تعد الحميات النباتية من أحدث الأنظمة الغذائية العالمية التي اعتمدها خبراء التغذية وأخصائيو الصحة والتغذية العلاجية في العالم أجمع، من أجل الحفاظ على الصحة العامة وبهدف التمتع بحياة خالية من الأمراض سواء كانت تلك الأمراض ناجمة عن سوء التغذية أو التغذية غير الصحيحة أو حتى الأمراض الناجمة عن غير ذلك، كما تساهم تلك الحميات بشكل فعال في إنقاص الوزن، ولذا فهي أنظمة مثالية لمرضى السمنة ومرضى السكري خاصة من النوع الثاني، بالإضافة إلى مرضى القلب وتصلب الشرايين وكل الأمراض الناجمة عن الزيادة المفرطة في الوزن. ولا يقتصر دور الأنظمة النباتية على إنقاص الوزن أو السيطرة على الأمراض الناجمة عن السمنة فقط، بل إنها تساعد متبعيها على الاحتفاظ بحيوية دائمة وتمنحهم شبابًا ونضارة لا يذويان بمرور الأيام. وللحميات النباتية أنواع عدة تختلف في بعض أنواع الأغذية المتاحة لكل منها، ولكنها تتفق جميعها وبشكل جذري في الاعتماد على الخضراوات والفاكهة وتجنب جميع أنواع اللحوم ومشتقاتها.
الحميات النباتية وفوائدها الكثيرة للصحة الجسدية
نشأة الحميات النباتية
تعتمد الأنظمة النباتية في التغذية اعتمادًا كاملًا وكليًا على المنتجات النباتية فقط من خضر وفاكهة وحبوب وبقوليات مع التجنب الكامل والكلي لجميع المنتجات الحيوانية من لحوم الأبقار والأغنام والماعز والإبل والخنازير والخراف والجديان والدواجن ومشتقاتهم، وفي الفقرات التالية سنوضح لك كيف نشأت الحميات النباتية .
الاحتلال النازي والنظام النباتي
يرجح الخبراء والمختصون أن أول ظهور لمثل تلك الأنظمة الغذائية النباتية كان في دولة هولندا إبان الاحتلال النازي لها في أحداث الحرب العالمية الثانية بقيادة أدولف هتلر، إذ حوصرت بلدات هولندية بأكملها ومنعت عنها الإمدادات التموينية والسلع الغذائية بأكملها، وفرض عليها نظام الاحتلال النازي الجديد حظرًا تجاريًا متعسفًا امتد إلى فترات طويلة وأدى إلى وقف تداول وبيع جميع أنواع رؤوس الماشية والدواجن فأدى ذلك بدوره إلى وقف تداول وبيع جميع المنتجات الحيوانية، فما كان من أهالي تلك البلدات إلا أن قرروا مقاومة الجوع بالاعتماد في مأكلهم على ما يخرج فقط من الأراضي التي يزرعونها من خضر وفاكهة وحبوب وبقول. وبالفعل نجح أهالي تلك البلاد في البقاء على قيد الحياة وحموا أنفسهم من الموت جوعًا. وعقب فشل هتلر في اجتياح أوروبا واضطرار جيوشه إلى الرحيل عن كاهل هولندا، قام الأطباء بإجراء فحوصات طبية شاملة على أولئك المزارعين الذين تخلوا قسرًا ورغمًا عنهم عن إدراج مختلف أنواع المنتجات الحيوانية إلى قوائم طعامهم ظنًا منهم أن أولئك المزارعين لابد وأنهم يعانون من أمراض سوء التغذية وفقر الدم، إلا أنهم وجدوا مفاجأة غير متوقعة على الإطلاق بانتظارهم.
