تسعة
الرئيسية » مجتمع وعلاقات » الشخصية » الشخصية السيكوباتية : ما هي السيكوباتية وكيف تتعامل معها؟

الشخصية السيكوباتية : ما هي السيكوباتية وكيف تتعامل معها؟

الشخصية السيكوباتية هي نوع من الشخصيات التي تتميز بقدر كبير من الاضطراب والغرابة، تحاول الكاتبة تسليط الضوء على الشخصية السيكوباتية وكيفية التعامل معها.

الشخصية السيكوباتية

يوجد الكثير من أنواع الشخصيات التي لا نعلم عنها شيء مثل الشخصية السيكوباتية ، وقد نعلم أيضًا عن بعض أنواع الأمراض النفسية من حيث الكلمات، ولكن الوصف الحقيقي للأمراض يكون مجهول لدى البعض. ولذلك أحيانًا كثيرة ينخدع البعض في عمل علاقات مع أشخاص ويفاجئون فيما بعد أنهم كوارث نفسية متحركة، وأهمهم الشخصية السيكوباتية التي سنتكلم عنها اليوم بصورة جديدة وجميلة وبسيطة. سنجعلك مثقف وعارف بما يحدث لدى مثل هؤلاء الأشخاص لتتجنبهم في حياتك، لأن الأمر يصل إلى الارتباط والزواج. فتخيل لو تزوجت من شريك حياة سيكوباتي، ربما تقول إنه لأمر عادي وربما سيجتاز الأمر. ولكننا هنا سنوضح لك لماذا يجب أن تبتعد تمامًا عن مثل هذه الشخصية في حياتك.

تعرف على ملامح الشخصية السيكوباتية

ما هي الشخصية السيكوباتية

يوجد دليل يسمى “”دي اس ام” وهو عبارة عن مرجع معتمد لهيئة تشخيص الإضرابات الشخصية. هذا الدليل يُعرف الشخصية السيكوباتية على أنها: شخصية عدائية ذكية، بمعنى أن مثل هذه الشخصية تكون من الداخل عنيفة جدًا ولكنها تستخدم الجاذبية والتمويه، والكلمات، والتخطيط، حتى يشبعون حاجتهم العنيفة والأنانية. كما يفتقدون أصحاب هذه الشخصية إلى الشعور بما يسمى “الضمير الإنساني”، ولا يتعاطفون مع الآخرين، بل يتعاملون مع إيذاء الغير ببرود وشر حقيقي دون أدنى شعور بالذنب.

ويضيف أحد الاستشاريين النفسيين ويدعى مايكل كونور: أن الشخصية السيكوباتية تحتاج إلى الآخرين بشدة ولكن ليس كما المعتاد. بل هو يحتاج إلى الآخرين ليشبع غريزته ورغباته بصورة عنيفة ومجردة من الأخلاق. وأيضًا بدون استثناء يتميزون “بالسادية”، والسادية هي استخدام تعذيب الآخرين جسديًا وعاطفيًا للاستمتاع بألمهم. ولو رأت الشخصية السيكوباتية أن هناك شخص يعيق تقدمها ورغباتها، فيكون مصير هذا الشخص هو الإيذاء المباشر، ويصل الأمر أحيانًا إلى القتل والتعذيب والاختطاف والتخدير والاغتصاب.

وأضاف مايكل أن الشخصية السيكوباتية، لديها ذكاء خارق في فن الإيذاء، ولسان حلو جدًا، وخديعة متمرسة، ويستطيع أن يلعب بأفكار وذهن وعواطف الآخرين بصورة سهلة جدًا، ثم يتخلص منهم. فتكون هذه هي الغاية، أن الأنانية التي في داخله، تولد ذكاء وكبرياء فيظن بذلك أن الآخرين ليسوا سوى صنف أدنى، مصنوعين لمتعته لأنه هو أذكى شخص في الكون ويعرف كيف يتحكم بهم. المشكلة هنا أنه لا يرى أن ما يفعله جريمة، فمفهوم الجريمة ليس في عقله من الأساس، بل يكون مفهوم المتعة هو المسيطر فلا يشعر بالذنب. أخلاقه تسمح له بفعل كل هذه الفظائع لمجرد أنه يرى أنه يستمتع ليس أكثر.

أعراض الشخصية السيكوباتية

هي بضعة أعراض مباشرة تعرفهم من مجرد النظر إلى أفعال هذا الشخص ومراقبته حتى تستطيع تميزه بسهولة على مدار الوقت. فهو لديه جاذبية من النوع التي يمتلكها الأشخاص السطحيون، سواء في الشكل أو الملبس. ويكون لديه عادة تجعله بارزًا جدًا بالنسبة للآخرين وهي الكذب بطريقة مريضة، حيث يكذب لأجل الكذب وللشعور بأنه أذكى من غيره. يميل إلى التلاعب والاحتيال في حياته الشخصية. لا يشعر بالذنب أو التعاطف مع أي شخص مهما كانت مشكلته. لا يتحمل أي مسئولية بل يفعل ما يحلو له فقط.

الاختلاف بين الشخصية السيكوباتية والشخصية السوسيواتية

هناك مفهوم قد يتشابه مع الشخصية السيكوباتية ألا وهي الشخصية السوسيواتية. ولكن في النوعية الأخيرة يكون الشر والعنف بطريقة عشوائية وغير مرتبة تمامًا، ولا يمتلك ذكاء وخداع الشخصية السيكوباتية. وتجدهم بصورة متفشية وكثيرة في السجون لأنهم أغبياء لدرجة أنهم يعادون أي شيء على سطح الأرض بصورة عدوانية ومباشرة دون سبب سوى حب الإيذاء.

