة أصدقائه بالسؤال طوال الوقت، ولا ينساهم لفترات طويلة إلى أن يحتاجهم في أمر ما، لكن الصديق الجيد هو من تكون لديه الرغبة الصادقة للسؤال عن أصدقائه ومعرفة أحوالهم والاطمئنان عليهم، فالصديق الحق يفتقد أصدقائه إن غابوا، ويهاتفهم لتحديد موعد للقائهم، ولا يتكاسل أبدا في التعبير عن شعوره تجاههم، فيمنحهم بتلك الطريقة شعورا جيدا تجاهه وتجاه أنفسهم.

تعلم الاعتذار

الصديق الجيد لا يمنعه الكبرياء من الاعتذار عند ارتكاب الأخطاء، ونحن بشر نخطئ ونصيب، ومن المؤكد أن نرتكب الأخطاء يوما، والصديق الأبرز هو الذي يحرص على علاقة الصداقة في ذلك الوقت، فيتصرف بذكاء لتدارك الخطأ، وبداية يقوم بالاعتراف بالخطأ، وتقديم اعتذار واضح عما صدر منه من كلام سيء أو فعل، ثم يمنحهم الوقت للهدوء وتجاوز الخطأ، حتى يعودوا للصداقة مرة أخرى، والاعتذار بوجه عام سمة الشجعان والمميزين، وليست من صفات الصديق الأبرز فقط.

الوجود بجوار الأصدقاء في أسوء لحظاتهم

لا تقتصر مشاركة الصديق الأبرز على التواجد في أوقات فرح الأصدقاء، بل يشاركهم أحزانهم قبل أفراحهم، ويقف إلى جانبهم في أوقات الشدائد، ويبادر من تلقاء نفسه بتقديم يد العون لأصدقائه، يفعل هذا بلا تردد أو تكاسل، ولا ينتظر أن يطلب منه ذلك، وإن لم يستطع تقديم مساعدة مادية يكفيه الدعم المعنوي، وهو ما لا يقل قيمة بأي حال من الأحوال عن كافة أشكال الدعم، و الصديق الأبرز لا ييأس من المحاولة، ولا يترك أصدقائه فريسة للظلام والاكتئاب، فيتحملهم في أسوء الأوقات كما لو كانوا في أجمل حال بالنسبة له، ولا أحد ينسى من وقف بجانبه في تلك الأوقات بالذات.

احترام المساحات والحدود

الصديق الأبرز بالنسبة لنا هو الأكثر فهما لنا وتقبلا، فهو الذي لا نحتاج معه لتوضيح ما يزعجنا وما يسعدنا، ولا نحتاج لوضع الحصون بيننا، بل ندخلهم حياتنا ونحن واثقون تمام الثقة من حسن تصرفهم، فلن يفشون الأسرار أو يخونوا العهد، والصديق الأبرز يعرف حدوده جيدا، حدوده من ناحية المزاح قبل الجد، ويعرف أيضا كيف يترك لصديقه مساحته، فلا يشعر بالغيرة من باقي الأصدقاء وكذلك لا يشكل ضغطا مرهقا لصديقه، وتلك الراحة تأتي من فهم الحدود واحترامها، ومن ترك مساحة للأصدقاء.

ما يجعلك صديقا سيئا

الصديق الأبرز ما يجعلك صديقا سيئا

قد تكون صديقا سيئا ولا تدري ذلك، خاصة أنه سيصعب على الأصدقاء إخبارك بهذا الأمر، ولحسن الحظ أن لهذا علامات تساعدك على معرفة إن كنت صديقا سيئا، وهي العادات السيئة ذات الأثر السلبي في الأصدقاء، ومن أهم تلك العادات السيئة البخل، البخل يدفع الجميع للهروب منك ومن صحبتك، فالبخل يجعلك ثقيلا على أصدقائك، ولهذا ستجد الصديق الأبرز كريما عادة، كما أن الإسراف في النقد والآراء السلبية في الأصدقاء من الأشياء المنفرة، فلا أحد يحب الاستماع لمن ينتقده دائما، ومن العادات السلبية أيضا كثرة الشكوى والميل المفرط للكآبة، والمزاح الثقيل أو استعمال اليد فيه، ومن صفات الصديق السيئ أيضا عدم مبالاته بمشاعر أصدقائه وظروفهم، وتنصله من مسئولياته، وعدم الوفاء بوعوده، وعدم تذكر أصدقائه سوى لأهداف مصلحية ولحاجته الشخصية، وهذه هي الصفات التي يجب التوقف عنها أو تجنبها من البداية كي تصبح الصديق الأبرز بالنسبة لأصدقائك.

أخيرا الصديق الأبرز هو أهم فرد في دائرة الأصدقاء، وعادة ما يكون أول من نهاتفه ونخبره بأفراحنا ونطلب بقائه قبل البقية، وذلك لما يتميز به من صفات جذابة تجعل منه شخصا مميزا بوجه عام، وكذلك لما يقوم به تجاه أصدقائه، وما يجعله شخصية مفضلة، يطيب الأصدقاء لحضورها، وتترك بغيابها آثارا جميلة وذكرى جيدة، فالصديق الأبرز هو الذي تنعكس شخصيته المميزة على سلوكه ومعاملاته مع الأصدقاء، فنرى فيه النجاح والكرم وحسن الأخلاق ومساعدة الأصدقاء وتفهمهم وتقبلهم والاهتمام بأمرهم وسعة الإطلاع وحسن الاستماع وغيرها من الصفات، وهي التي تمنحه القدرة على الوصول لأهدافه والاستفادة من حاضره وتطوير نفسه، لذا فالأثر المميز له يعد طبيعيا، وهذا ما يجعلني أثق أنه بالحرص على تميزنا وبناء ذواتنا وتطوير أنفسنا سيصبح كل منا الصديق الأبرز في دائرته.

الكاتب: أحمد ياسر

إبراهيم جعفر

أضف تعليق

ستة عشر − 6 =