نتائج الفحوصات
إذ أسفرت نتائج تلك الفحوصات التى أجروها على المزارعين عن مؤشرات مذهلة لخلوهم من الأمراض، مع أنهم توقعوا على الأقل وجود مرض واحد على الأقل من أمراض السكري وارتفاع ضغط الدم القلب وقصور الشريان التاجي وتصلب الشرايين وارتفاع منسوب الكوليستيرول في الدم وارتفاع نسبة الدهون الثلاثية في الدم. بل أنهم لم يرصدوا حالة واحدة تعاني فقرًا في الدم أو الأنيميا، ولم يرصدوا أيضًا حالة واحدة تعاني من السمنة أو زيادة في الوزن. والمفاجأة أنهم رصدوا انخفاضًا مذهلاً في مستوى الكوليسترول في الدم، وهو ما يعد بالطبع أمرًا صحيًا للغاية يطمح إليه كل إنسان، كما رصدوا استقرارًا كبيرًا في مستوى الجلوكوز أو السكر في دماء المزارعين. ولاحظوا أيضًا ارتفاع معدل متوسط أعمار المزارعين عن أقرانهم من الأوروبيين الذين لم يتعرفوا على الحميات النباتية وذلك بشكل لافت جدًا للنظر، وبصورة مذهلة بدوا أصغر سنًا بكثير من أعمارهم الحقيقية واندهشوا من خلو حتى كبار السن منهم من ضعف الذاكرة وضعف التركيز وتشتت الانتباه، حتى أنهم لم يرصدوا حالة واحدة للإصابة بمرض الألزهايمر الشائع بين كبار السن خاصة.
صحة كاملة
أقر المعالجون والباحثون بأن المزارعين أصحاء تمامًا، ومعافون كلية من أمراض فقر الدم وأنهم يتمتعون بمنسوب مثالي من الهيموجلوبين في الدم وبأعداد طبيعية من كريات الدم الحمراء والبيضاء والصفائح الدموية على حد سواء، فضلا عن إشادة الأطباء بمنسوبات الكوليسترول والجلوكوز والدهون الثلاثية المنخفضة والمنضبطة والصحية في دماء المزارعين، وأنهم ينعمون بصفاء ذهني مذهل.
انتشار الحميات النباتية
عرفت الأنظمة النباتية طريقها إلى الانتشار بالتزامن مع هوس العالم أجمع بفكرة الطعام الصحي، ومع تصاعد حمى اجتياح أساليب التغذية الصحيحة وغزوها لأدمغة البشر من مختلف بقاع العالم وخاصة بعد التصديق على التقارير الطبية بشأن مزارعي هولندا النباتيين. ومع الأخذ في الاعتبار لما سببته الحروب المتعاقبة من دمار شامل في أنحاء العالم بأسره، ومع تكرار مشاهد القسوة وانعدام الرحمة والإنسانية التي جرت وقائعها خلال فترات الحروب، فقد تعالت أصوات جماعات الرفق بالحيوان، داعية إلى منع ذبح الحيوانات والاقتيات على لحومها وشحومها، وشنت تلك الجماعات حملات ضارية على المسلمين بسبب تطبيقهم لذبح الحيوانات في عيد الأضحى ولم يضعوا في الاعتبار أنها من شعائر الدين الإسلامي الأساسية، وتعد نجمة الإغراء الفرنسية الشهيرة بريجيت باردو من أشهر المدافعات عن حقوق الحيوان ومن أشرس من هاجموا المسلمين، ومن هنا بدأت الحميات النباتية بالانتشار.
جماعات الرفق بالحيوان
قامت فلسفة تلك الجماعات بدعوة البشر إلى التوقف نهائيًا عن الاعتماد على لحوم وشحوم الحيوانات، وتبنت في ذلك فلسفة أخلاقية بحتة تزعم أن للحيوانات أرواح لا ينبغي إزهاقها من أجل التهام لحومها وشحومها، كما دعت إلى الاكتفاء بالاعتماد على النباتات فقط من خضراوات وفاكهة وحبوب وبقول، ولاقت تلك الدعوات صدى واسع في الدول الغربية، وبمرور الوقت ظهرت جماعات أخرى تنادي بضرورة الاتجاه نحو الحميات النباتية والتوقف عن تناول المنتجات الحيوانية المختلفة من لحوم الماشية الحمراء ولحوم الدواجن البيضاء ومشتقاتها والاكتفاء بالمنتجات النباتية فقط، ولكن من وجهة نظر صحية وطبية فقط وبعيدة كل البعد عن النظرة الأخلاقية للحركات السابقة.