نوعية الشخصية السيكوباتية الساحرة

يوجد عدة أنواع من الشخصية السيكوباتية، مثل الشخصية السيكوباتية الأولية والشخصية السيكوباتية الثانية، ولكننا سنتكلم في هذه النقطة عن الشخصية السيكوباتية الساحرة. وهي الشخصية التي يكون صاحبها جذاب جدًا ويعرف كيف يوقع ضحاياه باحتراف بلسانه المعسول. بل ويعرف كيف يسرب للآخرين نوعية السيكوباتية التي يمتلكها ويجعل منهم أشباه منه يخدمون أغراضه. فيقول “هارفللي كلي” أستاذ في علم النفس، في كتاب يدعى “قناع العقل”، أن معظم القادة الإرهابيين الدينين الذين يرسلون تابعيهم للانتحار في سبيل قناعات سيكوباتية وعنيفة، هم أساسًا يكونون أشخاص سيكوباتيين. وما يحدث هنا هو أن هذا القائد يستخدم الحيلة لإقناع المتطوعين بجودة قضيته وسماوتها. ولكن الكارثة هي أن الشخصية السيكوباتية عندما يتابع في مسرحيته وإقناعه للآخرين يبدأ هو في تصديق هذه الكذوبة، ليتحول في الأخير هو نفسه إلى كارثة متحركة متحمسة جدًا لإقناع الناس بكذبته، الذي هو نفسه صدقها لدرجة أن من الممكن أن يقتل كل الآخرين الذين لم يصدقونه.

كيف تنشأ الشخصية السيكوباتية

حدث إجماع من علماء النفس حسب الحالات المدروسة في كل العالم على الشخصيات السيكوباتية، أن العامل المشترك في النشأة يكون صعوبة الظروف والبيئة المحرومة التي تقتل الضمير والأخلاقيات والرحمة، خصوصًا في عقل الطفل. ليكبر على شاكلة شخص ليس لديه أي نوع من أنواع الذنب تجاه الأذى، لأنه في كل مرة يرى أنه تألم ألم أصعب من الآخرين والآخرين يبالغون في عذابهم منه. ومعظم الحالات كانت عبارة عن موت الوالدين في سن مبكرة والتربية في مكان قاسي لا يحمل أي مشاعر، أو التعرض إلى الضرب والتحرش الجسدي باستمرار في سن مبكرة.

وفي حالة الشخصية السيكوباتية الساحرة يتجلى الذكاء الذي يمتلكه مثل هذا النوع من الأشخاص من خلال التحام الذكاء مع عدم الشعور بالذنب. فتجد الشخص يصل للمناصب بسرعة جدًا ويقيم المكائد لأي شخص يقف في طريقه، ولأنه من الداخل شديد القسوة وشديد الذكاء، فلا يتوانى عن فعل أي شيء لأي أحد يمكن أن يكون سبب عثرة له.

الكذب بطريقة مريضة وزائدة عن الحد

كنا قد تكلمنا في لمحة سريعة عن أكثر الصفات التي تكشف لنا هذا الشخص وكان الكذب بطريقة مبالغة من ضمن الصفات الظاهرة. وفي هذه النقطة سنتكلم عن مواقف عملية كي تفهم الطريقة التي يتكلم بها وتلاحظها. لئلا تكون ساذج وتجد نفسك تستغل من هذا الشخص بسهولة وبطريقة سيئة. ومن ضمن أكثر الأمثلة انتشارًا مع الشخصية السيكوباتية، هي عندما يتكلم مع شخص أمامك ويكذب عليه وأنت تعلم أنه يكذب عليه، وعندما تسأله لماذا كذبت على هذا الشخص، تفاجئ في طريقة كلامه أنه يكذب عليك أنت أيضًا. فهو هنا ليس له عزيز هو يكذب لمجرد الكذب، لأنه يستمتع أن يشعر أن الآخرين أغبياء ويصدقون حكاياته.
لا يشعر بالذنب أبدًا

في هذه النقطة، تجده وهو معك وأنتم تشاهدون مشهد مقزز أو جرح أو طفل في حالة مأساوية، يضحك ولا يهتم بل ويسخر منك أنك تتأثر بمثل هذه المشاهد. وستجده غالبًا يطلب منك مطالب منافية للأخلاق، وعندما ترفض، تجده حاول أن يقنعك بمنطقية كأنه شيطان. وتفاجئ أنت نفسك بأنك غيرت وجهة نظرك وصرت لا تشعر بالذنب. ولذلك إن وصلت لمثل هذه المرحلة فلا تصمت وتخنع، بل حاول أن تقطع علاقتك به فورًا لأنك سلعة بالنسبة له، هو يستغلك فقط.

العلاقات الحميمة المفرطة

تجده أيضًا غير مكتفي بزوجته أو حتى خليلته، بل يمارس الرذيلة مع أكثر من شخصية، ويكون علاقات عاطفية كثيرة، وكلهم في نفس الوقت. ولا يهتم بمشاعر أي أحد من علاقاته المتعددة أبدًا. بل كل ما يفعله هو إشباع لغرائزه بأنانية مفرطة وزائدة عن الحد بصورة مريضة.

أخيرًا عزيزي القارئ الشخصية السيكوباتية هي من أسوء الشخصيات التي من الممكن أن تقابلها في حياتك. ولذلك بعد أن تقرأ هذا المقال حاول أن تراجع قائمة معارفك ومن يتوافق مع هذه الصفات وأنت متأكد منه امسحه من حياتك فورًا لمصلحتك الشخصية.

سلفيا بشرى

طالبة بكلية الصيدلة في السنة الرابعة، أحب كتابة المقالات خاصة التي تحتوي علي مادة علمية أو اجتماعية.

أضف تعليق

تسعة + 7 =