أنواع الحميات النباتية
تنقسم الأنظمة النباتية إلى أنواع عدة، وتندرج أسفلها تنويعات مختلفة تتفاوت فيما بينها بشأن الأطعمة المسموح بإدراجها على قوائم طعام كل نظام منها، ولكنها تتفق جميعها وتشترك في القاعدة العريضة من حيث المنع النهائي الكامل لتناول أي من المنتجات الحيوانية والاعتماد كلية على المنتجات النباتية فقط، وفيما يلي نستعرض أبرز أنواع الحميات النباتية .
النباتية البحتة
تعد النباتية البحتة (Vegan) من أشد أنواع الحميات النباتية صرامة، إذ لا تحظر فقط تناول المنتجات الحيوانية من لحوم حمراء ولحوم بيضاء، بل إنها تحظر حتى تناول أي من مشتقات المنتجات الحيوانية سواء من مشتقات المواشي أو من مشتقات الدواجن والطيور، حيث لا يمكن أبدًا لمتبعي النباتية البحتة شرب الألبان، سواء ألبان الأبقار أو الجاموس أو أي نوع آخر من الألبان المستقاة من ضروع الحيوانات، كما لا يمكنهم أيضًا تناول أي نوع من أنواع الأجبان المختلفة، ولا حتى الأجبان منخفضة الدهون أو قليلة الدسم أو عديمة الملح، وكذلك تحظر جميع أنواع الزبادي بما فيها الأنواع منزوعة الدسم، ويمتد الحظر إلى أي منتج من منتجات الألبان، ولا يسمح حتى بتناول أي أطعمة تحتوي على الألبان أو إحدى منتجاتها أو إحدى مشتقاتها ضمن مكوناتها ولو حتى بنسب ضئيلة.
موقف النباتية البحتة من منتجات الدواجن والطيور ومن لحوم الأسماك
لا يختلف موقف الحميات النباتية البحتة من منتجات الدواجن والطيور مثل البيض، ومن لحوم أطعمة البحر مثل الأسماك بمختلف أنواعها والروبيان والكابوريا والسبيط، وكافة فواكه ومأكولات البحر الأخرى عن موقفها مما سبق ذكره من أطعمة، إذ تمنع النباتية البحتة متبعيها من تناول البيض بكافة أشكاله ومن كافة مصادره، كما تمنعهم من تناول أي نوع من أنواع الأطعمة أو المأكولات المستخرجة من أعماق البحار كالأسماك والمحار والقريدس وسرطان البحر وغيرها. وتمنع تناول الزبد أو السمن أو اللبن الرائب ولا تسمح باستخدام مقنن للزبد أو للسمن أو اللبن الرائب في تحضير أو تجهيز أي نوع من أنواع الأطعمة المسوح بها في نطاق ذلك النظام من النباتية البحتة.
النباتية البحتة والمنتجات المصنعة
المنتجات المصنعة هي المنتجات التي تتضمن في مكوناتها مواد اصطناعية غير طبيعية، وتندرج جميع ألوان المواد الحافظة والألوان الاصطناعية – حتى تلك المصرح بها عالميًا والمنصوص على النسب المثالية الآمنة لاستخدامها – في إطار المنتجات المصنعة المحظورة من قبل نظام الحمية النباتية البحتة، ولا يكتفي نظام الحميات النباتية البحتة بمنع المواد الحافظة والألوان الاصطناعية فقط، بل يذهب إلى أبعد من ذلك ويحظر استخدام أي من المنتجات المصنعة أو المحفوظة أو الملونة اصطناعيًا حتى ولو كانت منتجات نباتية خالصة، فعلى سبيل المثال يمنع النظام أتباعه من تناول الخضراوات المجمدة المحفوظة سلفًا ويمنعهم من استخدام الصلصة المعلبة ويجبرهم بحزم على تناول الخضراوات الطازجة فقط وعلى إعداد الصلصة وما شابهها من منتجات منزليًا لضمان خلوها من المواد الحافظة والأصباغ الاصطناعية.
النباتية البحتة والزيوت النباتية
يتطرف نظام الحمية النباتية إلى الحد الذي يمنع فيه حتى استخدام الزيوت من أصل نباتي، ويستوي في ذلك زيت الذرة وزيت زهرة دوار الشمس وزيت الزيتون وزيت بذرة القطن وزيت اللوز وزيت جوز الهند وزيت النعناع وزيت القرفة وزيت الجنزبيل وزيت القرنفل وزيت حبة البركة، وكافة الزيوت الأخرى ذات المصدر النباتي سواء كانت زيوت عطرية أو غير عطرية، وذلك لأن استخلاص الزيوت من كل تلك المنتجات النباتية، يستلزم استخدام مواد مصنعة لإتمام عمليات تحويل النباتات إلى زيوت، وهو ما يمنع منعًا قاطعًا في نظام النباتية البحتة.
السكر والملح
كأحد أكثر الحميات النباتية صرامة، يصل نظام الحمية النباتية إلى أقصى درجات صرامته وتشدده وتطرفه حين يمنع متبعيه من إضافة كل من السكر والملح إلى مشروباتهم ومأكولاتهم، ولا يستثنى من ذلك أنواع المُحليات الاصطناعية المختلفة، سواء تلك المصنوعة من مواد سكرية لا يمتصها جسم الإنسان مثل مادة الأسبرتام أو تلك المستخلصة من سكر الفاكهة مثل سكر الفركتوز، وبذلك تحظر السكاكر جميعها على اختلاف أنواعها ومصادرها، كما يحظر تمامًا إضافة الملح إلى الطعام ولا يسمح حتى بمساحيق ملح الطعام المعدلة منخفضة الصوديوم.
النباتية الوسطية
تعرف النباتية الوسطية (Vegetarian) بأنها أكثر أنظمة الحميات النباتية اعتدالاً وأشدها حرصًا على تكامل العناصر الغذائية المختلفة وتجنب المضاعفات الصحية الناتجة عن نقص بعض الفيتامينات والمعادن وبعض العناصر الغذائية الأخرى المهمة، مثل تلك المضاعفات الصحية شديدة الخطورة التي تنتج عن نقص الكالسيوم وفيتامين ب 6 وفيتامين ب 12 وفيتامين ب المركب، وينفرد نظام الحمية النباتية الوسطية بإتمام ذلك كله جنبًا إلى جنب داخل إطار الالتزام بالقواعد العامة العريضة للحميات النباتية، من حيث تجنب اللحوم الحمراء واللحوم البيضاء تجنبًا كاملاً مع السماح بإدراج بعض منتجات ومشتقات اللحوم الحمراء واللحوم البيضاء إلى قوائم الطعام المسموح بها، حيث يمكن لمتبعي الحميات النباتية الوسطية تناول البيض والأجبان منخفضة الدهون والزبادي منزوع الدسم وإضافة الملح إلى طعامهم، كما يسمح لهم أيضًا بشرب الألبان خالية الدسم واللبن الرائب منزوع القشدة بالإضافة إلى إمكانية إدراج لحوم الحيوانات البحرية إلى قوائم طعامهم بصفة أسبوعية ولكن بنسب محددة.
النباتية الوسطية والزبد والسمن والزيوت النباتية
لا يزال متبعو نظام الحميات النباتية الوسطية محظورين من استخدام الزبد الحيواني والسمن الحيواني، ولا يسمح لهم أبدًا بإضافة أي من الزبد أو السمن إلى طعامهم ولا حتى بنسب ضئيلة، ولكن يمكنهم إذا لزم الأمر استخدام بعض أنواع الزيوت ذات الأصل النباتي مثل زيت الذرة وزيت بذرة القطن وزيت زهرة دوار الشمس وزيت الزيتون وزيت الجوز هند وزيت اللوز وزيت القرنفل وزيت الجنزبيل وأنواع الزيوت النباتية الأخرى المستقاة من أصل نباتي أو عشبي، ويوافق على السماح لمتبعي الحمية النباتية الوسطية باستخدام الزيوت سابقة الذكر وإضافتها إلى طعامهم في أضيق الحدود.
نباتية البيض واللبن
يسمح نظام نباتية البيض واللبن (Lacto-ovo) لمتبعيه بتناول البيض وشرب الألبان منزوعة الدسم فقط، ولا يسمح لهم أبدًا بتناول منتجات الألبان المختلفة من أجبان مهما كانت شحيحة الدهن وقليلة الملح، بالإضافة إلى أن نظام نباتية البيض واللبن يحرم متبعيه من تناول اللحوم الحمراء واللحوم البيضاء بشكل كامل.
النظام نصف النباتي
يعتبر النظام نصف النباتي (Semi-vegetarian) أو شبه النباتي من أكثر أنواع الحميات النباتية انتشارًا وأوسعها تطبيقًا، ويرجع ذلك إلى السهولة النسبية في اتباعه وتنفيذه مقارنة بأنواع الأنظمة النباتية الصارمة الأخرى.
خصائص النظام نصف النباتي
ينفرد النظام نصف النباتي بعدة مميزات تجعله مختلفًا بعض الشيء عن أنواع الحميات النباتية الأخرى، فبجانب اعتماده رئيسيًا على المنتجات النباتية من خضراوات وفاكهة وحبوب وبقول إلا أنه يسمح بإدراج بعض أنواع اللحوم الحمراء وبعض أنواع لحوم الدواجن البيضاء وبعض أنواع لحوم الأسماك والمأكولات البحرية ضمن قوائم طعام متبعيه، إذ يتم تمرير مقادير ضئيلة من اللحوم الحمراء واللحوم البيضاء ولحوم الأسماك منخفضة الدهن من مرة إلى مرتين أسبوعيًا، مع الإبقاء على الاعتماد على المنتجات النباتية بشكل أساسي طيلة أيام الأسبوع المتبقية، كما يسمح لهم بتناول البيض وشرب الألبان خالية الدسم وتناول منتجات الألبان المختلفة من أجبان وغيرها شريطة أن تكون منزوعة الدهن وشحيحة الملح.
دراسة صينية هامة عن النباتية
ذكرت هذه الدراسة في كتاب جون روبينز “النظام الغذائي لأمريكا جديدة” وفيها مقارنة بين الدول المختلفة التي يكثر فيها اتباع الحمية الغذائية والدول الأخرى فإن معدلات الأمراض تزيد في الأخيرة، والتي تعرف بالأمراض الغربية، وكذلك أمراض القلب، وهي دراسة مهمة لأنها تفسر الدور الحساس الذي يؤثر فيه النظام على الجينات بالإيجاب أو السلب، والتحكم التسلبي لآثار الكيمياء غير الصحية، وأن التأثير على المدى البعيد سيكون هو الأفضل بالنسبة لمتبعي النظام، خاصةً في زيادة معدل العمر، وكذلك فإن الأمر يتعلق بطريقة تناول اللحوم، فمثلاً نجد في اليابان وبلدان أخرى أن طرق الطهو مثل السلق أكثر صحية من طرق طهي وجبات ماكندولندز.
المصطلح
المصطلح الإنجليزي الذي يترجم عن الكلمة هو Vegetarianism تم استخدامه للمرة الأولى في سنة 1944 عبر إيلزي شيريجلي ودونالد واتسون.
البدائل المتاحة لمتبعي الحميات النباتية
يواجه بعض النباتيين صعوبة كبيرة في إيجاد بدائل صحية تتوافق والأنظمة التي يتبعونها، كما أنهم قد يواجهون بعض الأخطار الصحية الجسيمة في حال عدم التزامهم بالبدائل، وخصوصًا أولئك الذين يتبعون الحمية النباتية البحتة، حيث يكونون أكثر عرضة لمخاطر الإصابة بنقص الكالسيوم وما ينتج عنه من أمراض هشاشة العظام، نظرًا لامتناعهم التام عن تناول البيض وشرب الألبان، وهما مصدرا الكالسيوم الوحيدان، فكان لزامًا إيجاد بدائل تعويضية، وبناء عليه فإنه يسمح لمتبعي الحمية النباتية البحتة مثلاً بشرب لبن الصويا أو لبن جوز الهند منزوع السكر أو لبن اللوز منزوع السكر أيضًا، وبذلك يمكنهم تأمين احتياجات أجسادهم من الكالسيوم. كما يمكنهم أيضًا تناول أنواع المكسرات المختلفة ولكن بكميات مقننة لتعويض حرمانهم من استخدام الزيوت والدهون ولإمدادهم بالأحماض الأمينية الأساسية التي تحتويها بذور المكسرات بكثافة، ويلجأ بعض النباتيين إلى تناول المكملات الغذائية على هيئة أقراص من الكالسيوم وأقراص أو حقن من فيتامين ب المركب لتجنب مضاعفات النقص.
معلومات عن متبعي الحمية النباتية
بعد توضيحنا لكل ما يخص الحميات النباتية وأنواعها وظهورها، فالفقرات التالية هي عبارة عن بعض المعلومات الشيقة التي تخص النباتيين والتي يمكن أن تقدم لك منظور جديد لتفهم الموضوع بشكل كامل.
أهم النباتيين
قبل حادثة حصار القرى الهولندية، فقد كان هناك ظهور ولكن على نطاق ضيق للنباتيين حول العالم، فمثلاً نجد النظام موجود في الثقافة الهندية القديمة، كما أن الثقافة البوذية تدعو بشكل عام إلى الابتعاد عن تناول اللحوم، والثقافة الهندوسية تحرم لحوم الأبقار، لكن الظهور الأول لمجموعة النباتيين كان في العقود الأخيرة من القرن التاسع عشر، حيث تم تكوين جمعية لهم في إنجلترا ولكنها قوبلت بردود فعل ساخرة، أما في عصور النهضة والتي تليها فقد ظهر بعض المفكرين الذين دعوا إلى الابتعاد عن تناول اللحوم أو على الأقل رفضوا تعذيب الحيوانات مثل ليوناردو دافينشي وتوماس هوبز، وفي العصور الحديثة تحول عدد كبير من المشاهير إلى النظام، مثل ليو تولستوي وستيف جوبز وبيل كلينتون وفرانز كافكا والمغني برينس وباميلا أندرسون وراسل براند وأليشيا سلفرستون وديان وراين روزا باركس وبريجيت باردو وجورج برنارد شو وألبرت آينشتين وسلفيستر جراهام وبينجامين فرانكلين وباول فينر وتوماس ألفا إديسون وكوريتا سكوت كينج وفريد روجرس وكارل لويس وريكي ويليامز ومارتينا نافاراتيلوفا وبول مكارتيني وناتالي بورتمان.
النباتية حول العالم
كما ذكر في كتاب تريسترام ستوارت المعنون باسم “الثورة الخالية من الدم: تاريخ ثقافي للنباتية من سنة 1600 حتى العصور الحديثة”. فإن هتلر كان يعتقد أن النظام النباتي سيكون الأفضل إذا التزم به الجنود وقطاع كبير من الشعب، فهتلر كان مخطط عبقري وقادر على تحليل رغباته وتأثيرات الأنظم وترابط الأفكار بها حتى استطاع أن يكون قاعدة عريضة من الجماهير يسيرون في اتجاه واحد، وذلك بالرغم عما عرف أن الألمان عن عقلانيتهم، فقد سحب خيط التطرف من العقول حتى سيطر عليهم، وهذا بالرغم من وحشيته، لكنه عرف أن النباتية هي المستقبل للجيش الألماني، وقال أن جنود قيصر عاشوا حياة نباتية وهذا اعداء غير دقيق، وأن مقاتلي الفايكينج ما كانوا سيصلون إلى قوتهم بدون اعتمادهم على الحياة النباتية.
خاتمة
في نهاية المقال ستكون قادرًا على تحديد رأيك تجاه النظام وأنواعه المفصلة، ولو أن الرأي العام هو أنه في حالة قيام الإنسان بالاتجاه نحوه أو التعاطف معه فإنه على الأغلب سيتجه إلى الحمية شبه المعتدلة وربما على وتيرة غير منتظمة، فقسوة أنظمة أخرى تجعله صعب التطبيق وفي بعض الحالات خطر على الصحة، لذا فإن مراجعة الطبيب هو أمر لازم.
أضف تعليق